هل واشنطن جادة في الانسحاب من العراق؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
مع مطالبة الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق واحتدام الأوضاع في المنطقة، هل يمكن أن ينتهي الوجود العسكري الأمريكي في العراق أخيرًا؟ عدنان نصار – ناشيونال إنترست
لقد ورد الكثير حول ما تهدف الولايات المتحدة إلى القيام به في تصادم المصالح الأخير بينها وبين العراق. ووصلت شعبية واشنطن في المنطقة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مع استمرارها في تقديم الدعم العسكري لإسرائيل في حربها ضد حماس في قطاع غزة، مما أثار غضب معظم أنحاء العالم.
كثف حزب الله اللبناني هجماته العسكرية على إسرائيل دعما لحماس. وتقوم الجماعات المتحالفة مع الميليشيات الفلسطينية المتمركزة في غزة بإطلاق النار على أهداف عسكرية أمريكية، بما في ذلك غارة جوية بطائرة دون طيار في الأردن مؤخرًا أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة أكثر من أربعين.
أصدرت القيادة المركزية الأمريكية بيانا صحفيا أكدت فيه الهجوم وخسارة جنود أمريكيين على القاعدة العسكرية الأمريكية “البرج 22” الواقعة شمالي الأردن. كانت هذه الضربة بمثابة الضربة القاضية الأولى التي تتعرض لها أمريكا منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر. فقد وقع أكثر من 150 هجومًا على مواقع متمركزة في الولايات المتحدة تمتد من العراق وسوريا والآن الأردن. ونعى الرئيس جو بايدن علنًا فقدان الجنود الثلاثة، وأخبر الشعب الأمريكي أن الحكومة ملتزمة بمحاربة الإرهاب، بينما أعلن: "سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت وبالطريقة التي نختارها".
نشر السيناتور جون كورنين (جمهوري من ولاية تكساس) على موقع X "استهدف طهران" ردًا على الهجوم. تأتي هذه التصريحات من معارضة يمينية متشددة جريئة ترغب في "إظهار القوة" بينما لا تكون في وضع يسمح لها بضغط الزناد.
لا شك أن بايدن جاد في الرد عسكريا ضد المسلحين المدعومين من إيران، وليس لديه خيار سوى أن يكون جادا. إنه عام الانتخابات، والسياسة الخارجية في الشرق الأوسط يمكن أن تكون نقطة ضعفه. ومن المؤكد أن واشنطن ستستخدم القوة العسكرية، لكنها أكدت مجددا أنها لا تريد حربا واسعة النطاق مع إيران. وقبل الهجمات في الأردن، شنّ الجيش الأمريكي غارات جوية على حلفاء إيران في غرب العراق في 23 يناير.
دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى "خروج سريع ومنظم من خلال التفاوض" لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من البلاد. ووفقا للسوداني، فإن وجود القوات المتبقية البالغ عددها 2500 جندي يمثل مشكلة أكثر مما يستحق. وهو يخشى أن يؤدي استمرار وجودهم في العراق إلى زعزعة الاستقرار، بسبب الدعم الأمريكي للحصار العسكري الإسرائيلي على غزة.
لكن من غير المعقول أن نقول إن واشنطن ستنسحب في هذا الوقت بعد أن تعرضت قواتها لإطلاق نار وتكبدت خسائر بشرية، خاصة في سياق الحرب في غزة. وقد تشعر إسرائيل والشركاء الأمريكيون الآخرون بأنهم أكثر عرضة للخطر. ويمكن لقادة طهران استغلال الانسحاب الأميركي للحصول على صورة أقوى أمام أتباعهم. وعلى أية حال، فإن هدف إيران على المدى الطويل هو طرد الولايات المتحدة من المنطقة.
قال الباحث والأستاذ في شؤون الشرق الأوسط جوشوا لانديس من جامعة أوكلاهوما: إن إدارة بايدن ستحاول البقاء في العراق مع إجراء تعديلات طفيفة على اتفاقها مع الحكومة. لن يرغب بايدن في الانسحاب، وبالتأكيد ليس قبل الانتخابات في نوفمبر.
أما وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان إي. نيلسون فقال: "ستواصل الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائنا وشركائنا الدوليين، بما في ذلك المملكة المتحدة، استخدام جميع الأدوات المتاحة لوقف التهديد الأيراني، خاصة على الأراضي الأمريكية".
في النهاية من غير المحتمل أن تكبح العقوبات الإضافية سلوك إيران. ولن تكون العقوبات سوى أداة للإزعاج. وبكل الأحوال ستكون النتائج أكثر وضوحًا حين يتحرك بايدن إما لإبقاء القوات الأمريكية أو سحبها أو تقليص حجمها من العراق وفي أي مكان آخر في الشرق الأوسط. أما طهران فستراقب وترى ما إذا كان الوقت في صالحها.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الأمريكي الحشد الشعبي القواعد العسكرية الأمريكية انتخابات جو بايدن طوفان الأقصى قطاع غزة محمد شياع السوداني هجمات إسرائيلية الولایات المتحدة من العراق
إقرأ أيضاً:
إيران تدين ضربات واشنطن ضد الحوثي .. والحرس الثوري: سنرد بقوة إذا تم تهديدنا
سرايا - دانت إيران الضربات التي وصفتها بـ"الهمجية" التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين في اليمن. ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي "بشدة" الضربات، معتبرا في بيان أنها "انتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية للقانون الدولي".
بدوره، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، الأحد، بأن طهران سترد بقوة وحزم إذا تم تهديدها، مشدداً على أن الحوثيين يتخذون قرارتهم العملياتية بشكل مستقل.
وقبلها، قال وزير الخارجية الإيراني إن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية، بعد رسالة من الرئيس الأميركي ترامب يأمر فيها طهران بوقف دعم الحوثيين في اليمن "فورا".
وكتب عباس عراقجي على منصة "إكس": "الحكومة الأميركية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية"، داعيا إلى "وقف قتل الشعب اليمني".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدء شن ضربات عسكرية كبيرة النطاق على الحوثيين المتحالفين مع إيران، مشدداً على توجيه ضربات "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن بعد تهديداتهم للتجارة البحرية.
كما دعا ترامب في رسالة على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال"، إيران إلى "الوقف الفوري" لدعمها للحوثيين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن الذي مزقته الحرب.
كما حذر ترامب إيران من استمرار دعمها لجماعة الحوثي، متوعدا بمحاسبة طهران "بشكل كامل" على تصرفات وكلائها. ويأتي ذلك بعد أسبوعين من إرسال الرئيس الأميركي رسالة إلى القادة الإيرانيين عرض فيها طريقا لاستئناف المحادثات الثنائية بين البلدين بشأن برنامج إيران النووي المتقدم. وقال ترامب إنه لن يسمح بأن يصبح هذا البرنامج قابلا للتشغيل.
وتعد الغارات الأميركية الأولى على الحوثيين منذ تولّي ترامب منصبه في يناير (كانون الثاني).
وتوعد الحوثيون بالرد على الضربات، ونقل الإعلام الحوثي عن المكتب السياسي لحركة أنصار الله أن "العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد".
وشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن خلال حرب غزة.
وقد شلت هذه الهجمات الممر البحري الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من حركة الشحن العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#إيران#سياسة#الحكومة#الله#غزة#الشعب#الثاني#حسين#الرئيس#اليمن
طباعة المشاهدات: 911
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 16-03-2025 12:58 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...