المياسة بنت حمد: المعرض التفاعلي «دفقة سكون» الأول من نوعه بالمنطقة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تستضيف متاحف قطر اعتبارا من يوم 23 فبراير الحالي معرضا للفنانة السويسرية بيبيلوتي ريست تحت عنوان «دفقة سكون»، وهو أول معرض شامل لها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويقام في «مطافئ: مقر الفنانين».
ويأتي المعرض ضمن فعاليات مبادرة «قطر تبدع»، في شكل عمل فني تركيبي شامل يمتد على مساحة عرض تبلغ أكثر من 650 مترا مربعا في جاليري الكراج بمطافئ، ويقدم تشكيلة من بعض أبرز أعمال الفنانة إلى جانب قطع تفاعلية جديدة أنشئت خصيصا لهذا المعرض الذي يستمر حتى الأول من يونيو المقبل.
والمعرض هو ثاني أبرز أعمال الفنانة ريست في الدوحة، بعد عملها الفني التركيبي «عقلك كما أراه، وعقلي كما تراه» (2022) الذي يعرض حاليا في متحف قطر الوطني حتى 30 أبريل المقبل.
وقالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، في تعليق لها على استضافة متاحف قطر المعرض الجديد لبيبيلوتي ريست: «كثيرون ممن استمتعوا بعمل بيبيلوتي ريست التركيبي الغامر في متحف قطر الوطني يعتبرونه المفضل لديهم».. مضيفة «نحن نفخر ونسعد بتعميق علاقاتنا مع هذه الفنانة عبر تقديم هذا المعرض التفاعلي الجديد والرائع، الذي يعد الأول من نوعه في منطقتنا، والذي صممته خصيصا لجمهورنا».
وتابعت: «صحيح أنها تستخدم في أساليبها وسائل تكنولوجية متقدمة، إلا أنها تتمتع بروح إنسانية عميقة، فلا شك أنها ستلهم الأطفال في الاحتفال بالسنة الدولية للأسرة هذا العام، فيما تأخذ الزوار البالغين في رحلة إلى فضاء نتساءل فيه عن منظورنا للعالم ولبعضنا البعض».
وفي المعرض الجديد، تزين مطبوعات جدارية من النسيج وستائر متعددة الألوان محيط فضاء العرض الذي يتخذ شكل سلسلة من «محطات كهربائية»، تصفها الفنانة بأنها عروض تفاعلية، حيث تولد عروض الفيديو بتقنية الإسقاط الضوئي، وقطع الأثاث، والسجاد، والأغراض المنزلية معا فضاء رحبا لـ»الحياة الساكنة» يمكن للجمهور أن يشارك فيه. وداخل «غرف المعيشة» هذه - وهي فضاءات نابضة بالحياة ومأهولة في نفس الوقت - تعرض صور على المشاهدين، تحولهم وكل سطح في المعرض إلى شاشات وحوامل للصور. وتعد هذه الأعمال وغيرها المعروضة في دفقة سكون تتمة لبحث ريست الموسع في ملتقى الحواس البشرية والتقنيات الرقمية، متخيلة مستقبلا يلتقي فيه البيولوجي والإلكتروني في جسم كهربائي جديد.
وقالت بيبيلوتي ريست: «حينما أبدع عملا فنيا، فإنني أقدم تقديرا، تقديسا لجمال العيش وبشاعته».. مضيفة: «إنني أرى جميع المنتجات الفنية، من خزف، ولوحات فنية إلى تطريز، وأفلام وموسيقى، بمثابة شهادات تقدير، إذ إن الفن الذي يلامس روحك وروحي حقا يغمرنا بالحكمة، فهو يدربنا على قبول الآراء المختلفة، ويزرع السكينة في قلوبنا، ويساعدنا على الاعتراف بتحيزاتنا وتحقيق التوافق النفسي».
ويدعو هذا العمل الفني زواره إلى الانطلاق في رحلة لاكتشاف ذواتهم من خلال تجربة تشرك حواسهم في وقفة من الاستبطان والإجلال وتتمثل إحدى الخصائص الرئيسية للمعرض في «وحدات البكسل» التي تتكون من 12.000 مصباح من نوع إل.إي.دي معلقة على وصلات كهربائية في أنحاء صالة العرض التي يمر من خلالها الزوار.
الجدير بالذكر أن ريست فنانة بزغ نجمها في تسعينيات القرن الماضي كأحد أبناء جيل من الفنانين الذين يبحثون الروابط بين التكنولوجيا، والطبيعة، ومشهد الصور المتغلغلة في المجتمعات المعاصرة، وهي فنانة أشيد عالميا بأعمال الفيديو التركيبية الخاصة بها، والتي تجمع بين عروض غامرة وتجارب تأملية جماعية.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية .. مرآة تعكس روائع الأمة
احتفل المتحف الوطني صباح اليوم بافتتاح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"، برعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وبحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم إمارة الشارقة، ويأتي المعرض نتيجة تعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
ويهدف المعرض، الذي يستمر حتى الثالث من مايو القادم، إلى إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوره جنبًا إلى جنب مع الإسهامات العلمية لعلماء المسلمين عبر العصور، من خلال عرض 82 مُقتنى فريدًا من روائع فنون الحضارة الإسلامية ونتاج العلماء المسلمين، تعكس جميعها مدى ثراء الثقافة الإسلامية وصمودها عبر الأزمان والحروب، إلى جانب تأثيرها وتأثرها بمناحي الحياة العلمية والاجتماعية والفنية، ومن بين أبرز المقتنيات المعروضة مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، وأول درهم مغولي فضي لهولاكو تم سكه في بغداد بعد الاحتلال المغولي للدولة العباسية عام 659 هجريًا، وإبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، وغيرها من المعروضات النادرة.
كنوز معرفية
وفي كلمة له قبل افتتاح المعرض، قال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني: في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني، يُقام معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" في المتحف الوطني، وهو استمرار لخطوة خطاها المتحف الوطني، بدءًا بإقامة معرض "الحضارة العُمانية: النشأة والتطور" في عام 2023 في متحف الشارقة للآثار، والذي حظي برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ما فتح أبواب التعاون المتحفي بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف.
وأضاف: يقدم معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية" مقتنيات تمثل كنوزًا معرفية من العصور الإسلامية، والتي يمكن الاستدلال بها على التقدم العلمي والحضاري والمعرفي الذي كانت تشهده تلك العصور، وكيف أسهم الإسلام في تأسيس حضارة متينة أساسها العلم، والارتقاء بالمعرفة والنهوض بالمعارف البشرية وتسخيرها لخدمة الأرض والإنسان.
معروضات نادرة
كما قدمت سعادة عائشة راشد ديماس، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف، كلمة قالت فيها: المعرض يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، في ظل دعم ورعاية القيادتين الحكيمتين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، وحرصهما على تعزيز التعاون والعمل المشترك ودفعه إلى آفاق أرحب، ولقد كانت زيارة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى سلطنة عُمان حافزًا رئيسيًا لتنظيم هذا المعرض، ترجمة لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا، والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الممتدة عبر التاريخ في مختلف المجالات.
وتابعت قائلة: يسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، التي يُعرض بعضها للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة، وهذه المجموعة تعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ومن بين هذه التحف الفريدة، إبريق من الفخار المذهب يعود إلى القرن السابع الهجري، والذي يعد نموذجًا يدل على استمرارية الفنون الإسلامية عبر العصور رغم التغيرات في الحكم والاقتصاد وحتى مواد الإنتاج، وأول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي عام 656 هجريًا، في دلالة على صمود الحضارة الإسلامية وقدرتها على التجدد، إضافة إلى مصحف مخطوط يعود لعام 1074 هجريًا، خطَّه الخطاط حافظ عثمان، الذي يعد من أعظم الخطاطين العثمانيين في عصره.
ثلاثة أقسام
ورافقت انتصار العبيدلي، أمينة متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، راعي الحفل والضيوف أثناء تجولهم في المعرض، مقدمة لهم شرحًا وافيًا عن أقسامه الثلاثة وما يضمه من مقتنيات متنوعة.
وفي لقاء مع وسائل الإعلام، قالت العبيدلي: سعدنا بهذا التعاون مع المتحف الوطني لعرض 82 مقتنى تم توزيعها على ثلاثة أقسام رئيسية، بدءًا بقسم فنون الخط، مرورًا بقسم علوم وابتكارات، وانتهاء بقسم التناغم والتنوع، وهذه المجموعة القيمة، التي عكست التطور الحضاري الإسلامي تاريخيًا وجغرافيًا، ستتيح للزائر الاستمتاع بمشاهدة روعة الفنون الإسلامية، من فنون الخط العربي التي تجسدت في مجموعة متنوعة من المواد، كالمخطوطات والمسبوكات الإسلامية، إلى المصاحف والصفحات القرآنية، كما يسلط المعرض الضوء على إسهامات علماء المسلمين، متضمنًا أدوات فلكية مختلفة، وأخرى طبية استخدمت في مجالات متعددة، منها أدوات الكي، بالإضافة إلى مخطوط طبي مترجم من اليونانية إلى العربية، وهناك كذلك مقتنيات مصنوعة من الزجاج والمشغولات المعدنية والفخار، تجسد التبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي بين الحضارات الإسلامية عبر العصور.