27 ألف ضحية ودمار هائل و118 يوما من الحرب على قطاع غزة، وما زالت جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة جديدة تسابق آلة القتل الإسرائيلية علها تتمكن من وقف «المجزرة» كما وصفها رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» إلى الأراضي الفلسطينية ليو كان، الذي أعرب عن أسفه لمشكلات «الأمن والوصول والإمداد» التي تصطدم بها المنظمات الإنسانية في غزة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة ««حماس» في القطاع «ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 27019 والجرحى إلى 661391».

وقالت الوزارة أمس، إن قوات الاحتلال ارتكبت 15 مجزرة، راح ضحيتها 118 شهيدا و190 مصابا خلال 24 ساعة، وقتل 3 موظفين في «أطباء بلا حدود» في قطاع غزة إثر غارات إسرائيلية، كما قتلت ابنة أحد موظفي المنظمة غير الحكومية عند إصابة مبنى تابع لها بصاروخ.

وقال كان لوكالة الأنباء الفرنسية: «شاهدت غالبية من النساء والأطفال بين المرضى في المستشفيات. إنها أول مرة نرى ذلك، وقد عملنا مع زملائي في أوضاع حرب أخرى، في أفغانستان وسورية وجنوب السودان.. إنه بنظرنا دليل واضح على أن القصف عشوائي».

وأضاف: «ما يجري حاليا مجزرة». وتابع: «ليس من الممكن اليوم في حرب لا يحق فيها للناس بالخروج، وحيث السكان محاصرون ولا مكان لهم يذهبون إليه، أن نقبل بقتل 150 امرأة وطفلا في اليوم»، مضيفا: «المطلب الأول إذا هو وقف إطلاق نار فوري وشامل». وقال إن ثمة الكثير من القتلى «غير المرئيين»، لأنهم لا ينسبون حكما إلى عمليات القصف، لكنهم أشخاص يموتون لعدم حصولهم على العناية الأساسية، إنها مأساة.

وحذر مدير عمليات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين من أنه بعد نحو 4 أشهر من الحرب، سكان قطاع غزة «يموتون من الجوع» و«يدفعون إلى حافة الهاوية».

وأكد مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في تقرير أن قطاع غزة بات «غير صالح للعيش»، مشيرا إلى تضرر نصف المباني فيه.

تطويق «خان يونس»

وأفاد شهود عن ضربات إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، حيث تخوض القوات الإسرائيلية معارك على الأرض مع مقاتلي حركة حماس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في الأيام الماضية أنه يطوق المدينة. وتشتبه إسرائيل بأن قادة حماس يختبئون في المنطقة. وقد أقر الجيش الإسرائيلي في بيان بإصابة 5 ضباط وجنود في المواجهات في غزة، خلال 24 ساعة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن هناك قصفا باتجاه مستشفى ناصر «الذي يحاصره الاحتلال»، وإن الجيش الإسرائيلي ينفذ «اقتحامات» لمستشفى الأمل في المنطقة.

وتحدث شهود عن قصف من زوارق حربية إسرائيلية على ساحل مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، حيث نزح أكثر من مليون شخص، وفق الأمم المتحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إن قواته «قضت على العشرات» ممن وصفتهم بـ «الإرهابيين»، ودمرت منصة إطلاق صواريخ طويلة المدى في خان يونس.

وبموازاة عداد القتلى الذي لا يتوقف، تكثفت الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار. وتترقب المنطقة عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن «في الأيام المقبلة»، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدد الدول التي سيزورها.

ورقة تفاهم

تزامنا مع ذلك، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى مصر أمس، وفق ما أفاد مصدر مقرب من حماس، لبحث مبادرة جديدة تمت صياغتها خلال اجتماع الأسبوع الماضي في باريس بين مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومسؤولين من مصر وإسرائيل وقطر.

وذكر مسؤولون في حماس أن الحركة تدرس اقتراحا يتألف من 3 مراحل، تنص الأولى منها على هدنة مدتها 6 أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني مقابل 35 إلى 40 رهينة، إضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميا.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في تصريح صحافي وزعه مكتبه أمس «لا تزال حماس تدرس الورقة المقدمة ولدينا ملاحظات جوهرية عليها».

وتابع البيان: «سنبحث عن ضمانات لالتزام العدو»، مضيفا: «ندرس مع مختلف قوى المقاومة ورقة التفاهم لبلورة رد موحد سنقدمه للوسطاء».

وتحت ضغوط عائلات المحتجزين من أجل تحرير ذويهم ومن أعضاء حكومته الرافضين لتقديم تنازلات كبرى برأيهم للفلسطينيين، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نعمل من أجل التوصل إلى تفاهم آخر لتحرير رهائننا، ولكن ليس بأي ثمن». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين مشاركين بمفاوضات تبادل الأسرى أن تصريحات رئيس الوزراء مضرة، قائلين إنه «ربما يسعى لإفشال الصفقة».

وفي الإطار ذاته، نقلت صحيفة معاريف عن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أنه قال «لا أريد تضليل عائلات الرهائن، وفي تقديري لن يكون هناك اتفاق».

انقسام داخلي

وفي مؤشر على التوترات والانقسامات الداخلية، نقلت قناة الجزيرة عن هيئة البث الإسرائيلية أن ديوان نتنياهو أبلغ مكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بإلغاء لقاء كان مقررا بينهما أمس.

وعلى هامش الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة وقطر ومصر، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي يؤيد علنا القضية الفلسطينية ويتهم إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» حاليا في غزة، تشكيل «لجنة سلام مؤلفة من عدة دول» لضمان إطلاق سراح الرهائن ووضع حد للحرب.

كما قال رئيس وزراء أيرلندا ليو فارادكار إنه سيطرح على قادة الاتحاد الأوروبي العمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ودخول المساعدات وإطلاق سراح الرهائن.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: يجب إسقاط حكومة نتنياهو

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، اليوم السبت، إنه يجب إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات للكنيست الإسرائيلي.

وأجرت القناة الـ 12 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، مقابلة مع أولمرت أوضح من خلالها أنه على حكومة نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة طالما تمكنت حركة "حماس" من النجاة بعد مرور 9 أشهر كاملة على بدء الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي.

 

إسرائيل تعلق على فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران إسرائيل تغتال مسؤولاً بحزب الله شرق لبنان

 

وأشار أولمرت إلى أنه "بمجرد سقوط نتنياهو يمكن للبلاد أن تعود للعقلانية والبناء"، مضيفا أنه "يجب إسقاط الحكومة والحرب لن تنتهي دون انتخابات برلمانية وبحلول نهاية العام ستكون هناك انتخابات".

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، إلى تسوية في الشمال الإسرائيلي من شأنها وقف القتال في شمال البلاد، منتقدا حكومة نتنياهو لإجلائها عشرات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين من منازلهم مع بداية الحرب على قطاع غزة.

وفي وقت سابق من اليوم السبت، ذكرت قناة إسرائيلية، أن الجيش أبلغ القيادة السياسية بأن القتال ضد حركة حماس سيستمر لسنوات، ما يعني خسارة المحتجزين لدى الحركة في قطاع غزة.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، بأن الجيش أبلغ القيادة السياسية أن القتال ضد حماس سيستمر لسنوات ما يعني خسارة المحتجزين، حيث ترى المؤسسة الأمنية وجود فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، داعية القيادة السياسية إلى استغلالها.

وأوضحت القناة على موقعها الإلكتروني أن هناك تقديرات تسود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مفادها أن العملية العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قد أدت إلى مرونة حماس، مضيفة أن هناك حالة "من السباق مع الزمن" بهدف إنهاء تلك العملية قبل التوصل لاتفاق مع الحركة الفلسطينية.

وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.

 

مقالات مشابهة

  • 3 ملفات يناقشها الاجتماع الثلاثي في القاهرة حول غزة
  • الحرب الإسرائيلية على غزة تدخل شهرها العاشر
  • حزب الله: استهدفنا مقر قيادة الفرقة 91 الإسرائيلية في ثكنة إييليت
  • موافقة حماس وانتظار المفاوضات.. تطورات وقف إطلاق النار في غزة
  • خبير شؤون إسرائيلية يتوقع التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين قريبا
  • حماس: ننتظر الرد الإسرائيلي على اقتراح وقف إطلاق النار
  • كم يحتاج المواطن يوميا للعيش في عدن
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: يجب إسقاط حكومة نتنياهو
  • “كلاب وتعذيب”.. تفاصيل مروّعة لمعتقلين داخل سجون إسرائيل
  • رئيس الموساد إلى قطر ضمن محاولات التوصل إلى هدنة في غزة