موقع النيلين:
2024-07-04@04:48:30 GMT

جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT


لا أعرف كلمة في حب الوطن والمدينة قاربت كلمة يوسف عبد المنان في حب بابنوسة وهي في مرمى الأوغاد. وبابنوسة، التي مررت عليها مروراً، عندي مثل كسلا. قلت مرة إني لم أزر كسلا حتى تاريخه ذاك ولكنها المدينة التي لم اغادرها لأنني ابن ختمية صميمة. وبابنوسة كذلك. لم أرها ولم أغادرها أبداً أيضاً لأنني ابن سكة حديد صميم.

ليس من بين زملاء شلتي في نادي الوادي في عطبرة من لم ينفق بعض عمره خادماً للسكة الحديد فيها. وتدخل في أنسنا كما تدخل أم درق والشعديناب واوربي والباوقة. ولا أعرف من رأى خطر هذه المدينة مثل الناظر بابو نمر. قال إنه من مر القطر من جهتنا إلى بابنوسة عرفت أن الإدارة الأهلية إلى زوال طال الزمن أو قصر.

كتب عبد المنان يقول عن البابنوسة:
بابنوسة المدينة المثقفة تكتب الشعر وتقرأ الروايات، وتشجع ريال مدريدوبرشلونه، وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة، وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي، وتضرب حسناواتها الدلوكه، متين ياربي تاني تلمنا.. وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي، مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق، وانتظمت في مدرسة التيار الإسلامي، واحبت سيد قطب، وحفظ اسلاميوها أشعار محمد إقبال، وهاشم الرفاعي..

????نعم .. بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم وممتلئة بالثقافة، والتمرد والعصيان، والفراسة والرجولة والكبرياء، ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة
29 يناير 2024م
وكتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا وَلود ذا صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه.

وددت لنعاة السودان أن يتنسموا عبير النبأ الطيب الفاح من رياه. فقد الجمتني الدهشة لكتاب كثيرين في المهاجر سقموا الوطن و”قنعوا” من خير فيه طالما حكمته الإنقاذ. وترخصوا. وقَبلوا أن تنتقص أطرافه بقوة أجنبية في كتابات نافدة الصبر يائسة يتبارى الكاتبون بحثاً لها عن عنوان طريف ونبأ خاسر. وبطل عندهم الوطن من فرط ما ذهبت الإنقاذ برجاحتهم وحلت عقدة رباطة جأشهم.
ومن ضفة الوطن الأخرى المُنتظر يأتينا النسام.
بثت الأسافير قبل أيام أغنية جديدة في حب الوطن لطارق الأمين. وقد وصف طارق أغنيته بنفسه. فهي مثل الأم التي “تمسح من حناجرنا العويل” أو بعض تلك الأنامل التي “ترسم صورة الوطن الجميل”. لقد رثى لنا للمرارات تحتوينا وتسهدنا “الغنيوات الحزينة”. وجعل من هذه المرثية لازمة في الأغنية بغير تهافت. فالأغنية مشرقة بالسودان كشمسه في كبد السماء. فالبلد محروسة:
نحن ما الشعب السوداني
المهذب، المثقف، العزيز
جينا يا مدينة
ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن جار الزمان تجرعنا غصصه بالأغنية والتهاليل:
نحن من تلك المعاني الراكزة من شعر الخليل
جينا يا مدينة
ونحن: عشاق الأغاني يلا يا رشا ياكحيل
جينا يا مدينة
نحن مداح الخلاوي البضوو الدنيا ليل
جينا يا مدينة
والتعزي ب”الحقيبة” والأمل مما أبدع في تصويره المرحوم زين العابدين الهندي في أوبريته العظيم عن الوطن. فقد خص، من غير سابقة، أغنية الحقيبة و”صعاليكها”، بمقطع مؤثر لولههم بالسودان يتفصد له الفؤاد وتندى العين. وهذا سلاح المستضعف ينهض به من رماد هزائمه.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لماذا السعوديون يقضوا اجازاتهم خارج وطنهم؟

السياحة في المملكة العربية السعوديه هي أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد المحاور المهمة لرؤية المملكة 2030، تعتبر أرضها مهد الدين الاسلامي، ممّا يجعلها محل جذب سياحي، وجاءت المملكة أول الوجهات العربية تفضيلاً من قبل السياح المسلمين، ورابعها عالمياً ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين من بين 130 بلدا، وذلك بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الاسلامية لسنة 2019م

وبدأت السياحة تلقى دعماً متزايداً من الدولة والتي تعمل حالياً تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى، وتحديث وتطوير البنية التحتية، وتأهيل المواقع السياحية والتراثية، والارتقاء بقطاع الإيواء ووكالات السفر والخدمات السياحيه، وتطوير الأنشطة والفعاليات في المواقع السياحية، فضلاً عن تنمية الموارد البشرية السياحيه.

ووفقاً لتقرير منظمة السباحة العالمية باروميتر في شهر يناير 2024م ،حققت المملكة تعافياً بنسبة 156% في اعداد السياح الوافدين خلال عام 2023م مقارنة ب 2019م، وحسب تصريح وزير السباحة ان المملكة ان المملكة تستهدف 100 مليون سائح بحلول عام 2030م ، ومع ذلك نلاحظ ان قطاع السياحة الداخلية يواجة 6 معوقات وهي عدم توفر السكن المناسب، وارتفاع الاسعار ، نظراً لقلة الغرف الفندقية التي لاتلبي الاقبال المتنامي، بالاضافة الى عدم توفير رحلات اضافية لمواكبة حجم الطلب، الى جانب ارتفاع أسعار وسائل النقل، ولذلك السائح السعودي يتجة الى دبي نظراً لانخفاض الأسعار وجودة الخدمة وتوافر وسائل النقل،االسعوديين يستحوذون على نحو 30% من اجمالي حجوزات المنتجعات في دبي، باجمالي مليون سائح سنوياً.

ويسعى الكثير من المواطنين لقضاء إجازاتهم خارج الوطن ، ويعود السبب في ذلك الى انخفاض تكاليف السفر بسبب العروض التي تقدمها شركات الطيران الدولية أوالعروض التي تقدمها مكاتب السياحة، ومعنى ذلك أن قضاء الاجازة خارج الوطن يعني خروج أموال من البلاد،وتصرف هذه الأموال في الخارج للسكن والاقامة والأكل والشرب والترفيه، بدلاً من صرفها في الداخل ، لأن البقاء في أرض الوطن والسياحة في داخل المملكة بجعلنا نصرف أموالنا في داخل بلادنا .

لذا نهيب بوزارة السياحة وكذلك وزارة التجارة مراقبة أسعار الفنادق والمنتجعات السياحيه ، والشقق المفروشة، ووضع تسعيرة منصفة عادلة، بحسب درجات الفنادق والمنتجعات السياحية ، حتى يستطيع المواطنون تقبُّل هذه الأسعار.

drsalem30267810@

مقالات مشابهة

  • غزة.. إعادة التفكير في كل شيء تقريبًا!
  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • فضل الله: لا تتوقفوا عن طلب العلم فالمقاومة قادرة على ردع العدوّ
  • الحج .. يُسر و طمأنينة وجهود موفقة
  • «حماة الوطن»: على الحكومة الجديدة ترتيب أولوياتها لتحقيق مطالب المواطنين
  • الأمن الوطني.. أيقونة الاستقرار
  • ننشر نص كلمة رئيس مجلس الشيوخ بمناسبة ذكرى 30 يونيو
  • لماذا السعوديون يقضوا اجازاتهم خارج وطنهم؟
  • كرامة الوطن في إعلاء قيمة الكفاءة
  • دراسة صينية تكتشف جينا قد يؤدي إلى إنهاء مشكلة السمنة في العالم