الغربال «القديم» له شدّة.. عائلة في طنطا تتوارث صناعته منذ 100 سنة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بانحناءة ظهر يجلسان لساعات طويلة، يحيكان الغرابيل، التى تُستخدم لغربلة «نخل» الدقيق، وفصل الشوائب والأشياء الأخرى، يحاولان الحفاظ على مهنة أجدادهما من الاندثار، بعد غزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية، حتى استطاع «فارس ومحمود» التميز بمنتج تراثى مصرى 100%.
ورث فارس سعد صناعة الغربال والمنخل عن أجداده، فهى متجذّرة بالأسرة منذ ما يقرب من 100 عام، إذ اتفق مع شقيقه الأصغر، على استكمال مسيرة والدهما بعد وفاته، حفاظاً على المهنة من الاندثار، وفى خلال سنوات استطاعا أن يحقّقا نجاحاً كبيراً، فى منطقة السيد البدوى بطنطا فى محافظة الغربية، حسب حديثه لـ«الوطن»: «لما توفى والدى قررت أنا وأخويا الكبير نحافظ على شغله، اللى تعب فيه لسنين طويلة، لحد ما كبّرنا اسمه، وبقينا أقدم محل فى طنطا».
يتم تصنيع المنخل أو الغربال يدوياً، إذ يأتى الإطار الخشبى جاهزاً من ورش النجارة، ويتم تزويدة بخيوط الحرير أو السلك، باستخدام الكماشة والمقص والخيط، ويُصمّم بمقاسات مختلفة، على عكس المستورد، الذى يكون بمقاسات محدّدة، وفقاً لـ«فارس»: «إحنا شغّالين بإيدينا، علشان كده بنعرف نعمل أى مقاس مطلوب، ممكن فُرن عيش يطلب غربال كبير جداً بمقاس مش موجود فى السوق».
تحديد أنواع الغرابيل حسب الاستخدامتختلف أنواع الغرابيل حسب الاستخدام، فهناك ما يُسمى بالمنخل الحرير، ويُستخدم فى نخل الدقيق الأبيض وأنواع أخرى بشرط أن تكون فى صورة بودرة ناعمة، أما «السلك» فيُستخدم فى الأرز ودقيق الذرة الأصفر، لكن الغربال يستخدم فى نخل الحبوب الكبيرة: «المنخل مش حاجة واحدة، لأ فيه منه أنواع كتيرة جداً، كل حاجة ليها المنخل أو الغربال بتاعها».
بعض أنواع الغرابيل المصرية اختفت، ولم تعد موجودة الآن، فى رأى «فارس»، ومنها الغربال الجلد، الذى يحتاج إلى طريقة إعداد معينة، تختلف عن صناعة الأنواع الأخرى: «الصين ماتعرفش تعمل الغربال الجلد، لأنه بيحتاج طريقة معينة فى الشغل، الجلد بيتنشر ويتسلخ ويتبشر ويتسلخ تانى، والفن ده ماكانش حد يعرف يعمله غير صنايعية زمان».
حرفة صناعة الغربال تنقرض رويداً رويداًويرى محمود سعد، شقيق «فارس» أن حرفة صناعة الغربال أو المنخل المصرى تنقرض رويداً رويداً، بسبب اتجاه الصين إلى صناعة المنخل الاستانلس، وبيعه فى الأسواق المصرية، مما أثر على التقليدى: «بنحاول على قد ما نقدر نحافظ على المهنة، خاصة أن الصين عملت نظام كبس، وده بقى موجود بكثرة فى السوق».
اتجاه العمالة إلى مهن أخرى ذات عائد أكبراتجاه العمالة إلى مهن أخرى، ذات عائد أكبر وثابت، أثر أيضاً على صناعة الغرابيل، حسب «محمود»: «الخامات بقت غالية أوى، والحاجة اللى كانت بخمسة جنيه بقت بخمسين، ومفيش مكسب زى الأول».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ورش النجارة
إقرأ أيضاً:
دمج القديم والجديد.. التقليد يلتقي بالحداثة في فينيسيا الشرق في الصين
عرضت فضائية “يورونيوز” تقريرًا بعنوان، دمج القديم والجديد: التقليد يلتقي بالحداثة في فينيسيا الشرق في الصين.
ووفقا للتقرير، يستكشف برنامج Crossing Cultures مدينة سوتشو الصينية القديمة المشهورة بحدائقها الكلاسيكية وقنواتها ومأكولاتها الشهية.
كانت مدينة سوتشو القديمة بمثابة المحور البيروقراطي للإمبراطورية الصينية وقد جذبت اهتمام الزائرين على مدى قرون.
تشتهر المدينة بمنسوجاتها الحريرية الفاخرة وحدائقها الكلاسيكية وقنواتها الخلابة وقد أطلق عليها لقب فينيسيا الشرق وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها الملاذ المثالي للهروب من صخب وضجيج جارتها الأكبر بكثير شنغهاي.