الإعلام الإسرائيلي يكشف الانقسام حول صفقة التبادل المرتقبة مع حماس
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
استحوذت صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على اهتمام الإعلام الإسرائيلي، وسط انقسام حاد بين ضرورة إبرامها لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة وتحذير من تبعاتها.
وأظهرت نقاشات الإعلام الإسرائيلي رفضا مطلقا للصفقة من قوى اليمين المتطرف بزعامة وزير الأمن إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إذ اعتبراها انتصارا لحماس ولزعيمها في غزة يحيى السنوار.
وفي هذا الإطار، قال بن غفير خلال جلسة للكنيست "لن نسمح بوضع تنتصر فيه حماس، ولن نسمح بصفقة يكون مضمونها انتصار حماس".
بدوره قال سموتريتش إن "السنوار الذي يجلس الآن في ملجئه المحصن يشاهدكم ويقول بهذه الطريقة سأحقق هدفي.. المجتمع الإسرائيلي عاد للخلافات ويتفكك" مشيرا إلى هتافات المتظاهرين "الآن.. الآن" (إطلاق سراح الأسرى) و"مهما كان الثمن" و"وقف الحرب".
وأضاف قائلا على لسان السنوار "الجيش يخفض عدد قواته ويسرح جنود الاحتياط، المزيد من هذا وبعد وقت قصير سأحقق الانتصار وسأنجو".
أما الأصوات المرحبة بالصفقة المرتقبة، فقد قالت إنها السبيل الوحيد لاستعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وإنه من واجب إسرائيل استعادتهم أحياء لأنهم كانوا ضحية إخفاق الأجهزة الأمنية والعسكرية يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي هذا السياق، أشار أحد ضيوف القناة 13 الإسرائيلية إلى أنه "كان يتوجب على دولة إسرائيل منع وقوع السابع من أكتوبر، وأن يكون هناك انتشار مختلف للقوات على الحدود مع غزة".
يذكر أن قناة "كان 11" الإسرائيلية كشفت أنه من ضمن مطالب حماس لإبرام الصفقة: الإفراج عن كل نشطاء وحدات النخبة التابعة لها ممن شاركوا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، مبينة أن إسرائيل لم تتخذ حتى الآن أي قرار بشأن الإفراج عن هؤلاء المقاتلين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع
#سواليف
اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن ” #إسرائيل ” لم تحقق #أهداف_الحرب ضد #حماس، والتي تتمثل في القضاء الكامل على قدرات الحركة العسكرية والإدارية. فقد صمدت حماس على الرغم من حجم الضربات التي تلقتها.
وأشار المعهد إلى أن #فشل #جيش_الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب يتطلب التركيز على جهود رئيسية: إتمام صفقة التبادل، استغلال فكرة #تهجير #سكان قطاع #غزة، ومنع #حكم_حماس عبر ربط ذلك بإعادة الإعمار.
وبيّن المعهد أنه في وثيقة “استراتيجية الجيش الإسرائيلي” (2015)، يُعرَف النصر على أنه “الوفاء بأهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، والقدرة على فرض شروط إسرائيل على العدو لوقف إطلاق النار وترتيبات سياسية وأمنية بعد الحرب”. هذه الأهداف لم تتحقق في الحرب.
مقالات ذات صلةووفقًا للمعهد، على الرغم من أن “إسرائيل” حققت بعض الإنجازات مثل تحرير عدد من الأسرى، وقتل آلاف المقاتلين في قطاع غزة، وتدمير معظم أراضي القطاع، إلا أن “إسرائيل” لم تحقق أهداف الحرب التي وضعتها القيادة السياسية. لم يتم تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وتحقيق تحرير الأسرى لا يزال جزئيًا حتى الآن. وشدّد المعهد على أن الصفقة الحالية لتحرير الأسرى لا تعكس فرض “إسرائيل” شروطها على وقف إطلاق النار، بل هي تسوية مع مطالب حركة حماس. والواقع المطلوب؛ عدم حكم حماس قطاع غزة، ومنع تهديدها لإسرائيل، يبدو بعيدًا عن التحقيق في الظروف الحالية.
وتابع المعهد أن حماس تمكنت من قتل 1,163 مستوطنًا وجنديًا في يوم واحد، وجرحت الآلاف، وسيطرت على مستوطنات ودمرتها، وأسرت 251 مستوطنًا وجنديًا. كما نجحت في إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ولا تزال تهرب الأسلحة، وتصنع المتفجرات من مخلفات الجيش، وتعيد بناء كادرها العسكري عبر تجنيد شبان جدد. نصف بنيتها التحتية تحت الأرض لم يتمكن الجيش من استهدافها، وتدير قطاع غزة حتى الآن، حيث يظهر مقاتلوها وعناصر أمنها في كل القطاع ويحققون مع العملاء والمتخابرين مع السلطة الفلسطينية.
وبالنسبة للمعهد الأمني الإسرائيلي، فإن فكرة القتال ضد “إسرائيل” أثبتت نفسها؛ فقد أذلت حماس “إسرائيل” وألحقت بها هزيمة عسكرية لم تشهدها منذ تأسيسها. ولا تزال تسيطر عسكريًا ومدنيًا على القطاع حتى الآن، وأفشلت عملية التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، ونجحت في إطلاق سراح مئات من الأسرى، مما دفع “إسرائيل” للتوقيع على صفقة معها. في حين أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعيدة عن تحقيق إنجاز مشابه.
وأكد المعهد أن صفقة تبادل الأسرى لها أيضًا آثار سلبية على “إسرائيل”: فهي اعتراف صريح بأن “إسرائيل” لم تحقق النصر الكامل، كما تمنح حماس أكسجينًا ضروريًا لاستمرار حكمها وإعادة قوتها. بموجب هذه الصفقة، يتم إطلاق سراح أكثر من ألف أسير، ومن المحتمل أن يعود بعضهم إلى المقاومة ويقتلوا مستوطنين، مما يتيح لحماس الاحتفاظ بعدد من الأسرى الذين يمثلون ضمانًا لاستمرار بقائها.
ويرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن “إسرائيل” تحتاج إلى وضع مواقف واضحة بشأن التقدم إلى المرحلة الثانية من خطة تحرير الأسرى، وربطها بحالة إنهاء الحرب المعروفة بـ “اليوم التالي”، وهو ما امتنعت عنه حتى الآن، وعلى “إسرائيل” أن تعرض الشروط الضرورية التالية: إعادة إعمار مقابل نزع السلاح، إقامة حكومة بديلة في القطاع، والتأكد من أن إدارة التكنوقراط الخالية من كوادر حماس هي التي تحتكر السيطرة الأمنية. كما يجب إصلاح النظام التعليمي، مراقبة الحدود، إنشاء منطقة أمنية، والعودة إلى القتال إذا استمرت حماس في الحكم.