عقوبات على مصارف عراقية.. هل تم تضليل الأمريكيين؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بقلم/ هادي جلو مرعي
بالرغم من إندهاش البشرية من القدرات الأمريكية على مستوى السياسة والإقتصاد والتسلح وقوة القرار والهيمنة الكاملة على العالم، ورغبة دول ومنظومات بالإستسلام الكامل لنفوذ واشنطن، والإنصياع لها في الصغيرة والكبيرة، لكن المطلق ليس هو الفعل الأمريكي، وهناك ماهو أقوى وأقدر دائمًا، وطالما كانت أمريكا دولة يحكمها البشر فهي معنية كغيرها بالصعوبات والفشل وسوء التخطيط والخديعة.
ولعل ماكنة التضليل تنجح معها أحيانًا ولعل الكثير يشاركوني الرأي في أنها سقطت في مستنقع الخديعة وضللت. وفي التاريخ شواهد على ذلك برغم إنها تكون في أحيان شريكة في تضليل نفسها، والإيحاء للآخرين إنها ضحية التضليل لتمرر مخطط ما، أو رؤية في حكم العالم، وليس ببعيد عن ذلك ممارسات عديدة أتهمت فيها بفعل ذلك، فتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، والحديث عن النووي العراقي، وشهادة الطفلة الكويتية (نيرة) من على منبر مجلس الأمن كلها شواهد على التضليل، أو صناعة التضليل، مع إنني أؤكد على أنها يمكن في بعض الأحيان أن تسقط في التضليل من جهات وأطراف لغايات عديدة لامكان للتفصيل فيها.
أصدرت واشنطن ووزارة الخزانة الأمريكية، وفي العديد من المناسبات قرارات بفرض عقوبات على دول ورؤساء وزعامات ومصارف وشركات وأفراد عسكريين لأسباب يطول شرحها، وللعراق منها حصة على مدى الثلاثين عامًا الماضية، ومنذ أيام غزو الكويت، وكان آخرها قرارات بعقوبات على مصارف عراقية عديدة بدعوى تمويل مالي في إتجاهات عدة تراها واشنطن غير قانونية، وطالبت الحكومة العراقية بمزيد من الإنضباط في السلوك المالي، ومع تصاعد التوتر في ذلك فقد تم إستهداف شخصيات مصرفية ومصارف عراقية عديدة، وصدرت توضيحات حول ذلك من البنك المركزي العراقي والحكومة، ولكن صدرت أحاديث عن طبيعة تلك العقوبات وإعلانها في وقت واحد، وعلى مجموعة من المصارف، وتم طرح أسئلة مؤداها: ما إذا كان نوع من التضليل مورس من الداخل العراقي لأهداف تنافسية، وصراعات بينية بهدف تسقيط الخصوم، والتنكيل بهم، وتقييد ممارساتهم المالية؟. حيث يتم تسريب معلومات مضللة عن مصرفيين ومصارف بأنهم يقومون بأعمال غير مشروعة، كدعم لجماعات مسلحة، وتهريب أموال، وتسهيلات في مجال مختلفة، وغسيل أموال، والتعاون مع بعض الجهات والدول التي تصنف أمريكيا بأنها داعمة للإرهاب، أو أنها تقوم بتهديد المصالح الأمريكية في أكثر من مكان من العالم، وتمثل خطرًا وشيكًا على الأمن القومي الأمريكي، أو مصالح الحلفاء والشركاء الدوليين والإقليميين.
من الغريب أن تتهم مجموعة مصارف معروفة وشخصيات مصرفية عديدة، وفي وقت واحد بتهم من هذا النوع مع إنها تمارس عملها منذ سنوات عدة، والأدهى أن يندفع إعلاميون وكتاب ومنصات لينساقوا خلف تلك الدعاية، ودون تمحيص وكأنهم شركاء للذين يمارسون التضليل، أو أنهم يرغبون بالفعل في دعم الجهد الأمريكي لغايات في نفوسهم، وممالاة لجهات تلعب تلك اللعبة بغرض المنافسة، وتحجيم عمل مصارف بعينها، والتشكيك في نزاهتها وعملها، وإحداث المزيد من الفوضى وخاصة حين يكون البعض منساقًا لأنه يريد أن تعم الفوضى في النظام المالي العراقي ويربك عمل المؤسسات المصرفية ويرهق الدولة، ويعطل برامجها، ويستثمر في تلك الفوضى لعله يصل الى غايات بعينها قد لانتمكن من إستيضاحها كاملة، لكننا ندرك عمق المأزق الذين يدفعون العراق أليه، ولا يفكرون في مصلحة البلاد لأنها بالنسبة لهم مجرد مكان مكرهين على العيش فيه، أو إتخاذه مكانا للكسب فقط.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
مفاجآت عديدة في الحكومة الجديدة.. إليكم أبرزها!
بعد طول انتظار ومعاناة، تم الإعلان رسميًا عن تشكيل الحكومة اللبنانية الـ 78 برئاسة القاضي نواف سلام. الحكومة الجديدة، التي تضم 24 وزيرًا، تختلف بشكل ملحوظ عن الحكومات السابقة، وقد جاءت بمفاجآت عدة لم يتوقعها اللبنانيون. فما هي أبرز هذه المفاجآت؟الوزير الأصغر سنًافي سابقة من نوعها، تم تعيين الطبيب المتخصص في جراحة الشرايين في الجامعة الأميركية في بيروت، ركان ناصر الدين، وزيرًا للصحة في حكومة نواف سلام. يُعتبر ناصر الدين، ابن الهرمل البالغ من العمر 36 عامًا، أصغر وزير في الحكومة. على الرغم من سنه الصغير، حصل ناصر الدين على شهادة الدكتوراه في تخصص الأمراض الجرثومية بعد سنوات من التفوق الأكاديمي، ثم أتم دراسته العليا في الأمراض المعدية. بفضل هذا المسار العلمي المتميز، أصبح من أبرز الأطباء المتخصصين في هذا المجال في لبنان والمنطقة العربية.أول امرأة تُعين وزيرًا للبيئةتم تعيين تمارا الزين وزيرة للبيئة في لبنان، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد. قبل ذلك، شغلت الزين منصب الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، حيث كانت أيضًا أول امرأة تتولى هذا المنصب. حصلت الزين على جائزة لوريال - اليونسكو للمرأة في العلم في إقليم المشرق العربي ومصر عام 2016، كما فازت بجائزة المواهب الواعدة العالمية من البرنامج ذاته في عام 2017. وفي عام 2003، تم انتخاب الزين رئيسةً للجنة العلوم في المؤتمر العام لليونسكو في دورته الـ 42، لتكون أول شخصية لبنانية تتولى رئاسة هذه اللجنة منذ تأسيس المنظمة.حضور نسائي لافت بالإضافة إلى وزيرة البيئة تمارا الزين، كان للنساء حصة جيدة في الحكومة الجديدة، حيث تم تعيين أربع نساء أخريات، وهن:- وزيرة السياحة لورا لحود، وهي رئيسة لجنة مهرجان البستان الدولي للموسيقى الكلاسيكية، وابنة السيدة ميرنا البستاني، أول سيدة دخلت البرلمان في تاريخ لبنان.- وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان، وهي أستاذة في العلاقات الدولية ورئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وأيضاً عضو في المجلس العلمي لكلية الدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية. محاضرة أولى في العلاقات الدولية في قسم العلوم السياسية والإدارة العامة في الجامعة الأميركية في بيروت. - وزيرة التربية ريما كرامي عكّاري، أستاذة مشاركة في الإدارة التربوية والسياسات والقيادة في قسم التربية في الجامعة الأميركية في بيروت. نالت بكالوريوس في العلوم ودبلوم لتدريس العلوم للمراحل الثانوية، وحصلت على ماجستير الآداب في تعليم العلوم من الجامعة الأميركية في بيروت، كما حصلت على الدكتوراه في التربية من جامعة بورتلاند في ولاية أوريغون، مع تخصّص في الإدارة والإشراف التربوي للمراحل K-12، وتركيز تخصصي في إدارة المدارس، والتغيير التنظيمي، والسياسة التعليمية. - وزيرة الشؤون الشؤون الاجتماعية حنين السيد، وهي خبيرة أولى في مجال التنمية البشرية والحماية الاجتماعية في مكتب البنك الدولي في بيروت - إدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.خبيرة اقتصادية حاصلة على تدريب أكاديمي وقد حصلت على شهادات جامعية وعليا من جامعتي ستانفورد وكولومبيا. وقد درّست في جامعات مختلفة في مدينة نيويورك، وعملت في مورجان ستانلي، ومعهد الكويت للبحوث العلمية، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وزارة جديدة لأول مرة في لبنان، تم إنشاء وزارة خاصة تحت مسمى "الذكاء الاصطناعي"، في خطوة تعتبر مهمة تعكس التوجه نحو مواكبة التطور الرقمي العالمي، خاصة في العالم العربي. على الرغم من وجود وزارة تركز على تكنولوجيا المعلومات بشكل عام، فإن إنشاء هذه الوزارة يعد إشارة إلى التزام لبنان بتطوير هذا المجال. وقد تم تكليف كمال شحادة بحقيبة وزارة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توليه حقيبة المهجرين.
تُعد هذه المفاجآت من أبرز ما تميزت به الحكومة الجديدة، فهل ستكشف لنا عن مفاجآت أخرى في المستقبل؟ المصدر: خاص "لبنان 24"