صحيفة التغيير السودانية:
2025-05-03@04:32:12 GMT

ليست قضية جغرافيا!!

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

ليست قضية جغرافيا!!

صباح محمد الحسن

لم تترك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) حيلة للفريق عبد الفتاح البرهان إلا قطعت حبلها، وكلما أوصد باباً فتحت معه نافذة جديدة في محاولة جادة لوقف هذه الحرب اللعينة، التي أصبح الإصرار على إستمرارها جريمة ثانية يرتكبها فلول النظام بمشاركة ومباركة من دعاة الحرب الذين يتحدثون عن ضرورة حسم التمرد رغم علمهم بالنتائج التي حسمت حياة المواطن بالقتل وبأكبر حصيلة نزوح.

وأعلنت تقدم عن استعدادها للقاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في أي زمان ومكان يحددهما، بما في ذلك العاصمة المؤقتة بورتسودان، جاء هذا الإعلان بعد ساعات من تصريحات البرهان التي قال فيها لجنوده أنه لن يفاوض أحداً خارج البلاد
والفريق البرهان يعيد لعبة المراوغة مع القوى السياسية بذات الأدوات التي إستخدمها في لعبة الإطاري حتى أنه يستفيد من الأخطاء نفسها التي تقع فيها القوى المدنية والثورية من تشتت وإنشقاقات واختلاف حول القضايا الأساسية والمصيرية والإبتعاد عن مربع الوحدة وعدم الإلتقاء حول رؤية واحدة.

ولكن ولو أرادت تقدم أن تحرز هدفا يجب أن تبحث عن الحل بعيدا عن البرهان، فمن الجيد أن تتنازل (تقدم) لأجل الوطن ولأجل وقف الحرب، ولكن المؤسف ان هذا التنازل لن يقدره البرهان الذي لا ينظر للأمور من الزاوية التي تنظر بها (تقدم) فالبرهان قد يستغل هذا التنازل إستغلالًا سيئا الأمر الذي قد يجعل نتائج هذا اللقاء لا قيمة لها ولا إضافة، هذا إن كان البرهان فعلا صادقاً في أن مشكلته الحقيقية مع تقدم هي المكان !!

فحتى وإن تم اللقاء في مدينة البرهان المفضلة سيضع البرهان شروطه التعجيزية ويطالب حمدوك بإخراج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين الشرط الذي لن يتخلى عنه البرهان حتى ولو خرجت قوات الدعم السريع من المنازل بإختيارها.

عندها ستجد (تقدم) أنها لم تتقدم خطوة ولم تبارح مكانها الذي كانت فيه لهذا في رأيي أن تسعى (تقدم) وتسحب غطاء القوة الذي مازال يتلفح به البرهان كيف؟.. بتوسيع دائرتها وفتح أبوابها لكل القوى المدنية والثورية لتشكيل أكبر قاعدة مدنية تستطيع بها نزع قرار الكلمة والصوت، فالبرهان مازال يتقدم عليها بسيطرته على القرار بالقوة المستمدة من سلطة الفلول لذلك تجده يتجول بثقة في مساحات المراوغة بالرفض والقبول (على كيفو)، لكن تشكيل جبهة مدنية أكبر يجعل صوتها أعلى من صوته سيما أن الرجل أصبح فاقدا للدعم والسند الخارجي والداخلي.

ثانيا.. أن تدعم (تقدم) بقوة عبر قنواتها الخارجية كل الحلول المطروحة لتجاوز عقبة الفلول وأهمها المطالبة بتصنيف الأخوان منظمة إرهابية وفرض مزيد من العقوبات على الشخصيات والشركات التي تدعم وتغذي ميادين المعارك، وبهذا تكسب تقدم الوقت الذي تحتاجه لضرورة الوقف الفوري للحرب هذا الوقت الذي ما راوغ البرهان ونكص إلا لهدره.

فكل عمل لابد أن تسبقه الرغبة والجدية والنية الخالصة وجميعها عند البرهان لا توجد، والدليل أن (تقدم) تكتب له مباشرة وبصورة رسمية وهو يرد عليها عرضًا في خطاباته المرتجلة!!

لذلك يجب أن تتجاوز (تقدم) الطرق التقليدية في براحات السباق لحل قضايا الوطن وأن تستفيد من معرفة وحقيقة الخصوم من تجاربهم السابقة وتدرك أن القضية مع البرهان هي قضية تاريخ وليست قضية جغرافيا.

طيف أخير:
ومازلنا نكرر (لا تنتظروا الجنرال).

نقلاً عن صحيفة الجريدة

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

ما دلالات مصادرة الحريات وهلع البرهان من اللساتك؟

بقلم : تاج السر عثمان

١
حديث البرهان عن البندقية كبديل ل "اللساتك"، ومصادرة نشاط وإغلاق دار الحزب الشيوعي السوداني بعطبرة، وإعادة تدوير الكيزان كما في تعيين رئيس وزراء، وتعديلات وزارية من "كيزان" الصف الثاني، يشير إلى هلع حكومة الأمر الواقع الانقلابية غير الشرعية من نهوض الحركة الجماهيرية الذي فجر ثورة ديسمبر التي مازالت جذوتها متقدة، والتي تحاصرها الأزمات من كل جانب، فهي أوهى من خيوط العنكبوت، وتجرب المجرب من أساليب القمع العتييقة التي فشلت في حماية نظامهم المدحور لأكثر من ثلاثين عاما، رغم الة القمع الجهنمية من أمن ودعم سريع كتايب الظل والوحدات الهادية. الخ. " فمن جرب المجرب صار عقله مخرب،" كما يقول المثل.
كما يؤكد أيضا ما اشرنا اليه سابقا أن هدف الحرب اللعينة الصراع على السلطة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع لمصلحة المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف نهب ثروات وأراضي البلاد المستمر رغم الحرب، و قطع الطريق أمام الثورة كما في التهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان الخرطوم وبقية المدن والمناطق الصناعية والزراعية والخدمية، لإضعاف قوى الثورة الحية ، بعد مجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخرى ، بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر حتى أصبح قاب قوسين أو أدني من السقوط ، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الإصلاح الأمني والعسكري في قضية الدعم السريع اقترح البرهان عامين واقترح حميدتي عشر سنوات ، هذا فضلا عن توفر الظروف الموضوعية لانفجار الثورة واسقاط الانقلاب ، كما في الثورات والانتفاضات السابقة التي أسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الاضراب السياسي العام والعصيان المدني.
٢
قبل الحرب وبعد انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١ حدث نهوض جماهيري واسع كما في الآتي :
- المواكب والمليونيات التي كانت تنظمها لجان المقاومة وفشل القمع الوحشي في وقفها ، واضرابات العاملين من أجل رفع الأجور وتحسين الأوضاع المعيشية، جراء التصاعد المستمر في الأسعار والتدهور في قيمة الجنية السوداني وتآكل الأجور ، وتدهور الخدمات الصحية والنقص في الدواء ، وانتشار أمراض مثل: حمى الضنك في ظل معيشة ضنكا ونقص في الأنفس الثمرات عاشها يعيشها شعبنا ، مع شبح المجاعة الذي يخيم على البلاد جراء تدهور الإنتاج الزراعي والصناعي ، اضافة لتدهور التعليم وأوضاع المعلمين مما أدي لإضرابهم من أجل تحسين الأجور والبيئة التعليمية ، ومقاومة الطلاب والمعلمين للرسوم الدراسية الباهظة التي تجعل التعليم للقادرين، في حين بلغت ميزانية الأمن والدفاع 75% ، وهي ميزانية مصدرها الأساسي جيب المواطن ، مما يعني المزيد من الافقار والبؤس ، مما يؤدي للانفجار الجماهيري الشامل الذي بدأت نذره تلوح في الأفق، وبعد انفجار الحرب ازداد الوضع تدهورا..
- التطور اللافت لمعركة انتزاع النقابات، كما حدث وسط الصحفيين والدراميين و بعض فرعيات أساتذة الجامعات ، وأخيرا انتزاع نقابة أطباء السودان بعد 34 عاما بعد عقد الجمعية العمومية وانتخاب اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان
- تصاعد الحركات المطلبية كما في مقاومة جماهير الشرق لميناء "ابوعمامة "الذي يهدد السيادة الوطنية ويقضي على ميناء بورتسودان في ظل حكومة انقلابية غير شرعية مرتهنة للخارج، ومقاومة القبائل القاطنة في ولايات مشروع الهواد لنهب اراضيهم وتمليكها للامارات ، ورفض الجماهير في مناطق البترول و التعدين لنهب ثرواتهم من الذهب وتدمير البيئة ، وحقوقهم في تنمية المنطقة بنسبة محددة ، واعادة النظر في العقود الجائرة التي تنهب بموجبها الشركات ثروات البلاد ، اضافة لمقاومة جماهير النوبيين لنزع اراضيهم ، واتساع حركة المطالبة بعودة المناطق المحتلة مثل : حلايب وشلاتين ، ابورماد ، نتؤات وادي حلفا ، الفشقة. الخ، ونهب ثروات البلاد من قبل مصر كما في مطالب ترس الشمال.
- نهوض المزارعين ضد ارتفاع تكلفة الإنتاج والوقود ، وتوفير الرى ، والعائد المجزى لمحاصيلهم والضرائب الباهظة مما يهدد بفشل الموسم الزراعي ، ومقاومة مصادرة الأراضي، وحقهم في التنظيم بقيام اتحادات ديمقراطية تدافع عن حقوقهم ومصالحهم.
– استنكار جماهير النازحين في المعسكرات لخدعة ما يسمي بالعدالة الانتقالية كجواز مرورللافلات من العقاب كما يجرى في التسوية السياسية الجارية، وعدم تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية في تكرار لما حدث في حكومات الفترة الانتقالية السابقة ، والحكومة الانقلابية الراهنة التي تورطت أكثر في ارتكاب المجازر وفشل اتفاق جوبا في تحقيق العدالة ، كما جاء في بيان المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بتاريخ 12 مارس 2023، الذي وضع النقاط فوق الحروف.
اضافة للصمود أمام القمع الوحشي للمواكب السلمية حتى وصل عدد الشهداء (125) شهيدا، واصابة أكثر من (8 الف) شخص بعضها خطير باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع ومدافع الدوشكا ، والاوبلن، والدهس بالمدرعات . الخ ، اضافة للاعتقال والتعذيب الوحشي للمعتقلين وحالات الاغتصاب ، واستمرار الابادة الجماعية في دارفور وبقية المناطق لنهب الأراضي وثرواتها ، مما أدي في العام 2022 "عام انقلاب 25 أكتوبر" لنزوح (314) الف شخص في غرب وشمال وجنوب وشرق دارفور وجنوب وغرب كردفان وجنوبالنيل الأزرق ، ومقتل (991) شخصا ، واصابة (1,1173 ) شخص، حسب احصائية الأمم المتحدة .
- رفض تهريب ثروات البلاد للخارج ، والتفريط في السيادة الوطنية، اضافة لرفض أن يكون السودان في مرمي نيران الصراع الدولي لنهب الموارد والموانئ بين أمريكا وحلفائها وروسيا والصين
- مقاومة الانقلات الأمني الذي وراءه السلطة الانقلابية بعد اتفاق جوبا والسماح لجيوش الحركات في المدن ، والفوضي الأمنية التي خلقتها في البلاد ، مما يتطلب الغاء اتفاق جوبا ، والاسراع في الترتيبات الأمنية لحل كل تلك الجيوش ، مع مليشيات الدعم السريع وجيوش الكيزان ، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
- مقاومة الجماهير واسر الشهداء لعدم الافلات من العقاب ومجاكمة المجرمين في مجازر فض الاعتصام ومجازر ما بعد انقلاب 25 أكتوبر ، ومحاكمة المجرمين ، وتسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.
- مواصلة المعركة من أجل استكمال مهام ثورة ديسمبر التي قطعها انقلاب 11 أبريل 2019 ، وانقلاب مجزرة فض الاعتصام ، وانقلاب 25 أكتوبر الذي جاء امتدادا لهما حتى اسقاطه وانتزاع الحكم المدني ورفض التسوية الجارية على أساس الاتفاق الإطاري الهادف لاطالة عمر الانقلاب. واصفية الثورة..
3
قطعت الحرب النهوض الجماهيري الذي كان يسير قدما نحو اسقاط الانقلاب العسكري، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، ورغم ذلك فشلت في اخماد جذوة الثورة التي مازالت متقدة، التي أصابت البرهان والحركة الإسلاموية بالهلع، ولم تتعلم من دروس التاريخ وسوف يقتلعها شعبنا اقتلاعا. مما يتطلب عودة الجماهير للشارع و"اللساتك" لوقف الحرب واسترداد الثورة، لانتزاع حقوقها والديمقراطية والسيادة الوطنية، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب وضد الانسانية، وتفكيك التمكين وإعادة ممتلكات الشعب المنهوبة، وعودة العسكر للثكنات وحل الدعم السريع ومليشيات الكيزان وكل المليشيات وجيوش الحركات ، والاسراع في الترتيبات الأمنية لنزع سلاح المليشيات وتسريحها ، ودمجها في المجتمع ، وعودة كل شركات الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن لولاية وزارة المالية، ومواصلة الثورة حتى تحقيق مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة.

alsirbabo@yahoo.co.uk

   

مقالات مشابهة

  • من الأنبار إلى كركوك: السنة يستعدون لمعركة الـ329 مقعداً
  • مصدر أمني بالسويداء لـ سانا: إننا نحذر كل الأطراف التي تحاول المساس بالاتفاق الذي أكد على ضرورة ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، ومدينة السويداء على وجه الخصوص
  • FA: هل تقسيم السودان سيوقف الحرب أو يوقف تدخل القوى الخارجية؟
  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • ثنائي الابادة
  • ما دلالات مصادرة الحريات وهلع البرهان من اللساتك؟
  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • البرهان يعين "الحاج" رئيسًا جديدًا للحكومة في السودان
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله