أعرب لاجئون فلسطينيون عن اعتقادهم أن  قرار 17 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" جزء من "تواطؤ أمريكي وأوروبي مع مخطط للاحتلال من أجل" لتصفية قضية وحقوق ملايين اللاجئين.

وقال لاجئون فلسطينيون، إنهم يتمسكون بالوكالة كرمز لقضيتهم وشاهد دولي على نكبتهم، محذرين من "عقاب جماعي" لنحو 6 ملايين لاجئ داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع دعوة الدول العربية إلى توفير الدعم للوكالة.



ومنذ 26 كانون ثاني/يناير، جرى تعليق تمويل "أونروا" من جانب الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والاتحاد الأوروبي، وفقا للأمم المتحدة.

وتزايد الاعتماد على "أونروا" في غزة مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85 بالمئة من السكان؛ جراء عدوان الاحتلال المتواصل، والذي تسبب أيضا في كارثة إنسانية غبر مسبوقة مع شح في إمدادات الغذاء والماء والدواء، بحسب الأمم المتحدة.

و"أونروا" تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.

اللاجئ محمد خضر العناني (85 عاما) قال إن "ما يجري محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين بمخطط إسرائيلي وتواطؤ من الولايات المتحدة ودول أوروبية".

وأضاف أن "الأونروا العمود الفقري لقضية اللاجئين، روح الحياة والتي تساعد وتمد اللاجئين وشاهد على قضيتهم".

العناني اعتبر أن "المخيم واللاجئ أصل الحكاية، وتصفية الوكالة تصفية للقضية، وهذا لب المشروع الاستيطاني الإسرائيلي".



وأكد الثمانيني، الذي يسكن منذ النكبة (1948) في مخيم الأمعري بالقرب من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، أنه متمسك بحق العودة لبيته في مدينة الرملة.

ومستذكرا، قال العناني إنه هجر بينما كان بعمر الثمانية سنوات، وشهد معاناة اللجوء والحرب والقتل.

وتابع: "إسرائيل استخدمت في زمن النكبة العصابات الصهيونية، واليوم تستخدم المستوطنين في الضفة لتهجير السكان مرة أخرى، وفي قطاع غزة حرب إبادة تهدف لنكبة جديدة".

وبدأت قرارات تجميد تمويل "أونروا" بعد أيام من إصدار محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية أممية، في 26 يناير الماضي أوامر لإسرائيل باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، وتوفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، لكنها لم تأمر بوقف إطلاق النار، في دعوى قدمتها جنوب إفريقيا وتوصل المحكمة النظر فيها.

"لا يجوز قانونا ولا إنسانيا وقف هذا الدعم".. بهذه العبارة بدأ اللاجئ محمد حماد (52 عاما)، في مخيم الأمعري.

وشدد حماد على أن "اللاجئ يعتمد بشكل أساس على خدمات الأونروا، هذا القرار يجعل من التعليم والعلاج والخدمات على المحك في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وتابع: "اليوم كل سكان غزة لاجئين بفعل حرب الإبادة وعمل أونروا مهم للغاية".

"يمكن أن نقبل بتفكيك الوكالة إذا ما حلت قضية اللاجئين بعودتنا إلى قرانا ومدننا المحتلة، ووجود حماية دولية للاجئين بعدم تكرار نكبتهم.. غير ذلك لا نقبل إنهاء دور الوكالة"، كما ختم حماد.

منتقدا موقف الدول التي جمدت تمويل "أونروا"، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، الناشط في قضية اللاجئين، تيسير نصر الله، إنه "أمر خطير يهدد بتفكيك المؤسسة الدولية التي تعد شاهدا دوليا على نكبة الشعب الفلسطيني".

وأضاف نصر الله، وهو أيضا لاجئ في مخيم بلاطة قرب مدينة نابلس أن "هذا القرار عقاب جماعي دون مبررات".

ودعا الدول التي جمدت تمويلها إلى العدول عن القرار، لكي تقدم الوكالة خدماتها في الوقت الذي تحتاج فيه، في ظل الحرب المدمرة على غزة، إلى أموال مضاعفة عما كانت تقدمه من خدمات.

كما حث الدول العربية على توفير شبكة أمان مالية للوكالة، بقوله: "إذا كان هناك دول تنحاز للرواية الإسرائيلية وتوقف الأموال في الوقت الذي نحن في الضفة وغزة والكل بحاجة لهذه الخدمات، لابد للدول العربية أن تأخذ زمام المبادرة وتوفر الدعم للوكالة".

وشدد على أن وقف التمويل "قرار سياسي"، فمنذ تأسيس الوكالة تعمل إسرائيل على تصفيتها حتى لا يبقى هناك شاهد دولي على النكبة، ومن ثم تصفية القضية.

ومحذرا من "عواقب وخيمة" لقرار وقف تمويل الوكالة، اعتبر نصر أنه يمثل "مساهمة في هذه الحرب".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الاحتلال الأونروا غزة الاحتلال الأونروا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قضیة اللاجئین

إقرأ أيضاً:

اقتحامات واعتقالات بالضفة ومستوطنون يهاجمون البيرة

هاجم مستوطنون فجر اليوم الاثنين مدينة البيرة وأحرقوا ممتلكات لفلسطينيين، في حين نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية.

وقالت مصادر محلية للجزيرة إن "عصابات" من المستوطنين اعتدت على ممتلكات المواطنين ومنازلهم في البيرة شرقي رام الله وأحرقت العديد من السيارات.

من جهتها، نقلت قناة الأقصى الفضائية عن مصادر محلية في البيرة أن المهاجمين أحرقوا 20 سيارة خلال الهجوم.

وأظهرت مقاطع مصورة فلسطينيين في أحد شوارع البيرة وهم يحاولون إطفاء السيارات المشتعلة.

https://x.com/Snd_pal/status/1853259725451702742

ومنذ عملية طوفان الأقصى قبل أكثر من عام، تصاعدت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية وشملت القتل بالرصاص وحرق المنازل والسيارات واقتلاع الأشجار ومنع المزارعين من العمل في حقولهم.

وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مساء أمس إن قوات الاحتلال والمستوطنين نفذوا 1490 اعتداء في الضفة الغربية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي السياق، أفادت مصادر حقوقية فلسطينية بأن عددا من المستوطنين نصبوا صباح أمس الأحد أسلاكا شائكة حول منزلين في تجمع عرب المليحات شمال غربي أريحا بغور الأردن بعدما حاصروا منزلا آخر يعدّ امتدادا لتلك المنطقة المحاصرة.

واتهمت المصادر المستوطنين بدفع السكان إلى الرحيل القسري من خلال خنقهم في تلك المنطقة، وتنفيذ مخطط استيطاني للاستيلاء على المنطقة والتوسع فيها.

جانب من اقتحام قوات الاحتلال شارع تل بمدينة نابلس من حاجز المربعة pic.twitter.com/t4AIjQ0Rji

— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 4, 2024

اقتحامات واعتقالات

على صعيد آخر، قالت مصادر للجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم الأحد مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية من حاجز المربعة.

وأفادت مصادر فلسطينية بأن القوات المقتحمة دهمت منازل واعتقلت شابا بعد اقتحام منزله بمنطقة المخفية.

وفي شمالي الضفة أيضا، اقتحمت قوات إسرائيلية حي كفر سابا في قلقيلية واعتقلت شابا كما اقتحمت بلدتي عزون وجيت في شرق المدينة.

كذلك اقتحم الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الأحد مخيم عقبة جبر في أريحا.

وشملت الاقتحامات أيضا مخيم شعفاط بشمال شرقي القدس المحتلة وبلدة تقوع جنوب شرقي بيت لحم.

وفي الخليل، اعتقلت قوة إسرائيلية 3 أشخاص بينهم طفل بعد دهم منازلهم في بلدة بيت أرم.

وفي الخليل أيضا، فرضت قوات الاحتلال أمس الأحد إجراءات مشددة لتمكين مستوطنين من التحرك داخل البلدة القديمة.

كذلك منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي طلبة المدارس في حارة جابر وسط مدينة الخليل من الوصول إلى مدارسهم بوضع سياج شائك في طريقهم.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال إغلاق حارة جابر والمناطق المحيطة بها ومنع سكان المنطقة من الدخول إليها.

وفي تطورات أخرى، أطلق مقاومون النار الليلة الماضية باتجاه نقطة لقوات الاحتلال عند جبل جرزيم في مدينة نابلس، في حين أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن مقاتليها استهدفوا ظهر أمس الأحد مستوطنة "شاكيد" شمالي الضفة الغربية بالأسلحة الآلية المناسبة ثم انسحبوا إلى قواعدهم بسلام.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة وأسفرت عن استشهاد نحو 750 فلسطينيا واعتقال ما يزيد على 11 ألفا.

مقالات مشابهة

  • محمد علي حسن: حظر عمل «أونروا» خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية
  • “أونروا”: حراك دولي ضد قرار الاحتلال حظر الوكالة
  • طالب برفض تصعيد إسرائيل ضد أونروا..ملك الأردن: على المجتمع الدولي التصدي لحظر الوكالة
  • الأونروا: لم نبلغ رسميا بإلغاء إسرائيل الاتفاقية الموقعة مع الوكالة
  • الجهاد: قرار الاحتلال إلغاء عمل "أونروا" استهداف مباشر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين
  • «أونروا»: قرار حظر أنشطة الوكالة يؤدي إلى انهيار العمل الإنساني في غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: قطع إسرائيل للعلاقة مع الأونروا هدفه تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
  • الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تواصل استهداف أونروا لتصفية قضية اللاجئين
  • اقتحامات واعتقالات بالضفة ومستوطنون يهاجمون البيرة
  • لاجئون فلسطينيون قلقون من المستقبل بعد قرار إسرائيل حظر عمل الأونروا