بوابة الفجر:
2024-07-04@04:18:00 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: "التــــدنى" فى الأمانى !!

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT


 

من قرائاتى وتحليلى لبعض أوجه الفشل فى حياتنا العامة –أجد أن أحد أهم العناصر –هو إنكماش الطموح وقلة الخبرة وإنكسار النفس وتوهان الهدف والتفكير فى الصغائر – وترك الأحلام الكبيرة للغير !! كل هذه العناصر أسباب أكيدة للفشل فى أى مجال من مجالات الحياة فى بلادنا !!
والمصيبة إذ كانت هذه الصفات تلتصق بمسئول سواء كان مستوى وزارى أو إدارى أو حتى مسئول عن أسرة !!

ولعل ما نعانيه فى بلادنا من قصور فى كثير من الأنشطة العامة فى الدولة حين تحليلها تجد أن القائم عليها والمنوط به إدارتها، يفتقد للخيال والإبداع وحينما تحلل حياته وسيرته الذاتية قبل توليه المسئولية تجده قليل الطموح – راضى بما قسم له –قليل الخبرة –منكسر النفس !! شيىء لا يصدقه عقل بأن تكون تلك الصفات تؤهله للقيادة أو للإدارة شيىء لا يمكن تخيله –ومثل هذه الشخصيات نجدها فى كثير من أنشطة الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية فى بلادنا لماذا ؟ سؤال وجيه ؟ لأن الإختيار ليس له معيار !!


ويعتمد على المعرفة وضيق الأفق –ومساحة الدائرة التى حول المسئول عن الإختيار !!
وإذا جاز هذا التعبير "والتدنى فى الأمانى" والطموحات (لرب أسرة ) فهذه (حكمة ربنا ) أن يصيب أسرة بعائل لها ضيق الأفق وقليل الخبرة بمعنى دقيق (رجل خائب) تعمل إيه الأسرة ؟ لا بد من تعويض ذلك، بأحد الأبناء أو البنات أو الزوجة أو حتى أحد أقرب الأقربين، لكى يتولى شئون إدارة الأسرة وإعانتها على ظروف الحياة وعونها فى الضيق وفى الحوادث وفى السراء والضراء !
لكن هذا لا يجوز إطلاقًا إذا أتيحت لهذه الأسرة أن تختار من يديرها أو من ييسر بها سبل الحياة !!
فقطعًا سوف يكون الإختيار له معايير – وله شروط –وله فترة إختبار لقياس القدرة على الإدارة والمسئولية.

إن التدنى فى الأمانى والطموح – وإنعدام خاصية الحلم والإبداع –شيىء لا بد من التعرض له حينما نستعرض، من يدير شئوننا، ويدير إحتياجاتنا، فليس من المعقول أن يأتى معوق ليقود أسرة أو جماعة أو فئة من المجتمع وننتظر من وراء ذلك نجاح أو إزدهار – وما كثرة المعوقين الذين يديرون شئون حياة شعب مصر اليوم !!
    أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

توقفنا فيما هم يهرولون «الأخيرة»

سوق الألقاب والشهادات والتكريم والجوائز فى بلدنا كبير جدًا، وكما أشرت الأسبوع الماضى يمكن لمن أراد أن يشترى أى من هؤلاء بالمال، لأن الألقاب لها سحرها الخاص لدينا، متوارثة من أقدم عصور مصر القديمة وصولًا إلى عهد الاحتلال العثمانى لمصر وحتى الأن، ففى العهد التركى كان هناك لقب الخديو والوالى، وفى عهد الملكية، وضع الملك فؤاد الأول قوانين تتضمن ألقابًا لأسرته.
فلأخوة والأخوات والأبناء أمير أو أميرة، وزوجات وأزواج الأمراء يطلق عليهم لقب نبيل أو نبيلة، وفى عام 1915، بعد فرض الحماية البريطانية على مصر أصدر السلطان حسين كامل أمرًا بتعيين رتب جديدة تحل محل القديمة، وهى رتبة الامتياز، وهى خاصة بالوزراء ومن هم فى مقام الوزراء، رتبة الباشوية، رتبة البكوية، وهكذا.
وجاءت ثورة عام 1952 م والغت جميع هذه الألقاب، وتقرر أن يخاطب الناس جميعًا بلقب «السيد» إلا أن ألقاب رجال الدين وألقاب السلك الدبلوماسى بقيت، كما احتفظ أبناء الشعب بإطلاق لقب «فلان بك» و«فلان باشا» على أصحاب المراكز والنفوذ خاصة ضباط الجيش والشرطة، بجانب لقب «سعادة» على الوزراء وما تحتهم من مناصب.
لقد اصبح من الراسخ فى فكرنا أن الألقاب تمنح هالة من الأهمية للشخص سواء كان يستحق أو لا يستحق، وللأسف هذه الألقاب تؤدى مع استمرار تداولها إلى محو الماضى الحقيقى لصاحب اللقب، ليتربع على سطح المجتمع ويتصدر اهتمام الإعلام، فيتم اختياره من قبل قيادات الدولة على أساس عملية «النفخ الصناعي» التى تمت له وتسند له المناصب والمراكز، على حساب من الأجدر والأصلح، وهو ما يكشف أحد أسباب تدهور بل فشل أسلوب العمل والإدارة، وذلك على النقيض مما يحدث فى الدول المتقدمة.
ناهيك على الشهادات المزورة التى تجلب لقب دكتور لصاحبها، أو التى يتم شراؤها، والجمعيات المؤسسات التى تبيع شهادات التكريم التى تحمل ألقاب وأوصاف ضخمة وهائلة، وتصف من يدفع الثمن بأنه أهم شخصية لهذا العام أو ذاك، وأنه قائد التنوير ورائد التأثير فى الثقافة والفكر، وهكذا، يختلط الحابل بالنابل، والحابل فى الحروب القديمة هو الجندى الذى يصطاد أعناق الأعداء بالحبال وهو على ظهر الخيل، والنابل هو الجندى يصطاد الأعداء بإطلاق النبال، ومع اشتداد الحرب وتصاعد الغبار تغيم الرؤيا وتختلط الأمور، فلا يُعرف حابل من نابل، وهذا ما يحدث فى بلدنا.
فكارثة الكوارث فى أى بلد فى العالم أن يتولى من لا يستحق مكانة هامة فى المجتمع بسبب ما ألصقه بنفسه من ألقاب ومسميات، وما ادعاه لنفسه من خبرات هو فارغ منها حتى ينتفخ كبالونه، وتحت تأثير آلة الإعلام التى تصاب بالغباء دون قصد، أو بالتجاهل المدفوع الثمن بقصد، يتم دفع هؤلاء إلى الواجهة وتلميعهم، فيما يتم إزاحة أهل الخبرة للوراء مع تلال من الإحباط، ولعلنا نرى بأنفسنا نماذج كثيرة مما أشير إليه ممن يتولون المناصب الهامة فى بعض المصالح والمؤسسات والشركات، هؤلاء الذين صدقوا انفسهم وألقابهم وما ادعوه من علم وخبرة، فصدقهم الناس، وأصبحوا بمثابة وبال على المؤسسات التى تولوا إدارتها، وتسببوا فى خرابها وتدمير مقدراتها.
فيما بالبلدان المتقدمة، الخبرة الفعلية والشهادات العلمية الحقيقية هى المعيار للتأهيل للوظائف الهامة وقيادة المؤسسات والمصالح وغيرها، وتعيين أى شخص فى وظيفة مهمة أو حتى غير مهمة، لا يتم قبل خوضه عدة اختبارات قاسية عليه اجتيازها بجدارة ليستحق الوظيفة أو المنصب، ومن هنا كان التقدم والنجاح لمؤسسات تلك الدول ولا يزالوا يهرولون للأمام، لأن القيادات هم من أصحاب الخبرة والعقل المتطور، لا من أصحاب الألقاب الوهمية والشهادات المدفوعة الثمن ولا من أهل الوساطة والمحسوبية ولا من أهل الثقة، وإن لم يتغير كل هذا لدينا، سنواصل التأخر، وسيواصلون الهرولة للتقدم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • رئيس الوزراء العراقي: لن نسمح لأى تهديد يمسّ أمن بلادنا
  • “أمانة الحدود الشمالية” تعالج أكثر من مليون متر مربع من المسطحات الخضراء برفحاء
  • يس محمد آدم: ملامح وحدتنا الوطنية تتجلى
  • عاجل - غادة لبيب نائبًا لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات..30 عامًا من الخبرة القيادية
  • أردوغان: نعرف كيف نكسر الأيادي القذرة التي تطال علم تركيا
  • د.حماد عبدالله يكتب: حقوق التميز -وواجباتها !!
  • توقفنا فيما هم يهرولون «الأخيرة»
  • وزارة الأوقاف تصدر بياناً بشأن وضع الحجاج العالقين
  • د.حماد عبدالله يكتب: الوطنية المصرية «المنقوصة» !!