تناول مقال في صحيفة "تلغراف" البريطانية المعركة من أجل حرية الملاحة في البحر الأحمر، وقال إنها لا تزال مستمرة، وستظل كذلك في المستقبل المنظور.

 

وأرجع كاتب المقال توم شارب ذلك إلى سبب بسيط -على حد تعبيره- وهو أن تحقيق الحوثيين هدفهم النهائي بتعطيل انسياب حركة الملاحة، أسهل من محاولة التحالف الدولي استعادته.

 

ويتمتع الحوثيون بميزة صاحب الأرض، ذلك أن اليمن دولة مطلة على البحر الأحمر، وهم بالتالي على دراية تامة بأحوال البحر والمناخ، وكلتا هاتين النقطتين في صالح الطرف المهاجم، وفقا للمقال.

 

عراقة جهاز استخباراتهم

 

ويتابع الكاتب إبراز المزايا التي يحظى بها الحوثيون، إذ يقول إن جهاز استخباراتهم "رغم أنه متواضع"، فإنه "عريق وراسخ". ومع أن قدراته قد تراجعت بفضل الغارات الجوية الأميركية والبريطانية، فإنه لا يزال يعمل.

 

ويعتقد أن للحوثيين أيضا خيارات متنوعة تمكنهم من شن هجمات، من بينها صواريخ باليستية وصواريخ كروز مضادة للسفن، وصواريخ الهجوم البري، وكمية لا محدودة على ما يبدو من الطائرات المسيرة بدون طيار، وعدد وافر من الزوارق الهجومية السريعة، والسفن والزوارق المسيرة في بعض الأحيان.

 

أما التحالف فهو معقد، إذ يضم كثيرا من الدول أو اللاعبين على أرض الملعب، كما يحلو للكاتب أن يصفهم مستخدما مصطلحات ألعاب رياضية يوحي من خلالها أن التحالف ذو طابع فسيفسائي. وقال إن العديد من هؤلاء يلعبون بشكل جيد، لكن بعضهم يمارس رياضة مختلفة، بل إن منهم من لم يقرر بعد أي فريق سيلعب فيه.

 

كثرة سفن التحالف بالبحر الأحمر

 

ووفقا للمقال، فإن سفنا حربية كثيرة توجَد في عرض البحر الأحمر وخليج عدن، من الولايات المتحدة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والهند (وهناك أعداد كبيرة منها في خليج عمان)، فضلا عن اليابان ومصر وإسرائيل والصين، وبالطبع، إيران.

 

ويصف الكاتب البريطاني ما تقوم به البحرية الهندية سواء في البحر الأحمر أو المحيط الهندي لحماية السفن من الهجمات ومساعدة من هم في خطر، بأنه "عمل عظيم".

 

عدم مشاركة الصين غريبة

 

ويضيف قائلا إن عدم مشاركة الصين في هذا التحالف أمر أكثر غرابة، فالفشل حتى في الاستجابة لاستغاثات السفن اليومية "يعد انتهاكا مثيرا للقلق لقواعد السلوك البحرية". ومصر "حاضرة في شمال البحر الأحمر، ولكن بأعداد محدودة من السفن، ويعتقد كثيرون أن عليها بذل المزيد".

 

والبحرية الوحيدة التي يمكن مقارنتها بنظيرتها البريطانية -برأي الكاتب- هي الفرنسية، "إن لم تكن أفضل من حيث خيارات الهجوم البري"، لكن وجودها في المنطقة اتسم بعدم الانتظام.

 

وأبدى السعوديون عزوفا عن المشاركة لأسباب سياسية، والتزاما منهم بوقف إطلاق النار مع الحوثيين، علاوة على تقاربهم تدريجيا مع إيران.

 

ويختم الكاتب بأن سفن التحالف وطواقمها ستبقى في المنطقة لفترة من الزمن، ما لم تحدث "معجزة دبلوماسية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي أمريكا الملاحة الدولية البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية

تفقد الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى في جمهورية مصر، اليوم الاثنين، قاعدة البحر الأحمر البحرية بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

 

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الزيارة تأتى في إطار المتابعة الميدانية للجاهزية والإستعداد القتالى لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة.

 

واستمع القائد العام للقوات المسلحة إلى عرض تقديمى تضمن إجراءات تأمين مسرح عمليات قاعدة البحر الأحمر البحرية، كما شاهد عدد من الأنشطة التدريبية التي أظهرت مدى ما يتمتع به رجال القوات البحرية من كفاءة قتالية عالية، أعقبه المرور على عدد من الوحدات البحرية للإطمئنان على مدى جاهزيتها.

 

وناقش عددًا من الأطقم التخصصية في إسلوب تنفيذهم لمهامهم وإتقانهم للمنظومات القتالية الحديثة التي زودت بها القوات البحرية.

 

كما التقى الفريق أول عبدالمجيد صقر بعدد من رجال القوات البحرية، مؤكدا حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية وتطويرها وفقاً لأحدث النظم بما يمكنها من حماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية والتصدى لكافة التهديدات البحرية على مختلف الإتجاهات الإستراتيجية.

 

وطالب القائد العام للقوات المسلحة رجال القوات البحرية بالحفاظ على أعلى مستويات الكفاءة والإستعداد القتالى لتنفيذ كافة المهام التي توكل إليهم تحت مختلف الظروف.

 

وأكد أن القوات المسلحة بما تمتلكه من قدرات قتالية عالية وفرد مقاتل على أعلى درجات الجاهزية قادرة على حماية الوطن وصون مقدساته في ظل ما تموج به المنطقة من تحديات راهنة.

 

وتنفذ جماعة الحوثي هجمات على سفن الشحن الدولية المرتبطة بإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر وباب المندب منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حيث بلغت خسائر مصر اثر تراجع إيرادات قناة السويس أكثر من 7 مليار دولار وفق تقارير مصرية رسمية.


مقالات مشابهة

  • "مركز معلومات بحري" يكشف نجاح عبور 6 سفن أمريكية وبريطانية عبر البحر الأحمر
  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • اندلاع حريق في سفينة حاويات في البحر الأحمر
  • سفن تجارية تبدأ باختبار العودة إلى البحر الأحمر
  • مخاوف لدى شركات الشحن العالمية من عبور البحر الأحمر مجددا بسبب توقع انهيار اتفاق إنهاء الحرب على غزة
  • لماذا تتردد شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر رغم وقف الحوثيين عملياتهم؟
  • في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية