مخاوف من اندلاع الحرب الكونية الثالثة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عندما ترى الكيان الصهيوني يبحث مع البيت الابيض عن هدنة في الشرق الاوسط، فأعلم ان تحركاتهم لا تعني انهم خسروا المعركة وانما هنالك شيء آخر يدبرونه في الخفاء، ويعدون العدة لعمل شيطاني خارج حدود غزة، فقد كانت قواعدهم المنتشرة في الشرق الأوسط متهيئة للمشاركة في الهجوم البري الإسرائيلي ضد غزة، ومستعدة لدعم تل أبيب في أعقاب عملية طوفان الأقصى.
تشير التقارير ان قادة البنتاغون لن يترددوا هذه المرة من تفجير قنبلتهم الذرية فوق مدن الشرق الأوسط للتعبير عن نزعاتهم الانتقامية العدوانية المبيتة ضد شعوب المنطقة، وربما جاءت توقيتات تنافس السفهاء على سدة الرئاسة الأمريكية بين المعتوه بايدن والطائش ترامب لتعكس صورة الرغبات المكبوتة لإحياء إمبراطوريتهم المشرفة على الزوال. حيث لم يبق لديهم ما يخسرونه بعد تعرضهم لأشرس الخسائر في أوكرانيا وفي بحر الصين. وبعدما تكررت هزائمهم وهفواتهم وعثراتهم الأخلاقية. .
لقد أدركت الولايات المتحدة انها لن تقدر على هزيمة المقاومة في غزة، ولن تستطيع الصمود بوجه المقاومة في جنوب لبنان، وفشلت منذ عام 2014 في دحر الحوثيين، وهي الآن تتعرض لضرباتهم الصاروخية الموجعة. فالحوثيون لديهم من الملاجئ والكهوف والملاذات الطبيعية ما يجنبهم شر الغارات الجوية مهما بلغت ضراوتها، بل ان تدخل الأسطول الأمريكي تسبب في غلق قناة السويس بوجه سفن امريكا وأخواتها بينما ظلت السفن التجارية الروسية والصينية تتحرك بمنتهى الحرية في الذهاب والإياب، وهذا يعني استنزاف الوقت والمال في حسابات الاقتصاد الأوروبي والاسرائيلي وفي مضمار التعامل مع سفنهم المرغمة على الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح. وقد وصل بهم الغباء الآن إلى افتعال المشاكل مع حكومة السيسي المتعاونة معهم حتى النخاع، فالنصر الذي يبحثون عنه الآن يقضي ببسط نفوذهم على سيناء كلها، وذلك من خلال سيناريو متفق عليه بين التابع والمتبوع. .
شيء آخر: باستطاعة العالم الأوروبي ان ينهي فصول هذه المهزلة، ويتجنب مآسي الحرب العالمية الثالثة بتلفون واحد من بايدن يأمر نتنياهو بوقف إطلاق النار في غزة، والانسحاب منها، وفتح بوابات المعابر التي اغلقها السيسي، وساعده في ذلك ملك الأردن. والاعتراف بالدولة الفلسطينية الحرة المستقلة. لبناء دولة يقرر مصيرها الشعب الفلسطيني نفسه. من دون وصاية من احد، ومن دون تدخل محمود عباس وحاشيته. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: فرض زكاة الفطر من مظاهر كمال الإسلام وإنسانيته
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، في خطبته، المسلمين بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، من تمسك بأسبابها نجا.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي، في خطبة الجمعة من المسجد النبوي: "إن شهركم الكريم قد تقلّصتْ بُسُط ظلالِه، ودقّ حاجبُ هلالِه، واحمرّت شمسُ أصيلِه، وآذَنَتْ ساعةُ رحيلِه، ولكن رياض الخيرات فيه لا تزال زاهرة، وموارد الرحمات ثَرَّةٌ زاخرة، ومن استأنف الفضائل حرص على تتميمها، وقد قال نبيكم - صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بخواتيمها)، إن بلوغ أواخر هذا الشهر الكريم وإدراك خواتيمه من عظائم الآلاء، وسوابغ النعماء، كما أشار لذلك ربنا في محكم كتابه بقوله: ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )، فحقيق بمن أدرك هذه الساعات الشريفات والليالي المباركات أن يُكثر اللهج بشكر الله على نعمة الهداية للإسلام، وعلى منّة حسن التمام.
ومضى الحذيفي، قائلًا : إن هذا الإسلام دين رباني حكيم، وتشريع متوازن عظيم، شرعت فيه العبادات والطاعات تهذيبًا للمؤمن وإصلاحًا، وقصدًا إلى تزكية النفس وتقويمها، وإن من مقاصد تلكم التشريعات الربانية في العبادات؛ تحقيق معنى العبودية الخالصة للخالق سبحانه، امتثالًا لأمر الله وانقيادًا، وحبًا واتباعًا، فلا يُعجب المؤمن بعمله ولا يُعوّل عليه، ولا يتعاظمه ولا يلتفت إليه، بل يستصغره ويستقله شهودًا لحق الله عليه، وملاحظة لعيب نفسه ورؤية لضعفه ونقصان عمله، ولذلك المعنى العظيم شرع الاستغفار خاتمًا للأعمال الصالحة، وطابعًا عليها، فإن الفضل لله على العبد المؤمن ممتد من حين توفيقه للعمل الصالح وإعانته عليه، ثم كمال المنة عليه بقبوله منه، فإن المؤمن يجتهد في شهر رمضان بأنواع الطاعات وأصناف القربات، حتى إذا وافى أواخره متحرّيًا ليلة القدر يسأل الله العفو كالمسيء المقصر.
ودعا إلى الإكثار مع اللهج بشكر الله والثناء عليه على نعمة بلوغ أواخر هذا الشهر باستغفاره وسؤاله العفو، واستحضار معاني توفيق الله لكم ومنته عليكم وتقصيركم في حقه وتفريطكم في جنبه، تحقيقًا لمعنى حقيقة العبودية التي تجمع بين كمال الحب وكمال الانكسار.
وبين أن من معالم كمال دين الإسلام، ومظاهر إنسانيته ورحمته: أن شرع زكاة الفطر في خواتيم هذا الشهر الكريم ترسيخًا للمعاني الإنسانية، وتوثيقًا لعرى الأخوة الإيمانية، تكاملًا وتكافلًا، وتراحمًا وتواصلًا، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي حاثًا المسلمين بالمسارعة في إخراج زكاة الفطر بطيبةِ نفسٍ، منشرحة بها صدوركم، عبودية لربكم وسدًّا لحاجة إخوانكم قبل عيدكم، وتهيؤوا لعيد فطركم المجيد شاكرين الله حسن التمام والهداية للإسلام، وانعموا بما أهل الله عليكم في هذه البلاد المباركة من سحائب الرحمات، وأهال من كتائب البركات، وأسبل من ذوائب الخيرات، أمنًا وإيمانًا و اجتماعًا ورخاءً.