بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
رحيل الأقوياء وإرتقاء الشهداء: الشهيد الرائد لقمان بابكر محمد
بقلم العميد د (م) محمد الزين محمد
إصعدْ فموطنك السّماءُ
وخلِّنا في الأرضِ إن الأرضَ للجبناءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
إرتقى الى الرفيق الأعلى في ضحى الخميس 20 رجب 1445 الموافق الأول من فبراير 2024 الفارس المغوار والخل الوفي الودود الشهيد الرائد/ لقمان بابكر محمد إثر تنفيذه لأخطر وأكبرعملية ناجحة خلف خطوط العدو، وبعد أن تضوعت أمدرمان وتمسّكت بفتيت نشر عبير دمه الطاهر الزكي.

كان وقع الخبر عليّ صعباً وأليماً، (ومضى يومي بين التفكر والتحسر والانين وملابسي بللتها بالدمع والدمع السخين)، رغم أن الموت سبيل الأولين والأخرين، ذاك أنّ الرواح قد أعجله، وأنا أتابع يومياً (مع أهلي وأبناء الحي من شباب أمدرمان و حي العمده غرب) نشاطه وتفقده، فقد جالسهم وطمأنهم وزاد عنهم، وطهر ديارهم من رجس الأوغاد الأرجاس، ووعدهم وهو صادق فيما وعد، أن قريبا سترجعون الى دياركم.
ينتمي الشهيد لقمان للدفعة 52، ثاني دفعته، وتعود جذوره لمدينة الدامر، كان شاعراً وأديباً ومجيداً للغة الانجليزية (والعبرية التي تعلمها في الأردن)، وظل يحرز المرتبة الأول في معظم الدورات الداخلية والخارجية، برزت من سماته الوضيئة الحكمة ( ولقد آتينا لقمان الحكمة )، إمتازت علائقه بينه وبين دفعته ومجايليه بود عميق واحترام شديد. نشأ وترعرع على الخُلُق الحسن، وكريم الصحبة وتربى على صنائع المعروف، وفعل الخير واسداء العون وبذل الندى، دون منِّ أو أذى أو رياء، كان صوفياً عظيماً في أخلاقه (فتاً اخلاقه مثل وملء ثيابه رجلُ)، يكره تسقط الأخبار وتتبع العيوب ليس من الذين يتسلون بشئؤن الآخرين، وهو في ذلك مستودع للأسرار، وجامع للفضائل.ظلّ عظيماً في نبله وتفانيه ، وشجاعته، وزوده عن وطنه ما تقهقر عن واجبه أو تلكك اوإثاقل عن الدفاع عن دينه وعرضه وهو مدرسة في السلوك كانت الحياة له سلما يرقى به أوج العلاء ؛ ليغنم برضاء الله أولا، وينعم بمعية سالفيه من الشهداء، ثم ليلحق مع من سبقه من الشهداء. قال الشيخ قريب الله
ويخطبك الوجود وأنت حرٌ وتنعمة صحبة بالأولياء
كان لقمان مما يُرجىَ نفعُهُ وخيرهُ، نراه يتنضّر وجهه فرَحاً وهو يعمل، ضابطاً فاعلاً وعنواناً صادقاً للوفاء، عمل في هيئة الاستخبارات والأمن معظم سنين عمله، جزء منها قضاه معي في المكتب التنفيذي، حيث كان أول الحاضرين وآخر المغادرين، كنت كثير ما أحيل التكاليف الصعبة له، يجيئني وأجيه و( إن جأني فلفضله، وإن جئته بفضله، فالفضل في الحالين له)، ثم إنتقل للحرس الرئاسي، وإدارات الاستخبارات الأخرى المتعددة. وعند إندلاع حرب الكرامة كان في دورة الأركان، ومباشرة بلغ لمتحركات أمدرمان كأقرب موقع عمليات، وأصر على القتال رغم أن زوجته تعاني من مرض عضال ومنذ فترة تتعالج بجمهورية مصر، لكنه؛ قرر أن يكون كزملائه شهداء الحرس الرئاسي يجاهد بنفسه، تاركاً زوجته وأبناءه الصغار لله.
يامنايا حَوّمِي حول الحِمى واستعرضِينا واصطفِي
كلَّ سمحِ النفسِ بسّامِ العشياتِ الوفيِ
الحليم العفِّ كألانسامِ رَوحاً وسَجَايا
أرْيحِيِّ الوجه والكف افتراراً وعطايا
فاذا لاقاك بالبابِ بشوشاً وحفي
بضميرِ ككتاب الله طاهر
إن الشهادة أوسع أبواب الجنة ولوجا، وهو مقام شريف ومنيف، يصطفي الله فيه من يشاء من خلقه لينالوا هذا المقام الرفيع، لقد رحل لقمان ولمّا بعد نرتوي منه، فهو منهل عذب ورواء مبارك وشفاء لما في الصدور من غلواء ولأواء الحياة وجحيمها وعنتها، فقد ترك الدنيا بعده مسيخة لا طعم فيها. وظل مُحباً للدين والوطن والقوات المسلحة، وفياً لعسكريته ومبادئه. فاللهم إنَّ عبدك لقمان وفَد إليك وقد خَلّف وراءَه سيرةً محمودة و محفوفة بالعطاء الجزل، وخَلاقَا عظيما ، وعلما نافعا ، وولدا صالحا فاجعل ذلك له عطاءً عندك ممدوداً غير مجذوذ، اللهم انك وعدت عبادك المتقين بجنات النعيم وجعلت الشهداء في معية الأنبياء فاجعل اللهم مقام لقمان عندك رفيعا فقد كان يحب الله ورسوله ولسان حاله وعجلت اليك ربي لترضى.

أمين حسن عمر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

تشييع جثامين شهداء العدوان الصهيوني على الحديدة

الثورة نت/ يحيى كرد

شيع في مدينة الحديدة اليوم جثامين شهداء الواجب، وهيب عبدالله محمد غالب و محمد إبراهيم جنيد و ماجد أحمد قحطان و منير سالم أحمد سالم و عبدالنبي محمد حسن. وزكريا شراعي، الذين استشهدوا أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في خدمة الوطن، جراء القصف الإسرائيلي لمينائي الحديدة وأرس عيسى ومحطتي كهرباء الحالي ورأس كثيب.

حضر التشييع وزير الكهرباء والمياه، علي سيف حسن ونائبه عادل بادر ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة ومدير عام مؤسسة الكهرباء مشعل الريفي، وعدد من القيادات والشخصيات الاجتماعية، وأهالي وزملاء وأصدقاء الشهداء. وعبر المشيعون عن إدانتهم بأشد العبارات لسقوط هؤلاء الشهداء المدنيين الأبرياء الذين كانوا يؤدون واجبهم الوطني في موانئ ومحطات الكهرباء المحافظة.

وأكد المشيعون على السير قدماً على نهج الشهداء في مواجهة قوى الطغاة والدفاع عن الوطن وسيادته، واستمرار دعم ومساندة أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني. وثمنوا تضحيات شهداء القصف الإسرائيلي والقيم والمبادئ الإنسانية والوطنية التي ضحوا من أجلها في سبيل الواجب الوطني.

وشدد المشيعون على أن العدوان الإسرائيلي على الوطن لن يثني أبناء الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة عن موقفهم الثابت في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني واللبناني حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار.

وقد رويت جثامين الشهداء الثرى في روضة مقبرة الشهداء بمدينة الحديدة.

مقالات مشابهة

  • اختيار محمد عبد الله وكيل ثاني لنقابة المهن الموسيقية
  • رسالة حزب الله إلى الشهيد حسن نصر الله
  • رسالة مجاهدي حزب الله إلى الشهيد حسن نصر الله
  • تشييع جثامين شهداء العدوان الصهيوني على الحديدة
  • محكمة الاحتلال ترفض الإفراج عن جثمان الشهيد الأسير وليد دقة
  • نصرُ الله.. قداسةُ الشهيد وحجمُ المتغير
  • مجلس النجف يطلق اسم الشهيد نصر الله على أحد شوارع المحافظة
  • زمان المرجفين لمن تقول ليهم في فرق بين الانتشار والسيطرة كان بستهتروا
  • انتشال جثة الشهيد حسن نصر الله من تحت الأنقاض
  • عودة خدمات الاتصالات والانترنت في مدينة أمدرمان