بقلم / حسين الذكر

العالم في ظل العولمة لم يعد "يحبو" أو يمشي ولا حتى يقفز .. كي يكون الارتباط بين اعضاء القرية العالمية عضويًا فعالا ينبغي أن نحلق بالفضاء من اجل قطع المسافة بين اقصى نقطتين على الكوكب الأرضي.. وذلك يتطلب أن تكون التقنيات بأعلى دقتها واستيعاب مهام مفرداتها .. ذلك الرحم (التواصلي) أنجب العديد من الطرق والأساليب والأدوات الإبداعية التي مكنت الانسان من أن يكون حاضراً بأيسر الطرق لممارسة دوره في عمليات البناء الإنساني المتحضرة في عصر ما بعد الذرة .

العملية برمتها تتوقف على الهدف الاستراتيجي والتخطيط لبلوغ ذلك، ثمة سؤال يطرح على الذات الإعلامية الرياضية تحديدًا في ظل الحدث.. ما هي نسب مشاهدة ستوديوهات التحليل.. بمعنى آخر واكثر دقة في الشد والجذب والتعبير عن حقيقة وجوهر الرسالة التحليلية.. ما هي نسب المشاهدة بين الشوطين ... كم من متابعي المباريات يبقي مشدود النظر لمعرفة ما يقوله المحللون .. النتيجة بلا مبالغة مذهلة اذ ان الاغلب الاعم يترك التلفاز لقضاء حاجات أخرى بمعنى الزهد في الحديث لاسيما الممل منه . 

العملية برمتها لا تتعلق (بالديكور والاسماء والنجوم والتهريج والصراخ المتكرر والتقاطع والخصومات المفتعلة منها او التلقائية).. فتلك أمور ثانوية كلما كان التجلي عفوياً فيها اصبح إضافة بموجب آلية تحصيل الحاصل.. الإشكالية تكمن بالهدف .

 فيا ترى هل حددت وسائل الاعلام الكبرى هدف برنامج ما؟ .. هل رسالته موجهة الى الجماهير او الأجهزة التدريبية والنخب الكروية – على سبيل المثال – ؟.. قطعا يجب علينا ان نفرق بين متابعي كرة القدم ومشاهديها .. فالجماهير المحتشدة  بالملايين في الملاعب والشوارع والكازينوهات والصالات والمطاعم وخلف تلفاز البيوت .. الكثير منهم لا يمثلون المتابعين .. لكنهم مشجعون للرمزية الوطنية والنادوية بما تمثله .. وهؤلاء لا يفقهون بالعلم الكروي – ان جازت التسمية – بمعنى لا تعنيهم مفردات من قبيل 4-4-2 او 3-2-3- 1.. وغير ذلك من مفردات تكتيكية تبدو كأنها مصطلحات مبهمة لا تعنيهم ولا يريدوا فهمها .. فهم لا يخوضون بتفاصيل فنية بل يتوقون للامتاع الجمالي الجمعي ..

اذا ما ادرك ذلك .. العقل المهني المسؤول يتطلب منه إعادة صياغة مفردات الأسس التي بنيت عليها استوديوهات التحليل واحالتها من عملية إرتزاق وظيفي وأساليب (شو) لإستجداء المتابعة عند البعض، الى مادة دسمة تمزق أطر الكهنوت الكروي البحت الذي يرتديه البعض وتحويله لحلة جديدة بمفردات احدث وأدوات اشمل واعم واقدر على الصاق هذه الملايين العاشقة حد الجمال.. بدل من نفرها .. وهنا لا أقول - يتقززون منه – ولكنهم باقل تقدير لا يعبهون فيه..

نعم الهدفية الاستراتيجية والدراسة النفسية والاجتماعية هي من تدفعنا لاجراء التغييرات وذلك لا يعني تمردًا على المتمرسين من مقدمي البرامج او نجوم التحليل المحترمين بقدر ما هي حاجة فعلية لعملية مزاوجة شبيهة بما نحتاجه للخروج من ازمة موت الصحافة الورقية وتدافع المشيعين من شباب السوشيل ميديا .

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

مهرجان سلا للارتجال المسرحي: انطلاق أول دورة بمعايير دولية

تستعد مدينة سلا لاستقبال أول دورة من مهرجان “سلا للارتجال المسرحي”، والذي سيُعقد يومي 25 و26 أبريل 2025 بمركب التنشيط الفني والثقافي – سلا تابريكت. يُنظم المهرجان من طرف جمعية “أقنعة الضفتين للتربية والفنون”، ويأتي تحت شعار “الفن يعبر عن هويتنا، والارتجال هو لغة الإبداع”.

المهرجان، الذي يُعد الأول من نوعه في المغرب، يُنظم وفقًا لمعايير دولية ويُشارك فيه أربع فرق ارتجالية محترفة هي: Pirate’s Family Impro، Tekchbila Impro، Art Impro، وRemontada Impro. ويتضمن الحدث منافسات حية، عروضًا ارتجالية تفاعلية مع الجمهور، وحلبة ارتجال احترافية تشكل مركزًا للمتعة الفنية.

ويُشرف على تنشيط وتحكيم المهرجان الفنان إسماعيل بن غانم، بمساعدة لجنة تحكيم مرموقة تضم كل من: زكية بنونة، محمد بلحسن، ولحسن داسي.

ومن المتوقع أن يشهد المهرجان مباريات نصف النهائي يوم الجمعة 25 أبريل، فيما ستُقام النهائيات يوم السبت 26 أبريل. بالإضافة إلى العروض المسرحية، سيتم تكريم الفنان الراحل حسن الغاشي، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال الفن، كما سيُتاح للجمهور لقاء خاص مع الفنان هشام إبراهيمي.

ويشكل هذا المهرجان فرصة هامة لمحبي الفن المسرحي للتفاعل مع الإبداع الارتجالي، والاستمتاع بأجواء مميزة ومثيرة.

مقالات مشابهة

  • مهرجان سلا للارتجال المسرحي: انطلاق أول دورة بمعايير دولية
  • "العمل" تؤكد قيمة الإبداع والابتكار في الاحتفال بـ"اليوم العالمي"
  • صنّاع المحتوى في ضيافة العُلا ..لقاء يربط الإبداع بالمستقبل
  • شريف مدكور أبرز الحضور في جنازة زوج الإعلامية سناء منصور
  • صحة أبوظبي ومايكروسوفت تطلقان إطار عمل عالمي لـ التحليل الذكي للصحة السكانية
  • رئيس الوزراء الهولندي: البابا فرنسيس كان رجلا من الشعب بمعنى الكلمة
  • رئيس الوزراء الهولندي: "البابا فرنسيس كان رجلا من الشعب بمعنى الكلمة"
  • الإمارات مهد الابتكار والإبداع.. ووصفة العالم لطالبيهما
  • هالة بدري: الإبداع والابتكار يشكلان أساساً لتطور المجتمعات
  • الصليب الأحمر: ما يشهده المواطنون في قطاع غزة هو الجحيم بمعنى الكلمة