إتاوات باهظة للسفر من معبر رفح.. تسعيرة جديدة والدفع في القاهرة حصرا
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تتواصل عمليات ابتزاز الفلسطينيين المضطرين للسفر على معبر رفح الحدودي جنوب قطاع غزة، رغم نفي السلطات المصرية حدوث ذلك مرات عدة.
وتنشر "عربي21" شهادات لفلسطينيين تعرضوا لعمليات ابتزاز، واضطروا لدفع مبالغ كبيرة مقابل تمكينهم أو ذويهم من المرور نحو مصر، ومن ثم إلى العالم الخارجي عبر معبر رفح الحدودي.
وكانت الرشاوى مقابل تسهيل عبور الفلسطينيين من "رفح" تجري عبر وسطاء خلال الأسابيع والأشهر الماضية، ويتحكم بها ضباط في أجهزة سيادية مصرية، لكن الجديد في افتتاح شركة "هلا" المقربة من جهاز المخابرات العامة، فرعا رسميا لها في العاصمة المصرية، وفرض تسعيرة جديدة لتسجيل الراغبين في السفر مقابل مبالغ مالية كبيرة تدفع مقدما، ما يعني أن السلطات على علم بذلك، بخلاف ادعاءاتها.
مسافرون فلسطينيون قالوا لـ"عربي21" إنهم اضطروا إلى دفع مبالغ كبيرة نقدا وبالعملة الصعبة، في مقر شركة "هلا" في مدينة نصر بالقاهرة، مقابل تسهيل مرورهم من معبر رفح باتجاه العالم الخارجي.
"العرجاني ومحمود السيسي"
والشركة مملوكة لرجل الأعمال المقرب من المخابرات المصرية إبراهيم العرجاني، ضمن مجموعة من الشركات، ويعتقد أنه ينخرط في شراكة مع "محمود السيسي"، نجل الرئيس المصري، وفق تقارير إخبارية، الأمر الذي يفسر استمرار دفع الإتاوات على المعبر دون أن تجد السلطات حلا للمشكلة القديمة الجديدة.
وظهرت شركات العرجاني لأول مرة في سنة 2014 عندما أعلن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة لإعادة بناء المنازل التي دمرها الاحتلال في حربه على غزة عام 2014، حيث شاركت الشركة فعليا في عمليات الإعمار.
أما شركة "هلا" للاستشارات والخدمات السياحية فقد نشطت سنة 2021 لتقوم حصرًا بنقل المسافرين والبضائع من وإلى قطاع غزة، وافتتحت مقرا لها في القاهرة.
يقول محمود سليمان (اسم مستعار) المقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل، إنه إنه اضطر إلى دفع 5 آلاف دولار إلى فرع الشركة في القاهرة مقابل تسهيل سفر خطيبته والتي حصلت على تأشيرة لبلجيكا قبل الحرب، وشارفت على الانتهاء.
سليمان كشف لـ"عربي21" أنه انتدب أحد أصدقائه المقيمين في القاهرة لينوب عنه في إجراءات التسجيل والدفع المسبق لشركة "هلا"، حيث توجه صديقه الثلاثاء الماضي ودفع مبلغ 5 آلاف دولار لتسهيل عبور خطيبته، مشيرا إلى اضطراره التوقيع على تعهد بأنه إذا لم يتمكن الشخص المعني من السفر بعد وورد اسمه في كشوفات السفر، فإن المبلغ لا يسترد، أما إذا كان الرفض من الجهات الأمنية التي تتعامل معها الشركة، فإن بإمكانه استرداد المبلغ مخصوما منه رسوم التسجيل والبالغة مئة دولار.
ودشن العرجاني شركة هلا للسياحة في عام 2021 في أعقاب معركة سيف القدس، بهدف تسهيل خروج الفلسطينيين من القطاع، والشركة تعد تابعة لجهاز المخابرات العامة.
???? شركة هلا للسياحة والمملوكة رجل المليشيات وذراع السيسي العسكري ( إبراهيم العرجاني ) تعلنها يشكل رسمي آلاف الدولارات تكلفة الخروج من قطاع غزة pic.twitter.com/ECHUtRZl7D — omar elfatairy (@OElfatairy) January 27, 2024
أما سليم شحادة (اسم مستعار) المقيم في أسبانيا فيؤكد لـ"عربي21" أنه اضطر إلى دفع مبلغ 5 آلاف دولار لتمكين أمه من السفر للعلاج في أسبانيا، بعد أن تمكنت قل الحرب من استصدار تأشيرة دخول للبلاد بغرض العلاج.
يقول شحادة، إن كل محاولاته لتمكين والدته من السفر باءت بالفشل، ما اضطره إلى اللجوء إلى شركة "هلا" أخيرا بعد أن دفع مبلغا كبيرا نقدا عبر وسيط في القاهرة، لتتمكن والدته من السفر أخيرا.
معاناة طلاب المنح
وبينما تمكن "سليمان وشحادة" من دفع المبلغ وتمكين ذويهم من السفر، يقف الطالب "عدي ياسر" حائرا أمام العقبات التي تحول دون سفره لاكمال دراسته في الخارج.
يقول ياسر في حديث لـ"عربي21" إنه حصل أخيرا على منحة لدراسة الطب البشري في باكستان، لكن ظروف المعبر وطريقة العمل فيه تمنعه من إكمال حلمه بالدراسة، إذ إن أسرته النازحة من شمال قطاع غزة نحو مدينة دير البلح وسط القطاع، لا تستطيع دفع مبلغ خمسة آلاف دولار لتمكينه من السفر.
يضيف "ياسر"، أنه تلقى وعودات من جهات محلية ورسمية عدة، من أجل تسهيل سفره مع مجموعة كبيرة من طلبة الطب الراغبين في إكمال دراستهم في باكستان، لكنه يظل خائفا من أن تذهب فرصة الدراسة على أعتاب المعبر المقفل في وجهه، والمرهون فتحه بدفع إتاوة باهظة لا حمل له بها.
نفي مصري
وكان ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، نفى مؤخرا اضطرار الفلسطينيين لدفع إتاوات للسفر من معبر رفح، وشدد على أن ما يتم تحصيله من الجهات الرسمية هو فقط الرسوم المقررة طبقا للقوانين المصرية المنظمة لعمل المعبر، من قبل هيئة الموانئ البرية، وهئ ثابتة ولم تطرأ عليها أي زيادة مطلق. وفق قوله.
وقبل بدء العدوان على غزة، في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كان السفر عبر معبر رفح يجري بتنسيق بين الحكومة في غزة والسلطات المصرية، حيث يقوم الراغبون في السفر بالتسجيل لدى مكتب في غزة تابع لوزارة الداخلية، وتقوم الأخيرة بدورها بترتيب الأسماء وفقا للفئات والأولويات، ومن ثم تنظم عملية المرور اليومي إلى الجانب المصري من المعبر وفق جدول زمني محدد، دون تدخل أي طرف ثالث.
لكن السلطات المصرية على الفلسطينيين بدأت في أعقاب العدوان باشتراط الحصول على موافقة إسرائيلية مسبقة للعبور من معبر رفح، إذ تقوم السلطات بإرسال كشوفات المسافرين إلى الاحتلال، والأخير يقوم بتدقيقها والسماح بمرور البعض، فيما يُحرم الكثيرون من ذلك لأسباب غير معروفة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينيين معبر رفح غزة فلسطين غزة معبر رفح أتاوات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من معبر رفح فی القاهرة آلاف دولار من السفر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية تكشف معلومات جديدة عن شركة باراغون المتهمة بالتجسس على صحفيين ونشطاء .. تفاصيل
سرايا - كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، السبت، أن شركة “باراغون سوليوشنز” المتهمة من قبل “شركة واتساب” بالتجسس على 90 صحفيا وناشطا مدنيا في 20 دولة، أسسها ضابط عسكريون إسرائيليون سابقون.
وبحسب التقرير الذي نشرته الصحفية، فإن العميد احتياط إيهود شنيرسون، القائد السابق لوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أسس الشركة بالتعاون مع مجموعة من الضباط السابقين في الوحدة ذاتها.
كما أشار إلى أن رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك يمتلك أسهما في الشركة الإسرائيلية.
وحسب “معاريف” تعتبر “باراغون” واحدة من مزودي برامج التجسس الذين يبيعون تقنياتهم للحكومات بدعوى مواجهة التهديدات الوطنية، ولكن غالبًا ما يتم الكشف عن استخدامها ضد ناشطين وصحفيين وسياسيين.
كما أشار التقرير إلى أن “باراغون” تحاول تقديم نفسها شركة “أخلاقية”، حيث تزعم عبر موقعها الإلكتروني أنها توفر “أدوات أخلاقية لمعالجة التهديدات التي لا يمكن التغلب عليها”، غير أن خبراء في المجال يشككون في هذه الادعاءات.
والجمعة، اتهمت واتساب، “باراغون سوليوشنز” الإسرائيلية المتخصصة في برمجيات القرصنة، بالتورط في فضيحة تجسس استهدفت أكثر من 90 صحفيا وناشطا مدنيا من مستخدمي تطبيقها للتراسل.
وأكدت واتساب أن لديها “ثقة عالية” بأن هؤلاء المستخدمين تم استهدافهم وربما تعرضوا للاختراق بواسطة برنامج تجسس تديره “باراغون سوليوشنز”.
ورفضت واتساب الإفصاح عن أماكن وجود الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني الذين تعرضوا للهجوم.
كما أكدت أنها أرسلت خطابا قانونيا إلى “باراغون سوليوشنز” التي تملك مكتبا في مدينة تشانتلي بولاية فرجينيا الأمريكية، تطالبها بوقف هذه الأنشطة التجسسية، مشيرة إلى أنها تدرس خياراتها القانونية لمحاسبة الشركة.
وأضافت واتساب أن الهجمات تم إحباطها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنها لم تحدد المدة التي ظل فيها المستهدفون عرضة للخطر.
يُذكر أن برنامج التجسس التابع لـ”باراغون سوليوشنز” يُعرف باسم “غرافيت” (Graphite)، وبمجرد إصابة الهاتف به يحصل مشغل البرنامج على سيطرة كاملة على الجهاز، بما في ذلك قراءة الرسائل المرسلة عبر تطبيقات مشفرة مثل واتساب و”سيغنال”.
وتكررت في السنوات الأخيرة فضائح تجسس تورطت فيها شركات إسرائيلية متخصصة بتطبيقات القرصنة مثل “إن إس أو” و”كانديرو”، حيث استخدمت برامج تجسس متطورة لاستهداف صحفيين وناشطين ومسؤولين حكوميين في عدة دول.
ومن أبرز هذه البرامج “بيغاسوس” التابع لشركة “إن إس أو”، الذي مكّن من اختراق هواتف ذكية والوصول إلى جميع بياناتها، ما أثار ضجة عالمية ودفع الولايات المتحدة إلى فرض قيود على تلك الشركات.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #المنطقة#مدينة#إصابة#غزة#الاحتلال#رئيس#الوزراء
طباعة المشاهدات: 976
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 02-02-2025 11:23 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...