الخليج الجديد:
2024-09-30@09:51:23 GMT

إسرائيل.. انكِسارات الواقع والشّك الوجودي

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

إسرائيل.. انكِسارات الواقع والشّك الوجودي

انكِسارات الواقع والشّك الوجودي لإسرائيل

استمرار العدوان على غزة، يفاقم تعقيدات المشهد الإقليمي المرشّح لمزيد من التصعيد، الذي سيتحوّل إلى ثقوب سوداء في مستقبل الكيان الصهيوني.

أوقع 7 أكتوبر زلزالا هزّ أركان الكيان الصهيوني ومؤسساته سياسيا وعسكريا وأمنيا وشرخاً غائراً في يقين مجتمعه وشكًا وجوديًا حول مستقبله واستقراره.

تغيّرت نظرة العالم للكيان الصهيوني من دولة ديمقراطية متحضّرة إلى كيان محتل عنصري سادي فاشي يرتكب أسوأ مجازر وجرائم بحق الأطفال والمدنيين العُزْل.

أزمة الاحتلال تدفع بموجات هجرة معاكسة في مجتمع قلق مضطرب لا يقوى على الصمود والثبات في أرض ليست أرضه، بل أوهم نفسه أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض!

* * *

شهدت المجتمعات الغربية تحوّلات في الرأي العام، فتغيّرت نظرتها للكيان الصهيوني من دولة ديمقراطية متحضّرة إلى كيان محتل عنصري سادي فاشي يرتكب المجازر ويمارس أسوأ الجرائم بحق الأطفال والمدنيين العزّل.. الأناضول

بَنَت إسرائيل واقعها ومستقبلها على محددات وأسس سياسية أمنية داخلية وخارجية، رسّختها منذ قيامها قبل خمس وسبعين سنة، حتى أصبحت من سمات شخصية الكيان الإسرائيلي المحتل، ومواطنيه الذين عاشوا على استقرار تلك الصورة، مستبعدين اهتزازها أو تراجعها.

ولا سيّما مع تراجع حضور قضية فلسطين إقليمياً ودولياً باتّساع دائرة التطبيع مع العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة في ظلال اتفاقيات أبراهام وتحوّلها إلى منصّة سياسية بعيداً عن استحقاقات قضية فلسطين التي تعامل معها الاحتلال وشركاؤه العرب كأزمة اقتصادية أمنية اندثرت ملامحها الوطنية والقومية، حتى أضحت بضاعة يمكن المقايضة بها لاكتساب رضا واشنطن عبر البوابة الإسرائيلية، لتعزيز شرعية هذا النظام أو ذاك.

لقد اتّكأ الاحتلال في استقراره على استمرار الدعم الخارجي الغربي المفتوح، وخاصة واشنطن التي ورثت مكانة بريطانيا العظمى ودورها بعد الحرب العالمية الثانية، فتعاملت مع إسرائيل كركيزة استراتيجية في سياساتها الخارجية، فدعمتها عسكرياً بأفضل الأسلحة وأحدثها، واقتصادياً بمنحة سنوية تقارب الثلاثة مليارات دولار ناهيك عن الشراكات الاقتصادية، وحمايتها سياسياً وقانونياً في كافة المحافل والمؤسسات الدولية دون محاسبة أو انتقاد فاعل يمكن أن يؤثّر على دولة إسرائيل كمدلّلة للمنظومة الغربية.

هذا عزّز قوة إسرائيل، في جيشها وأجهزتها الأمنية التي هزمت جيوشاً عربية، واقتصادها النشط، ووحدتها الداخلية المستندة إلى قوة الجيش والاقتصاد معاً، وتحوّلها إلى قلعة محصّنة في نظر خصومها السابقين وأصدقائها الحاليين من أنظمة عربية هادنتها باعتبارها قدراً لا يُقهر.

تلك الحالة من القوّة المحميّة، صنعت كياناً متغطرساً، متبجحاً، متعالياً لشعوره بالمتانة الإقليمية والحصانة الدولية؛ فمن يجرؤ على نقد إسرائيل حتى تنهال عليه الاتهامات بمعاداة السامية وكراهية اليهود، في استدعاء لمظلمة تاريخية يُجلد بها كل رافضٍ أو منتقد، ليس لإسرائيل فحسب بل لسلوكها حتى لو خالف القوانين الدولية أو ما أجمعت عليه الأمم من قيم ومعتقدات أخلاقية.

جاء 7 أكتوبر وطوفان الأقصى زلزالا هزّ أركان الكيان ومؤسساته السياسية والعسكرية والأمنية، وأحدث شرخاً غائراً في يقين المجتمع الصهيوني، محدثاً علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الكيان واستقراره الذي ترسّخ عبر عقود خلت.

تجلّت أهم الانكسارات التي تعرّض لها الكيان الصهيوني، في العديد من المسارات التالية:

أولاً، فقدان الهيبة والردع، الذي شكّل حصناً عالياً من القوّة الباعثة على الخوف، باعتبار إسرائيل تعلم كل شيء عبر مجسّاتها الأمنية المنتشرة في كل مكان، وهي قادرة على توجيه ضربة عسكرية لكل من يفكّر في إيذائها أو التعرّض لها، وهي تملك الجرأة على محاسبة الآخرين على النوايا قبل الأفعال؛ فكانت معركة طوفان الأقصى أشبه بمعجزة متخيّلة، أطاحت بأهم حاجز اصطناعي ذكي اخترعه البشر للفصل بين غزة وفلسطين المحتلة عام 48، ومن ثم تجاوزه لإيقاع هزيمة مدوّية بفرقة غزة، ذات الصيت والخبرة، في أقل من خمسة ساعات، ناهيك عن فشل الاحتلال وبكل ما أوتي من وقوة ودعم أمريكي وغربي على تحقيق أي من أهدافه أمام صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة وكتائب القسام في قطاع غزة. وهذا يعدّ سابقة لم تحصل في تاريخ الكيان منذ نشأته.

ثانياً، فقدان الأمن تدريجياً، على مدار نحو 4 أشهر من المعارك الدائرة في قطاع غزة وعند الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان، حيث نزح نحو نصف مليون مستوطن من الجنوب والشمال إلى داخل الكيان ومناطق الوسط، وخاصة تل ابيب، التي تتعرض بين الفينة والأخرى لرشقات صاروخية تنطلق أثناء المعارك البرية والانتشار الكثيف لسلاح الطيران الحربي والاستطلاع في سماء قطاع غزة، ما شكّل حالة من الاضطراب النفسي والقلق المتعاظم لدى الجمهور الصهيوني، وتحوّله إلى حالة مَرَضيّة تعجز عن مواجهتها مؤسسات الصحة النفسية التي اشتكت من خروج الأمر عن السيطرة بأرقام قياسية منشورة، (وفق المصادر الإسرائيلية؛ تم معالجة 9 آلاف جندي، و300 ألف إسرائيلي في مؤسسات الصحة النفسية بعد السابع من أكتوبر).

ثالثاً، تصدّع الوضع الاقتصادي؛ لا سيّما بعد أن ترك نحو 350 ألف عامل وموظف مواقعهم في كافة القطاعات الانتاجية وانضموا كقوة احتياط إلى جيش الاحتلال، ما أثّر على الاقتصاد الكلي من زراعة وصناعة وتكنولوجيا وخدمات..، بخسارة إجمالية وصلت لنحو 165 مليار دولار في أحدث دراسة، وتكلفة مباشرة للحرب بقدر 58 مليار دولار في ثلاثة أشهر ونصف الشهر منذ 7 أكتوبر حسب البنك المركزي الإسرائيلي.

وهذا يشكّل تحدٍ كبير أمام أفراد المجتمع الصهيوني واستقراره الذي يركن إلى قوّة الاقتصاد والدخل العالي، والسؤال ماذا سيكون مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي لو استمرت الحرب وتوسّعت؟

رابعاً ـ انهيار السردية والصورة؛ لا سيّما بعدما قبلت محكمة العدل الدولية النظر في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا باتهامها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، في وقت شهدت المجتمعات الغربية تحوّلات في الرأي العام.

فتغيّرت نظرتها للكيان الصهيوني من دولة ديمقراطية متحضّرة إلى كيان محتل عنصري سادي فاشي يرتكب المجازر ويمارس أسوأ الجرائم بحق الأطفال والمدنيين العزّل، ما خلق صدمة وتحوّلات عميقة في الوعي العالمي، وخاصة في جيل الشباب، تجاه إسرائيل المارقة، الأمر الذي أضفى مزيد من الشرعية على النضال الفلسطيني، ونزع الشرعية عن الاحتلال وممارساته الوحشية.

خامساً ـ تراجع الثقة في الجيش والقلق من المستقبل؛ فلطالما مثّل الجيش والأجهزة الأمنية قلعة حامية لجمهور قلقٍ مضطرب، لشعوره اللا واعي بسطحية علاقته بهذه الأرض، فهذا الجيش وهذا الجندي الذي لا يقهر انهار في السابع من أكتوبر بطريقة "مخزية" لدولة إسرائيل.

واستمر في تجرّع كأس الفشل في قطاع غزة، لا سيّما بعد الفشل الكبير في تحقيق أي من الأهداف التي رفعتها قيادة الاحتلال ووزارة الحرب من القضاء على حركة حماس، والإفراج عن الأسرى بالقوة المسلحة، وتأمين محيط قطاع غزة لعودة المستوطنين إلى مستوطناتهم، علاوة على إبداء الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية صموداً أسطورياً أذهل القريب والبعيد، ما عزّز اليقين لدى الفلسطينيين بالتحرير والعودة، وعمّق الشك لدى الصهاينة في شرعيتهم واستقرارهم البعيد على هذه الأرض.

تلك المعطيات وغيرها من الانكسارات الواقعية شكّلت تحديات جديدة أمام مجتمع الاحتلال الذي كان يعاني من انقسام سياسي وصراع على هوية الدولة، قبل 7 أكتوبر.

صعود اليمين الصهيوني الديني المتطرف، المؤمن بخرافة إسرائيل الكبرى، وقدرته على فرض سيطرته الكاملة على فلسطين بعد تهجير أهلها منها، يعيد الصراع إلى جذوره، ويؤسّس لصدام وجودي عميق ليس فقط مع الفلسطينيين وحدهم بل مع شعوب أمة عربية إسلامية آخذة في امتلاك زمام المبادرة والتحرك في مواجهة مجتمع صهيوني نازي تقوده زمرة حالمة متطرفة مقامرة.

إنّ استمرار العدوان على غزة، سيزيد من تعقيدات المشهد في الإقليم المرشّح لمزيد من التصعيد، الذي سيتحوّل إلى ثقوب سوداء في مستقبل الكيان الصهيوني الذي لا يملك القدرة على استمرار الصراع والمواجهة المفتوحة، وهي تجربة لا يقوى عليها مجتمع تعوّد على رفاهية العيش، وجيش تعوّد على حسم معاركه المدبّرة في أيام وأسابيع معدودة.

وهذا بدوره سيؤسّس لموجات هجرة معاكسة في مجتمع قلق مضطرب لا يقوى على الصمود والثبات في أرض ليست أرضه، في أرض أوهم نفسه بأنها بلا شعب لشعب بلا أرض، وسيُدرك قريباً أنه عبارة عن نبتة موسمية بلا جذور، وأكذوبة مصطنعة لا تقوى على الصمود أمام عاصفة التحرير والعودة التي بدأت ترسم معالمها منذ 7 أكتوبر، وهذا ما تشير له العديد من الدراسات والاحصائيات العبرية التي تشير إلى مستويات متقدّمة من عدم اليقين لدى شرائح واسعة من الجمهور الإسرائيلي الذي بدأ يفكّر بالهجرة إلى أوطانهم الأصلية، بحثاً عن أمانٍ ورغد عيشٍ بدأوا يفقدونه في كيانهم؛ إسرائيل المحتلة.

*د. أحمد الحيلة كاتب وباحث فلسطيني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل احتلال فلسطين غزة 7 أكتوبر طوفان الأقصى عدم اليقين معاداة السامية كراهية اليهود العدوان على غزة الکیان الصهیونی قطاع غزة رة إلى

إقرأ أيضاً:

تصاعد العمليات لمحور القدس وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني

حيث تصاعدت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين ولبنان بشكل لافت، ما يساهم إلى جانب ضربات لبنان والمقاومة العراقية والاستنزاف الكبير للكيان المحتل من فصائل المقاومة في غزة، في زيادة زعزعة أمن الأراضي المحتلة بشكل غير مسبوق.
عملية يافا وعسقلان
العملية اليمنية الأخيرة التي تم فيها استهداف يافا المحتلة "تل أبيب" بصاروخ فرط صوتي من طراز "فلسطين 2"، واستهداف عسقلان المحتلة بطائرة مسيّرة من طراز "يافا"، جاءت كإعلان صريح أن اليمن قد تجاوز تمامًا وعلى نحو قطعي عقبة منظومات الدفاع الإسرائيلية، وأن كامل فلسطين المحتلة باتت مكشوفة أمام الصواريخ والطائرات اليمنية. الضربات العسكرية .

 3 مدمرات امريكية

لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى البحر الأحمر، باستهداف ثلاث مدمرات حربية أميركية كانت متوجهة لدعم الكيان الصهيوني، بعملية معقدة شملت 23 صاروخًا مجنحًا وباليستيًا، وطائرات مسيرة.

هذه الضربات التي أصابت السفن الأميركية إصابات مباشرة، تزيد التأكيد على تفاقم الفشل الأميركي في تأمين تواجدهم البحري في المنطقة، وهو ما أكدته سابقًا تصريحات النخب الأميركية، إذ أشاروا مرارًا إلى فداحة ما وصلت إليه البحرية الأميركية في مواجهة التطور النوعي للقوات المسلحة اليمنية، ووصل بهم الحال للقول بأن عصر "حاملات الطائرات الأميركية انتهى" وهي يد العسكرية الأميركية الضاربة التي تتكئ عليها في تنفيذ أجنداتها العدائية عابرة القارات.

وهذا يحيلنا إلى نتيجة مفادها أنه: إذا كان الجيش الأميركي يعاني من القدرة على التصدي لهذه التهديدات وحماية سفنه الحربية منها، فإن حماية الكيان الصهيوني سيصبح أكثر تعقيدًا في المرحلة المقبلة.

تصعيد استراتيجي

وبالتوجة إلى عمليتي استهداف "عسقلان" و"تل أبيب"، فإنهما لم تكونا فقط تصعيدًا عسكريًا، بل تأكيدًا استراتيجيًا على أن اليمن قد نجح في تخطي كل الدفاعات الجوية الإسرائيلية بعد محاولة الكيان التقليل من ذلك في أعقاب الضربتين السابقتين بالمسيرة "يافا" و"فلسطين2" الفرط صوتي

وأشار إلى أنهما لم يتجاوزا المنظومات الدفاعية وكان ما حدث "خطأً بشريًا" بالنسبة للمسيرة "يافا" وفي الصاروخ "فلسطين2" قالوا إنهم تصدوا له "جزئيًا"، لتأتي عمليتي فجر اليوم لنسف هذه الادعاءات.

وهذا التحول يعني أن عمق الأراضي المحتلة من "عسقلان" و"أم الرشراش" جنوبًا إلى "تل أبيب" وسطًا ، بات ميدانًا مفتوحًا للصواريخ والطائرات اليمنية، ما ينذر بتحولات كبرى في المعركة القادمة.

تناغم

ولعل ما يثير القلق الأكبر لدى الكيان الصهيوني هو هذا التناغم بين القوات المسلحة اليمنية وفصائل محور المقاومة بشكل عام، فالكيان الصهيوني الآن يواجه حصارًا عسكريًا متعدد الجبهات، من ضربات حزب الله المستمرة التي تصل إلى حيفا شمالًا، إلى ضربات الجيش اليمني والمقاومة العراقية من أم الرشراش وعسقلان جنوبًا إلى "تل أبيب" في الوسط، فيما يشبه تقاسم وتوزيع استراتيجي للضربات يعزز من شل حركة الكيان الصهيوني ويدفع به نحو الانهيار التدريجي تحت وطأة الاستهدافات الدقيقة بما يساهم في دفعه إجباريًا نحو إيقاف عدوانه على غزة ولبنان .

هذا التحول الكبير في مسار العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني يثبت أن تحالفات فصائل المحور ليست مجرد دعم رمزي شعاراتي كما يحاول الصهاينة بمختلف ألسنتهم العجمية والعربية قوله، بل تجسدت عملًا عسكريًا فاعلًا في الميدان.

ومع تخطي اليمن والمقاومة العراقية وحزب الله لمنظومات الدفاع الصاروخي الصهيونية، يبدو أن المرحلة القادمة ستكون أشد وطأة وقسوة على الصهاينة، ما سيضطرهم لإعادة التفكير في استراتيجيتهم الأمنية، إن كان هناك ما تبقى منها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: جرائم الكيان الصهيوني غير مقبولة ولن تبقى دون رد
  • تصعيد العمليات العسكرية.. السبيل لردع الكيان الصهيوني
  • من الشخص الذي زوّد إسرائيل بمعلومات عن نصر الله؟.. صحيفة تكشف التفاصيل
  • أولمرت يعترف بأن الكيان الصهيوني اغتال عماد مغنية في دمشق عام 2008
  • نقابة المحامين تدين اغتيال حسن نصرالله: لابد من محاسبة عصابات الكيان الصهيوني
  • الخارجية: إن الكيان الصهيوني يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء – مرة أخرى – على سمات الغدر والجبن والإرهاب التي نشأ عليها، وانتفاء أي قيم أخلاقية لديه، وهمجية واستهتار بكل المعايير والقوانين الدولية
  • الكيان الصهيوني يُعلن مقتل حسن نصر الله
  • لجان المقاومة: القصف البربري للضاحية يؤكد نازية واجرام الكيان الصهيوني
  • لجان المقاومة: الضربة الصاروخية اليمنية أصابت قلب الكيان الصهيوني ومركزه العسكري والاقتصادي
  • تصاعد العمليات لمحور القدس وتضييق الخناق على الكيان الصهيوني