"ميتا" تعلن ارتفاع أرباحها خلافا لتوقعات المحللين
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
أعلنت شركة "ميتا" الخميس تحقيق أرباح بلغت 14 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، متجاوزة بذلك توقعات المحللين.
وقال عملاق التكنولوجيا الذي يملك فيسبوك وإنستغرام إن الإيرادات ارتفعت إلى 40.1 مليار دولار في هذا الربع، حيث استخدم نحو 3.1 مليار شخص الشبكة الاجتماعية شهريا.
وأضاف رئيس "ميتا" مارك زوكربيرغ في تقرير الأرباح إن "الربع (الأخير) كان جيدا مع استمرار مجتمعنا وأعمالنا في النمو".
وشدد زوكربيرغ في تقرير الأرباح على أنه "أحرزنا الكثير من التقدم في رؤيتنا لتطوير الذكاء الاصطناعي والميتافيرس".
وارتفع سهم "ميتا" أكثر من 12 في المئة ليبلغ 445 دولارا في تداولات ما بعد الإغلاق.
وتأتي الأرباح مع مرور 20 عاما على تأسيس فيسبوك ومثول زوكربيرغ أمام الكونغرس.
وأدلى زوكربيرغ، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين من منصات ديسكورد وتيك توك وسناب وإكس، بشهاداتهم الأربعاء في جلسة استماع للّجنة القضائية بمجلس الشيوخ حول "أزمة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت".
وخلال الاستجواب الساخن، أُجبر زوكربيرغ على الوقوف والاعتذار لعائلات الضحايا الذين احتشدوا في قاعة اللجنة، حيث قال "أنا آسف على كل ما مررتم به"، مضيفا "لا ينبغي لأحد أن يختبر ما عانته عائلاتكم".
وأوضح زوكربيرغ لأعضاء اللجنة أن "حفظ أمن اليافعين على الإنترنت كان تحديا منذ ظهور الإنترنت. ومع تطوير المجرمين تكتيكاتهم، يتعيّن علينا تطوير دفاعاتنا أيضا".
ويواجه عمالقة التكنولوجيا سيلا من الغضب لعدم فعلهم ما يكفي لإحباط المخاطر المحدقة بالأطفال عبر الإنترنت، بدءا بالاستغلال الجنسي وصولا إلى انتحار المراهقين.
وتأسس موقع فيسبوك قبل 20 عاما بوصفه موقعا اجتماعيا بسيطا، قبل أن يصبح عملاقا يواصل النمو رغم تحوّل المستخدمين الصغار عنه.
وأدى نموذج الأعمال الذي يعتمد على البيانات الشخصية للمستخدم من أجل تقديم محتوى جاذب وإعلانات مستهدفة، إلى تعرّض فيسبوك لدعاوى قانونية بعضها أفضى إلى فرض غرامات باهظة عليه.
وغيّر فيسبوك اسم شركته الأم إلى "ميتا" أواخر عام 2021 استنادا إلى رؤية زوكربيرغ المتمثلة في أن العوالم الافتراضية "ميتافيرس" ستكون منصة الحوسبة الرئيسية في المستقبل.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات فيسبوك وإنستغرام مارك زوكربيرغ الذكاء الاصطناعي ميتا الكونغرس الاستغلال الجنسي غرامات ميتافيرس مارك زوكربرغ مارك زوكربيرج ميتا فيسبوك فيسبوك وإنستغرام مارك زوكربيرغ الذكاء الاصطناعي ميتا الكونغرس الاستغلال الجنسي غرامات ميتافيرس تكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
اختيار المحللين في الفضائيات العربية: بين غياب المعايير وهيمنة المصالح الشخصية والسياسية
يُخصص الوقت الممنوح لنشرات الأخبار في القنوات الفضائية العربية بعناية، حيث يتم تقسيمه بين عرض الأخبار، واستضافة المحللين والمعلقين السياسيين، وذلك ضمن مدة زمنية محددة لا تسمح بالكثير من الاستطراد. ومع ذلك، يُلاحظ أنه عند استضافة عدد من المحللين والمعلقين السودانيين، يواجه بعضهم صعوبة في تقديم إجابات واضحة ومباشرة. فكثيرًا ما يتلكؤون في الرد، ولا يجهزون إجاباتهم "المتوقعة" مسبقًا بالقدر الكافي، مما يؤدي إلى استهلاك جزء كبير من الوقت في الدوران حول السؤال دون الدخول في صلب الموضوع. وعندما يبدأ الضيف أخيرًا في صياغة إجابته، يكون الوقت المخصص قد انتهى، مما يدفعه إلى الاحتجاج مرارًا بعبارات مثل: "دعني أكمل" أو "دعيني أكمل". ويعكس هذا الأمر، بلا شك، ضعفًا في إدراك طبيعة الإعلام التلفزيوني الذي يتطلب الوضوح والاختصار، إلى جانب عدم السيطرة على مهارات التحليل الإعلامي الذي يستوجب القدرة على تقديم أفكار مركزة ومباشرة.
إشكالية اختيار الضيوف:
يترتب على هذه الظاهرة العديد من المشكلات، خاصة بالنسبة للمشاهد السوداني الذي يسعى إلى فهم القضايا المطروحة بوضوح من خلال هذه الاستضافات. ومن أبرز هذه المشكلات غياب المعايير الواضحة التي يتم بناءً عليها اختيار الضيف. فهل يتم الاختيار بناءً على خبرته الطويلة في التحليل السياسي، ودرايته العميقة بالقضايا المطروحة؟ أم أن هناك عوامل أخرى، غير معلنة، تلعب دورًا مؤثرًا في تحديد هوية الضيوف المدعوين؟
في الواقع، لا يبدو أن استضافة المحللين تتم وفقًا لتاريخ مساهماتهم الفعلية في التحليل السياسي، بقدر ما يتم اختيارهم بناءً على اعتبارات تتعلق بالظرف السياسي الراهن واحتياجات القناة في تلك اللحظة. إذ تمتلك معظم القنوات الفضائية غرف تحكم خاصة مسؤولة عن تحديد قائمة الضيوف المحتملين، حيث يتم الاتصال بهم وفقًا للموضوعات التي تحتاج إلى تغطية إعلامية. وفي كثير من الأحيان، تستند هذه الغرف إلى توصيات من العاملين في القناة، وهم أفراد يُفترض أن تكون معاييرهم مهنية وموضوعية، إلا أن الواقع يشير إلى أن العلاقات الشخصية والانتماءات السياسية قد تلعب دورًا مؤثرًا في هذه الاختيارات.
من خلال خبرة عمل باحدى القنوات الاخبارية المعروفة استطيع القول بأن تأثير المصالح الشخصية على اختيار المحللين:
من المؤسف أن بعض العاملين في هذه القنوات يستغلون مواقعهم لترشيح ضيوف مقربين إليهم أو متوافقين مع انتماءاتهم السياسية، مما يخل بمبدأ التنوع ويمسّ مصداقية القناة. وبدلًا من استضافة محللين يقدمون وجهات نظر متباينة، يتم التركيز على ضيوف يخدمون أجندات معينة، وهو ما يؤدي إلى غياب الرأي الآخر، أو على الأقل تهميشه.
أضف إلى ذلك، أن هناك حوافز مالية تُقدم للمحللين مقابل مشاركاتهم، وهو ما قد يتحول إلى عامل مؤثر في عملية الاختيار. إذ قد يتم تفضيل بعض الضيوف بناءً على حسابات مالية بحتة، دون النظر إلى مدى كفاءتهم في تقديم تحليل موضوعي وعميق. ويؤدي ذلك إلى إفساد عملية انتقاء الضيوف، حيث يجد المشاهد نفسه أمام محللين يفتقرون إلى العمق أو التخصص المطلوب في الموضوعات التي يناقشونها، مما يُضعف جودة النقاشات ويجعلها أقرب إلى محاولات لتعبئة الوقت بدلاً من تقديم محتوى إعلامي ثري وذي قيمة.
المعالجة المقترحة :
لمعالجة هذه الإشكالية، من الضروري أن تعتمد القنوات الإعلامية معايير واضحة وشفافة في اختيار ضيوفها، بحيث تكون الأولوية لمهاراتهم التحليلية وخبراتهم الفعلية، والتي يمكن التوصل لمعرفتها من خلال تحريك اداة البحث في غوغل، والاعتماد على اطراف موثوقة خالية من الغرض، وليس لانتماءاتهم أو علاقاتهم الشخصية مع المستضافين. كما ينبغي على المحللين أنفسهم أن يدركوا طبيعة الإعلام التلفزيوني، ويتدربوا على انماط المقابلات بتقديم إجابات واضحة ومباشرة دون تضييع الوقت في مقدمات طويلة أو مداخلات غير ضرورية.
وفي نهاية المطاف، يظل الهدف الأساسي للإعلام هو تقديم المعلومة الدقيقة والتحليل العميق للمشاهد، وليس مجرد استضافة شخصيات بناءً على معايير غير مهنية تُضعف مصداقية القناة وتأثيرها في الرأي العام.
wagdik@yahoo.com