مقتضيات التفرقة بين الأعمال التجارية والمدنية
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تعد مسألة الإثبات بصفة عامة من أهم الموضوعات العملية والتي يبين أثرها على وجه الخصوص في القضايا التجارية؛ لما للإثبات من أثر في حماية الحقوق وصيانتها، فلا جدوى من وجود ونشأة حقوق مكتسبة يعجز صاحبها عن إثباتها، فالحق يتجرد من قيمته ما لم يقم الدليل على الحادث المبدئ له؛ سواء كان هذا الحادث قانونياً أو ماديًا، والواقع أن الدليل هو قوام حياة الحق ومعقد النفع منه.
وقد وضع المشرع القطري قيودًا عديدة بخصوص الإثبات في الأعمال المدنية، ومن أبرزها وجوب كتابة التصرفات القانونية التي تزيد قيمتها عن خمسة آلاف ريال قطري، أو عندما يكون التصرف غير محدد القيمة؛ لكن تلك القيود لم تطل أو تلحق الأعمال التجارية، فالإثبات فيها حر مطلق غير مقيد كأصل عام، ويعني ذلك أن العمل التجاري يمكن إثباته بكافة طرق الإثبات، كشهادة الشهود والقرائن والدفاتر التجارية والمراسلات، وما سبق يوافق المادة(86) من القانون التجاري القطري، والتي نصت على أنه «يجوز الإثبات في المواد التجارية أيًا كانت قيمتها بجميع طرق الإثبات، ما لم ينص القانون على غير ذلك». كما يتماشى مع المادة (260) من قانون المرافعات المدنية والتجارية، والتي تضمنت مبدأ حرية الإثبات في المواد التجارية، فنصت على أنه «في غير المواد التجارية، إذا زادت قيمة التصرف على خمسة آلاف ريال، أو كان غير محدد القيمة، لم يجز إثبات وجوده أو انقضائه إلا بالكتابة، ما لم يوجد اتفاق أو نص يقضي بغير ذلك». وبناء على ما سبق، فإن الأعمال التجارية تخضع لمبدأ «حرية الإثبات»، ومفاد ذلك عدم تقيّد المدعي بالحق بالصفة التجارية بإحدى وسائل الإثبات بعينها، بل يجوز له إثبات الحق في دعواه بكافة طرق الإثبات.
وتبرز الغاية من إقرار حرية إثبات الأعمال التجارية في لزوم السرعة والمرونة في إبرام تلك المعاملات وتنفيذها من خلال تبسيط الإجراءات؛ ولذلك يستطيع التاجر إبرام الصفقات دون تردد، كما أنه يستهدف الربح من جراء تلك الصفقات. في حين تتسم المعاملات المدنية بالشكليات والبطء، فتراها تقع في فترات متباعدة؛ إذ تعد الكتابة من ضمن الأسباب المفضية إلى تأخير أو تعطيل المعاملات التجارية. فلا يتصور أن يقوم التاجر بكتابة كل عقد يبرمه خشية من ضياع حقه، ولا سيما وأنه يقوم بالعديد من التصرفات في فترات وجيزة، فيعول على ذاكرة الأطراف. كما أن مبدأ حرية الإثبات في المواد التجارية، يقوم بدور داعم للائتمان الذي يعد من أهم خصال القانون التجاري، فالثقة تسود البيئة التجاري؛ وهذا بفضل خبرة التجار ويقظتهم، بالتالي لا حاجة عندهم لتلك الحماية المقررة للأعمال المدنية.
عبدالرحمن هاشم السيد – الشرق القطرية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأعمال التجاریة المواد التجاریة الإثبات فی
إقرأ أيضاً:
رئيس أكاديمية الشرطة: جرائم الهجرة غير الشرعية تهدد حرية وحقوق الإنسان
قال اللواء هاني ابو المكارم مساعد وزير الداخلية رئيس أكاديمية الشرطة، خلال كلمته في ندوة التجربة المصرية في مواجهة محاولات الهجرة غير الشرعية، برعاية وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، أن وزارة الداخلية حرصت على تشكيل بناء الوعي لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأكد اللواء هاني ابو المكارم مساعد وزير الداخلية أن قضية الهجرة غير الشرعية مسألة تهدد الكثير من الدول ولها عدة ابعاد فهناك دول تصدر المهاجرين وأخرى ومعبر لها وأن هذه القضية لها آثار سلبية وتمثل انتهاك صارم للقوانين وتهديد الحريات.
وكشف اللواء هاني ابو المكارم مساعد وزير الداخلية عن أن مصر أصدرت قانون الهجرة غير الشرعية لمواجهتها وضبط منفذيها وتوقيع عقوبات عليها فضلا عن تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية لمواجهة هذه الجريمة والعمل على حل أسبابها.
وقال اللواء هاني ابو المكارم مساعد وزير الداخلية إن وزارة الداخلية ملتزمة بمواجهة كافة قضايا انتهاك حقوق الإنسان ومن بينهما الهجرة غير الشرعية والتي تتطلب مواجهتها استعداد تاما، ونجح الوزارة في مواجهة مهربين المهاجرين والقائمين عليها ورصد أموالهم التي يحاولون غسيلها، وايضا نجحت الجهود في التنسيق مع شركاء النجاح في الخارج.
واضاف اللواء هاني ابو المكارم، إن وزارة الداخلية حرصت على تطوير وثقل قدرات العنصر البشري لمواجهة هذه القضية ومن عذا المنطلق حرصت أكاديمية الشرطة على تلقين وتأهيل الكلبة لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية، وعمل دورات متتالية لطلابنا وعدد من الدول الأفريقية والعربية والشركاء خارج افريقيا لمواجهة جريمة الهجرة غير الشرعية، فضلا عن عمليات التنسيق المتواصلة لمكافحة هذه الجريمة،كما تم مناقشة العديد من رسائل الدكتوراه والابحاث والتي توصلت إلى توصيات هامة في مواجهة هذه الجريمة.
وانطلقت اليوم فاعليات ندوة بعنوان التجربة المصرية في مواجهة الهجرة الغير شرعية، التي أقامتها وزارة الداخلية في مقر مركز الدراسات الأمنية والإستراتيجية بأكاديمية الشرطة في التجمع الأول، والتي تقام برعاية وزير الداخلية اللواء محمود توفيق وبحضور قيادات أكاديمية الشرطة وعدد من القيادات الأمنية والخبراء في مجال مكافحة الهجرة الغير شرعية والصحفيين والإعلاميين