لازالت القلق يساور الشعب اللبناني بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر على الاشتباكات بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يخشى اللبنانيين من حرب ضروس تشنها إسرائيل ضد بلاد الأرز مثلما حدث من قبل عام 2006. 

وفي هذا السياق، نشرت مجلة "ماريان" الفرنسية تقريرا بشأن تطورات الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وتأثير حزب الله في موقف لبنان من التطورات الإقليمية المتصاعدة في الآونة الأخيرة.

 

وقالت المجلة الفرنسي في تقريرها إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بات يتحكم في القرار السياسي اللبناني، ويخلق توترات مع الأحزاب السياسية الأخرى لاسيما الدرزية، الأمر الذي قد يخاطر بانزلاق لبنان إلى حرب أهلية.

وأوضح التقرير أن لبنان دائما ما كانت تفتقر إلى الحكم المنظم، بسبب الاستقطاب المتأصل بين الطوائف المختلفة، والفجوات الواسعة بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز، جنبا إلى جنب مع الإضافات الصعبة الأخرى مثل اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، في الوقت الحالي، الأمر الذي أدى إلى خلق مجتمع مقسم، مما أضعف السلطة الحاكمة، ليجعل البلد فريسة للتدخلات الخارجية.

ونوه التقرير أنه على مر السنين، دفعت لبنان ثمنا باهظا جدا جراء التدخلات الخارجية، بداية من الحرب الأهلية في القرن المنصرم، لافتا إلى أنه في الثمانينات، أرسلت إيران مجموعة لتأسيس فرع للشيعة الإيرانيين في لبنان، هذا الفرع المعروف لدى الجميع باسم منظمة حزب الله، أصبح في الواقع فرع إيران المسلح منذ فترة طويلة في هذه الدولة العربية، لافتة إلى أنه بعد الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 2006، سيطر حزب الله بالكامل على جنوب لبنان، وأصبحت منطقة فرض النفوذ الخاص به، ولا ينازعه فيها أحد، حتى الأحزاب المسيحية القوية في البلد.

ولفت التقرير إلى أن حزب الله أصبح على مدار العشرين سنة الماضية، قويا بشكل لا يصدق في كامل البلاد اللبنانية، فمن ناحية يمارسون اللعبة الديمقراطية ويشاركون في الانتخابات البرلمانية، ومن ناحية أخرى يبنون نظامًا موازيًا ومستقلًا لجميع المؤسسات الحكومية من الجيش مرورًا بالمؤسسات التعليمية إلى الصحة والتوظيف.

وبين التقرير أنه مع مرور الوقت، عزز حسن نصر الله قوة التنظيم وتزايدت ثقته، كما بدأ بتسليح جيشه إلى حد كبير حتى أصبح، بحسب العديد من التقديرات بحوزته مئات الآلاف منم الصواريخ وآلاف الأطنان من المتفجرات المنتشرة في الجنوب بأكمله.

وأشار التقرير إلى أن هذا الصعود القوي لقوة حزب الله لم يمكن بنائها من داخل لبنان نفسه، ولكن عبر موارد وقوة أجنبية تريد خلق زراع لها في هذه المنطقة.

يوضح التقرير أن الحرب الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، واندفاع حزب الله لفتح جبهة قتال أحادية جنوب لبنان، كشفت عن وجه آخر لحسن نصر الله، فهو يتصرف باعتباره الحاكم الأوحد في لبنان، الذي لا يخضع لقرارات الحكومات والبرلمان الذين يطالبون بعدم الانجرار للحرب في لبنان.

يوضح التقرير أن الكثيرون في لبنان يعلمون أن البرلمان والحكومة والرئاسة غير فعالة وأن نصر الله هو صاحب القرار الوحيد في البلاد رغم أنه غير منتخب ولا يمثل أغلبية الشعب اللبناني، لافتة إلى أن البعض يخشى من قرارات انتقامية من قبل حزب الله، لكل من يناهض سياسته، خاصة فيما يتعلق بجر البلد إلى الحرب.

وبحسب التقرير، فإن العديد من المواطنين في لبنان يسألون أنفسهم، لماذا يذهبون فعلا للتصويت، وهل هناك ديمقراطية في لبنان، إذا كان نصر الله في نهاية المطاف هو الحاكم الوحيد وأعلى من الدولة.

يوضح التقرير أن انفراد فصيل واحد، ألا وهو الشيعة بقيادة حزب الله، على القرار السياسي في البلاد، يثير غضب الفئات الأخرى، وهو ما بات واضحا بين حزب الله وحزب الكتائب اللبنانية، مما يهدد بإشعال حرب أهلية من جديد، وسيجعل لبنان فريسة أكثر للتدخلات الخارجية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشعب اللبناني حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي التقریر أن حزب الله نصر الله فی لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام : نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب على غزة

إسرائيل – أفادت مصادر إسرائيلية امس الأحد، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيسعى إلى إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما بالموافقة على مواصلة الحرب على قطاع غزة.

وذكر موقع “أكسيوس” أن “المسؤولين الإسرائيليين أوضحوا أن نتنياهو ينتظر قبل اتخاذ أي قرارات ليتبين موقف ترامب من المرحلة الثانية من الصفقة، التي يُفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة”.

كما أشار المسؤولون إلى أن نتنياهو يأمل في التأثير على تفكير ترامب وإقناعه بدعم خططه بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة.

ونقل الموقع عن أحد المصادر قوله إنه “إذا قرر نتنياهو عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصفقة، فقد يؤدي ذلك إلى إطالة أمد الحرب في غزة بهدف الإطاحة بحركة حماس لمدة لا تقل عن عام آخر”.

كما أشارت مصادر “أكسيوس” بين المسؤولين الإسرائيليين إلى أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة لن تبدأ يوم الاثنين كما هو مخطط في الاتفاقية، حيث قرر نتنياهو عدم إرسال فريق المفاوضين إلى الدوحة قبل لقائه مع ترامب.

وفي 1 فبراير، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اتفقا على بدء محادثات حول المرحلة التالية من الصفقة المتعلقة بقطاع غزة في واشنطن في الثالث من فبراير الجاري.

ويتوجه نتنياهو إلى الولايات المتحدة اليوم الأحد، فيما وصفه مكتبه بأنه “لقاء تاريخي”، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو “أول زعيم وطني” يلتقيه ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع بين ترامب ونتنياهو يوم الثلاثاء في البيت الأبيض. ويُعرف ترامب بعلاقته الوثيقة مع نتنياهو، رغم أنه كان ينتقده أحيانا. وتُعتبر هذه الزيارة المبكرة بمثابة إشارة قوية إلى دعم ترامب لرئيس الوزراء اليميني، الذي يواجه انتقادات شديدة بسبب إدارته للحرب في غزة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • جراء شح المياه.. أبو الحسن يكشف عن تدابير لمواجهة الأزمة
  • الشيباني: المشهد سيستمر على حاله ما لم يصمم الليبيون على التغيير ويدفعون ثمناً باهظاً
  • مخاطر غير محسوبة جراء تأخير ولادة الحكومة
  • انفجار يودي بحياة شخصين في موسكو
  • إبراهيم الأمين: أمريكا تفتح رحلة لبنان نحو التطبيع.. وترامب ينتظر إضعاف حزب الله
  • إعلام : نتنياهو يسعى لإقناع ترامب بتأييد خطته لمواصلة الحرب على غزة
  • من جنوب لبنان وزير دفاع إسرائيل يحذر خليفة نصرالله: لا تكرر أخطاء من سبقوك وإلا ستدفع ثمنا باهظا
  • سيكلف الأمريكيين ثمناً باهظاً..ألمانيا: ترامب سيضر بلاد بالرسوم الجمركية
  • إعلام فلسطيني: إصابات جراء قصف للاحتلال استهدف سيارة مدنية في شارع الرشيد
  • إعلام إسرائيلي: المستوى العسكري يوصي بالسيطرة على مواقع استراتيجية جنوب لبنان