في إطار الدور التثقيفي ونشر الفكر الوسطي المستنير الذي تقوم به وزارة الأوقاف، انطلقت اليوم الجمعة، قافلة دعوية كبرى بمديرية أوقاف الفيوم من مسجد العتيق -دسيا-التابع لإدارة مركز جنوب الفيوم،وذلك بتكليف من معالي وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة،وبحضور كل من:فضيلة الدكتور محمود الشيمي، وكيل الوزارة، وفضيلة الشيخ يحى محمد، مدير الدعوة، وفضيلة الشيخ علاء محمود مدير شئون الإدارات،وفضيلة الشيخ أحمد صابر، مدير الإدارة،وعدد من الأئمة المتميزين؛ ليتحدثوا جميعا بصوت واحد تحت عنوان: "من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة".

 


وخلال هذه القافلة أكد العلماء على أن رحلة الإسراء والمعراج كانت تكريمًا إلهيًّا لنبينا محمد(صَلَّى الله عليه وسلم)،وجبرًا لخاطره، ومواساة لقلبه،وتسرية لنفسه، بعدما تحمل أذى قومه وإعراضهم عن دعوته النبيلة ورسالته الكاملة، وبعدما فقد زوجه الحبيب المؤنس، وعمَّه الشَّهم النبيل،فاختصه الله(عز وجل) بهذه المعجزة العظيمة؛لكي نتعلم أن الشدائد يأتي بعدها الفرج،وأنه يجب علينا ضرورة الصبر وعدم اليأس مهما يكن أمر هذه الشدة،فإذا ضاق الأمر اتسع، ومن كان مع الله كان الله معه، فالأمر أمره، والحكم حكمه،والكون كله قبضته، ولن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ،إذ يقول الحق سبحانه "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" 

هذا وقد شملت هذه القافلة أداء خطبة الجمعة،والبرنانج التثقيفي للطفل،ومقارئ للجمهور،ثم مجلس الصلاة والسلام على خير البرية.

 

 

 

 

 

 

أوقاف الفيوم تعقد 200 ندوة علمية للحديث عن فضائل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله IMG-20240202-WA0037 IMG-20240202-WA0038 IMG-20240202-WA0035 IMG-20240202-WA0036 IMG-20240202-WA0034 IMG-20240202-WA0032 IMG-20240202-WA0033

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفيوم قافلة دعوية أوقاف الفيوم العلماء معجزة الاسراء الإسراء والمعراج IMG 20240202

إقرأ أيضاً:

تكريم واصطفاء

 

 

محمد رامس الرواس

 

يقول المولى عزَّ وجلَّ في مُستهل سورة الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".

وذكرى الإسراء والمعراج ذكرى عطرة ومعجزة كبرى تحيا بها نفوسنا كل عام نستذكر من خلالها تكريم المولى عزَّ وجلَّ لنبيه محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بما تحمله من معانِ وعبر وعظات. وليلة الإسراء والمعراج معجزة ربانية ورحلة مباركة اختص الله بها نبيه الكريم- عليه أفضل الصلاة والسلام- وكانت بمثابة تأييد ومواساة رفع فيها المولى عز وجل ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام وأعلى شأنه، ولقد وهبه خلالها منزلة عُليا لا تضاهيها منزلة في الكون كله، وأكرم أمته أيما إكرام وختم الله له في نهايتها بنعمة الإنعام ألا وهي فرض الصلاة لتكون صلة دائمة بين العبد وربه سبحانه وتعالى.

إنَّ رحلة الإسراء والمعراج معجزة إلهية يعجز العقل البشري عن تصورها، ولقد اختصَّ الله- عز وجل- في هذه المعجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمناقب لم تمنح لأحد غيره ومنحه عطايا لم يحصل عليها نبي أو رسول أو أحد من الملائكة المقربين، حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وفيها أمّ الأنبياء، ثم عُرج به إلى السماء لتكون هذه الرحلة العظيمة شاهدة على أفضليته بين سائر الأنبياء والخلق أجمعين.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في بُردته:

حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ

وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاِستَلِمِ

خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ

أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَاِنكَشَفَت لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ

وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ

لقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج لتثبت نبوة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في العالمين، ولتُؤكد صدق قوله وكانت اختبارًا حقيقيًا لمتبعي الدعوة بمكة، وتثبيتًا لمن صدقَّ بها من المؤمنين، كما كانت دعمًا معنويًا لنفسيته عليه الصلاة والسلام جزاء صبره وثباته جراء ما عاناه من مصاعب لا يحتملها بشر، فقد غسلت رحلة الإسراء والمعراج أحزانه وأدخلت عليه البهجة والسرور، خاصة بعد حزنه لوفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبي طالب وما حصل له عليه الصلاة والسلام شخصيًا من زيادة أذى كفار قريش وتنكيل وتعذيب لمن آمن بدعوته.

إنَّ هذه الرحلة الإلهية المُباركة كانت التكريم الفعلي للنبي عليه الصلاة والسلام من لدن العلي القدير حيث جعله يطلع على الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، كما كشفت عن مكانته عليه الصلاة والسلام عند ربه بما علمه من معارف وعلوم وأسرار، وبما رأى من مشاهد كثيرة في ملكوت السماوات والأرض منها: سدرة المنتهى، وجنة المأوى، وأقطار الكون، لقد كانت بحق رحلة تشريف وتكريم وتثبيتٍ منه عز وجل لنبيه الكريم، وتفريجًا لهمِّه وكربِه، وذهابًا لحزنه، وانشراحًا لصدره الشريف مما لاقاه من مصاعب، لذا جاءت معجزة الإسراء والمعراج منحة ربانية، ومعجزة خارقة لقوانين الطبيعة، تُعلنُ لجميع الخلق مكانة وقدر النبي عليه الصلاة وأزكى السلام ورؤيته لآيات الله الكبرى.

ويقول الله عزَّ وجلَّ في سورة النجم: "ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنَىٰ (9) فَأَوحَىٰ إِلَىٰ عَبدِهِۦ مَا أَوحَىٰ (10) مَا كَذَبَ ٱلفُؤَادُ مَا رَأَىٰ (11) أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَد رَءَاهُ نَزلَةً أُخرَىٰ (13) عِندَ سِدرَةِ ٱلمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلمَأوَىٰ (15) إِذ يَغشَى ٱلسِّدرَةَ مَا يَغشَىٰ (16) مَا زَاغَ ٱلبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَد رَأَىٰ مِن ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلكُبرَىٰ".

ختامًا.. لقد دلَّلت هذه الرحلة على أهمية المسجد الأقصى عند المسلمين وعظيم مكانته وقدسيته؛ فأنزل الله السور والآيات البينات شواهد خالدة على ذلك إلى يوم الدين، ولقد كانت ولا تزال رحلة الإسراء والمعراج رحلة ربانية عظيمة نستلهم منها الدروس والعِبر من ثبات وقوة إيمان وأنه لا بقاء للمحن لأنَّ الله مُصَّرف الكون ومالكه يدفعها ويزيلها متى شاء عزَّ وجلَّ، وعلى المسلم أن يستفيد من هذه الرحلة الربانية العظيمة ويقرأ تفاصيلها بتمعن ويُطابق المشاهد التي وصفها الرسول عليه الصلاة والسلام على واقعه الحالي كي يُقوم ويُصلحَ ما اعوَّج في حياته لأن ذلك يخرجه إلى علم ونور.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "سمات الشخصية الوطنية".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بأوقاف الفيوم
  • «أحمد عمر هاشم»: الإسراء والمعراج معجزة كبرى ودعوة للثبات على الحق مهما كانت التحديات
  • تكريم واصطفاء
  • "من دروس الإسراء والمعراج الفرج بعد الشدة".. ندوة بأوقاف الفيوم 
  • الأمين العام لـ«البحوث الإسلامية»: رحلة النبي تكريم إلهي وتذكرنا بقدرة الله اللامتناهية
  • «البحوث الإسلامية» رحلة النبي كانت تكريما إلهيا ودعوة لتعزيز القِيم الإيمانية
  • نائب وزير الأوقاف الأسبق: رحلة الإسراء والمعراج معجزة روحية وسر إلهي عظيم
  • الإسراء والمعراج سر إلهي بين السماء والأرض تعرف على المعجزة الإلهية
  • جمعة: الإسراء والمعراج معجزة تُظهر عظمة سيدنا محمد
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: معجزة الإسراء