ذكر تقرير لمجلة الايكونوميست البريطانية، أن أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان بحاجة للحصول على صفقة إنقاذ مالية عاجلة، رغم أن حكومتها قد لا تستحق ذلك.

أجواء الحرب في المنطقة
وقالت المجلة، إن احتمالات الحرب أو السلام في الشرق الأوسط حالياً تعتمد على العديد من الأطراف، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والحوثيين في اليمن، وإيران، وإسرائيل، والفلسطينيين، والسعودية، وغيرها، لكن هناك دولة واحدة تُعد أكثر أهميةً مما يُدركه غالبية الناس وهي  مصر.



وتعد مصر دولة ضخمة بتعداد سكانها الذي يبلغ 110 ملايين نسمة. وتدير قناة السويس، التي يمر عبرها 10 بالمئة، من تجارة العالم، وتتمتع بحدود برية مع قطاع غزة، كما أن لديها اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتساعد حاليا في الوساطة الجارية لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.

وتستطيع مصر أن تلعب دورا حيويا في المساعدة على تأمين قيام دولة للفلسطينيين وتوفير الأمن داخل قطاع غزة. أما في حال انهيار هذه الدولة، فقد يزيد ذلك من زعزعة استقرار الشرق الأوسط بأسره وفقا للمجلة. 

وبين التقرير، أنه لا شك أن هذا النوع من الانهيار يُعد احتمالية قائمة بدرجة مخيفة، بالتزامن مع مواجهة الاقتصاد لأزمة مالية متصاعدة.

وأكد تقرير الإيكونوميست أن "النظام المصري العاجز لا يستحق صفقة إنقاذ مالية جديدة"، لكن على الرغم من ذلك فلا مفر من حصول مصر على صفقة إنقاذ بشكل عاجل.

وبينت، "إن الإنفاق الضخم جاء ليخدم الجنرالات، بينما فرّ المستثمرون الأجانب، وأصبح العجز المالي وعجز ميزان المدفوعات حالةً مستمرة حيث اقترض السيسي أكثر من اللازم بكثير، ووصل حجم الدين العام إلى 89% من إجمالي الناتج المحلي، بينما وصل الدين الخارجي إلى 37%. 

وتدخل صندوق النقد الدولي لمنح الحكومة أربع صفقات إنقاذ مالي. ويَعِدُ السيسي بالإصلاحات الاقتصادية في كل مرة، لكنه لا يفعل منها سوى القليل، بحسب الصحيفة البريطانية.



أسعار الفائدة
وزادت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من سوء الأوضاع بالنسبة لمصر ففي العام العادي، كانت مصر تجمع إيرادات بالعملة الصعبة من تشغيل قناة السويس تصل إلى 2% من إجمالي ناتجها المحلي، بينما تضيف عائدات السياح الأجانب 3% أخرى إلى الناتج المحلي الإجمالي لكن مصدري النقد المذكورين تقلّصا بشدة وفقا للتقرير.

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، إن إيرادات قناة السويس المصرية تراجعت في النصف الأول من كانون الثاني/ يناير بمعدل 100 مليون دولار شهرياً، مضيفة أن الخسائر تتزايد.

أما سعر الصرف الرسمي، الذي يساوي 30 جنيهاً مقابل الدولار الواحد فهو سراب، حيث يصل السعر في السوق السوداء إلى 70 جنيهاً مقابل الدولار الواحد، وهو السعر الذي يدفعه المشترون الراغبون في الحصول على العملة.

ويجب على مصر أن تخفض قيمة عملتها رسمياً، لكن فعل لك سيعني ارتفاع قيمة ديونها الدولارية بالنسبة لناتجها المحلي الإجمالي. وهذا سيرفع أسعار الغذاء -وخاصة الحبوب- التي تستوردها مصر في الأغلب.

وأصدرت لجنة السياسات النقدية، قرارا برفع أسعار الفائدة بنسبة 2 بالمئة، ورفع البنك سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة إلى 22.25 بالمئة من 20.25 بالمئة، كما رفع الفائدة على الإيداع لليلة واحدة إلى 21.25 بالمئة من 19.2 بالمئة.



حلول في الأفق
ذكرت الإيكونوميست، كان بالإمكان وصف دواء مرّ لمصر لو كان المنطق الاقتصادي هو الاعتبار الوحيد هنا، لكن أي قرض إضافي من صندوق النقد الدولي أو الحكومات الأجنبية سيأتي مشروطاً بإعادة هيكلة الديون، وعيش مصر في حدود إمكانياتها، وإخراج الجيش من السوق.

وتابعت، أن هذه الدرجة من التقشف ستكون شديدة الخطورة؛ إذ ربما تقضي مصر سنوات في التخلف عن السداد، وهي منطقة محرمة من الناحية المالية. 

وبينت، "أن السيسي سيعاني من أجل إطعام شعبه وسداد أجور موظفي الحكومة ومن المحتمل أن يخرج الشباب المصري المحبط في احتجاجات حاشدة قد تتم مواجهتها بقمعٍ عنيف".

وأكدت أنه سيكون من الصعب الصعب احتواء أي اضطراب من هذا النوع، خصوصا في هذا التوقيت المضطرب للغاية بسبب الحرب المدمرة على قطاع غزة.

وقالت، "إذا ما انفجرت الأوضاع الاجتماعية في مصر وهددت حكومة السيسي، في وجود الحريق المشتعل في منطقة الشرق الأوسط الأوسع بالفعل، فإن المنطقة لن تستطيع احتمال اشتعال مصر أيضا إذ إن هذا الأمر سيجعل مصر عاجزة عن المساعدة في الوساطة أو تطبيق اتفاق سلامٍ بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويتعين على العالم أن يتحامل على نفسه وينقذ مصر مرة أخرى، حيث يحتاج هذا البلد إلى 10 مليارات دولار من التمويل قصير الأجل على الأقل حتى يُعيد تمويل ديونه، ويخفف الصدمة الناجمة عن التخفيض الكبير لقيمة العملة، وفقا للمجلة.



وأردفت، أن على الدول الغربية، وصندوق النقد الدولي، ودول الخليج الغنية أن يشاركوا في هذا الإنقاذ وفي المقابل، سيتعيّن عليهم الضغط على الجيش علناً حتى يتخلى عن قبضته المفروضة على الاقتصاد.

سيفعلون ذلك وهم يدركون تماما أن الجيش لن ينصاع لرغباتهم على الأرجح، وخاصة لأن السيسي نفسه هو جنرال سابق، لكن مصر لن تزدهر مطلقا حتى يفسح أصحاب الزي العسكري المجال أمام الجميع، وهذا هو ما يجب أن يسمعه المصريون العاديون، بحسب الإيكونوميست.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مصر مصر فقر مساعدات أزمة اقتصادية الجنيه صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النقد الدولی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جبالي يهنئ أبو العينين برئاسة البرلمان الأورومتوسطي..ووكيل المجلس: مصر تستحق التقدير العالمي.. و مجلس النواب يعكس صورة مشرّفة للتشريع

أبو العينين خلال كلمته بمناسبة فوزه برئاسة البرلمان الأورومتوسطي:

*السيسي وضع خطوطًا حمراء أصبحت شعارًا عالميًا
*العالم يتحدث عن دور مصر المحوري بفضل حكمة القيادة السياسية ودورها الإقليمي

*العالم يقدر دور مصر المحوري في القضية الفلسطينية
*العالم يتحول نحو الإقليمية.. ومصر تملك رؤية للتكامل الاقتصادي والأمني
*مصر تستحق التقدير العالمي.. والبرلمان يعكس صورة مشرّفة للتشريع

قدم النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، الشكر للمستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس المجلس ولنواب الشعب الذين يحملون أسمى مسؤولية أمام العالم لتهنئته برئاسة البرلمان الأورومتوسطي.

جاء ذلك  خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس النواب، بمناسبة فوز مصر برئاسة برلمان من أجل المتوسط، بإجماع برلمانات 38 دولة.

وقال أبو العينين: "واستغل هذه الفرصة لتحية كل الدوائر السياسية ورؤساء الأحزاب البرلمانية والمسؤولين في الحكومة والقيادات الشعبية والبرلمانية على التهاني سواء كانت في مصر أو خارجها.

وأضاف "أبو العينين": "كنت فخورا بالفوز وسط كل برلمانات ٣٨ دولة وكان وراء ذلك مصر وقائد وزعامة مصر وبرلمان مصر.. لم يخلو حديث أحد عن مصر ودورها المحوري في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط والتحديات العالمية فكانت مصر في المقدمة".

وأشار وكيل البرلمان إلى أن الجميع يتحدث عن دور القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي وخطوطه الحمراء التي أصبحت شعارا عالميا حينما نتحدث عن الخط الأحمر في ليبيا أو في تهجير الفلسطينيين كان ذلك علامات واضحة و بإيمان قاطع وبرؤية وحكمة القائد التي كانت كل اتصالاته واستقبالاته وزياراته للعالم استطاعت أن تقدم مصر في صورة جديدة وتنويرية لوضع دور مصر المحوري لنشر الأمن والأمان في المنطقة.

وتابع أبو العينين: "الحقيقة أنا فخور بهذا الدور وأحيي معاليك سيادة الرئيس على البرلمان العظيم المشرف وسط كل برلمانات العالم وأحيي لهذه الصورة الحقيقية للقوانين والتشريعات اللي قدمناها كبرلمانيين هنا"، معقبًا: "فخور إني أكون مصري وأني أنتمي لهذا المجلس الموقر.. فخور بأن قيادتنا واسمنا كل يوم يأخذ مكانة.. ومصر تستحق هذه المكانة الكبيرة والتقدير العالمي الموجودة".

وأشار وكيل النواب إلى أن العالم كله اليوم يتغير ويتحول إلى الإقليمية والذي معناها المحيط الحيوي الإقليمي الخاص بنا ونحن نعتز بكل العلاقات الأوربية الموجودة وعلاقتنا مع الاتحاد الأوروبي.

وكشف وكيل مجلس النواب، وجود العديد من المبادرات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها من خلال البرلمان الأورومتوسطي، لما فيه مصلحة كافة الدول الأعضاء.

وهنأ المستشار الدكتور حنفي جبالي ، رئيس مجلس النواب ، خلال الجلسة العامة للمجلس ، النائب/ محمد أبو العينين وكيل المجلس  بمناسبة فوزه برئاسة برلمان الاتحاد من أجل المتوسط بالإجماع.

وفيما يلي نص التهنئة :
السادة الأعضاء ، باسمكم جميعاً وبأسمى، أتوجه بخالص التهنئة للسيد النائب/ مـحمد أبو العينين، وكيل المجلس، وذلك بمناسبة فوزه برئاسة برلمان الاتحاد من أجل المتوسط بالإجماع خلال جلسة الجمعية البرلمانية للاتحاد مــن أجـــل المتوســـط التــى عُقدت في إسبانيا، وهو ما يعكس مكانة مصر فى المحافل البرلمانية الدولية والإقليمية، وتقدير الدول الأعضاء فى الاتحــاد لهــا، كما يظهر بجلاء قوة مصر فى الساحة الدولية بقيادة فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ، متمنياً للسيد النائب محمد أبو العينين النجاح  والتوفيق في انجاز وأداء مهام منصبه الجديد.

مقالات مشابهة

  • إيران بحاجة إلى السلاح النووي
  • ملفات اقتصادية على طاولة المحافظ ونائبه مع صندوق النقد الدولي
  • صندوق النقد الدولي يحذر: العالم مقبل على موجة تقلبات اقتصادية حادة
  • تراجع أسعار النفط
  • 250 عنصرا من الموساد بينهم 3 رؤساء سابقين: أوقفوا الحرب
  • بخلاف الصورة النمطية.. 6 مناطق في الصومال تستحق الزيارة
  • جبالي يهنئ أبو العينين برئاسة البرلمان الأورومتوسطي..ووكيل المجلس: مصر تستحق التقدير العالمي.. و مجلس النواب يعكس صورة مشرّفة للتشريع
  • عمسيب: حفظ الله مصر، ونشكر حكومتها وشعبها على كرم الوفادة وحسن الضيافة
  • قيادي في حماس يؤكد ترويج الاحتلال لأخبار مضللة بشأن المفاوضات.. جاهزون لصفقة شاملة
  • الإنقاذ الدولية: 20 مليون بحاجة إلى المساعدات في اليمن