الخليج الجديد:
2024-11-08@16:06:06 GMT

علامات استفهام حول الهجوم على كنيسة إسطنبول

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT

علامات استفهام حول الهجوم على كنيسة إسطنبول

علامات استفهام حول الهجوم على كنيسة إسطنبول

كافة المؤشرات تشير إلى أن المستهدف ليس ذات القتيل، بل الكنيسة والمشاركين في قداس الأحد.

هل قام الموساد الإسرائيلي بتحريك تنظيم داعش بعد أن ألقت قوات الأمن والاستخبارات التركية القبض على عشرات من عملائها في تركيا؟

تبنى تنظيم داعش الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له، قائلا إن العملية نفذت استجابة لنداء قادته "باستهداف اليهود والنصارى في كل مكان".

مقتل شخص واحد فقط في الهجوم أثار تساؤلات حول دوافعه، فيما ذهب بعض المحللين، في الوهلة الأولى، إلى أن العملية قد تكون بسبب خصومة شخصية.

جاء الهجوم قبل شهرين من انتخابات محلية مقررة في 31 مارس القادم ويتزامن مع توتر العلاقات التركية الإسرائيلية بسبب موقف أنقرة من عدوان إسرائيل على غزة.

* * *

شهدت مدينة إسطنبول، الأحد الماضي، هجوما مسلحا استهدف كنيسة سانتا ماريا الكاثوليكية الإيطالية أثناء قداس، وأسفر عن مقتل مواطن تركي. وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في اليوم التالي، عن اعتقال شخصين يشتبه في أنهما منفذا الهجوم الإرهابي، مضيفا أن أحدهما من روسيا والآخر من طاجكستان.

كما أن تنظيم داعش الإرهابي تبنى الهجوم عبر وكالة "أعماق" التابعة له، قائلا إن العملية نفذت استجابة لنداء قادته "باستهداف اليهود والنصارى في كل مكان".

وسائل الإعلام التركية ذكرت أن الضحية هو مواطن تركي يعاني من الإعاقة الذهنية بنسبة 80 في المائة، وكان يرتاد الكنيسة منذ أشهر، وينتمي إلى الطائفة العلوية، وأقيمت له مراسم جنازة في أحد "بيوت الجمع" التي يعتبرها العلويون دور عبادة لهم، وليس في كنيسة.

مقتل شخص واحد فقط في الهجوم أثار تساؤلات حول دوافعه، فيما ذهب بعض المحللين، في الوهلة الأولى، إلى أن العملية قد تكون بسبب خصومة شخصية، إلا أن كافة المؤشرات تشير إلى أن المستهدف ليس ذات القتيل، بل الكنيسة والمشاركين في قداس الأحد.

وذلك بدليل أنه كان بإمكان المنفذين أن يقتلاه في الشارع أو في أي مكان آخر خارج الكنيسة. إضافة إلى ذلك، فإن ارتباط منفذي الهجوم بخلايا داعش وتبني التنظيم الإرهابي للعملية يشيران إلى أن الهجوم عملية إرهابية بامتياز.

السيارة التي استخدمها المنفذان للهجوم جاءت من بولندا قبل حوالي سنة، ولم يتم استخدامها إلا يوم الأحد. كما أن القنصل العام البولندي في إسطنبول، فيتولد ليسنياك، كان في ذات الكنيسة مع عائلته أثناء الهجوم. وبالتالي، فإن هذا يطرح السؤال نفسه: "هل كان الهدف هو اغتيال القنصل العام البولندي؟".

وزير الداخلية التركي، في حديثه للإعلامية التركية هانده فرات، استبعد أن يكون الهدف من الهجوم اغتيال القنصل العام البولندي، مضيفا أن الرجل دأب على أن يشارك في القداس كل يوم أحد في كنيسة مختلفة، وبالتالي فإن تواجده في الكنيسة المستهدفة، وكذلك استخدام تلك السيارة في العملية الإرهابية، كانا مجرد صدفة.

هجوم الأحد الإرهابي من ناحية جنسيات منفذيه يشبه العمليات السابقة التي قام بها تنظيم داعش في تركيا. ويستخدم التنظيم غالبا في مثل هذه الهجمات عناصر من دول آسيا الوسطى، علما أن منفذ العملية الإرهابية التي استهدفت ملهى ليلي في الأول من يناير 2017 والتي راح ضحيتها 39 قتيلا و70 جريحا، جاء من أوزبكستان.

كما أن منفذي الهجوم الدموي الذي استهدف مطار أتاتورك في إسطنبول في يونيو 2016 وأسفر عن مقتل 45 شخصا وإصابة العشرات الآخرين، أحدهم أوزبكي والثاني قرغيزي. ويقول يرلي كايا إن عدد ضحايا الهجوم الإرهابي كان يمكن أن يكون أكبر بكثير، كما كان في هجمات داعش السابقة، لو لم يتعطل المسدسان اللذان استخدمهما منفذا العملية الإرهابية بعد عدة طلقات.

الهجوم جاء قبل حوالي شهرين من الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في مارس القادم، وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الإسرائيلية توترا بسبب موقف أنقرة من عدوان إسرائيل على غزة.

ولذلك، ربط بعض المحللين بين الهجوم الإرهابي والأجواء الانتخابية ومحاولات تحريض الشارع ضد الحكومة بدعوى أنها المسؤولة عن فقدان الأمن والأمان، لأنها فتحت حدود البلاد أمام "كل من هب ودب"، في إشارة إلى اللاجئين السوريين والأفغان.

وذهب آخرون إلى أن الموساد الإسرائيلي قام بتحريك تنظيم داعش الإرهابي بعد أن ألقت قوات الأمن والاستخبارات التركية القبض على عملائها في تركيا.

تركيا تشهد قبل كل انتخابات محاولات لتصعيد التوتر داخل البلاد، كما أن تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية قد يكون وراء استهداف أمن تركيا واستقرارها.

إلا أن هناك تطورات أخرى يجب أن لا يتم إغفالها في تحليل الأوضاع والأحداث، كالحديث الدائر حول انسحاب الولايات المتحدة من العراق وسوريا، والعمليات التي تقوم بها قوات الجيش والإستخبارات التركية خارج الحدود ضد حزب العمال الكردستاني، وموافقة تركيا على ملف انضمام السويد إلى حلف شمالي الأطلسي "الناتو"، وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونغرس الموافقة على بيع طائرات أف-16 ومعدات التحديث إلى تركيا.

قيام تنظيم داعش الإرهابي بالهجوم على كنيسة في إسطنبول لا يعني بالضرورة أنه يتصرف من تلقاء نفسه، بل يكاد يتفق الجميع أن هناك من يحركه. ومن المؤكد أن التحقيقات التي تجريها قوات الأمن والاستخبارات التركية ستكشف من يقف وراء الهجوم الإرهابي وما هي أهدافه والرسائل التي يريد توجيهها، إلا أن السلطات التركية قد لا تكشف عنها لأسباب سياسية وأمنية واستخباراتية.

*إسماعيل ياشا كاتب صحفي تركي

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا داعش الإرهاب إسرائيل الموساد كنيسة إسطنبول الانتخابات المحلية عدوان إسرائيل على غزة الهجوم الإرهابی تنظیم داعش إلى أن کما أن

إقرأ أيضاً:

نسبة إشغال السدود في إسطنبول تدق ناقوس الخطر

 

أعلنت شركة المياه التابعة لبلدية إسطنبول الكبرى، الخميس، عن نسبة إشغال السدود في المدينة ما دعا إلى دق ناقوس الخطر بشأن أزمة مياه قادمة.

 

وقالت الشركة، في بيان، أن نسبة إشغال السدود شهدت انخفاضًا ملحوظًا في 10 من سدودها.

 

مقالات مشابهة

  • حقوق الإنسان النيابية: الإرهابي المسؤول عن تفجير كركوك تابع لحزب العمال الكوردستاني
  • عليه علامات استفهام.. إبراهيم سعيد يفتح النار علي سيف الجزيري
  • 16 نوفمبر.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي "داعش سوهاج"
  • نسبة إشغال السدود في إسطنبول تدق ناقوس الخطر
  • دقت ساعة الصفر.. معلومات تكشف الخطة الأمريكية السعودية للتصعيد ضد اليمن وتاريخ بداية الهجوم والقوات التي أستلمت خطة الحرب
  • مرصد الأزهر: تعزيز تأمين المناطق الحدودية يضمن الحد من النشاط الإرهابي بإفريقيا
  • بالوقائع.. سجل جرائم التنظيم الإرهابي ضد الأقباط والكنائس
  • هؤلاء هم قادة «التنظيم الإرهابي».. سجل جنائي «ملطخ بالدماء» بأحكام نهائية
  •  في ذكرى وفاة هيثم أحمد زكي.. حلم كان سيجمعه بالنمر الأسود ولم يكتمل
  • السجن 10 سنوات بحق مدان عن جريمة إصدار هويات لعوائل داعش