سرايا - مرّ أسبوع على إعلان محكمة العدل الدولية مجموعة من التدابير الطارئة المؤقتة التي قالت إن على إسرائيل تنفيذها في قطاع غزة، وتقديم تقرير في غضون شهر إلى المحكمة يوضح الإجراءات التي نفذتها، إلا أن المعطيات على الأرض تشير أن إسرائيل ضربت عرض الحائط بقرار أعلى هيئة قضائية دولية، وتواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في قطاع غزة دون مبالاة، وخرق التدابير التي أمرت بها المحكمة.





وبحسب معطيات نشرتها وزارة الصحة في غزة، فقد ارتكب جيش الاحتلال 95 مجزرة في الأيام الستة التالية لقرار محكمة العدل الدولية، راح ضحيتها 936 شهيدًا، و1652 جريحًا، ومايزال العديد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات لم تتمكن طواقم الدفاع المدني والإسعاف من الوصول إليهم أو انتشالهم، وهذا يعني أن عدد الضحايا أكبر مما أعلن عنه.


ورغم أن أحد قرارات محكمة العدل أكد على زيادة إدخال المساعدات الغذائية والأدوية إلى قطاع غزة، إلا أن الولايات المتحدة و11 دولة أخرى قررت قطع التمويل عن وكالة الغوث "أونروا"، بذريعة وجود اشتباه لدى إسرائيل بأن 12 موظفًا في الوكالة شاركوا في عملية طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، وهو الادعاء الذي نفاه جزئيًا تقريرٌ لشبكة سكاي نيوز، التي أوضحت أنها اطلعت على "وثائق استخبارية" إسرائيلية تبين أن أربعة موظفين فقط هم الذين شاركوا في الهجوم، وهناك موظفٌ آخر قدم دعمًا لوجستيًا، وفق "الوثائق" الإسرائيلية المذكورة.

إلى جانب ذلك، يواصل مستوطنون ينتمون إلى التيار الديني القومي في إسرائيل الاحتشاد يوميًا في محيط قطاع غزة، ويمنعون دخول شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة. ويوم الخميس، عشية مرور أسبوع على إصدار المحكمة قراراتها، احتشد مئات المستوطنين في ميناء أسدود، بينهم عضو الكنيست تسفي سوكوت، ومنعوا توجه الشاحنات إلى غزة.

وأطلقت جماعات استيطانية دعوات واسعة للمشاركة في مظاهرة كبيرة صباح اليوم الجمعة، 2 شباط/فبراير، تهدف إلى منع إدخال المساعدات إلى غزة، والتعبير عن موقفهم الرافض لأي صفقة تبادل قد تفضي إلى وقف إطلاق النار أو الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين.

أحد أشكال تأييد الإبادة الجماعية لدى أعلى المستويات في إسرائيل، ظهر بوضوح في مؤتمر "الاستيطان يحقق الأمن والنصر" الذي يهدف للترويج إلى إعادة الاستيطان إلى قطاع غزة، بعد 20 سنة من تفكيكه، وقد نظم المؤتمر رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دغان، الذي نظم المؤتمر مع منظمة "نحالا" الاستيطانية المتطرّفة.

وشهد المؤتمر الذي أقيم في القدس المحتلة مشاركة آلاف المستوطنين المتطرفين، والأهم من ذلك، مشاركة وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، ووزير التراث عميحاي إلياهو من حزب "القوة اليهودية"، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك من حزب "الصهيونية الدينية"، ووزير السياحة حاييم كاتس، ووزير الاتصالات شلومو كرعي، وكلاهما من حزب "الليكود"، وكذلك أعضاء الكنيست أرييل كيلنر، وليمور سون هار ميليخ.

وتخلل المؤتمر تقديم خطّة تقوم على إنشاء عدة مستوطنات إسرائيلية في قطاع غزة، بينها مخطط لإقامة مستوطنة "يشي" على أطراف بيت حانون شمال قطاع غزة، ومستوطنة "معوز" على الساحل الجنوبي الغربي للقطاع، ومستوطنة "أبواب قطاع غزة" في خانيونس، ومستوطنة جنوب رفح مخصصة للاستيطان الحريدي تحمل اسم "حيسد للآلفيم".

أحد التدابير التي أمرت بها محكمة العدل الدولية، نص على وقف "التحريض على الإبادة الجماعية"، إلا أن مؤتمر إعادة الاستيطان لغزة الذي عُقد في القدس، تضمن تحريضًا واضحًا من مسؤولين إسرائيليين على تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بل إن المؤتمر رفع شعار "الترانسفير فقط هو الذي يجلب السلام".

ايتمار بن غفير، في كلمته خلال المؤتمر، أشار إلى شعار الترانسفير وقال: "أنتم على حق. يجب تشجيعهم على المغادرة"، وتابع: "سنعود لمجمع غوش قطيف. هذا بيتنا".

أما بتسلئيل سموتريتش، فدعا إلى ترسيخ الاستيطان "في طول البلاد وعرضها" حسب تعبيره، وقال: "لا أمن بدون استيطان، وبدون أمن في غلاف غزة لن يكون هناك أمن في كلّ إسرائيل. ويتحتّم علينا العودة إلى غزة واحتلالها".

وكان سموتريتش قد سارع إلى التعليق على قرار المحكمة قبول الدعوى والتدابير الطارئة التي أمرت بها، إذ دعا "قادة العالم الحريصين على أهالي غزة" وفق وصفه لأن يفتحوا أبواب دولهم لاستقبال الفلسطينيين من قطاع غزة، مكررًا بذلك دعواته المتتالية من بداية العدوان على غزة إلى تنفيذ تهجير قسري أو طوعي للفلسطينيين في القطاع نحو دولٌ مجاورة مثل مصر، أو دول أفريقية، أو تركيا وإيران.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: محکمة العدل قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها

كتب موقع "الجزيرة نت":   استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.

وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.

واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".

 تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.

 وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".

وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".


مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين.  تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.

جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.

ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.

 جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.

وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".

 تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة.   وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.

 تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.

وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)

مقالات مشابهة

  • "العدل الدولية" توافق على مشاركة الاتحاد الإفريقي بقضية التزامات إسرائيل بالأراضي الفلسطينية
  • "العدل الدولية" تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات بشأن إسرائيل
  • تل أبيب تزعم أن إحدى الجثث التي تسلمتها بغزة ليست لأسير إسرائيلي
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • “اللواء البراشي” يحسم الجدل ويوجه بتوقيف رجل المرور الذي ظهر في الفيديو المثير واحالته للتحقيق وانفاذ العدالة فورًا
  • الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • وزير العدل يتفقد محكمة الاستئناف وعددًا من المحاكم الابتدائية بحجة ومديرياتها والإصلاحية المركزية
  • تماطل وتحاول فرض شروطها.. من الذي تريده إسرائيل لإدارة غزة؟
  • التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها