كتَّاب نرويجيون يشاركون تجاربهم الإبداعية وتطور مهاراتهم في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
كتب- محمد شاكر:
تصوير- محمود بكار:
استضافت القاعة الدولية "ضيف الشرف" في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 55، مجموعة من الكتّاب النرويجيين في ندوة بعنوان "تثقيف الكتّاب: دراسات وتحولات".
شارك في الحدث الكتّاب النرويجيون: إندره لوند إريكس، أليسا ليما دا فاريا، ستيفين سوروم، وليف ماريت فيبيرج. فيما أدارت اللقاء الدكتورة ناردين العطروزي.
في البداية، أشار المتحدثون إلى التراث الثقافي والفولكلور والحس الفكاهي الذي يجمع بين الثقافة المصرية والنرويجية. كما أكدوا على وجود تشابه بين الثقافتين، وأوضحوا أنه من الممكن التباحث بشأن المشتركات بينهما والاستفادة من تلك التشابهات من خلال إقامة شراكات معرفية متنوعة.
وأكد الكتّاب النرويجيين المشاركين في الندوة أن هناك العديد من الجوانب المشتركة بينهم وبين الكتّاب المصريين، خاصةً في مجال كتابة الأطفال حيث تتطلب هذه الكتابة فهمًا للنواحي النفسية للأطفال. وأشاروا إلى وجود تشابه كبير بين الأطفال في النرويج وفي مصر. ورغم ذلك، أبدوا إعجابهم بالكتب المصرية التي استمتعوا بها كثيرًا، ويتطلعون إلى رؤية تلك الكتب مُترجمة إلى اللغة النرويجية.
وحين تحدث "ستيفن سوروم" عن مدى التقارب بين الثقافة المصرية والنرويجية، وأشار إلى وجود نقاط مشتركة بينهما. وتابع: "كنت محظوظًا للغاية خلال يومين قضيتهما في مصر. قمت باللعب مع الأطفال وشاركنا في أنشطة مشتركة، بما في ذلك أنشطة رياضية مثل التزلج. لاحظت وجود تشابه في مفهوم الرياضيات بينا وبين الأطفال المصريين، وكذلك تواجد حس فكاهي متشابه".
وتناول الكتّاب النرويجيون في حديثهم تجربتهم الإبداعية وكيف عملوا على تطوير ذواتهم ومهاراتهم في مجال الإبداع والكتابة.
وأكدوا على أن هذا التطور ينبع من البيئة الاجتماعية والاقتصادية في النرويج، التي توفر فرصًا للكتَّاب والرسامين للتعبير عن إبداعهم وإنشاء القصص.
وأشاروا إلى الدعم الكبير الذي يقدمه النظام الحكومي النرويجي للكتَّاب والأدباء والرسامين، مما يمنحهم الفرصة لتحقيق الإبداع.
وبالنسبة للتحديات التي واجهوها خلال عملهم، تمثلت في المواضيع الصعبة التي اختاروا التعامل معها في أعمالهم الإبداعية، مثل قضايا المناخ والانتحار وغيرها.
وأشاروا إلى أن هذه المواضيع المعقدة تصعُب التحدث عنها، خاصة عند توجيهها للأطفال. ولذلك يتطلب التعامل معها بحذر، مع التركيز على إيجاد وسائل لتوجيه الكتب نحو الأطفال بهدف تسهيل فهمهم لتلك المواضيع الصعبة.
وفي هذا السياق، أشار إندره لوند إلى أن التعبير عن المشاعر المتعلقة بالقضايا الصعبة يمثل تحديًا كبيرًا لكتَّاب الطفل. وأوضح أن الاقتراب من الحس الفكاهي في الحكاية أو القصة يسهم في تسهيل توصيلها للأطفال، مع التركيز على إبراز القضايا الكبيرة بطرق بسيطة ومليئة بالفكاهة والحيوية. وأشار أيضًا إلى أهمية نشر الأمل في قلوب الأطفال، وهو ما يعملون عليه للتغلب على مشاعر الغصب التي قد تنطوي على بعض المواضيع الصعبة مثل الانتحار وغيرها.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: سعر الفائدة كأس الأمم الإفريقية معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 معرض القاهرة الدولي للكتاب النرويج طوفان الأقصى المزيد
إقرأ أيضاً:
حرب السودان والأسئلة الصعبة
د. الشفيع خضر سعيد
لم تنجح المبادرات المختلفة في إيقاف الحرب بين حكومة الإنقاذ والحركة الشعبية لتحرير السودان إلا بعد أن انتظمت المفاوضات بين الطرفين على أساس إعلان مبادئ الإيقاد الصادر في 20 مايو/أيار 1994 والذي وافق عليه الطرفان.
صحيح أن إعلان المبادئ ذاك صاغته دول الإيقاد وقدمته جاهزا إلى الطرفين ليوقعا عليها، لكن لابد من التنبيه إلى أن محتوى بنوده لم تكن من وحي بنات أفكار علماء السياسة الدوليين والإقليميين بقدر ما كان إعادة صياغة وترتيب للأطروحات المتناثرة في أدبيات الحركة السياسية السودانية، وخاصة الحركة الشعبية لتحرير السودان. واليوم، تظل قناعتي الراسخة أن القوى المدنية والسياسية السودانية هي وحدها المؤهلة لإجتراح إعلان المبادئ الذي يشكل المدخل أو التمهيد لإطلاق العملية التفاوضية، وكذلك إجتراح الرؤية التي تشكل محتوى وتفاصيل هذه العملية للسير بها في اتجاه وقف الحرب ووضع أسس عدم تجددها أو إعادة إنتاج الأزمة في البلاد. وفي هذا السياق، هنالك نقطتان متعلقتان بإعلان المبادئ، أولها ضرورة موافقة كل الأطراف عليه، بما في ذلك الأطراف المتحاربة، حتى يكون مدخلا أساسيا لعملية التفاوض، ولذلك، وهذه هي النقطة الثانية، فإن بنوده تتناول العموميات التي يسهل الإجماع حولها مثل التمسك بمبادئ ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، وبوحدة السودان، وبالحكم المدني الديمقراطي، وبالنظام الفدرالي الذي يراعي التعدد والتنوع، وبالجيش الواحد وبنائه كل القوات النظامية على أساس مهني وقومي، وبإصلاح الخدمة المدنية والنظام العدلي، وبالحوار السوداني سوداني… إلى غير ذلك من المبادئ التي سيتقبلها الجميع، وإن ليس مستبعدا أن بعضهم سيتقبلها تقية! ومن الواضح أن إعلان المبادئ وحده ليس كافيا لوقف الاقتتال، لكنه يشكل معيارا لدرجة التنازلات الممكنة في العملية التفاوضية، بمعنى أن التنازلات لإنجاح العملية التفاوضية لصالح الهدف الرئيسي، أي وقف الحرب والانتقال المدني الديمقراطي، يجب ألا تصل إلى درجة التصادم بين محتوى إعلان المبادئ ومحتوى ما سيتم الاتفاق حوله في طاولة التفاوض.
وفي المقابل، فإن الرؤية التي تشكل محتوى وتفاصيل العملية التفاوضية للسير بها في اتجاه وقف الحرب، تتكون من الإجابات المحتملة على الأسئلة المتعلقة بكيفية وقف الحرب وتداعيات ما بعد ذلك، آخذين في الاعتبار أن هذه الأسئلة ليست مجرد تهويمات نظرية بقدر ما هي نابعة من واقع البلاد الراهن المأزوم.
وبداهة، بينما تظل أسئلة الرؤية واحدة وثابتة، فإن الإجابات عليها تختلف عند هذا الطرف أو ذاك. ولكن من البديهي أيضا أن تتوافق القوى المدنية والسياسية الرافضة للحرب على إجابات موحدة على هذه الأسئلة، وتنتج رؤيتها التي يجب أن تطرحها في أي منبر تفاوضي يسعى لوقف الحرب. ولعل من الضروري الإشارة إلى أن تسهيل توصل القوى المدنية والسياسية إلى الرؤية المنشودة، يقتضي التوافق قبلا على مجموعة من الحقائق، منها أن الحرب الراهنة خلقت واقعا جديدا يجب أن يغير في طريقة تفكير القوى المدنية في التعاطي مع تفاصيل الأحداث الراهنة وتداعياتها، وأن هذا الواقع الجديد لابد أن تكون له مستحقاته العملية التي يجب أن تبحث وتتمعن في الأسباب الجذرية للحرب، بدءا من أن الدولة السودانية فشلت منذ استقلالها في التعبير عن كافة مكوناتها الوطنية الأمر الذي أدى إلى تمكن الحلقة الشريرة والأزمة العامة في البلاد بتجلياتها العديدة والتي من بينها الانقلابات العسكرية والنزاعات واشتعال الحروب التي كانت حتى وقت قريب تستوطن الأطراف قبل أن تأخذ منحىً جديدا وصادما باندلاعها في عاصمة البلاد في 15 أبريل/نيسان الماضي، وأن من النتائج المباشرة لهذه الوضعية إضعاف الدولة السودانية وعدم قدرتها على توظيف كل مكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية للتوافق على مشروع وطني نهضوي ينتشل البلاد من وهدتها المتمكنة منها منذ فجر الاستقلال قبل ثمانية وستين عاما، وهو مشروع لايزال السودانيون يتمسكون به حتى في أتون هذه الحرب المجرمة، وأن هذه الحرب لا يمكن حسمها عسكريا، ولن ينتصر فيها طرف، وإن هُزم الطرف الآخر، ولكن قطعا الخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوداني والوطن، وكل يوم جديد في الحرب يحمل معه مزيدا من الجراح والآلام لشعبنا ومزيدا من التدمير لبنية الوطن، وأن جوهر هذه الحرب يحمل عداء سافرا لثورة ديسمبر المجيدة.
ونحن نؤسس وجهة نظرنا حول ماهية الرؤية لإنهاء الحرب، على رفض أن تكون الحرب بديلا للحوار والتفاوض لحل الخلافات والأزمات السياسية والاجتماعية مهما بلغت من الحدة والتعقيد، وأن مسألة وقف الحرب يجب أن يتم التعامل معها كحزمة واحدة مكونة من ثلاث حزم فرعية تتكامل مع بعضها البعض، تشمل وقف الاقتتال، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وحماية المدنيين، وإطلاق عملية سياسية جديدة.
وإذا كان للمجتمع الدولي والإقليمي دور رئيسي في الحزمتين الأولى والثانية، فإن الحزمة الثالثة، العملية السياسية، حصريا من مهام القوى المدنية والسياسية السودانية، وأن دور المجتمع الدولي والإقليمي في الحزمتين الأولى والثانية لن يأتي أكله إلا من خلال الرؤية التي ستجترحها القوى المدنية والسياسية الرافضة للحرب.
أما جوهر هذه الرؤية فهو، من وجة نظرنا، مجموع الإجابات على ما أسميناه بالأسئلة الصعبة المتعلقة بحرب السودان، نوردها هنا باختصار على أن نتوسع حولها في مقالاتنا القادمة، وتشمل:
1 ـ ماهي الخيارات المتاحة حول مستقبل ودور قيادة القوات المسلحة في السودان بعد انتهاء الصراع؟
2 ـ ما هي الخيارات حول مستقبل قوات الدعم السريع ومستقبل الحركات والميليشيات المسلحة الأخرى على أساس مبدأ بناء الجيش المهني الواحد في البلاد؟
3 ـ كيف نطور إطارا للعدالة والعدالة الانتقالية يضمن إنصاف الضحايا وعدم الإفلات من العقاب؟
4 ـ كيف نتعامل مع البعدين الدولي والإقليمي في الحرب؟
5 ـ ما هي تفاصيل العملية السياسية من حيث أجندتها وأطرافها؟
سنتناول هذه الأسئلة وإجاباتها بالتفصيل بدءا من مقالاتنا القادمة.
نقلا عن القدس العربي