الشهيد لقمان ثاني دفعته.. كان شاعراً وأديباً ومجيداً للغة الانجليزية والعبرية
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}
رحيل الأقوياء وإرتقاء الشهداء: الشهيد الرائد لقمان بابكر محمد
بقلم العميد د (م) محمد الزين محمد
إصعدْ فموطنك السّماءُ
وخلِّنا في الأرضِ إن الأرضَ للجبناءِ
أهلِ الكروشِ القابضين على القروشِ
من العروشِ لقتل كلِّ فدائي
الهاربين من الخنادق والبنادق
للفنادق في حِمى العُملاءِ
القافزين من اليسار إلى اليمين
إلى اليسار كقفزة الحِرباءِ
إصعدْ، فهذي الأرض بيتُ دعارةٍ
فيها البقاءُ معلّقٌ ببغاءِ
مَنْ لم يمُت بالسيفِ مات بطلقةٍ
من عاش فينا عيشة الشرفاء
إرتقى الى الرفيق الأعلى في ضحى الخميس 20 رجب 1445 الموافق الأول من فبراير 2024 الفارس المغوار والخل الوفي الودود الشهيد الرائد/ لقمان بابكر محمد إثر تنفيذه لأخطر وأكبرعملية ناجحة خلف خطوط العدو، وبعد أن تضوعت أمدرمان وتمسّكت بفتيت نشر عبير دمه الطاهر الزكي.
ينتمي الشهيد لقمان للدفعة 52، ثاني دفعته، وتعود جذوره لمدينة الدامر، كان شاعراً وأديباً ومجيداً للغة الانجليزية (والعبرية التي تعلمها في الأردن)، وظل يحرز المرتبة الأول في معظم الدورات الداخلية والخارجية، برزت من سماته الوضيئة الحكمة ( ولقد آتينا لقمان الحكمة )، إمتازت علائقه بينه وبين دفعته ومجايليه بود عميق واحترام شديد. نشأ وترعرع على الخُلُق الحسن، وكريم الصحبة وتربى على صنائع المعروف، وفعل الخير واسداء العون وبذل الندى، دون منِّ أو أذى أو رياء، كان صوفياً عظيماً في أخلاقه (فتاً اخلاقه مثل وملء ثيابه رجلُ)، يكره تسقط الأخبار وتتبع العيوب ليس من الذين يتسلون بشئؤن الآخرين، وهو في ذلك مستودع للأسرار، وجامع للفضائل.ظلّ عظيماً في نبله وتفانيه ، وشجاعته، وزوده عن وطنه ما تقهقر عن واجبه أو تلكك اوإثاقل عن الدفاع عن دينه وعرضه وهو مدرسة في السلوك كانت الحياة له سلما يرقى به أوج العلاء ؛ ليغنم برضاء الله أولا، وينعم بمعية سالفيه من الشهداء، ثم ليلحق مع من سبقه من الشهداء. قال الشيخ قريب الله
ويخطبك الوجود وأنت حرٌ وتنعمة صحبة بالأولياء
كان لقمان مما يُرجىَ نفعُهُ وخيرهُ، نراه يتنضّر وجهه فرَحاً وهو يعمل، ضابطاً فاعلاً وعنواناً صادقاً للوفاء، عمل في هيئة الاستخبارات والأمن معظم سنين عمله، جزء منها قضاه معي في المكتب التنفيذي، حيث كان أول الحاضرين وآخر المغادرين، كنت كثير ما أحيل التكاليف الصعبة له، يجيئني وأجيه و( إن جأني فلفضله، وإن جئته بفضله، فالفضل في الحالين له)، ثم إنتقل للحرس الرئاسي، وإدارات الاستخبارات الأخرى المتعددة. وعند إندلاع حرب الكرامة كان في دورة الأركان، ومباشرة بلغ لمتحركات أمدرمان كأقرب موقع عمليات، وأصر على القتال رغم أن زوجته تعاني من مرض عضال ومنذ فترة تتعالج بجمهورية مصر، لكنه؛ قرر أن يكون كزملائه شهداء الحرس الرئاسي يجاهد بنفسه، تاركاً زوجته وأبناءه الصغار لله.
يامنايا حَوّمِي حول الحِمى واستعرضِينا واصطفِي
كلَّ سمحِ النفسِ بسّامِ العشياتِ الوفيِ
الحليم العفِّ كألانسامِ رَوحاً وسَجَايا
أرْيحِيِّ الوجه والكف افتراراً وعطايا
فاذا لاقاك بالبابِ بشوشاً وحفي
بضميرِ ككتاب الله طاهر
إن الشهادة أوسع أبواب الجنة ولوجا، وهو مقام شريف ومنيف، يصطفي الله فيه من يشاء من خلقه لينالوا هذا المقام الرفيع، لقد رحل لقمان ولمّا بعد نرتوي منه، فهو منهل عذب ورواء مبارك وشفاء لما في الصدور من غلواء ولأواء الحياة وجحيمها وعنتها، فقد ترك الدنيا بعده مسيخة لا طعم فيها. وظل مُحباً للدين والوطن والقوات المسلحة، وفياً لعسكريته ومبادئه. فاللهم إنَّ عبدك لقمان وفَد إليك وقد خَلّف وراءَه سيرةً محمودة و محفوفة بالعطاء الجزل، وخَلاقَا عظيما ، وعلما نافعا ، وولدا صالحا فاجعل ذلك له عطاءً عندك ممدوداً غير مجذوذ، اللهم انك وعدت عبادك المتقين بجنات النعيم وجعلت الشهداء في معية الأنبياء فاجعل اللهم مقام لقمان عندك رفيعا فقد كان يحب الله ورسوله ولسان حاله وعجلت اليك ربي لترضى.
أمين حسن عمر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
استشهاد معتقل فلسطيني من مخيم جنين في سجن "مجدو"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استُشهد المعتقل الفلسطيني خالد محمود قاسم عبد الله (41 عاما) من مخيم جنين في سجن مجدو. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني باستشهاد المعتقل الإداري عبد الله (41 عاما) في سجن (مجدو)، وهو معتقل منذ 9 نوفمبر 2023 إداريا، ليضاف إلى سجل الشهداء الذين ارتقوا نتيجة الجرائم الممنهجة التي تمارسها منظومة السجون بشكل غير مسبوق منذ تاريخ حرب الإبادة.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنه المعتقل الثالث الذي يعلن عن استشهاده، في غضون أسبوع، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف المعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى 61، وهم فقط المعلومة هوياتهم، من بينهم على الأقل 40 من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخيا، وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى (298)،، كما يرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى 70 من بينهم 59 منذ بدء الحرب.
وأضافت الهيئة والنادي، أن قضية استشهاد المعتقل خالد عبد الله، تشكل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيلي، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة، موضحة أن الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين بل يتعمد حتى عدم الكشف عن مصيرهم بعد مرور فترة على استشهادهم، كما جرى مع العديد من معتقلي غزة، وكذلك كما جرى مع المعتقل خالد عبد الله.
وشددت الهيئة على أن وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف المعتقلين ستأخذ منحنى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف منهم في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظي لجرائم ممنهجة، أبرزها التعذيب والتجويع والاعتداءات بأشكالها كافة والجرائم الطبية.
وحملت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل خالد عبدالله، مجددين مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية بالمضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحق الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة.