أكد باسم حجازي، محرر ومنتج برامج «وايز على الهواء»، لدى مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز» أن دولة قطر شددت في إطار إستراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي التي أطلقتها في عام 2019، على زيادة الاستثمار في تعليم المواطنين وإعادة تدريبهم لتعزيز قدراتهم في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. 


وقال حجازي في تصريحات لـ «العرب»: في القطاع التعليمي، هناك تركيز إستراتيجي على تزويد المتعلمين والمعلمين بالأدوات الرقمية التي تعزز النتائج الشاملة للتعلم.

وأوضح أن هناك أمثلة واضحة لبرامج متخصصة تعمل على تمكين الطلاب داخل المدارس العامة والخاصة بتكنولوجيا متقدمة لتشجيع الابتكار التكنولوجي باعتبارها وسيلة لحل التحديات الفعلية في عالمنا المعاصر.
وشدد على أهمية تمكين الأجيال الشابة من تحديد المعلومات وتفسيرها واستهلاكها بطريقة آمنة وأكثر نفعًا لهم.
وقال حجازي: مع استمرار المنصات الإلكترونية في اكتساب المزيد من الاهتمام باعتبارها مصادر للمعلومات يلجأ إليها الناس في جميع أنحاء العالم، أصبح إدراك آثار تلك المنصات في المجال التعليمي أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقد باتت هناك حاجة واضحة لوضع استراتيجيات أفضل وتزويد الطلاب والمعلمين بمهارات التفكير النقدي لاكتشاف المحتوى الرقمي الموثوق من غيره سيئ النية في سياق المحتوى ذي الدوافع السياسية، والأخبار المزيفة، والروايات الإعلامية المتحيزة التي أصبحت متكررة بوتيرة متزايدة، على وجه الخصوص. 
وأضاف: يمكن أن تساعد الجهود المتضافرة التي تبذلها الأطراف المعنية الرئيسية في أنظمة التعليم لزيادة الوعي بالمفاهيم المهمة بشكل كبير في مواجهة المخاوف المتزايدة بشأن المعلومات المحرّفة. ومثلما هو الحال في بقية العالم، فإننا نشهد انتشارًا وقبولاً متناميًا للتكنولوجيا الرقمية ودمجًا لها في الأنظمة التعليمية بدولة قطر ودول المنطقة. 
وتابع: في الأساس، يجب على أنظمة التعليم تحديد الأولويات والعمل على تعزيز فهم أعمق لكيفية استخدام الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدفع أجندات كاذبة ونشر المعلومات المضللة عبر الإنترنت. وهناك الكثير من المؤلفات التي تكشف الطرق المتعددة التي يتم من خلالها التلاعب بالمحتوى الرقمي. ومن الأمثلة على ذلك إنشاء مئات المستخدمين المزيفين عبر الإنترنت، بدعم من أدوات الذكاء الاصطناعي، الذين يقومون بعد ذلك بنشر نفس المعلومات لإنتاج عدد كبير من التفاعلات مع هذه المعلومات.
وحذر من أن هناك طريقة أخرى لاستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للدعاية عبر «عمليات التزييف العميق» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور لأشخاص مشهورين يقولون أشياء لم تصدر عنهم إطلاقًا، ويمكن أن تتحول الأمثلة الواقعية التي تكشف عن الخداع والمعلومات المضللة إلى أداة تعليمية حاسمة لتعزيز التفكير النقدي والتشجيع على تبني مهارات القراءة والثقافة المعلوماتية.
وأكد على أهمية أن ينصب التركيز على تزويد الطلاب والمعلمين بالموارد والأساليب التي يمكنهم استخدامها للتحقق من صحة المعلومات التي يتعرضون لها على شبكة الإنترنت. ويمكن أن يكون تدريب الطلاب على البحث العكسي عن الصور كجزء من المنهج الدراسي طريقة رائعة لتعزيز ثقافتهم المعلوماتية. 
وأشار إلى طرق مختلفة يمكن من خلالها فحص الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية بشكل نقدي والتحقق من صحتها، وفي هذا العصر الرقمي الذي تُستخدم فيه الصور الناتجة عن طريق الذكاء الاصطناعي لإثارة المشاعر العامة بحيث تناسب أجندات معينة، يمكن لمهارات التحليل النقدي أن تساعد في تعزيز ثقافة الحيطة والتحقق من صحة الصور، وهو ما يمنح الأفراد الفرصة لتطوير فهم أوسع للذكاء الاصطناعي وتأثيراته.
وقال حجازي: هناك مفهوم آخر مرتبط ارتباطًا وثيقًا يجب أن يعرفه طلابنا وهو التحيز التأكيدي، أي الميل إلى تفسير المعلومات بناءً على معتقدات الفرد الموجودة مسبقًا. لذا، يجب التأكيد أيضًا في إطار التدريب المتعلق بالثقافة المعلوماتية على أن التفكير النقدي يكون أكثر ضرورة ويمكن أن يساعد في تشكيل أحكامنا بغض النظر عما نؤمن به عندما نكون في موقف عاطفي مثل العيش في صراعات. 
وأضاف: من الأهمية بمكان دمج الثقافة المعلوماتية والوعي المتعلق بانتشار المعلومات الكاذبة والمضللة، وخاصة من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في بيئات التعلم الحالية وتقديمها في نهج متعدد التخصصات. وعند تمكين الطلاب بهذه المعرفة في إطار مسيراتهم التعليمية، فسوف يكونون أكثر استعدادًا للتبحّر في مستقبل أصبح يركز بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي. وقد احتلت المناقشات المتعلقة بهذه المفاهيم والمناهج الأساسية موقع الصدارة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) الذي تنظمه مؤسسة قطر، وهو منصة عالمية للتفكير الإبداعي والنقاش والعمل الهادف في مجال التعليم، أُقيمت مؤخرًا النسخة الحادية عشرة من قمته التي تعقد كل عامين والتي ركزت على الذكاء الاصطناعي وتأثيره المتزايد على المشهد التعليمي العالمي.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر مؤتمر وايز الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟

كشف مسح أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أن ما يقارب من نصف الشركات الأميركية التي تطبق الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) منذ أوائل عام 2022 تفعل ذلك بهدف تقليل تكاليف التوظيف والعمالة.

وأظهر الاستطلاع، الذي أُجري في وقت سابق من هذا الشهر ونقلته بلومبيرغ، أن 45% من الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في منطقة ريتشموند بالولايات المتحدة تعمل على أتمتة المهام التي كان يؤديها الموظفون سابقا لخفض النفقات.

زيادة الإنتاجية وتغيرات القطاع

وأبرز الاستطلاع الذي أجراه بنك الاحتياطي الفدرالي أيضا أن جميع الشركات التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تقريبا تهدف إلى تعزيز إنتاجها.

الاستطلاع وجد أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات (الجزيرة)

وأشار رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي في ريتشموند، توماس باركين، في خطاب ألقاه أمس الجمعة "ربما نشهد أيضا ارتفاعا في الإنتاجية، مدفوعا ربما بالأتمتة أو حتى الذكاء الاصطناعي".

ويشير هذا -وفقا لبلومبيرغ- إلى التركيز المزدوج على خفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية بين الشركات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي.

ووجد الاستطلاع أن تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر انتشارا في قطاع التصنيع مقارنة بالخدمات. وعلى وجه التحديد، أفادت 53% من شركات التصنيع بأنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، في حين أن 43% فقط من شركات قطاع الخدمات فعلت الشيء نفسه، وفق ما نقلته الوكالة.

وبشكل عام، قامت 46% من جميع الشركات التي شملتها الدراسة بدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي منذ يناير/كانون الثاني 2022.

وعلى النقيض من النتائج التي تم التوصل إليها في منطقة ريتشموند، أظهرت البيانات الصادرة عن بنك الاحتياطي الفدرالي في دالاس أنه من بين ما يقارب من 40% من شركات تكساس التي تستخدم حاليا الذكاء الاصطناعي، كان التأثير على التوظيف ضئيلا للغاية.

وهو ما يشير إلى أنه على الرغم من استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام، فإنه لم يؤد بعد إلى إزاحة الوظائف على نطاق واسع في جميع المناطق.

مقالات مشابهة

  • الصواريخ الدقيقة.. تأثير الذكاء الاصطناعي والتحديات الهجومية للمقاومة اللبنانية
  • الجبورى: تقاس قدرات الدول وإمكاناتها بمدى تحكمها في تكنولوجيا المعلومات والإستفادة من البيانات الضخمة
  • في ذكرى ميلاده.. كيف وصف الذكاء الاصطناعي وحيد حامد؟
  • أفضل 5 بدائل شات جي بي تي المتاحة عبر الإنترنت
  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق في الامتحانات ويثير مخاوف النزاهة الأكاديمية
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟
  • كورسيرا 2024.. مصر تحقق قفزة هائلة في التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي