يرى لاجئون فلسطينيون أن قرار 17 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلهم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يمثل تواطؤا أميركيا وأوروبيا مع مخطط إسرائيلي يستهدف تصفية قضية وحقوق ملايين اللاجئين، مؤكدين تمسكهم بالوكالة كشاهد دولي على نكبتهم.

وحذر اللاجئون الفلسطينيون من أن قطع تمويل الوكالة يمثل عقابا جماعيا لنحو 6 ملايين لاجئ داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

تمسك بحق العودة

واعتبر اللاجئ محمد خضر العناني (85 عاما) أن الأونروا تعد العمود الفقري لقضية اللاجئين، "وروح الحياة" التي تساعد وتمد اللاجئين الذين يعدون أصل الحكاية الفلسطينية، وتصفية الوكالة هو تصفية للقضية، وهذا ما تريده إسرائيل، وفق تعبيره.

وأكد الثمانيني، الذي يسكن منذ النكبة (1948) في مخيم الأمعري بالقرب من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أنه متمسك بحق العودة لبيته في مدينة الرملة.

واستذكر كيف تهجّر بعمر 8 سنوات، وشهد معاناة اللجوء والحرب والقتل، وتابع أن إسرائيل استخدمت في زمن النكبة العصابات الصهيونية، واليوم تستخدم المستوطنين في الضفة لتهجير السكان مرة أخرى، وفي قطاع غزة حرب إبادة تهدف لنكبة جديدة.

"نقبل فك الوكالة حين نعود"

من جهته، شدد اللاجئ محمد حماد (52 عاما)، في مخيم الأمعري، على أن اللاجئ يعتمد بشكل أساسي على خدمات الأونروا، وقرار قطع التمويل يجعل من التعليم والعلاج والخدمات على المحك في الضفة الغربية وقطاع غزة.

قائلا إنه يمكن للاجئين القبول بتفكيك الوكالة إذا ما حُلت قضية اللاجئين بعودتهم إلى قراهم ومدنهم المحتلة، ووجود حماية دولية للاجئين بعدم تكرار نكبتهم.

دعوة للدول العربية

منتقدا موقف الدول التي جمدت تمويل أونروا، قال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تيسير نصر الله إنه أمر خطير يهدد بتفكيك المؤسسة الدولية التي تعد شاهدا دوليا على نكبة الشعب الفلسطيني.

وأضاف نصر الله، وهو أيضا لاجئ في مخيم بلاطة قرب مدينة نابلس شمال الضفة، أن هذا القرار عقاب جماعي دون مبررات.

وحث القيادي بفتح، الدول العربية على توفير شبكة أمان مالية للوكالة، قائلا إذا كان هناك دول تنحاز للرواية الإسرائيلية وتوقف الأموال في الوقت الذي يحتاج فيه اللاجئون في الضفة وغزة لخدمات الأونروا، لا بد للدول العربية أن تأخذ زمام المبادرة وتوفر الدعم للوكالة.

وشدد على أن وقف التمويل "قرار سياسي"، فمنذ تأسيس الوكالة تعمل إسرائيل على تصفيتها حتى لا يبقى هناك شاهد دولي على النكبة، ومن ثم تصفية القضية.

ومنذ 26 يناير/كانون الثاني الماضي، علّقت الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والاتحاد الأوروبي تمويل وكالة الأونروا.

وذلك بعد زعم إسرائيل أن 12 من موظفي الوكالة، البالغ عددهم 13 ألفا في غزة، شاركوا في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية محاذية للقطاع، في حين أعلنت الوكالة أنها تجري تحقيقا في هذه المزاعم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه

المناطق_متابعات

قالت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، “إن إسرائيل تستهدف الشعب الفلسطيني في عملية الإبادة الجماعية في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967″، مؤكدة أن محاولة الفصل بين الضفة الغربية وغزة سيبقى مجرد وهم.

وأضافت ألبانيز، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، اليوم السبت، أن إسرائيل تعمل على تقسيم الأرض والشعب الفلسطيني بطريقة تجعل الناس يعتقدون أن غزة والضفة الغربية منفصلتان، لكن لا، الحقيقة غير ذلك، فإسرائيل تستهدف الفلسطينيين كشعب.

أخبار قد تهمك رئيس الوزراء الإسرائيلى يشكر ترامب لدعمه “الجريء” لإسرائيل 8 مارس 2025 - 11:07 مساءً جنوب أفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحًا في غزة 6 مارس 2025 - 1:18 صباحًا

وتابعت: “أنا لا أعتقد أن إسرائيل تريد قتل كل فلسطيني، لكنها تريد القضاء على فكرة الوجود الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة لصالح مشروع (إسرائيل الكبرى)، تاركة أمام الفلسطينيين ثلاثة خيارات كما أعلنها وزير المالية سموتريتش: المغادرة، أو البقاء شريطة الخضوع، وفي حال الرفض مواجهة القتل”.

وبينت ألبانيز أن ما يحدث في الضفة الغربية يختلف عن غزة من حيث الشدة والسرعة، لكن تبقى الضفة الغربية النموذج الأول لأعمال الإبادة الجماعية”، وقالت: “لقد حدث ذلك في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023 ضمن عملية التطهير العرقي لفلسطين وهو هدف إسرائيل، وقد حدث خلال النكبة والنكسة، والآن خلال الحرب، إذ تستغل إسرائيل حالة الطوارئ، ولم يتوقف ذلك أبدا، والفلسطينيون يعرفون ذلك أكثر من أي شخص آخر.

وحول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أكدت ألبانيز أنه لا يمكن لأحد إنهاء “الأونروا” التي وجدت بموجب قرار دولي ومحمية بقواعد ومواثيق الأمم المتحدة.

وأوضحت أن إسرائيل لا تستهدف الأونروا لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بل تستهدفها لأنها أكبر هيئة تابعة للأمم المتحدة في فلسطين المحتلة، وبالتالي فإن التخلص منها سيسهل ويسرع التخلص من أي وجود أممي آخر يعارض سياسة إسرائيل القائمة على التطهير العرقي وإخضاع الشعب الفلسطيني.

وقالت ألبانيز إن الأونروا لن تختفي لأنها جزء من الأمم المتحدة، وإذا أرادت الدول الأعضاء إنهاء عملها فلا يمكنها فعل ذلك إلا من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس من خلال تغيير القوانين أو تجريم الوكالة كما تفعل إسرائيل، ولا عبر قطع التمويل عنها كما فعلت سويسرا، ونذرلاند، والولايات المتحدة وغيرها، أما حقوق اللاجئين الفلسطينيين فستظل محفوظة لأن هذه الحقوق منصوص عليها في القانون الدولي.

وأضافت أن طلب تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة أمر لا ينبغي إهماله لما قامت به إسرائيل من اعتداء على مؤسسات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي هذا السياق، قالت ألبانيز: “عندما طالبت بتعليق عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ركزت على نقطة محددة ألا وهي أنه حتى لو تجاهلنا الاحتلال غير القانوني ونظام الفصل العنصري الذي هو جريمة ضد الإنسانية، وحتى لو تجاهلنا الإبادة الجماعية، فإن تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه بسبب ما فعلته خلال الـ15 شهرا الماضية ضد الأمم المتحدة، إذ دمرت 70% من مقراتها في غزة، واستهدفت مدارس الأونروا التي كانت تؤوي اللاجئين، ورأينا أطفالا قصفوا أثناء بحثهم عن مأوى في منشآت الأونروا، كما جرمت إسرائيل الأونروا ووصفتها بالإرهاب، واعتبرتني أنا نفسي والأمين العام للأمم المتحدة شخصيات غير مرغوب بها، واتهمت العديد من مسؤولي الأمم المتحدة بمعاداة السامية وتمجيد الإرهاب.

وتابعت: “إسرائيل مزقت ميثاق الأمم المتحدة أمام أعضاء الجمعية العامة، ولذلك، وبسبب عدم احترامها لقوانين الأمم المتحدة، فإنها لا تستحق أن تبقى ضمن عضوية الأمم المتحدة حتى تتراجع وتحترم قواعد وقوانين المنظمة الأممية”.

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم لا يستبعد مواجهة مع إسرائيل
  • قاسم لا يستبعد مواجهة مع إسرائيل ويكشف وضع حزب الله بعد الانكشاف الأمني
  • المقررة الأممية: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف 'الأونروا' لإنهاء الوجود الدولي في فلسطين
  • مقررة أممية: إسرائيل تستهدف تصفية الأونروا
  • «الأونروا»: مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس غير قابلة للسكن
  • فرانشيسكا ألبانيز: تعليق عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة واجب على المجتمع الدولي تنفيذه
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • الأونروا: إسرائيل بدأت هدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس
  • الأونروا : 3 مخيمات شمال الضفة أصبحت غير قابلة للسكن
  • الأونروا: 3 مخيمات فلسطينية بالضفة أصبحت غير قابلة للسكن