كشف تقرير نشرته مجلة “ماريان” الفرنسية أن الأمين العام لحزب الله اللبناني بات بمثابة ديكتاتور لبنان، فهو  يتحكم في القرار السياسي، ويخلق توترات مع الأحزاب السياسية الأخرى لا سيما الدرزية، الأمر الذي قد يخاطر بانزلاق لبنان إلى حرب أهلية.
وأوضح التقرير أن لبنان دائما ما كانت تفتقر إلى الحكم المنظم، بسبب الاستقطاب المتأصل بين الطوائف المختلفة، والفجوات الواسعة بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز، جنبا إلى جنب مع الإضافات الصعبة الأخرى مثل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، في الوقت الحالي، الأمر الذي أدى إلى خلق مجتمع مقسم، مما أضعف السلطة الحاكمة، ليجعل البلد فريسة للتدخلات الخارجية.


ونوه التقرير أنه على مر السنين، دفعت لبنان ثمنا باهظا جدا جراء التدخلات الخارجية، بداية من الحرب الأهلية في القرن المنصرم.
ولفت التقرير إلى أنه في الثمانينات، أرسلت إيران مجموعة لتأسيس فرع للشيعة الإيرانيين في لبنان، هذا الفرع المعروف لدى الجميع باسم منظمة حزب الله، أصبح في الواقع فرع إيران المسلح منذ فترة طويلة في هذه الدولة العربية، لافتة إلى أنه بعد الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2006، سيطر حزب الله بالكامل على جنوب لبنان، وأصبحت منطقة فرض النفوذ الخاص به، ولا ينازعه فيها أحد، حتى الأحزاب المسيحية القوية في البلد.
ولفت التقرير إلى أن حزب الله أصبح على مدار العشرين سنة الماضية، قويا بشكل لا يصدق في كامل البلاد اللبنانية، فمن ناحية يمارسون اللعبة الديمقراطية ويشاركون في الانتخابات البرلمانية، ومن ناحية أخرى يبنون نظامًا موازيًا ومستقلًا لجميع المؤسسات الحكومية من الجيش مرورًا بالمؤسسات التعليمية إلى الصحة والتوظيف.
وبين التقرير أنه مع مرور الوقت، عزز حسن نصر الله قوة التنظيم وتزايدت ثقته، كما بدأ بتسليح جيشه إلى حد كبير حتى أصبح، حسب العديد من التقديرات بحوزته مئات الآلاف منم الصواريخ وآلاف الأطنان من المتفجرات المنتشرة في الجنوب بأكمله.
وأشار التقرير إلى أن هذا الصعود القوي لقوة حزب الله لم يمكن بنائها من داخل لبنان نفسه، ولكن عبر موارد وقوة أجنبية تريد خلق زراع لها في هذه المنطقة.
يوضح التقرير أن الحرب الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، واندفاع حزب الله لفتح جبهة قتال أحادية جنوب لبنان، كشفت عن وجه آخر لحسن نصر الله، فهو يتصرف باعتباره الحاكم الأوحد في لبنان، الذي لا يخضع لقرارات الحكومات والبرلمان الذين يطالبون بعدم الانجرار للحرب في لبنان.
يوضح التقرير أن الكثيرون في لبنان يعلمون أن البرلمان والحكومة والرئاسة غير فعالة وأن نصر الله هو صاحب القرار الوحيد في البلاد رغم أنه غير منتخب ولا يمثل أغلبية الشعب اللبناني، لافتة إلى أن البعض يخشى من قرارات انتقامية من قبل حزب الله، لكل من يناهض سياسته، خاصة فيما يتعلق بجر البلد إلى الحرب.
يشير التقرير أنه في كل دولة، يعد قرار الحرب قرارا مهما يتم اتخاذه من أعلى المناصب، مثل الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد الجيش، لكن ليس في لبنان، حيث أن شخص واحد غير منتخب يمكنه أن يتخذ ويعلن الحرب، رغم عواقبها المدمرة على البلد.
وبحسب التقرير، فإن العديد من المواطنين في لبنان يسألون أنفسهم، لماذا يذهبون فعلا للتصويت، وهل هناك ديمقراطية في لبنان، إذا كان نصر الله في نهاية المطاف هو الحاكم الوحيد وأعلى من الدولة.

يوضح التقرير أن انفراد فصيل واحد، ألا وهو الشيعة بقيادة حزب الله، على القرار السياسي في البلاد، يثير غضب الفئات الأخرى، وهو ما بات واضحا بين حزب الله وحزب الكتائب اللبنانية، مما يهدد بإشعال حرب أهلية من جديد، وسيجعل لبنان فريسة أكثر للتدخلات الخارجية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حسن نصر الله لبنان العشرين السوريين المتفجرات ديكتاتور مؤسسات اللاجئين حزب الله التقریر أن فی لبنان حزب الله نصر الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعادة إعمار لبنان مشروطة بتطبيق القرار 1701

كتبت ماريا موسى في" نداء الوطن": لا توجد ثقة حتى الساعة لدى الدول الخماسية بقدرة السلطات اللبنانية على تولي إدارة ملف إعادة إعمار لبنان. ولم تلمس هذه الدول أن هناك جدية في تطبيق القرار 1701 وتفسير مندرجاته جنوب الليطاني وشماله ، تحديداً بعد تمسك "حزب الله" بثلاثية شعب وجيش ومقاومة، وفق ما جاء على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم.

الزمن الأول تحوّل، أكان من ناحية طريقة التعاطي السياسي، أو لناحية الرقابة المفروضة على صرف الأموال.

ويشير رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية إيلي رزق إلى أن المعادلة اليوم في لبنان تغيّرت وعلى "حزب الله" التزام الاتفاق الذي وقعه والذي يقضي بتطبيق كامل للقرار 1701 و تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية. كما يقضي بإقفال المعابر غير الشرعية، والّا ستكون هناك أزمة ثقة بين المجتمع الدولي ولبنان ، خصوصاً بعدما تعهد رئيس الجمهورية جوزاف عون في خطاب قسمه تحت عنوان "عهدي" بتطبيق جميع الإصلاحات المطلوبة. من هنا أعطت الدول الخماسيّة، (أي كلّ من الولايات المتّحدة وفرنسا وقطر والسعوديّة ومصر) والمعنيّة بمساعدة لبنان في إعادة الإعمار، الثقة للرئيس عون نظراً إلى تجربته الناجحة في قيادة المؤسّسة العسكريّة، والتي خوّلته كسب ثقة هذه الدول .

 يحصي اقتصاد لبنان خسائره. وينتظر إعادة الإعمار وفق أرقام تتجاوز تقديرات البنك الدولي البالغة 8،5 مليار دولار. بينما التكلفة الحقيقية تتجاوز الـ 12 مليار دولار خسائر في القطاعات كافة . فهل سيلتزم "حزب الله" شروط المجتمع الدولي ليتمكن لبنان من إعادة إعمار الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت؟  
 

مقالات مشابهة

  • إعادة إعمار لبنان مشروطة بتطبيق القرار 1701
  • زنقة المليشيا ومحللو قحت
  • خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟
  • حماس تعلن إسناد حزب الله!
  • قصة قصيرة من وحي الحرب على غزة.. عمرة vip
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"
  • نظام الذل يعترف بإفلاس الدولة الجزائرية…تبون يثير السخرية : لن نرسل مرضانا إلى المستشفيات الفرنسية
  • ترامب: سنوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا
  • علي الدين هلال: تخوفات عربية من هيمنة إسرائيل على المنطقة بعد انهيار إيران