خطيب المسجد الحرام: من استعمل بصره وسمعه في معصية الله ينتظره 6عقوبات
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط ، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الجوارح من الأمانات التي أُمر العبد بأدائها، والقيام بمقتضاها، فقد خلقها الله تعالى فيه، وجعلها طيعة له، تأتمر بأمره، وتحقق له مراده، وتوصله إلى غايته.
6 عقوباتوأوضح " خياط" خلال خطبة الجمعة الثالثة في رجب اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه يجب عليه أن لا يستعملها إلا في ما يرضي به ربه، بإطاعة أمره، وباجتناب نهيه، والحذر من أسباب سخطه وموجبات عقوبته.
وتابع: فإن استعمل هذه الجوارح المسخرة له في معصية الله عز وجل، وجعل منها أداة ووسيلة إلى ركوب الخطايا واجتراح الآثام، وسببًا لاستجلاب غضبه سبحانه واستنزال سخطه واستحقاق عقابه، فقد خان بذلك- الأمانة، وجنى الحسرة والندامة، يوم تشهد عليه جوارحه بما قدمت يداه.
وأضاف أن من الإمانة حفظ الودائع التي يستودعها بعض الناس عند بعض، وأدائها وردها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، امتثالًا لأمر الله تعالى برد الأمانات وأداء الودائع إلى أصحابها.
امتثالًا لأمر اللهواستشهد بقوله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾، منوهًا بأن الأمانة أعم من ذلك، وأجمع لمعان وأبواب كثيرة، فمنها أمانة الإنسان على نفسه، بكمال حرصه على القيام بما أسند إليه من واجبات.
واستطرد: وما أوكل إليه من مهمات، وهو يستلزم الإخلاص في عمله، بإجادة واتقان، تستلزمان المواظبة والمتابعة والتطوير للقدرات، وحسن الاستثمار للمواهب، والتوظيف المناسب والمسؤول للموارد، والحذر من تبديدها في غير ما جعلت له، أو إضاعتها فيما لم تسخر له أو توجه إليه.
وأفاد بأنه قد أثنى الله على القائمين على أماناتهم، بالرعاية والعناية والاهتمام، وكمال الإخلاص في الأداء، ووعدهم بنزول الجنة دار كرامته، فقال: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ، وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ﴾.
وأشار إلى أن سعادة المتقين، وفوز الفائزين، وحظوة المهتدين برضوان رب العالمين، والظفر بإكرامه وحسن مثوبته، وجميل بره وألطافه، مبني على القيام بالتكاليف التي أمر الله بها، وأوجبها على عباده، وفرضها على عموم خلقه، وهي التي جاءت الإشارة إليها في قوله عز اسمه: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾.
وأفاد بأن معنى قوله تعالى (ظلومًا لنفسه ) عندما عصى ربه ومولاه، ولم يقم بما افترض عليه، جهولًا بعاقبة تفريطه وما يلحقه من عقاب، بسبب إخلاله بما التزمه وائتمن عليه، من أوامر أُمر بها، ومناهي نُهي عنها،.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام أسامة خياط في معصية الله 6 عقوبات
إقرأ أيضاً:
أبو الحجاج الاقصري.. شيخ الزمان وصاحب البركات وأبو المعارف المأثورة
سيدي أبو الحجاج الاقصري، رضى الله عنه، فهو شيخ الزمان، صاحب المعارف المأثورة، والمكاشفات المذكورة، والأمور الربانية، فكان أحد الشيوخ الذي انتفع الناس ببركاته، وصالح دعواته، ودخلوا في خلواته، وتقدمت كرامات الصوفية إليه، فتقدمها كراماتهُ وأتمت. وعندما يهل علينا الشهور المباركة، بداية من رجب، مروراً بشعبان، ثم رمضان، من كل عام، حاملا ذكرى خاصة لكل الأقصريين، يظهر طيف القطب الصوفي الجليل صاحب الساحة والمسجد الأكبر في الأقصر، سيدى أبا الحجاج الأقصري، والذي يقدر عدد زائريه سنويًا بأكثر من 6 ملايين شخص.
ولد القطب السني الصوفي العارف بالله يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد الشهير بأبو الحجاج الأقصري في بغداد بعهد الدولة العباسية والخليفة المقتفي لأمر الله، وكان والده صاحب منصب كبير في الدولة العباسية وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين حفيد رسول الله ﷺ. تعلم أبو الحجاج الأقصري على أيدي كبار علماء التصوف، حيث تفرغ للوعظ، ووصل إلى الأقصر أواخر حكم صلاح الدين الأيوبي، وذاع صيته لما عرف عنه من الزهد والورع، وتوفي عن عمر ناهز التسعين عاماً. أما مسجد العارف بالله أبي الحجاج الأقصري، والذي تأسس في عهد الدولة الأيوبية، فهو معروف بطرازه وأعمدته الفرعونية، ما يجعله مقصدا مهماً للمريدين ومحبي الصوفية، وايضاً السائحين جنبا إلى جنب.
تعلو المسجد مئذنة مبنية بالطوب اللبن طولها 14 مترا، على الطراز الفاطمي وهي من أجمل المآذن الموجودة بصعيد مصر في الوقت الحالي، وأقيمت المئذنة في عهد أبي الحجاج الأقصري نفسه، وتتكون من 3 طوابق، وفي أعلاها مجموعة من النوافذ والفتحات، والجزء السفلي المربع مقوي بأعمدة خشبية، كما أضيفت إلى المسجد مئذنة أخرى في فترة لاحقة. كما يعتبر مسجد أبو الحجاج الأقصري ملتقى لحضارات ثلاث، إسلامية وفرعونية وقبطية، حيث من أسفله أقيمت كنيسة قبطية من الناحية الغربية، علاوة على كونه مقامًا بين أعمدة وجدران الجزء العلوي لمدخل معبد الأقصر الأثري، الذي شيّده الملك الفرعوني رمسيس الثاني.
وتملأ النقوش الفرعونية كل مكان بالمسجد، والسبب يعود إلى أن المسجد أقيم أعلى أطلال معبد الأقصر من الناحية الشمالية بداخل الجزء العلوي والمعبد ظل فترة طويلة مغطى بجبال من الرمال ولا تظهر منه سوى الأعمدة العلوية فقط، فاختار أبو الحجاج الأقصري الجزء البارز من أعمدة المعبد لإقامة مسجده.