يتحرّك سفراء الدول الخمس المهتمة بالوضع اللبناني من زاوية الاستحقاق الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، اعتقادًا منهم بأن ما لا يزال ممكنًا اليوم قد يصبح مستحيلًا غدًا. فإذا لم يتوافق اللبنانيون، على رغم تناقضاتهم الكثيرة، على الاتيان برئيس أقّله لإدارة الأزمة قبل أن تشتعل المنطقة فإن لبنان سيبقى إلى أجل غير مسمّى من دون رأس، وستبقى الساحة اللبنانية مكشوفة أمام كل الاحتمالات والتطورات المتسارعة.

فمن مصلحة جميع اللبنانيين أن يكون لديهم رئيس، وإن لم يكن الخيار الممكن والمتاح في الظرف الراهن لا يعبّر عن طموحات الكثيرين منهم.

ويذكّر بعض الديبلوماسيين الغربين المتقاعدين، والذين لا تزال تربطهم بلبنان واللبنانيين صداقات مختلفة كيف لم يتلكأ اللبنانيون المنقسمون إلى معسكرين متصارعين في عزّ أيام الحرب عن انتخاب رئيس لجمهوريتهم المتهالكة والمفكّكة. ويعطون دليلًا ساطعًا على أهمية أن يكون للبنان رئيس، وبالأخصّ في الظروف الاستثنائية وغير الطبيعية، أنه يوم انتخب الرئيس الراحل الياس سركيس رئيسًا للجمهورية في 23 أيلول من العام 1976، أي بعد أقل من سنة على اندلاع الحرب في لبنان، لم يكن الخيار المفضّل لدى بعض الأحزاب اللبنانية، التي عادت واعترفت بصوابية هذا الخيار، لأنه استطاع أن يدير الأزمة بحكمة ودراية وحال دون تفاقم الوضع أكثر مما كان متفاقمًا.

فلبنان برأي "الخماسية" في حاجة اليوم إلى رئيس لإدارة الأزمة. وقد يكون من بين المطروحة أسماؤهم كثيرون قادرين على إدارة هذه الأزمة، بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، أي أن يكون مع "ستي بخير ومع سيدي بخير"، إذ ليس المطلوب منه اجتراح الأعاجيب، في زمن شحّت فيه المعجزات بعدما شحّ الايمان. بل المطلوب من أي رئيس تُطلق عليه تسمية "الخيار الثالث" ضبط الأمور بالتي هي أحسن، وتقليل الأضرار، التي يمكن أن تنجم عن أي تطوّر دراماتيكي خارج إرادة اللبنانيين. لقد سبق أن قلنا إن رئيس "سوبرمان" لم يحن أوانه بعد، خصوصًا في ظل الانقسام السياسي الحاصل اليوم، والذي يضاهي بخطورته الانقسام الذي كان مدموغًا بالدّم إبّان الحرب، التي أطلقت عليها تسميات كثيرة، ولكن يبقى أهمّها أنها كانت "عبثية".   فـ "الخيار الثالث"، الذي تحاول "اللجنة الخماسية" تسويقه من خلال جسّ نبض مختلف الأفرقاء السياسيين، وهذا ما يقوم به سفراؤها في لبنان ،بدءًا من "عين التينة"، هو خيار الممكن بعدما ثبت لها بالوقائع أن خياري الوزيرين سليمان فرنجية وجهاد أزعور غير متوافرة لهما الظروف الطبيعية لاكتمال عقد ترشيحهما، إذ لا يكفي أن يكون الأول، وهو مرشح محور "الممانعة"، وأن يكون الثاني، وهو مرشح "المعارضة"، مدعومين فقط من واحد من هذين المحورين، إذ أن المعادلة التوازنية التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة لم تسمح بأن يحظى فرنجية بأكثر من 51 صوتًا، فيما لم تستطع "المعارضة" تأمين أكثر من 59 صوتًا لأزعور. وإذا لم يُسجّل أي ثغرة في الجدار الرئاسي فإن الوضع سيبقى على مراوحته القاتلة إلى ما لا تُحمد عقباه.   فهل تستطيع "الخماسية" عبر سفرائها إقناع من يجب إقناعهم من الأفرقاء اللبنانيين بأن لا مناص من توافق الحدّ الأدنى على رئيس لا يستفز لا "حزب الله" ومعه محور "الممانعة"، ولا "القوات اللبنانية" ومعها محور "المعارضة"، ولا "التيار الوطني الحر" ومن معه من النواب الذين يقفون بـ"النص" بين محورين تتناقض خياراتهم الوطنية؟
الجواب عن هذا السؤال يبقى رهن نجاح سفراء "الخماسية"، الذين وحدّوا موقفهم بالنسبة إلى نقطتين محوريتين: الأولى، فصل الاستحقاق الرئاسي عمّا يجري في غزة والجنوب، والثانية التوافق على "الخيار الثالث"، ولكن من دون الخوض في غربلة الأسماء، لأن هذا الأمر سيُترك لمرحلة لاحقة.        المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أن یکون

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي

أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، ضرورة العمل على تذليل عددٍ من التحديات التي تواجه القطاع السياحي، في ظل الحاجة إلى إعطاء دفعة في مجال الاستثمار السياحي لزيادة عدد الغرف الفندقية من أجل استيعاب الزيادة المُستهدفة في أعداد السائحين خلال السنوات المقبلة، لافتاً إلى أن أحد تلك التحديات يتمثل في تعدد الموافقات والرسوم المتعلقة بالمشروعات السياحية، مشيراً إلى أهمية إيجاد حل سريع لهذه التحديات.

جاء ذلك خلال رئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الاثنين، اجتماع اللجنة الوزارية للسياحة، بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، والدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، و أحمد كجوك، وزير المالية، و شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، واللواء حسام حسين كامل، مدير إدارة المتاحف العسكرية، و حسام الشاعر، رئيس مجلس إدارة الإتحاد المصري للغرف السياحية، واللواء حسام حسن، مساعد وزير الداخلية لقطاع السياحة، والسفير ياسر شعبان، مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية، والدكتور حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والسكان للتطوير المؤسسي، ومحمد أيوب، رئيس غرفة المنشآت الفندقية، و حمادة أبو العينين، رئيس جمعية مرسى علم، ومسئولي الجهات المعنية.

وأكد رئيس الوزراء أهمية عمل هذه اللجنة، في ضوء الاهتمام الذي توليه الدولة لقطاع السياحة، وذلك سعياً لتفعيل التنسيق بين الأجهزة المعنية لبحث مقترحات النهوض بالقطاع السياحي، وتذليل مختلف التحديات، والعمل على الارتقاء بالمقاصد والمقومات السياحية الفريدة التي تتمتع بها مصر، بهدف مضاعفة الحركة السياحية الوافدة.

وشدد رئيس الوزراء في هذا الصدد على أهمية توحيد جهة تحصيل الرسوم من المنشآت السياحية، فضلاً عن تدقيق ومراجعة تلك الرسوم لتحديدها على سبيل الحصر وإعلانها بشفافية، مشدداً أيضاً على أهمية تحديد الجهات التي لها حق التفتيش على المنشآت السياحية بوجود ممثل عن وزارة السياحة، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمة المقدمة للسائح، وتوحيد جهة التعامل معه عبر منصة إلكترونية مخصصة لهذا الهدف.

ووجه مدبولي كذلك بسرعة العرض على مجلس الوزراء للنظر في منح مختلف الحوافز والمزايا الممكنة للمنشآت والمشروعات السياحية، بما في ذلك الحصول على الرخصة الذهبية، لتحقيق دفعة كبيرة لتلك المشروعات، مع ضرورة التزام الجهات الحكومية المعنية بإصدار الموافقات اللازمة خلال إطار زمني محدد.

ومن جانبه، أوضح وزير السياحة والآثار، أنه يتم التعامل بالفعل مع التحديات التي يتم رصدها لتشجيع الاستثمار السياحي، وذلك عبر اجتماعات يتم عقدها مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، وممثلي عدد من جمعيات المستثمرين السياحيين، لافتاً إلى أنه يتم العمل على حل تحدي تعدد الموافقات التي تصدر للمستثمرين السياحيين من عدة جهات، وكذا تعدد الرسوم المطلوبة منهم، وذلك سعياً لتخفيف الأعباء عنهم ودفع المشروعات السياحية.

واستعرض شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أهم الإجراءات المُتبعة لتهيئة البيئة المُحفزة للاستثمار السياحي في مصر، حيث أشار إلى أن الحركة السياحية شهدت في عام 2023 نمواً يقدر بـنحو 14% أعلى من مؤشرات ما قبل جائحة كورونا، حيث حققت أعداد السائحين والإيرادات أرقاماً إيجابية، كما من المتوقع ـ بالرغم من الظروف الجيوسياسية ـ تحقيق حوالي 15.3 مليون سائح عام 2024، بنسبة نمو 4%، مع العمل لتحقيق رقم 30 مليون سائح عام 2030، لافتاً إلى أن تحقيق هذا النمو يرتبط بمُضاعفة الاستثمارات السياحية في إنشاء الطاقة الفندقية، لافتاً في هذا الصدد إلى أن عام 2024 شهد حتى الآن نمواً في الطاقة الفندقية بواقع 7200 غرفة إضافية، بينها 55% طاقات جديدة.

وتطرق وزير السياحة والآثار إلى الخطوات المُقترحة لتحفيز الاستثمار السياحي في مصر، والتي تتضمن العمل على تيسير الإجراءات الخاصة بإقامة المشروعات السياحية، والسعي لإيجاد استراتيجية للترويج للفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع، وذلك في إطار التخطيط لزيادة الطاقة الفندقية ضمن توزيع متوازن بين المقاصد السياحية المتنوعة، إلى جانب طرح مُبادرات وحوافز لتشجيع الاستثمار السياحي، وحل تحديات تعدد جهات الولاية وطول إجراءات منح التراخيص للمشروعات، وكذا إعادة النظر في الرسوم المقررة، بالإضافة إلى العديد من المقترحات الخاصة بزيادة تنافسية المقصد السياحي المصري.

وخلال الاجتماع، أعرب ممثلو القطاع الخاص السياحي عن تأييدهم لما طرح خلال الاجتماع من توحيد جهة تحصيل الرسوم عقب مراجعة مختلف الرسوم، وإقرارها بصورة نهائية.

كما أكد ممثلو القطاع الخاص السياحي أهمية تذليل العقبات الإجرائية أمام المستثمرين من أجل إعطاء دفعة لهذا القطاع المهم.

كما ناقش الاجتماع سبل تطوير بعض الطرق ذات الأهمية الخاصة لقطاع السياحة، لتيسير حركة السائحين بين المقاصد السياحية المتنوعة، حيث وجه رئيس الوزراء بضرورة توفير مختلف الخدمات على تلك الطرق خاصة فيما يتعلق بتغطية شبكات المحمول.

وعرض الفريق مهندس كامل الوزير، خلال الاجتماع، دور مشروعات النقل في تنشيط السياحة، وفي هذا الصدد تم التنويه إلى أن وزارة النقل تشارك في تنشيط ودعم السياحة بمختلف أنواعها، وتشمل: التعليمية، والأثرية، والترفيهية، والدينية، بجانب سياحة اليخوت، وسياحة الغوص، إضافة إلى السياحة الشاطئية، والعلاجية، وذلك من خلال قطاعات النقل المختلفة، التي تضم الطرق والكباري، والسكك الحديدية، وشبكة القطار الكهربائي السريع، ووسائل النقل الحضري، والنقل البحري، وكذلك النقل النهري.

وفي هذا الإطار، تم تسليط الضوء على أهمية شبكة الطرق والكباري في خدمة تنشيط السياحة، حيث تم إنشاء ورفع كفاءة شبكة من الطرق الحرة والسريعة والرئيسية بإجمالي أطوال 30.5 ألف كم منها 7 آلاف كم إنشاء جديد، من بينها 4 آلاف كم تخدم قطاع السياحة والمناطق السياحية.

وفيما يتعلق بالسكك الحديدية، تم التنويه إلى أنه تم وضع خطة لتطوير جميع عناصر السكك الحديدية على كامل خطوط الشبكة، والتي تصل إلى 10 آلاف كم، ومنها خط السكك الحديدية (القاهرة - الأقصر - أسوان)، وخط (القاهرة - الإسكندرية)، التي تخدم قطاع السياحة، فضلاً عن تطوير المحطات الواقعة في نطاق المدن التي تتمتع بمقاصد سياحية وترفيهية، مع تبني الهوية البصرية الموحدة لكل منطقة، مثل تطوير محطات: الأقصر، وأسوان، والإسكندرية، ومحطة مصر بالقاهرة، وإنشاء محطة قطارات صعيد مصر.

وتمت الإشارة أيضاً إلى شبكة القطار السريع بطول 2000 كم، التي تضم 60 محطة، وتخدم 2.5 مليون راكب يومياً، كما تنقل 33 ألف طن بضائع يوميا، حيث تهدف شبكة القطاع السريع إلى الربط بين المناطق السياحية، بما يتيح تنوع البرامج السياحية للسائح في الرحلة الواحدة.

كما تم استعراض أهمية وسائل النقل الحضري، متمثلة في مترو الأنفاق، في خدمة السياحة الدينية، والثقافية لمرورها بالعديد من المزارات، فضلا ًعن اعتبارها كوسيلة لسياحة التسوق، لمرورها بمنطقة وسط المدينة والسياحة العلاجية، إضافة إلى القطار الكهربائي الخفيف، الذي يخدم سياحة التسوق، نظراً لمروره بأكبر المراكز التجارية، والسياحة الترفيهية لمروره بأكبر حديقة دراجات بمدينة المستقبل، والسياحة الرياضية، لمروره بمدينة مصر للألعاب الأولمبية، كما يمر بمطار العاصمة الإدارية الجديدة، فضلا عن المونوريل، الذي يخدم مختلف أنواع السياحة.

كما تم التطرق إلى أهمية وسائل النقل البحري والنهري في خدمة السياحة، حيث يتم استكمال تطوير الموانئ البحرية، من أجل استيعاب الزيادة المطردة في أحجام السفن واليخوت السياحية الأجنبية، والإشارة لاهتمام الدولة حاليا بسياحة اليخوت، حيث تم إنشاء المنصة الرقمية الموحدة لليخوت السياحية، فضلاً عن أهمية النقل النهري في تشجيع زيادة أعداد الفنادق العائمة التي تعمل من القاهرة إلى أسوان.

اقرأ أيضاًمدبولي يُتابع مع وزير الثقافة استراتيجية عمل الوزارة وأهم الأنشطة والفعاليات المُنفذة

مدبولي: جهاز حماية المنافسة له دور مهم في سياسات داعمة للنمو الاقتصادي

مدبولي: نحرص على متابعة جهاز حماية المنافسة لأهميته في تحقيق النمو الاقتصادي

مقالات مشابهة

  • رئيس المحامين بمكة: ‏طرح الرأي القانوني يجب أن يكون مؤسس على سند من النظام أو اللائحة أو حكم نهائي قطعي
  • وسط تصاعد الأزمة السياسية.. رئيس كوريا الجنوبية المعزول يرفض المثول أمام التحقيق مجددًا
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • «العجمي التعليمية» تنظم مبادرة قادة اليوم صناع الغد.. التلاميذ يقودون المدرسة
  • اللجنة الخماسية ومهمة تشجيع التوافق: الخيار للبنانيين
  • رئيس الوزراء يستعرض عددا من التحديات التي تواجه بعض المستثمرين وسبل حلها
  • الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله
  • رئيس الوزراء يؤكد ضرورة العمل على تذليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي
  • رئيس مركز دراسات: نهاية أزمة اليمن تلوح في الأفق!
  • ختام بطولة كرة القدم الخماسية لموظفي هيئة التدريس بجامعة صبراتة