اشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله "الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة إلى أنه  "ما يقرب من أربعة أشهر على العدوان الوحشي على غزة بات لدى العديد من الجهات الدولية والإقليمية انطباع بأن العدو الصهيوني فشل في حربه على غزة، وأن الجيش الإسرائيلي سيخرج من معركة غزة مهزوما ومكسورا ومنهمكا من دون أن يحقق أيا من أهدافه بالقوة".

 

 ورأى أن" نتنياهو الذي كان يريد القضاء على "حماس" هو الآن يفاوضها وينتظر ردها على صفقة لتبادلِ الأسرى، والمستويات العسكرية والأمنية التي كانت في بداية الحرب متحمسة لدخول غزة والقتال فيها لسحق المقاومة واستعادة الأسرى الصهاينة، باتت اليوم تريد ليس مجرد صفقة لتبادل الأسرى فقط، وإنما تريد وقف القتالِ نهائيا، لأن الجيش قد اُنهك ويريد الخروج من كوابيس غزة بأي طريقة".

  

 واعتبر أن" أميركا التي دعمت العدوان الهمجي على غزة وأمدته بالسلاح والعتاد، واختارت أن تكون عدوا للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية من خلال شراكتها في العدوان، ها هي اليوم تتلقى الضربات في العراق وسوريا والأردن والبحر الأحمر وتدفع ثمن سياساتها العدوانية".

 

 ولفت إلى أن" المقاومة في العراق وأنصار الله في اليمن مصممون على مواصلة العمليات حتى وقف العدوان على غزة وفك الحصار، وكل التهديدات والضغوط العسكرية والسياسية والاعتداءات الأمريكية والبريطانية المباشرة على اليمن، لن تغير من مواقف اليمنيين ولن تثنيهم عن الاستمرار في العملياتِ البحرية طالما استمر العدوان الصهيوني والحصار على غزة".

 

 وأوضح دعموش: أن" الفشل الإسرائيلي والاميركي لم يقتصر على غزة بل امتد إلى الشمال على الحدود مع لبنان، فما يجري في الشمال استنزاف حقيقي للعدو الإسرائيلي، فالمقاومة بصواريخها المضادة للدروع وصواريخ بركان وفلق وغيره أحدثت دمارا كبيرا في أكثر من 500 مبنى في المستوطنات، وعطلت شبكات الكهرباء، وألحقت أضرارا كبيرة بأجهزة العدو التجسسية، وزادت من صرخة المستوطنيين الذين لم يعتادوا على التهجير".

 

 وأكد أن" المقاومة استطاعت أن تلجم التصعيد الذي مارسه العدو خلال الأيام الأخيرة، حيث اعتقد أن بامكانه أن يصعد من عدوانه على الجنوب من دون أن يلقى ردا قويا من المقاومة لأنها لا تريد الحرب، فإذا بالمقاومة تصعد من عملياتها كرد على التصعيد الإسرائيلي، وتضرب بقوة في الميدان، وتستخدم أسلحة نوعية جديدة، وتوجه للعدو من خلال ذلك رسائل نارية أفهمته جيدا أنه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم، وأنها لا تخاف الحرب ولا تخشاها، وأنها على أتم  الاستعداد والجهوزية لمواجهة كل الاحتمالات،  وأن التهديد والتهويل لم ولن يغير من مواقفها وتوجهاتها".

( الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على غزة

إقرأ أيضاً:

بدء العد التنازلي لنتنياهو

 

لم يكن بنيامين نتنياهو في وضع أسوأ من وضعه الحالي، فكل شيء في المنطقة يجري عكس ما يشتهي نتنياهو، ولا يوجد ما يشير إلى أنه سوف يستطيع استعادة زمام المبادرة، بعدما كان الانخراط الأمريكي المباشر في الحرب الذي حصل عليه في صيف العام الماضي وتعزّز بعد وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد أنقذه من مأزق محتوم كان واضحاً أن حرب الطوفان والإسناد قد وضعته فيها حتى تموز 2024م، قبل زيارة واشنطن، حيث كان القتال في غزة يسجل إنجازات للمقاومة، بينما كان الشمال يشتعل بصواريخ المقاومة، وكان عدد المتظاهرين طلباً لوقف الحرب قد بلغ نصف مليون متظاهر، وقد انقلب المشهد كلياً بعدما استردّ نتنياهو زمام المبادرة عبر عمليات اغتيالات طالت قادة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين وتفجيرات البيجر واللا سلكي وكلها تبدو البصمات الأمريكية واضحة عليها، وقد تتابعت بسرعة خلال شهرين ما بين اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية أواخر تموز، واغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أواخر أيلول، بعد عودة نتنياهو من واشنطن، هذه المرّة تبدو واشنطن من جهة عالقة في البحر الأحمر ولا ينقذها إلا وقف الحرب على غزة وفق اتفاق تقبله المقاومة، ويعتبر اليمن أن سبب إقفال الممر المائي الاستراتيجي أمام السفن المتجهة نحو موانئ كيان الاحتلال قد زال، وتعتبر واشنطن أن مبرر حربها قد زال بالمقابل، وتبدو واشنطن من جهة ثانية منخرطة في مفاوضات جدّية مع إيران، قبلت واشنطن خلالها تجاوز شروط مسبقة شكّلت عناوين احتجاج الرئيس الأمريكي على الاتفاق السابق ومبررات الانسحاب منه، وفي طليعتها البرنامج الصاروخي الإيراني ودور إيران في الإقليم ودعمها لحركات المقاومة، وبالرغم من التجاذبات المتوقعة في المفاوضات التقنية يتحدّث الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق دون الأخذ بطلبات نتنياهو، ولا بصيحات الحرب التي يطلقها، بعدما كشفت الحرب الأمريكية على اليمن محدودية القدرة العسكرية الأمريكية في تغيير المشهد السياسي في المنطقة، وتحولت إلى رسالة لأمريكا حول ما ينتظرها في الحرب على إيران بدلاً من أن تكون رسالة أمريكية لإيران حول ما ينتظرها إن رفضت شروط واشنطن التفاوضية، وأمريكا مستعجلة للتخفف من ملفات تعيق تفرغها لمعركة مفتوحة تجارياً مع الصين حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي أزمة الرسوم الجمركية، حيث تعود الأولوية الأمريكية للاقتصاد، في السياق ذاته الذي تجري فيه الحركة الأمريكية نحو روسيا، خصوصاً أن واشنطن ضمنت بتدخلها رفع التهديد عن “إسرائيل”، بينما انتقل ضغط الملف الإنساني في غزة وضغط قضية الأسرى الى البيت الأبيض، بينما تبدو حرب نتنياهو قفزة في المجهول بلا أفق، بالتوازي مع التبدل في اتجاه المشهد الأمريكي، تغيّر في اتجاه المشهد العسكري، حيث القتل والتدمير بوحشية استنفد اختبارات التأثير على الرأي العام وظهرت الحركات التي يمكن إطلاقها بوجه المقاومة، رغم المساهمات العربية والفلسطينية، هشة وضعيفة وهامشية، بينما بدت المقاومة أكثر تشدداً في مطالبها، خصوصاً مع الإعلان عن تمسك المقاومة بصفقة شاملة ورفض السير مجدداً باتفاق على مراحل، ما جعل العمل العسكري البرّي ضرورة لا غنى عنها. وهنا بدأت بالظهور صور متعاكسة للجانبين، فعلى الجانب الفلسطيني ظهرت مقاومة منظمة بروح معنوية عالية، وقد ضمّت إلى صفوفها آلاف الشباب الجدد، ومقابلها على الجانب الإسرائيلي هناك عجز في الوحدات المقاتلة وتمرّد في الاحتياط وعرائض احتجاجية لآلاف العسكريين ضد الحرب، والنتيجة عودة النزيف بقوة إلى صفوف جيش الاحتلال، وهذه نتيجة مرشحة للتصاعد كلما استمرت الحرب.

في الداخل الإسرائيلي هناك مزيد من الاتساع في دائرة الاحتجاج، وتصاعد في الملفات القضائية التي تلاحق نتنياهو وحكومته، خصوصاً أمام المحكمة العليا، وانضمام الرئيس السابق للشاباك رونين بار إلى صفوف شهود الخمسة نجوم المستعدين للذهاب إلى النهاية في مطاردة نتنياهو بملفات محكمة، بينما تشير استطلاعات الرأي العام الى تراجع مريع في شعبية الحرب التي صارت هي نفسها شعبية نتنياهو، وقد كان لافتاً ما نقلته القناة 13 عن أن “25,1 % فقط من الإسرائيليين يؤيّدون استمرار الحرب على قطاع غزة، و63,7% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى”، وهي نسبة غير مسبوقة، حيث بقيت نسبة مؤيدي نتنياهو والحرب عند عتبة 38% في أسوأ المراحل السابقة بالنسبة لنتنياهو.. دوائر التأثير الثلاث تتحرّك على إيقاع عناصر ثابتة تزيدها زخماً، حيث يخسر نتنياهو مزيداً من الاستعداد الأمريكي لتغطية حربه التي تريد توظيف القدرة الأمريكية لتحقيق انتصار وليس لرفع تهديد كما كان الحال من قبل، كما سوف يظهر مزيد من نزيف جيش الاحتلال وتراجعه مقابل تصاعد ما تظهره المقاومة من فعالية وحضور، بينما الوضع الداخلي يشهد وسوف يشهد مزيداً من الحصار لخيارات نتنياهو في ضوء الأفق المسدود أمام حربه في تحقيق إنجازات من جهة، والكلفة العالية المترتبة عليها من جهة مقابلة.

 

*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

 

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يتحدث عن عدد المحتجزين الأحياء بغزة ووفد التفاوض الإسرائيلي في القاهرة
  • وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي: الحرب على غزة ستنتهي خلال ١٢ شهرا وسنتوصل إلى مزيد من اتفاقيات السلام
  • إعلام عبري .. استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس
  • عنوانه هذا الحل الوحيد.. فيديو من سرايا القدس لترامب ونتنياهو
  • إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • بدء العد التنازلي لنتنياهو
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • ثلاث مخاوف إسرائيلية من تعميق القتال داخل قطاع غزة.. بينها كمائن المقاومة