الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي تبقى مع الإنسان بعد موته، وتُنْفَعُهُ في الآخرة، وهي تُقابِلُ زينة الحياة الدنيا، التي تزولُ بفنائها، ولا تبقى مع الإنسان بعد موته، ولها العديد من الأمثال التي تبقى للإنسان وتنفعه في أخرته.

أمثلةٌ على الباقيات الصالحات

من الأعمال التي تصنف على أنها الباقيات الصالحات، الصلوات الخمس فهي عمود الدين، وأول ما يُحاسَبُ عليه العبد، ذكر الله تعالى: من التسبيح، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، الصيام: في شهر رمضان، أو في غيره من الأيام، والزكاة: وهي حقٌّ واجبٌ في مال المسلم للفقراء والمساكين، الحج: لمن استطاع إليه سبيلاً، الصدقة: بجميع أنواعها، من مالٍ أو طعامٍ أو علمٍ أو غيرها، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: واجبٌ على كلِّ مسلمٍ، وتعليم العلم النافع: ونشره بين الناس، أما الأعمال الصالحة الأخرى فمنها إطعام الطعام، وسقي الماء، وإغاثة الملهوف، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وغيرها.

أهمية الباقيات الصالحات

تعود الباقيات الصالحات على المسلم بالنفع ومنها أنها  سببا في رضا الله تعالى ورحمتهُ وجنّتَهُ، وتنفعُ الإنسانَ بعد موته وتُشفعُ لهُ عند الله تعالى، وتُخلّدُ ذكرَ الإنسانِ: وتُبقيهُ حيًّا في قلوبِ الناسِ، تُسعدُ الإنسانَ في الدنيا والآخرة: وتُريحُ نفسَهُ وتُطمئنُ قلبهُ.

كيف نحرصُ على الباقيات الصالحات؟

يمكننا الحرص على الباقيات الصالحات من خلال الإكثارُ من الأعمالِ الصالحةِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، الإخلاصُ لله تعالى في جميعِ الأعمالِ، الاستمرارُ على الأعمالِ الصالحةِ وعدمُ المللِ أو اليأسِ، الدعاءُ الله تعالى أن يرزقَنا الباقياتِ الصالحاتِ، والباقياتُ الصالحاتُ بشكل عام هي كنوزٌ خالدةٌ في جنةِ الخلدِ، نسعى جميعًا للظفرِ بها، ونيلِ رضا الله تعالى، والفوزِ بجنّتِهِ.

التفاؤل من الباقيات الصالحات

وأوضحت دار الإفتاء أنه لا ينجح في هذه الحياة من لا يعيش بالأمل، ولا يُقَدِّمُ شيئًا نافعًا لنفسه أو لمجتمعه -فضلًا عن العالم الذي يعيش فيه- من يتملَّكُه اليأس، ومن هنا كان حرص الإسلام على توجيه أتباعه إلى ضرورة التحلِّي بالأمل الإيجابي ونبذ اليأس السلبي، وفي الوقت ذاته كان حرص الإسلام بنفس الدرجة على رفض الأمل الزائف غير الواقعي الذي يجعل الإنسان هائمًا في خيالات لا تَمُتُّ للواقع بصلة؛ فالإسلام يحض المسلمين على إدراك واقعهم والتفاعل معه وإصلاحه ونفع العالمين.لقد تحدث القرآن عن ضرورة تحلي المؤمن بالأمل في تحصيل الثواب الجزيل من الله تبارك وتعالى وذلك بالأعمال الصالحة النافعة التي وصفها القرآن بالباقيات الصالحات؛ قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾ [الكهف: 46].

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الباقيات الصالحات الافتاء الإسلام الباقیات الصالحات الله تعالى

إقرأ أيضاً:

حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة

قالت دار الإفتاء المصرية إن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة للعالمين، وهو العهد الأخير الذي عهد به الله إلى خلقه، ولذلك فهو يصلح لكل الأسقف المعرفية، ويتناغم مع جميع الحقائق العلمية.

حكم الإيمان بالغيبيات

وأضافت الإفتاء أن المسلمون يعتقدون أن الوحي هو كتاب الله المسطور، وأن الكون هو كتابه المنظور، وكلاهما صدر من عند الله؛ الوحي من عالم الأمر، والكون من عالم الخلق، وما كان من عند الله تعالى لا يختلف ولا يتناقض؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54]، ومن هنا كان للمعرفة في الإسلام مصدران هما: الوحي، والوجود، وليس الوحي فقط.

وأوضحت أن الإسلام يقرر أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 76]، ويقرر أن المؤمن بهذا الدين ينبغي أن يكون في بحث دائم عن الحقائق، وإذا وجدها فهو أحق الناس بها؛ حيث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا» "سنن الترمذي".

كما أن الإسلام دين علمي يشتمل على قواعد الفهم وأسس الاستنباط ومناهج التطبيق، كما أنه يتسق مع المفاهيم العقلية؛ لأن العقل من خلق الله تعالى، فهو يؤمن بكل وسائل العلم المختلفة ما دام أنها توصل إلى اليقين، فإذا حصل اليقين فهو مقدم على النتائج الظنية، ولكنه في نفس الأمر لا يقصر العلم على التجريبيات فقط، بل يتعداها إلى كل ما من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة صحيحة حتى لو لم تكن حسية، ويعتقد المسلمون أن الإيمان بالغيب لا يخالف العقل؛ لأنه جاء بما يفوق العقل، ولم يأتِ بما يستحيل في العقل.

وأكدت الإفتاء أن هناك فارقًا بين المستحيل العقلي وهو الجمع بين النقيضين، وبين الأمر الخارق للعادة وهو معجزات الرسل مثلًا.

فالإسلام يشكل منظومةً متكاملةً بين العلم والإيمان، تبدأ من دلالة هذا الكون على وجود الله تعالى، وأنه لم يخلقهم عبثًا، بل أرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الوحي الذي يطبقون به مراده من الخلق، ثم ختم هؤلاء الرسل بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل لرسله من المعجزات والخوارق شديدة الوضوح ومن النصر والتأييد ما يقيم به الحجة والدليل على أنهم من عند الله.

 

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • أيام الصيام المستحبة في شهر شعبان 2025.. اعرفها بالتواريخ
  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • في ندوة بجناح الأزهر بمعرض الكتاب.. القرآن معجزة خالدة تُدرك بالبصيرة
  • الأزهر في معرض الكتاب: القرآن معجزة خالدة تُدرك بالبصيرة.. واللغة العربية مُهَّدت قرونًا لحمل رسالته
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر
  • الإسراء والمعراج