ربع نهائي بدون حضور عربي في نسخة المفاجآت من كأس الأمم الأفريقية
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
إعداد: بوعلام غبشي إعلان اقرأ المزيد
تستأنف الجمعة منافسات كأس الأمم الأفريقية لإجراء ربع النهائي على مدى يومين. وتجرى في اليوم الأول مقابلة نيجيريا/أنغولا عند الساعة السادسة مساء، ومباراة الكونغو الديمقراطية ضد غينيا في التاسعة مساء، فيما تدور مواجهتا ساحل العاج/ مالي والرأس الأخضر/ جنوب أفريقيا السبت.
ويغيب الحضور العربي عن ربع النهائي بإقصاء كل من الجزائر ومصر وتونس وموريتانيا ثم المغرب، ما شكل مفاجأة دور ثمن النهائي، خاصة وأن أسود الأطلس قدمت وجها مشرفا للكرة الأفريقية والعربية في مونديال قطر، واحتلت المرتبة الرابعة عالميا في سابقة على مستوى القاري والعربي.
اقرأ أيضاالجماهير المغربية في صدمة عقب إقصاء الأسود من ثمن نهائي كأس الأمم الأفريقية
واعتبرت المشاركة العربية في هذه النسخة كارثية بامتياز، وهي المرة الأولى التي يخلو فيها ربع النهائي من أي بلد عربي منذ نسخة 2013 التي أحرزت لقبها نيجيريا.
وتعود أسوأ مشاركة للعرب إلى كأس أمم أفريقيا 1992 التي جرت أطوارها في السنغال، وتذيلت فيها مصر والجزائر والمغرب ترتيب مجموعاتها، وغادرت المنافسة من دون أي فوز.
اقرأ أيضاجدول مباريات ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2024
نسخة مفاجآتويمكن القول إن الدورة الحالية هي نسخة مفاجآت بكل امتياز. فباستثناء ساحل العاج العائد من بعيد بمعجزة والتي أنهت أحلام السنغال -أحد أكبر المرشحين للفوز باللقب- في ثمن النهائي، لم يضع المراقبون بقية المنتخبات المتأهلة في حسبانهم، ولم يرشحوها للذهاب بعيدا في نهائيات كأس الأمم الأفريقية.
فالثمانية فرق التي تتبارى لأجل انتزاع ورقة نصف النهائي الجمعة والسبت، لم تصل إلى هذا المرحلة من المنافسة في النسخة السابقة التي نظمت في الكاميرون. وجميع المنتخبات التي لعبت ربع النهائي في الدورة الفائتة، اختفت بساحل العاجل في هذا الدور، والبعض منها خرج من المسابقة في دورها الأول كما هو شأن تونس، التي فشلت في الحصول على بطاقة التأهل لثمن النهائي.
وهذا الوضع الجديد في الكرة القارية، رسم تفسيرا حديثا لما آلت إليه نتائج المباريات في ساحل العاج، وهو أنه لم تعد هناك فرق صغرى في القارة السمراء. ولا يمكن الحكم على نتيجة أي مباراة قبل أن يعلن الحكم نهايتها. وهو عموما وضع في صالح الفرجة والمتعة الكرويتين، يعطي المزيد من التنافسية والتشويق للمباريات. ويؤكد أن الكرة الأفريقية عموما بخير.
التشويق والتنافسية لانتزاع بطاقة نصف النهائيوتواجه نيجيريا، حاملة اللقب ثلاث مرات، الجمعة أنغولا ساعية لإنهاء مفاجآت "الغزلان السوداء"، الباحثة عن ورقة التأهل لنصف النهائي لأول مرة. ويتطلع رأس حربة نادي نابولي الإيطالي أوسيمهن وزملاؤه إلى تأكيد عودتهم للبطولة بشكل قوي عقب بداية خجولة في المنافسة.
وأبانت النسور الخارقة في مقابلة ثمن النهائي ضد الكاميرون عن فعالية كبيرة في الهجوم، أثمرت هدفين تمكنت بموجبهما عبور الدور الثاني بسلام، مطيحة بحاملة اللقب خمس مرات.
وبالإضافة إلى أوسيمهن تملك نيجيريا لاعبا آخر من العيار الممتاز، يمكن أن يخلق مصاعب كثيرة للدفاع الأنغولي، ويتعلق الأمر بجناح أتالانتا الإيطالي أديمولا لوكمان.
اقرأ أيضانيجيريا الصائمة عن التتويج منذ 2013 تعود بطموح الأبطال في كأس الأمم الأفريقية 2024
وكانت أفضل نتائج منتخب "الغزلان السوداء" الوصول لربع النهائي مرتين تواليا 2008 و2010. وبرز هجومها في هذه النسخة بشكل رهيب، حيث هز شباك الخصوم تسع مرات، سجل منها لاعب وسط الوكرة القطري جاسينتو مووندو دالا (4)، ثاني ترتيب الهدافين وراء إميليو نسوي من غينيا الاستوائية (5)، ومهاجم الاتحاد السكندري المصري الخطير مابولولو (3).
وفي المواجهة الثانية التي ستجمع بين غينيا والكونغو الديمقراطية، ينتظر أن تكون المقابلة أيضا أكثر تشويقا، بحكم تقارب المستوى بين المنتخبين. وأكبر إنجاز لـ"الفيل الوطني"، حلوله وصيفا للبطل، المغرب في 1976.
ومنذ بداية القرن الحالي، خرجت غينيا من دور المجموعات ست مرات، وتأهلت للدور الثاني في ثلاث مناسبات. وفي النسخة الحالية حلت في المركز الثالث في مجموعتها خلف السنغال والكاميرون.
وتؤمن غينيا اليوم بأن لها حظوظ كبيرة بالذهاب حتى النهاية. "هذه المرة أعتقد أن الطريق ينفتح أمامنا" يقول مدربها كابا دياوارا دون أن يقلل من فرص جمهورية الكونغو الديمقراطية، المنتخب الوحيد في ربع النهائي الذي لم يحقق الفوز مكتفيا بثلاثة تعادلات في دور المجموعات، وتجاوز مصر في ثمن النهائي بفضل ركلات الترجيح.
وفتحت إزاحة مصر، أحد أكبر المنتخبات الأفريقية، من المسابقة عيون "الفهود" بشكل أكبر على التنافس من أجل اللقب. "الآن أتمنى أن نذهب إلى أقصى حد في البطولة" يشدد مدربها الفرنسي سيباستيان دوسابر، الذي يراهن كثيرا على لاعب وسط يونغ بويز السويسري ميشاك إيليا لمواصلة تألقه اللافت والمدافع شانسيل مبيمبا (مرسيليا الفرنسي) ولاعب الوسط المُبدع يوان ويسا (برنتفورد الإنجليزي).
وشاركت الكونغو الديمقراطية 19 مرة في كأس الأمم الأفريقية، وتوجت مرتين في 1968 تحت مسمى كونغو كينشاسا و1974 تحت مسمى زائير، علما أنها حلت ثالثا في 1998 و2015.
اقرأ أيضاأهداف بالجملة، مرشحون خارج السباق ونتائج مفاجئة... إثارة غير مسبوقة في كأس الأمم الأفريقية
من سيتأهل لنصف النهائي؟سنتعرف الجمعة على اثنين من أربع منتخبات ستخوض نصف النهائي. وبناء على المستويات التي أظهرتها هذه المنتخبات في دور المجموعات وكذا ثمن النهائي، يصعب تغليب كفة هذا المنتخب على ذاك على الورق. فالمواجهة النارية التي ستخوضها نيجيريا أمام أنغولا مفتوحة على كل الاحتمالات، وطريقة اللعب والنجاعة أمام المرمى هي التي ستحدد الفائز.
وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على المقابلة الثانية بين غينيا والكونغو الديمقراطية، والنتيجة ستحسم على أرضية الملعب، والمنتخب الذي يحسن إدارة المقابلة بكيفية تسمح له بالوصول إلى الشباك، وتسجيل أكبر عدد من الأهداف، سيكون سيد هذه المواجهة وسيعبر بسلام لنصف النهائي.
ولا تخرج مقابلتا السبت عنه هذه المعادلة، الأولى ستجمع بين مالي وساحل العاج والثانية بين الرأس الأخضر وجنوب أفريقيا، وإن كانت ساحل العاج "العائدة من الموت"، تحظى بامتياز اللعب أمام جمهورها، وتحمل شحنة جديدة في موصلة مشوار المنافسة القارية بفضل المعنويات التي اكتسبتها بإقصاء السنغال حامل اللقب، واعتمادها على مساعد المدرب إيميرس فاييه عقب إعفاء زميله الفرنسي جان لو غاسيه.
وهكذا، سيكون عشاق الكرة مع يومين من الفرجة والتشويق مجددا لفرز أربع منتخبات، ستتنافس فيما بينها على اللقب، يمكن أن تعيش جماهير كرة القدم في خضمها المزيد من المفاجآت. وسيواجه المنتصر في مقابلة نيجيريا/ أنغولا المنتصر في مباراة الجزر الأخضر/ جنوب أفريقيا، فيما يلتقي الفائز في مواجهة مالي/ ساحل العاجل مع المتأهل من لقاء الكونغو الديمقراطية/غينيا.
بوعلام غبشي
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل أزمة المزارعين ريبورتاج كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 ساحل العاج للمزيد كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 منتخب المغرب رياضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الکونغو الدیمقراطیة کأس الأمم الأفریقیة ثمن النهائی ربع النهائی ساحل العاج
إقرأ أيضاً:
متمردو إم23 يستولون على مدينة رئيسية شرق الكونغو الديمقراطية
قالت السلطات إن متمردي حركة "إم 23" سيطروا على بلدة مينوفا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي طريق إمداد رئيسي للعاصمة الإقليمية غوما.
وأكد حاكم مقاطعة جنوب كيفو، جان جاك بوروسي، أمس الثلاثاء، السيطرة على مينوفا، مضيفًا أن المتمردين استولوا أيضًا على مدن التعدين لومبيشي ونومبي وشانجي في المقاطعة نفسها، بالإضافة إلى بلدة بويريمانا في المقاطعة المجاورة بمقاطعة شمال كيفو.
واعترف جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية بأن المتمردين حققوا "اختراقات" في مينوفا وبويريمانا.
تشييع ضحايا هجوم خلال مواجهات بين الجيش الكنغولي ومتمردي إم 23ولم يذكر الجيش ما إذا كانت البلدات قد تم الاستيلاء عليها.
حركة إم23، هي جماعة مسلحة تتألف من عرقية التوتسي الذين انفصلوا عن الجيش الكونغولي قبل أكثر من 10 سنوات.
ومنذ ظهورها من جديد في عام 2022، واصلت الحركة تحقيق مكاسب في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتعتبر هذه الحركة واحدة من نحو 100 جماعة مسلحة تتنافس على موطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالمعادن، في صراع مستمر منذ عقود وتسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.
عمال في منجم للكولتان بالقرب من بلدة روبايا في شرق جمهورية الكونغو (رويترز)ومنذ عام 1998، قُتل ما يقرب من 6 ملايين شخص، كما نزح نحو 7 ملايين داخليا.
إعلانقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير يوم الاثنين إن أكثر من 237 ألف شخص نزحوا بسبب القتال في شرق الكونغو منذ بداية العام الحالي.
وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة رواندا بدعم حركة إم 23 بالقوات والأسلحة، وهو ما تنفيه رواندا.
يدور القتال على عدة جبهات حول غوما، ونزح مئات الآلاف من الأشخاص حول ضواحي المدينة، التي سيطرت عليها حركة إم 23 لفترة وجيزة عام 2012.
خريطة الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)وفي حديثه من غوما، قال مراسل الجزيرة آلان أويكاني إن "الناس في غوما متضررون. هناك شعور بالقلق من وصول القنابل من الخطوط الأمامية إلى أحياء المدينة".
وقد أدى القتال إلى قطع العديد من الطرق المؤدية إلى غوما، وغالبا ما يعبر الناس بحيرة كيفو حاملين الإمدادات على متن قوارب مكتظة وغير آمنة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن معظم المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المتمركزة في مينوفا قد علقت أنشطتها مؤقتًا.