بانحناءة ظهر يجلسان لساعات طويلة، يحيكان الغرابيل، التى تُستخدم لغربلة «نخل» الدقيق، وفصل الشوائب والأشياء الأخرى، يحاولان الحفاظ على مهنة أجدادهما من الاندثار، بعد غزو المنتجات الصينية للأسواق المصرية، حتى استطاع «فارس ومحمود» التميز بمنتج تراثى مصرى 100%.

ورث فارس سعد صناعة الغربال والمنخل عن أجداده، فهى متجذّرة بالأسرة منذ ما يقرب من 100 عام، إذ اتفق مع شقيقه الأصغر، على استكمال مسيرة والدهما بعد وفاته، حفاظاً على المهنة من الاندثار، وفى خلال سنوات استطاعا أن يحقّقا نجاحاً كبيراً، فى منطقة السيد البدوى بطنطا فى محافظة الغربية، حسب حديثه لـ«الوطن»: «لما توفى والدى قررت أنا وأخويا الكبير نحافظ على شغله، اللى تعب فيه لسنين طويلة، لحد ما كبّرنا اسمه، وبقينا أقدم محل فى طنطا».

تصنيع الغربال يدويًا بمقاسات مختلفة

يتم تصنيع المنخل أو الغربال يدوياً، إذ يأتى الإطار الخشبى جاهزاً من ورش النجارة، ويتم تزويدة بخيوط الحرير أو السلك، باستخدام الكماشة والمقص والخيط، ويُصمّم بمقاسات مختلفة، على عكس المستورد، الذى يكون بمقاسات محدّدة، وفقاً لـ«فارس»: «إحنا شغّالين بإيدينا، علشان كده بنعرف نعمل أى مقاس مطلوب، ممكن فُرن عيش يطلب غربال كبير جداً بمقاس مش موجود فى السوق».

تحديد أنواع الغرابيل حسب الاستخدام

تختلف أنواع الغرابيل حسب الاستخدام، فهناك ما يُسمى بالمنخل الحرير، ويُستخدم فى نخل الدقيق الأبيض وأنواع أخرى بشرط أن تكون فى صورة بودرة ناعمة، أما «السلك» فيُستخدم فى الأرز ودقيق الذرة الأصفر، لكن الغربال يستخدم فى نخل الحبوب الكبيرة: «المنخل مش حاجة واحدة، لأ فيه منه أنواع كتيرة جداً، كل حاجة ليها المنخل أو الغربال بتاعها».

بعض أنواع الغرابيل المصرية اختفت، ولم تعد موجودة الآن، فى رأى «فارس»، ومنها الغربال الجلد، الذى يحتاج إلى طريقة إعداد معينة، تختلف عن صناعة الأنواع الأخرى: «الصين ماتعرفش تعمل الغربال الجلد، لأنه بيحتاج طريقة معينة فى الشغل، الجلد بيتنشر ويتسلخ ويتبشر ويتسلخ تانى، والفن ده ماكانش حد يعرف يعمله غير صنايعية زمان».

حرفة صناعة الغربال تنقرض رويداً رويداً

ويرى محمود سعد، شقيق «فارس» أن حرفة صناعة الغربال أو المنخل المصرى تنقرض رويداً رويداً، بسبب اتجاه الصين إلى صناعة المنخل الاستانلس، وبيعه فى الأسواق المصرية، مما أثر على التقليدى: «بنحاول على قد ما نقدر نحافظ على المهنة، خاصة أن الصين عملت نظام كبس، وده بقى موجود بكثرة فى السوق».

اتجاه العمالة إلى مهن أخرى ذات عائد أكبر 

اتجاه العمالة إلى مهن أخرى، ذات عائد أكبر وثابت، أثر أيضاً على صناعة الغرابيل، حسب «محمود»: «الخامات بقت غالية أوى، والحاجة اللى كانت بخمسة جنيه بقت بخمسين، ومفيش مكسب زى الأول».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ورش النجارة

إقرأ أيضاً:

وصيّة مهرة بنت فارس النعمانيّة الساكنة قرية الأفلاج

قد تكون نظرية المركز والأطراف حاضرة فـيما أبقته لنا المدونة التاريخية العُمانية، ونعني بذلك أن مراكز الحكم من الحواضر الكبرى وجوارها هي التي نالت شيئًا من التدوين التاريخي، بينما بقيت القرى والبلدات النائية عن تلك الحواضر طيَّ النسيان، فلا تكاد تجد ذكرًا لبعضها حتى بمجرد الإشارة ولو فـي بيت من الشعر أو فـي نص من غير كتب التاريخ.

يطالعنا كتاب (قاموس الشريعة) - وهو كتاب موسوعي فـي الفقه ألفه أبو محمد جُمَيِّل بن خميس بن لافـي السعدي (ت:1278هـ) - بجواب طويل منقول عن الفقيه العالم سعيد بن بشير الصبحي (ت:1150هـ) أحد أبرز الفقهاء فـي عهد اليعاربة، وصورة الجواب تعليقاتٌ منه على نص وصية لامرأة من بلدة الأفلاج التي تتبع اليوم ولاية المضيبي بالشرقية من عمان. ويظهر أن الوصية عُرِضت عليه فـي صيغتين سابقة ولاحقة، فجاءت بعض تعليقاته على ما فـي الصيغتين أحيانًا إن كان بينهما اختلاف، وأول تعليقاته على اسم الموصية الذي جاء مختلفًا بين «مهرة» و«سلامة» وأول نص جواب الصبحي: «(أوصت مهرة) - وفـي موضع: (سالمة)- وهي امرأة واحدة، فهذا لا يضرّ إذا صحّ أنّها تدعى بهما جميعا، ولا يبين لي فـي هذا الموضع اختلاف، (بنت فارس بن سعيد النعمانيّة، الساكنة الأفلاج)». ولئن كانت وصية مهرة أو سالمة بنت فارس بن سعيد النعمانية معروضة على الفقيه الصبحي الذي عاش فـي آخر القرن الحادي عشر حتى نحو سنة 1150هـ فهذا يؤكد أن بلدة الأفلاج عامرة قبل ذلك الزمان، وأن الموصية وقومها هم سُكّان تلك البلدة حينذاك.

وخلاصة ما جاء فـي الوصية ما يوصى به للجَهاز حتى الدفن، ثم وصية الأقربين الذين لا يرثون، ثم الحقوق والواجبات، والكفارات، والضمانات. والنقد المتداول المذكور فـي الوصية: اللاريّة، والمحمديّة، والشاخة، وقد تقدم فـي مقالة سابقة أن اللاريّة نقد فارسي من الفضة سُمِّي نسبة إلى مملكة لار بسواحل فارس، ولعل المحمدية نقدٌ أصغر وأقلَّ قيمة، والشاخة أصغرها كلها، ومما جاء فـي الوصية: «وبثماني محمديات فضة لربيبيها سالم ومسعود ابني سعيد بن مسعود النعمانيين من ضمان عليها لهما»، «وبمحمدية فضة من مالها لإصلاح فلج بوحمار من قرية الأفلاج، من ضمان لزمها منه»، «وبِسِتِّ شاخات لإصلاح فلج بوحمار، والمسجد الجامع، والمسجد الحدري»، «وبمحمدية فضّة من مالها؛ لإصلاح الفلج الحنظلي من قرية سناو من ضمان لزمها منه». أما الربيبان هنا فهما ابنا زوجها من غيرها، وأما الأفلاج والأماكن المذكورة فهي معروفة، إذ فلج بوحمار بقرية الأفلاج معروفٌ باسمه حتى اليوم، وتنص عليه جملة من صكوك البيع والشراء القديمة، وكذا فلج الحنظلي فـي سناو. ولفظ: «الحدري» المضاف إلى أحد المسجدين معناه عند أهل الشرقية: الجنوبي، أي هو واقع فـي القرية من الجنوب، وممن جاء ذكره فـي آخر الوصية زوجها سيف بن عامر بن عبدالله، ووصيها سعيد بن مسعود، ويُحتمَل أن هذا الأخير أحد ربيبَيْها المذكورَين: سالم ومسعود ابني سعيد بن مسعود النعمانيين.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف تقليد غريب لدى شعب المايا القديم!
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • قانون الإيجار القديم.. جدل مستمر بين الملاك والمستأجرين ومصير مجهول للتعديلات.. تفاصيل جديدة
  • طبيب يحذر من أطعمة قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان
  • 186 عائلة عراقية تغادر الهول باتجاه الأراضي العراقية.. صور
  • 5 أنواع شاي تعدل مستويات السكر
  • أفضل 5 أنواع شاي تحسّن مستويات السكر في الدم
  • ما هي حالات التأمينات الإلزامية؟.. القانون يجيب
  • احذر.. 5 أطعمة لا يجب وضعها في المقلاة الهوائية أبداً!
  • وصيّة مهرة بنت فارس النعمانيّة الساكنة قرية الأفلاج