قالت صحيفة "هآرتس"، إن حلفاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يريدون استخدام المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، كقاعدة انطلاق لاحتلال القطاع الفلسطيني وضمه".

واعتبرت الصحيفة في مقال، أن السماح لإسرائيل بتوزيع المساعدات الإنسانية، من خلال تشكيل حكومة عسكرية هو بمثابة فرصة مباشرة لتكرار "كابوس الضفة الغربية"، المتمثل "في دمج عنف المستوطنين والعنف العسكري ضد الفلسطينيين".

وبحسب الصحيفة، فعندما أجرى وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وهو من اليمين المتشدد، مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية الأسبوع الماضي، فإن الأمر لم يستغرق سوى بضعة ثوان لتوضيح ذلك المسار المستقبلي الذي يرسمه، على الأقل، بعض صناع القرار المؤثرين.

وقال سموتريتش في المقابلة: "يجب ألا نسمح بدخول المساعدات عبر (وكالة) الأونروا.. ومن أجل الالتزام بالقانون الدولي.. سندخل المساعدات ونوزعها بأنفسنا".

وعندما ناقش محاوره في المقابلة مدى خطورة ذلك، قال: "ستكون هناك حكومة عسكرية في غزة. لأن الجميع متفقون على أننا بحاجة إلى البقاء في القطاع والسيطرة عليه عسكريا، ولا سيطرة عسكرية دون سيطرة مدنية". 

ورأت كاتبة المقال في الصحيفة الإسرائيلية، داليا شيندلين، أن الاقتراح بتوزيع المساعدات "قد يبدو جيداً في البداية، إلى أن نأخذ في الاعتبار أهداف سموتريش الثلاثة المعلنة، وهي أولاً، السيطرة الإسرائيلية الدائمة على غزة بعد الحرب؛ وثانياً، تطبيق السيطرة الإسرائيلية من خلال نظام عسكري؛ وثالثاً، أن تتمتع هذه الحكومة العسكرية بالسيطرة العسكرية والمدنية".

وتابعت: "يحاول سموتريش الاستفادة من الكارثة الإنسانية في غزة، وأوامر محكمة العدل الدولية، وبعض المداهنات الأمريكية لإدخال المساعدات الإنسانية، كنقطة انطلاق للاحتلال المستقبلي لقطاع غزة، وذلك مع وجود احتمال كبير لنزوح جماعي للفلسطينيين".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهرت تسريبات لإحاطة وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، مواقف متناقضة. فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان"، أن جالانت قال إن "ممثلًا من غزة" سيدير ​​القطاع بعد الحرب.

لكن موقع "واينت" نقل أنه قال: "من الواضح تماما أن حركة حماس لن تحكم في غزة، وأن إسرائيل ستحكم عسكريا، وليس حكما مدنيا".

وأشارت صحيفة هآرتس، إلى أن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي لم يرد على طلبات للتوضيح بشأن تصريحاته.

مع اقتراب الحرب في غزة من بلوغ شهرها الخامس، لا يزال نتنياهو، يرفض مناقشة مستقبل القطاع الفلسطيني بعد "القضاء على حماس".

عنف المستوطنين

ووفقا لمقال "هآرتس"، فإن هناك مخاوف من تكرار ما يحصل في الضفة الغربية من استيطان وعمليات عنف ينفذها مستوطنون، في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، قالت شيرا ليفني، التي تدير "وحدة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" في "جمعية الحقوق المدنية" بإسرائيل، أن الجيش الإسرائيلي قام بتجنيد مستوطنين في وحدات الدفاع الإقليمية بعد بدء الحرب، بحيث "أن نفس المستوطنين الذين هاجموا الفلسطينيين (في الضفة) يمكنهم مواصلة هجماتهم (في الضفة والقطاع) تحت حماية الزي العسكري". 

وتم تجنيد حوالي 5500 من سكان المستوطنات في "كتائب الدفاع الإقليمية" منذ بدء الحرب في غزة، وهم "يخدمون الآن كجزء من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية".

ووفقاً لليفني، "لقد أصبح من الصعب بشكل متزايد التمييز بين عنف المستوطنين والعمليات العسكرية غير القانونية".

وخلص المقال إلى أن "السماح لإسرائيل بتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال تشكيل حكومة عسكرية، هو بمثابة فرصة مباشرة لتكرار كابوس الضفة الغربية، والمتمثل بدمج العنف الاستيطاني والعنف العسكري ضد الفلسطينيين".

يذكر أن الولايات المتحدة ودول عدة في المنطقة والمجتمع الدولي، أعربت عن رفضها لتهجير الفلسطينيين من القطاع الفلسطيني، ولأي تقليص لمساحته. 

وسبق لنتنياهو أن ذكر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن إسرائيل لا تسعى لاحتلال أو حكم قطاع غزة بعد حربها ضد حركة حماس، لكنه أشار إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى "قوة موثوقة" لدخول القطاع الفلسطيني إذا لزم الأمر، لمنع ظهور تهديدات مسلحة. 

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الضفة مستوطنين المساعدات الإنسانیة القطاع الفلسطینی الضفة الغربیة فی الضفة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

“الحرب الشاملة انطلقت في الشرق الأوسط”.. خبير سياسي يكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي للقضاء على غزة وتهجير الضفة الغربية وتدمير “المقاومة” في لبنان

الجديد برس:

أكد الدكتور ناصر زيدان، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، في حديثه لإذاعة “سبوتنيك” الروسية، أن الحرب الشاملة قد بدأت بالفعل في الشرق الأوسط، موضحاً أن هناك قراراً أمريكياً إسرائيلياً يهدف إلى السيطرة على المنطقة العربية.

وأشار زيدان إلى أن “ما حدث في 7 أكتوبر وعلى الرغم من تأييدنا الكامل له لا يبرّر هذا المنسوب من الوحشية الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية”، مؤكداً أنه “لا نية جدية لدى الإدارة الأمريكية في إيقاف الحرب، سواء في غزة أو لبنان، حيث أقرت مجدداً مبالغ لدعم إسرائيل”.

كما تناول تصريح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر أن هناك “صفحة جديدة للشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه بدون الرضى الأمريكي. ولفت إلى وجود تنسيق مع الدولة العميقة في الولايات المتحدة، التي تسعى للسيطرة على المنطقة بسبب اعتبارها تهديداً للممرات إلى الشرق ودول آسيا وأوروبا.

وفيما يتعلق بقوى المقاومة، أوضح زيدان أن هناك “تنسيقاً كاملاً بين رؤية الدولة العميقة في أمريكا والرؤية الإسرائيلية، إذ يتفاءلون بأنهم باغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر لله، أزالوا عقبة في وجه تحقيق مشروعهم، ولكنهم يعرفون أن ما قبل الاغتيال ليس كما بعده وهم مخطئون في مقاربتهم، لا سيّما وأنهم يعتقدون أن قوى المقاومة قد تلاشت، بينما في الواقع منسوب الغضب قد ازداد”.

وعن تصريح جاريد كوشنر، صهر ترامب، أشار زيدان إلى أن “هذا الفريق يفترض أن الملف يتعلق بإيران، وكل ما يجري يرتبط بها، لكننا نرى أنّ هناك خفايا دبلوماسية تناقض هذا الأمر، حيث يوجد نوع من التفاوض بين إيران وأمريكا، وبالتالي، فإن محاربة إيران عبر قصف المدنيين تعتبر بروباغندا”.

وبيّن أن “المشروع الإسرائيلي يهدف إلى القضاء على غزة، وقد تم تنفيذ نحو 70% منه، وهناك مشروع آخر، اعترضت عليه بريطانيا بحسب المعلومات، ويتعلق بتهجير الضفة الغربية، وتم تأجيله، أمّأ بالنسبة للبنان، فهناك وجهتان، تدمير شعور “المقاومة” والقدرة العسكرية لها”.

وقال زيدان إن “النجاح في بعض الخطوات خلال المعركة لا يعني ربح الحرب، وتوسيع العدوان الإسرائيلي قد يزيد من الخسائر، لكنه أيضاً يعزز من حالة “المقاومة”، وبالتالي لا يمكن التطبيع معها، ويكشفها أمام المجتمع الدولي بدليل ما حصل في محكمة العدل الدولية حول هذا الأمر حيال إعلان فلسطين دولة واقعة تحت الاحتلال”.

وفيما يتعلق بجبهات الإسناد، رأى زيدان أنها تشير إلى وجود من يدافع عن فلسطين ولبنان، رغم أن التأثيرات تبقى محدودة. كما أكد أن “إسرائيل” تضرب بشكل تكتيكي، حيث تسعى لتحقيق أهداف جيوسياسية واقتصادية، مشيراً إلى أهمية مدينة الحديدة في اليمن التي تحتوي على مؤيدين لـ “أنصار الله”، وتركز عين “إسرائيل” على ميناء الحديدة.

مقالات مشابهة

  • بحثاً عن فرص عمل.. فلسطينيو الضفة الغربية يخاطرون بأرواحهم لعبور جدار الفصل الإسرائيلي
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • غارات إسرائيلية جديدة وسط غزة، وحملة اعتقالات في الضفة الغربية المحتلة
  • الجيش الإسرائيلي يهدم كنيسة خشبية في الضفة الغربية المحتلة  
  • المبعوث الأمريكي للسودان يعرب عن ارتياحه لتحسن إيصال المساعدات الإنسانية للسودانيين  
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تعتقل 30 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية
  • “الحرب الشاملة انطلقت في الشرق الأوسط”.. خبير سياسي يكشف عن مخطط أمريكي إسرائيلي للقضاء على غزة وتهجير الضفة الغربية وتدمير “المقاومة” في لبنان
  • في الضفة الغربية وغزة..أمريكا تدعم الفلسطينيين بـ 300 مليون دولار
  • بينهم أطفال وأسرى سابقون.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 45 فلسطينيا من الضفة الغربية