وقف تمويل الأونروا: يعيش التوطين!
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": إذا لم تُحقّق إسرائيل إنجازها العسكري الذي تطمح إليه في حرب غزة، كمدخل إلى تصفية القضية الفلسطينية، فإنّ نجاحها في القضاء على» الأونروا «سيكون بمثابة إنجاز مُوازٍ، لأنّه يعني أيضاً تصفية القضية.
وطبعاً، ستستفيد إسرائيل من هذه الخطوة لرفع مستوى الضغوط على الفلسطينيين والعرب، من أجل دفعهم إلى الرضوخ لمطالبها.
في ما يعني لبنان، سيتضاعف حجم المعاناة التي يعيشها، بوجود ما يزيد عن 1.5مليون سوري و 450 ألف فلسطيني. لكن، المثير أنّ السلطة اللبنانية نفسها عمدت في العام 2017 ، وربما من دون أن تدري، إلى اتخاذ خطوة تسهّل على إسرائيل سعيها إلى التوطين. ففيما كانت » الأونروا « تُحدّد عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين في قيودها في لبنان بنحو 570 ألفاً، أعلنت إدارة الإحصاء المركزي اللبناني، بالشراكة مع الإحصاء المركزي الفلسطيني، أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمّعات في لبنان بلغ 174.422 شخصاً.
وصحيح أنّ كثيراً من النازحين المسجّلين قد غادروا لبنان في فترات معينة لكن التقديرات » الأونروا « في الحقيقية أشارت إلى أنّ عدد الباقين يناهز ال 450 ألفاً. وقد أحدث تقرير الإحصاء صدمة في العديد من الأوساط عند صدوره، خصوصاً أنّ هناك آلافاً إضافية من النازحين الفلسطينيين قد تدفقوا على لبنان من سوريا بعد اندلاع الحرب هناك. وفي الواقع، وفيما كان لبنان يصرخ مستغيثاً من ثقل ملف النزوح السوري والفلسطيني، جاء الإحصاء ليبعث برسالة معاكسة: لا
داعي للشكوى من النازحين الفلسطينيين في لبنان للاعتراض لأنّ عددهم قليل و » ما بيحرز » ، وعبارة أخرى، لا مشكلة إذا تمّ توطين هؤلاء في لبنان لأنّ عددهم لا يشكّل خطراً على تركيبته الحسّاسة طائفياً ومذهبياً.
وثمة مَن يخشى أن يتمّ تمرير هذا التوطين، ولبنان في وضعية العجز والانهيار، من خلال سيناريو معيّن قد يقضي بتقليص عدد النازحين الفلسطينيين الموجودين في لبنان بضعة آلاف، من أجل إقناع المعترضين في الداخل اللبناني، وفرض أمر واقع بتوطين الآخرين.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه استهدف عنصرا في حزب الله في جنوب لبنان غداة إغارته على مواقع عسكرية تابعة للحزب، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "أغارت طائرة لسلاح الجو قبل قليل على مخرب من حزب الله عمل على إقامة بنية تحتية إرهابية لتوجيه أنشطة إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان". وأكد البيان أن إسرائيل ستمنع إعادة "تموضع حزب الله" في المنطقة.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في لبنان قوله في بيان إن "الغارة بمسيرة إسرائيلية معادية على سيارة في خربة سلم (من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية) أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح".
ولم يعلق حزب الله على الادعاءات الإسرائيلية، حيث تعد الغارة أحدث انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع الحزب.
ومساء الجمعة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية على قرى عدة جنوبي لبنان، طالت مناطق جبل الريحان وزبقين وياطر، كما استهدف واديا في بلدة البابلية، وبلدة تبنا.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن 3 أشخاص أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بلدة كفركلا الحدودية بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي البلاد.
إعلانومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك للاتفاق، مما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت عن 4115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.