تجارب صاروخية جديدة لكوريا الشمالية وكيم يأمر بتكثيف الاستعدادات الحربية
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أجرت كوريا الشمالية -اليوم الجمعة- تجارب صاروخية جديدة هي الرابعة خلال أيام، في وقت أمر زعيم البلاد كيم جونغ أون القوات البحرية بـ"تكثيف الاستعدادات الحربية".
وقال الجيش الكوري الجنوبي -اليوم- إن الجارة الشمالية أطلقت عدة صواريخ كروز قبالة ساحلها الغربي، موضحا أن عملية الإطلاق تمت الساعة الثانية صباحا بالتوقيت العالمي، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وهذه المرة الرابعة التي تجري فيها بيونغ يانغ مثل هذه التجارب خلال ما يزيد قليلا على أسبوع.
وفي وقت سابق، وصفت كوريا الشمالية هذه الصواريخ بأنها "إستراتيجية" في إشارة إلى أنها قد تكون ذات قدرة نووية. وقالت إنها اختبرت صواريخ كروز جديدة تُطلق من الغواصات بحضور الزعيم كيم للإشراف على عملية الإطلاق.
في ذات السياق، دعا كيم القوات البحرية إلى تكثيف الاستعدادات الحربية وحماية السيادة البحرية. وجاء ذلك خلال زيارته إلى حوض لبناء السفن الحربية، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام رسمية محلية اليوم.
أوامر وتعهدات
قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إن الزعيم كيم أكد -خلال زيارته إلى حوض نامبو لبناء السفن- أن تعزيز القوات البحرية هو القضية الأكثر أهمية في تحديث صناعة بناء السفن في البلاد. ولم توضح الوكالة الموعد الذي جرت فيه زيارة الرئيس.
وتم إطلاع كيم على الاستعدادات الجارية لبناء سفن حربية. ومن جانبه أمر المسؤولين بالمضي قدما دون قيد أو شرط في خطة التطوير العسكري الخمسية التي تم طرحها خلال مؤتمر الحزب عام 2021، وفقا لوكالة الأنباء المركزية.
وخلال الاجتماع الرئيسي، تعهد كيم بتطوير أسلحة عالية التقنية، بما في ذلك غواصة تعمل بالطاقة النووية، إلى جانب صاروخ فرط صوتي "هايبر سونيك" وقمر صناعي للتجسس، وصواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأطفال والقراءة.. مفتاح لبناء مجتمع معرفي متطور
تعد القراءة من أجمل ما يُقاس به زينة أخلاق الأطفال وطبائعهم، فهي واحدة من أهم المهارات الأساسية التي يحتاجونها للنجاح في حياتهم. فمنذ الصغر، تترك القراءة أثرا كبيرا في تهذيب الأخلاق وتطهير القلوب لديهم، كما تسهم بشكل مبهر في تطوير العلوم، وتعزيز الخيال والإبداع، وتنمية المهارات اللغوية. إضافة إلى ذلك، فإنها تعمل على تعزيز النمو الشخصي والوعي الذاتي لدى الطفل، وتنمية الانضباط والانتباه في المواقف الحياتية، فضلا عن رفع مستوى الفهم العميق، وتجلي قيم الرحمة والتعاطف لوجهات النظر الإنسانية المختلفة.
ولا شك أن القراءة تلعب دورا أساسيا في تنمية المعرفة الإنسانية وتعزيز التفكير الإبداعي لدى البشر، فهي لطالما كانت عنصرا فعالا لا غنى عنه في النهضة التعليمية للمجتمع. ومن خلال القراءة، تتشكل الثقافات لدى النشأ الجديد والتي تستند على التفكير المنهجي العميق. لذا، يمكن القول بلا تردد إن ثقافة أي مجتمع تتشكل كانعكاس لما يقرأ أفراده. والأطفال الذين ينشأون في بيئة تحافظ على هذه القيم الثقافية سينخرطون بفاعلية أكبر في مجتمعاتهم، وسيسهمون بدور رئيسي في البناء الاجتماعي.
ومن واجب الوالدين أن يكون لهم دور فعال في ترسيخ عادة القراءة لدى الأطفال، وذلك من خلال الطريقة الحسنة والقدر الصحيح، جنبا إلى جنب لخلق بيئة مشجعة على القراءة في المنزل وفي محيطهم، وتمكينهم من ممارسة هذه الأنشطة كعادة ثابتة بمتعة وبهجة. فالتشجيع على القراءة منذ الصغر يؤثر بشكل كبير على التطور الفكري للطفل، بل يتجاوز ذلك ليكون عاملا رئيسا في توسيع خياله، وتحسين صحته النفسية، وتعزيز تواصله مع الآخرين، إضافة إلى إبعاده عن السلوكيات العنيفة.
إعلان القراءة الرقمية في مواجهة التكنولوجيابدأت مسيرة القراءة من خلال الكتب المخطوطة يدويا، ثم انتقلت إلى الكتب المطبوعة، حتى شهدت تغييرات كبيرة في عصرنا الحالي. ومع التطور التكنولوجي وتطور التقنيات الناشئة، أصبحت القراءة أكثر سهولة ويسر، فبإمكان الأطفال الآن الحصول على الكتب المطلوبة وقراءتها في وقت قصير دون عناء أو تضييق أو تكلفة كبيرة. وقد أدى هذا التطور إلى انتشار نمط جديد من القراءة عبر الإنترنت، الذي لاقى قبولا واسعا بين الكثيرين، رغم أن القراءة التقليدية من الكتب الورقية لا تزال تحتفظ بمكانتها وأهميتها.
وتؤكد المكتبات المحلية والمراكز الثقافية الحديثة أن القراءة الورقية لم تتأثر سلبا بتدفق القراءة الرقمية، بل إن شعبيتهما الواسعة في المجتمع هي دليل عظيم على أن كلا الطريقتين يتم استخدامهما بشكل متساو، ويحظيان بتقدير واسع. ورغم أن فوائد القراءة عبر الكتب الورقية والإنترنت متشابهة، فإن الوسائل المستخدمة في كل منهما تختلف تمامًا. ومع استمرار تطور التكنولوجيا، تتوسع إمكانيات القراءة أكثر فأكثر، وتزداد تطبيقات القراءة والألعاب التفاعلية التي تشجع الأطفال على القراءة بأساليب حديثة، مما يعزز اهتمامهم بها يوما بعد يوم.
القراءة كعادة يوميةمن الضروري أن يتعرف الأطفال على الكتب منذ نعومة أظافرهم في الطفولة، فهي تسهم في تشكيل وعيهم وتؤثر على مسار حياتهم في المستقبل.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن للأطفال التعامل مع الكتب والاستفادة منها في ظل إمكانيات العالم الحديث؟
نستطيع أن نقول في ذلك أن قراءة الكتب تعمل على تحسين التركيز لديهم، وتحافظ على صحة العديد من أعضاء الجسم، كما أن القراءة الرقمية تمثل وسيلة قيمة لتعليمهم القراءة، خصوصا مع طبيعتهم الفضولية. وعلى الرغم من تأثير التقنيات الحديثة على حياتهم، وما توفره من وسائل أكثر سهولة، فإن القراءة المتسلسلة من خلال الكتب المطبوعة يمكن اعتمادها لأي فئة عمرية.
إعلانكما أن الجمع بين القراءة التقليدية والاستماع إلى الكتب المقروءة بمساعدة التقنيات الحديثة يمكن أن يجعل التجربة أكثر تنوعًا ومتعة، مما يقلل من الشعور بالتعب أو الملل. والتجارب التي يمر بها الأطفال في مراحلهم الأولى من القراءة تلعب دورًا مهمًا في تقدمهم التعليمي، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على المعرفة والقراءة.
وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه الطريقة، إلا أن هناك بعض العيوب التي قد تصاحبها، فالقراءة على الأجهزة الالكترونية بشكل مستمر قد تسبب إجهاد العين في الإضاءة الخافتة، إضافة إلى احتمالية جفاف العين. ومع ذلك، فإن علاقة الأطفال بالكتب تظل وسيلة رائعة لتعزيز مهاراتهم وتوسيع مداركهم.
القراءة الافتراضية.. بين الإيجاب والسلبتعد القراءة الافتراضية واحدة من أكثر أساليب القراءة انتشارا اليوم، حيث ساهم التطور التكنولوجي في تحسين تجربتها، مما جعلها أكثر تفاعلية ومتعة.
فمن خلال تنسيقات الصوت والفيديو، تتجاوز القراءة الافتراضية مجرد الكلمات والصور المطبوعة، مما يساعد على منع شعور الأطفال بالملل أثناء القراءة. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الألعاب والمهام المصممة لتنمية مهارات القراءة والكتابة لدى الأطفال. ومن أبرز مزايا ها أنها توفر الوقت والمال، مما يعد رصيدا عظيما لمستقبل أفضل للأطفال.ومع ذلك، وعلى الرغم من سهولة الوصول إلى القراءة الافتراضية في أي وقت ومن أي مكان، إلا أنها تحمل بعض العيوب مقارنة بالقراءة التقليدية من الكتب المطبوعة.
فالتعرض المستمر لشاشات الهواتف الذكية والحواسيب وغيرها من الأجهزة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، خاصة أن الضوء المنبعث منها قد يكون ضارًا جدًا للعينين. علاوة على ذلك، قد تؤدي القراءة عبر الإنترنت إلى اتباع أسلوب قراءة سطحي، مما يقلل من فرصة التعمق في المحتوى.لذا، من الضروري أن يكون الأطفال حذرين في تنظيم وقتهم وتحديد الحد المناسب للقراءة الرقمية، حتى لا تؤثر سلبًا على راحتهم الجسدية والذهنية.
إعلان مساوئ الاستخدام المفرط للتكنولوجيا على الأطفال الإدمان: الهديد من الدراسات تشير إلى أن استخدام الجوالات يسبب الإدمان عند الأطفال. مما يؤدي إلى انخفاض كبير في أداءهم الاجتماعي والجسدي والأكاديمي. العزلة الاجتماعية: تسبب التكنولوجيا أحيانا في العزلة الاجتماعية، فتنخفض تفاعلات الأطفال مع المحيط حولهم، أو التعامل وجهاً لوجه، وتقلل من إمكانية إتمام الحوارات المتعمقة مع غيرهم من البشر، بل و قد تصل إلى القطيعة مع الوالدين وأفراد الأسرة الآخرين. الصحة النفسية: يمكن أن يؤدي قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات إلى عده مشاكل عضوية و جسدية وازدياد نوبات الصداع لدى الأطفال أو الكبار، والشعور بالأرق والحرمان من النوم، والعديد من مشاكل العين، والاستخدام المفرط يؤدي أيضا لحالات مثل الاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطرابات النفسية. الصحة البدنية: من الممكن أن يصل الطفل إلى أنماط حياة خاملة، وإلى تغير في السلوك تجاه العنف في سن مبكرة، وازدياد معدلات السمنة ومشاكل صحية أخرى. الأداء الأكاديمي: يواجه الأطفال ضعف الأداء الأكاديمي وانخفاض التحصيل الدراسي مع ازدياد معدلات التعرض للجوالات أو الالكترونيات.لذا مع كل تلك المساوئ، فمن الضروري على الوالدين مراقبة سلوك الأبناء إزاء استخدام الجوالات، والحرص على معدلات واضحة للاستخدام لخلق بيئة صحية متوازنة بين التكنولوجيا ومجالات حياتهم الأخرى.
نحو بناء مجتمع مثقفولأن أطفال العصر الجديد ينشأون على الحداثة بكل ما لها من فوائد، فليس من الطبيعي أن نأمرهم بالانصراف عن الجوالات والتطورات التكنولوجية.
ولكن، لا يمكننا تشجيع الطفل على أنماط القراءة الافتراضية الرقمية بالمقام الأول، عند ميلهم لخلق تلك العادة الجيدة، لأن الارتباط بالكتاب في ذهن الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير على مراحل تعلمه المختلفة، ومصاحبتهم للكتاب كصديق، يمكن أن يضمن لنا و لو قليلا الحفاظ على قيمهم الاجتماعية والثقافية، بل وتنميتها لديهم. ولذلك من الأفضل حسهم على قضاء المزيد من الوقت مع الكتاب، وتحديد بعض المعايير لاستخدام أساليب القراءة الجديدة من خلال التكنولوجيا.
إعلانوينبغي تزويد الأطفال بالكتب حسب أذواقهم الخاصة وتفضيلاتهم، واختيار الأفضل بالنسبة لهم والتركيز عليه. وفي تلك الحالة، يمكننا أن نطمئن لنشأة جيل واعي قائم على المعرفة، ويمتلك مقومات العلم والتعلم.