بعد القطيعة مع إيغاد.. ماذا ينتظر البرهان من الجزائر؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
مع استمرار الحرب في السودان، ودخول الخرطوم في قطيعة مع الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيغاد)، زار رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان الجزائر، في 28 و29 يناير/كانون الثاني الماضي، وأجرى مباحثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تناولت سبل دعم التعاون بين البلدين.
كما أطلع البرهان -وفقا لبيان صدر عن مجلس السيادة- تبون على تطورات الأوضاع في السودان "على خلفية تمرد مليشيا الدعم السريع على الدولة ومؤسساتها واستهدافها للمدنيين والبنى التحتية".
ومنذ أبريل/نيسان الماضي، تتواصل حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما خلف أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح، وفقا للأمم المتحدة.
وبحسب محلل سياسي يحاول البرهان، وهو أيضا قائد الجيش، الاستعانة بالجزائر لخلق توازن مع إيغاد التي تواجه اتهامات سودانية بالانحياز إلى الطرف الآخر في الصراع.
وقد اعتبرت الزيارة تطورا لافتا، وأثارت تساؤلات عديدة بشأن توقيتها وهدفها وجدواها والدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في حل الأزمة السودانية.
مكانة وإمكانيات
تحظى الجزائر بوُجود نشط على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي وقيادتها المجموعة الأفريقية في المجلس. كما ستخوض الجزائر المنافسة على رئاسة الاتحاد الأفريقي لمدة عام، خلال الدورة 37 للقمة الأفريقية في أديس أبابا يومي 17 و18 فبراير/شباط الجاري، وهو المنصب الذي سيذهب لشمال أفريقيا هذه الدورة.
وبزيارته الجزائر، يهدف البرهان، بحسب مراقبين، إلى الاستفادة من إمكانياتها ومكانتها الأفريقية في دعم الحكومة والجيش في مواجهة قوات الدعم السريع، التي تقول الخرطوم إنها مدعومة من دول إقليمية.
وعقب اللقاء مع تبون، قال البرهان إنه لمس تفهما كبيرا من الجانب الجزائري للأوضاع في السودان، وإن الخرطوم ترحب بأي دور جزائري يسهم في معالجة الأزمة.
ومن جانبه، قال تبون إن الجزائر تقف إلى جانب السودان لتجاوز الظروف الصعبة و"قوى الشر التي تستهدف البلاد، من أجل إيجاد حلول سلمية لمشكلته، مع الإيمان بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وشدد الرئيس الجزائري على أن بلاده، ومن خلال عضويتها في مجلس الأمن، ستبذل قصارى جهدها لحل قضايا السودان.
وجاءت زيارة البرهان إلى الجزائر في ظل خلافات بين السودان وإيغاد، إذ جمدت الخرطوم في 20 يناير/كانون الثاني الماضي عضويتها في الهيئة الأفريقية التي كانت ترعى جهودا لحل الأزمة عبر محاولة عقد لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي.
وأرجعت الخرطوم التجميد إلى ما قالت إنه تجاهل المنظمة لقرار السودان بوقف تعامله مع المنظمة في أي موضوعات تخص الوضع الراهن في البلاد.
وقبل تجميد العضوية بيومين، دعت قمة دول إيغاد في أوغندا طرفي النزاع في السودان إلى عقد اجتماع مباشر خلال أسبوعين والالتزام بالحوار، مؤكدة ضرورة الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار.
يشار إلى أن إيغاد منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، وتتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم دولا من شرق أفريقيا هي: السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وجيبوتي وإريتريا.
خلق توازن
وقال المحلل السياسي أيمن إبراهيم إن زيارة البرهان إلى الجزائر تشير إلى محاولة خلق توازن بعد الخلافات مع إيغاد وتجميد السودان عضويته في الهيئة.
وأضاف "كما تشير إلى محاولة مجابهة التحركات الدبلوماسية التي قام بها حميدتي في عدد من دول المنطقة".
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، بدأ حميدتي جولة إقليمية ماراثونية غير مسبوقة قادته إلى أوغندا وإثيوبيا وجيبوتي وكينيا وجنوب أفريقيا ورواندا.
ويرى إبراهيم أن الحكومة السودانية بقيادة البرهان ترغب كذلك في الاستفادة من عضوية الجزائر في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي كحليف مساند لرؤيتها، مع الأخذ في الاعتبار الاحترام الذي تحظى به في المنطقة.
ويستبعد إبراهيم أن تقود الجزائر جهدا منفردا للتوسط في الأزمة السودانية، ولكنها قد تعمل على دفع الجهود القائمة التي تقودها السعودية في منبر جدة، لخلق بيئة مناسبة للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى حل الأزمة الراهنة، وفق تقديره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
على خلفية اشتداد المعارك بالسودان.. نزوح الآلاف من مدينة الفاشر
على خلفية اشتداد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أكد آدم رجال، المتحدث باسم تنسيقية النازحين في إقليم دارفور، “نزح أكثر من 3 آلاف شخص من مدينة الفاشر نحو جبل “مرة”.
وبحسب موقع “سودان تريبيون”، قال آدم رجال: “إن نحو 642 أسرة، ما يعادل 3210 أفراد، فروا من مدينة الفاشر ووصلوا إلى مناطق في جبل مرة”.
وأكد أن “النازحين السودانيين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة للغاية مع عدم توفر أبسط مقومات الحياة اليومية والممثلة في الماء والغذاء والدواء والشراب”، مناشدا الجهات المانحة “ضرورة زيادة الدعم المالي لتلبية احتياجات النازحين المتزايدة، في ظل استمرار الجوع وسوء التغذية وأمراض أخرى”.
في السياق، صرح رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بأنه لن يقبل بـ”أي عمل يهدد وحدة السودان أو المقاتلين في الميدان”، مؤكدًا “عزمه تسليم السلطة بعد “تنظيف السودان” من المتمردين قريبا”.
ووجّه البرهان، انتقادات شديدة للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، في ظل الصراع الذي يدور داخلهما في الآونة الأخيرة، بعد تسمية رئيس جديد للمؤتمر الوطني المحلول، مشيرًا إلى أن “القوى السياسية لم تستطع التوحد من أجل مساندة القوات المسلحة في الحرب، ولازالت مستمرة في صراعاتها حتى الآن”.
ونقل موقع “سودان تربيون”، كلمة البرهان، في المؤتمر الاقتصادي الأول لمواجهة تحديات الحرب، قال فيها: “سمعنا في الأيام الماضية أنّ المؤتمر الوطني يريد عمل شورى، نحن نرفض هذا الأمر، ولن نقبل بأي عمل يهدد وحدة السودان أو يهدد وحدة المقاتلين”.
ونفى البرهان “وجود انتماءات حزبية داخل الجيش”، مضيفًا: “نحن لدينا هدف نريد أن نمشي له متماسكين، نمشي له موحدين، وهي هزيمة هؤلاء المتمردين والقضاء عليهم، بعد ذلك نجي نقعد نشوف. نحن رؤيتنا واضحة لأي زول يريد مساعدتنا، ونقول له يجب أن تتوقف الحرب أولاً وأن يخرج المتمردون من المناطق التي يحتلونها، ويذهبوا إلى مناطق تجمع متفق عليها، وتعود الحياة المدنية وعودة الناس لمنازلهم وفتح الممرات والطرق للإغاثة، ثم بعدها ننظر في الشأن السياسي”.
وأكد البرهان أنه “ليس لديه أي اعتراض على استكمال الفترة الانتقالية كما اتفق عليها سابقاً، من قبل حكومة مدنية من المستقلين يتوافق عليها السودانيون جميعاً، ويتشاركون فيها ليقرروا مصيرهم من خلال حوار سوداني – سوداني، يقررون فيه إدارة بلدهم”.
وشدد رئيس مجلس السيادة السوداني “على أنه في ظل هذه الحرب، من المبكر الخوض في مسارين الأمني والسياسي مع بعضهما في وقت واحد”.
هذا واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
آخر تحديث: 20 نوفمبر 2024 - 16:04