خزان غير متوقع من صخور الغرانيت على القمر يكشف عن نشاط بركاني قديم
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
كشفت نتائج دراسة علمية حديثة، لأول مرة، عن وجود تشكيل ضخم من الغرانيت بخصائص مشعة تحت سطح القمر، مما يدعم الأدلة على أن القمر كان نشطا جيولوجيا أكثر مما كان يُعتقد سابقا.
ونشرت نتائج الدراسة في الخامس من يوليو/تموز الجاري في دورية "نيتشر" (Nature) العلمية، ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يغير من فهمنا للتاريخ الجيولوجي للقمر، ويفتح آفاقا جديدة لاستكشاف الفضاء والبحث عن حياة خارج كوكب الأرض في المستقبل.
على مدى عقود من الزمن، كان القمر مسرحا لاستكشاف علمي مكثف بدءا من عمليات هبوط "أبولو" المبكرة، وصولا إلى المسابير والمركبات المدارية الحديثة. وقد مكنت عملية الاستكشاف من جمع ثروة من المعلومات كشفت عن تاريخ جيولوجي معقد، يتميز بنشاط بركاني وجيولوجي قديم ما زال غير مفهوم بصفة دقيقة. لكن العلماء يعتقدون أن القمر ميت جيولوجيا في الوقت الحالي ولا تصدر منه أي علامات لنشاط داخلي.
الدراسة الجديدة التي قام بها باحثون من معهد علوم الكواكب في أريزونا (PSI) كشفت عن وجود شذوذ حراري في منطقة كومتون-بيلكوفيتش (Compton-Belkovich) البركانية الموجودة في الجانب الآخر من القمر. هذا الشذوذ، يرفع درجة حرارة هذه المنطقة إلى أكثر من 20 مرة من متوسط الحرارة في المرتفعات القمرية.
تشتهر هذه المنطقة لدى العلماء بكونها نشطة جيولوجيا، مع تركيز عال من عنصر الثوريوم المشع الذي يولد حرارة عندما يتحلل. غير أن كمية الحرارة المنبعثة من المنطقة كانت أكبر بكثير مما كان متوقعا من تحلل الثوريوم وحده.
لشرح هذا الشذوذ، قام الباحثون بدمج البيانات الحرارية مع أنواع أخرى من البيانات، مثل صور سطح القمر وقياسات التركيب الكيميائي للتربة، وتمكنوا من بناء حجة قوية لوجود شكل جديد من البراكين القمرية.
وأظهرت نتائج تحليل البيانات، وفق بيان نشر على موقع المعهد، أن الشذوذ الحراري يمكن أن يكون ناتجا عن كتلة ضخمة من الصهارة الصلبة المكونة من الغرانيت (تسمى الباثوليت)، تشكلت تحت سطح القمر نتيجة لنشاط بركاني حدث قبل حوالي 3.5 مليارات عام في هذه المنطقة.
ويؤكد الباحثون أن الحرارة التي تم التقاطها بواسطة أجهزة القياس لا تنتج عن حمم منصهرة، لكنها تأتي من العناصر المشعة الموجودة في صخور الصهارة المتصلبة. والنوع الوحيد من الصخور الذي يحتوي على ما يكفي من تلك العناصر المشعة هو الغرانيت.
على الأرض، تعتبر تشكلات الصهارة من هذا النوع شائعة جدا، وتتشكل عندما تتراكم كميات كبيرة من الصهارة في قشرة الأرض وتتصلب ببطء، مما يؤدي إلى تكوين كتل ضخمة من الصخور النارية. لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف الغرانيت على سطح القمر وبحجم غير متوقع، حيث بلغ قطر هذا الخزان الصخري نحو 50 كيلومترا.
ورغم أنه لا يوجد على سطح القمر صفائح تكتونية مثل تلك الموجودة على الأرض وتتسبب في أنشطة وبركانية، فإن الباحثين يعتقدون أن البراكين لها دور رئيسي في تشكيل سطح القمر.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن القمر، الذي تشكل على الأرجح إثر اصطدام الأرض بجرم بحجم المريخ قبل 4.5 مليارات عام، كان في الأصل مغطى بمحيط هائل من الصخور المنصهرة على عمق 400 كيلومتر تقريبا.
ولكن نظرا لصغر حجم القمر وعدم وجود غلاف جوي حوله، فقد برد محيط الصهارة بسرعة بعد أن طفت المعادن الأخف على السطح مكونة القشرة الخارجية، وغرقت المعادن الثقيلة مثل الحديد مشكلة الوشاح العلوي للقمر. وقد أدى هذا التمايز بين القشرة والوشاح إلى موجة من النشاط البركاني منذ نحو 3 إلى 4 مليارات سنة.
كانت هذه الانفجارات البركانية قوية جدا لدرجة أنها تمكنت من اختراق القشرة القمرية، مما سمح للحمم البركانية بالانتشار على مساحات واسعة. وقد تجمدت هذه الحمم البركانية بمرور الوقت، لتشكل سهول البازلت الشاسعة التي نراها اليوم. وتوفر هذه البرك تباينا صارخا مع المرتفعات القمرية القديمة، المليئة بالحفر.
رغم الأدلة على هذا النشاط البركاني السابق، فإن معظم العلماء اعتقدوا أن القمر ميت جيولوجيا، مما يعني أنه فقد الحرارة الداخلية اللازمة لتغذية النشاط البركاني. لذلك، فإن اكتشاف هذا الشذوذ الحراري يثير احتمال أن تكون البراكين القمرية عملية نشطة وليست ظاهرة تنحصر في التاريخ الجيولوجي القديم، وفق موقع "ترست ماي ساينس" (Trust My Science) العلمي.
وإذا كان النشاط البركاني للقمر ما زال مستمرا، فإن ذلك يثير تساؤلات عن عديد من الافتراضات بشأن تشكل القمر وتطوره وتركيبة بنيته الداخلية. وقد تكون لهذه الملاحظة آثار كبيرة على البحث عن حياة خارج كوكب الأرض.
فوجود نشاط جيولوجي قد يؤدي إلى خلق ظروف مواتية لظهور أشكال معينة من الحياة. كما يمكن للنشاط البركاني أن يطلق مركبات كيميائية ضرورية للحياة أو يوفر الحرارة اللازمة لاستمرار الحياة في البيئات الباردة والمتطرفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سطح القمر
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر اليمني يسلم خزانًا برجيًا ووحدة ضخ متكاملة لمركز الغسيل الكلوي بمحافظة الحديدة
شمسان بوست / الحديدة_بدر مقيبلي
سلمت جمعية الهلال الأحمر اليمني اليوم الثلاثاء 26 شعبان 1446هـ الموافق 25 فبراير 2025م مشروع إنشاء خزان برجي سعة 50 مترًا مكعبًا مع توريد وتركيب وحدة ضخ تعمل بالطاقة الشمسية وإنشاء غرفة ضخ والملحقات الكهربائية بالمقعدية في مركز الغسيل الكلوي بمديرية القناوص محافظة الحديدة، بدعم وتمويل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية عبر الصليب الأحمر الألماني. حيث قام أعضاء اللجنة المكلفة بتسليم المشروع بمعاينة كافة الأعمال المنفذة على الطبيعة من قبل المقاول المنفذ للمشروع وفقًا لوثائق المشروع ومطابقة جدول الكميات لجميع الأعمال مع المواصفات والعينات التي تم اعتمادها وحسب شروط العقد، وذلك بحضور عبد الجليل محمد أحمد عمران، ممثل شركة محمد علي زياد للمقاولات والتجارة العامة.
وأثناء التسليم، أشار الأستاذ محمد يحيى القوزي، مدير عام مديرية القناوص، إلى الدعم الحيوي والسخي لمرضى الفشل الكلوي المقدم من جمعية الهلال الأحمر اليمني، مثمنًا الجهود الإنسانية التي بذلتها قيادة الجمعية ومساهمتهم الفاعلة في التخفيف من معاناة المرضى، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعد إنسانية نبيلة. كما أشاد بجودة التنفيذ والإشراف والمتابعة المستمرة أثناء تنفيذ هذا المشروع من قبل الفريق الهندسي المشرف على المشروع من مهندسي جمعية الهلال الأحمر اليمني.
فيما نوه الدكتور علي طه سعيد إبراهيم، مدير مركز الغسيل الكلوي بالقناوص، بأن هذا المشروع الحيوي لا يخدم فقط مديرية القناوص، بل يمتد ليشمل ثلاث محافظات أخرى مجاورة وهي حجة والمحويت والحديدة، مما يوفر شريان حياة لـ 50 مريضًا بالفشل الكلوي يعتمدون على المركز بشكل دوري. هذا الدعم السخي يأتي في إطار جهود الهلال الأحمر المستمرة لتحسين الخدمات الصحية وتوفير الرعاية اللازمة للمرضى في المناطق المحتاجة.
وفي تصريح صحفي، أكد المهندس عبد الرحمن فيصل شالف، ضابط البنية التحتية بجمعية الهلال الأحمر اليمني، قائلاً: “نسلم اليوم الخزان البرجي الذي تم إنشاؤه من قبل جمعية الهلال الأحمر اليمني وأيضًا تركيب وحدة ضخ متكاملة مع جميع التمديدات إلى مركز الغسيل الكلوي في مديرية القناوص، ضمن أنشطة وبرامج قسم المياه والإصحاح البيئي بجمعية الهلال الأحمر اليمني، بدعم من شركاء العمل الإنساني: الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية عبر الصليب الأحمر الألماني للجهة المستفيدة من المشروع، وهي قيادة المجلس المحلي بمديرية القناوص”. مثمنًا تعاون قيادات المجلس المحلي بمحافظة الحديدة ومديرية القناوص وحرصهم الدائم على تذليل الصعوبات أمام تنفيذ المشروع البالغ تكلفته (92,416) ألف دولار أمريكي.