جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
لا أعرف كلمة في حب الوطن والمدينة قاربت كلمة يوسف عبد المنان في حب بابنوسة وهي في مرمى الأوغاد. وبابنوسة، التي مررت عليها مروراً، عندي مثل كسلا. قلت مرة إني لم أزر كسلا حتى تاريخه ذاك ولكنها المدينة التي لم اغادرها لأنني ابن ختمية صميمة. وبابنوسة كذلك. لم أرها ولم أغادرها أبداً أيضاً لأنني ابن سكة حديد صميم.
كتب عبد المنان يقول عن البابنوسة:
بابنوسة المدينة المثقفة تكتب الشعر وتقرأ الروايات، وتشجع ريال مدريدوبرشلونه، وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة، وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي، وتضرب حسناواتها الدلوكه، متين ياربي تاني تلمنا.. وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي، مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق، وانتظمت في مدرسة التيار الإسلامي، واحبت سيد قطب، وحفظ اسلاميوها أشعار محمد إقبال، وهاشم الرفاعي..
????نعم .. بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم وممتلئة بالثقافة، والتمرد والعصيان، والفراسة والرجولة والكبرياء، ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة
29 يناير 2024م
وكتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا وَلود ذا صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه.
وددت لنعاة السودان أن يتنسموا عبير النبأ الطيب الفاح من رياه. فقد الجمتني الدهشة لكتاب كثيرين في المهاجر سقموا الوطن و”قنعوا” من خير فيه طالما حكمته الإنقاذ. وترخصوا. وقَبلوا أن تنتقص أطرافه بقوة أجنبية في كتابات نافدة الصبر يائسة يتبارى الكاتبون بحثاً لها عن عنوان طريف ونبأ خاسر. وبطل عندهم الوطن من فرط ما ذهبت الإنقاذ برجاحتهم وحلت عقدة رباطة جأشهم.
ومن ضفة الوطن الأخرى المُنتظر يأتينا النسام.
بثت الأسافير قبل أيام أغنية جديدة في حب الوطن لطارق الأمين. وقد وصف طارق أغنيته بنفسه. فهي مثل الأم التي “تمسح من حناجرنا العويل” أو بعض تلك الأنامل التي “ترسم صورة الوطن الجميل”. لقد رثى لنا للمرارات تحتوينا وتسهدنا “الغنيوات الحزينة”. وجعل من هذه المرثية لازمة في الأغنية بغير تهافت. فالأغنية مشرقة بالسودان كشمسه في كبد السماء. فالبلد محروسة:
نحن ما الشعب السوداني
المهذب، المثقف، العزيز
جينا يا مدينة
ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن جار الزمان تجرعنا غصصه بالأغنية والتهاليل:
نحن من تلك المعاني الراكزة من شعر الخليل
جينا يا مدينة
ونحن: عشاق الأغاني يلا يا رشا ياكحيل
جينا يا مدينة
نحن مداح الخلاوي البضوو الدنيا ليل
جينا يا مدينة
والتعزي ب”الحقيبة” والأمل مما أبدع في تصويره المرحوم زين العابدين الهندي في أوبريته العظيم عن الوطن. فقد خص، من غير سابقة، أغنية الحقيبة و”صعاليكها”، بمقطع مؤثر لولههم بالسودان يتفصد له الفؤاد وتندى العين. وهذا سلاح المستضعف ينهض به من رماد هزائمه.
عبد الله علي إبراهيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أحلى ايام السودان قادمة !!
عندما يحس السوداني بقيمة بلده وانه جزء منه يعطيه كل ما يملكه، عندما يكون السودان للجميع بلا تمكين يقرب فيه ولاءات الحزب ويبعدوا الكفاءات لا شك انك لن تكره بلدك، وعندما يبعد دينك من الحياة العامة ويفرض عليك العلمانية قوانين دخيلة على ثقافتنا ارضاءا للغرب ويكون هم الساسة فقط فرض قوانين الغرب البعيدة من الدين وفرض قوانين للخمور والعرقي وتبرج المرأة وسفورها ومساواتها بالرجل في أمور لا علاقة له بالشرع لن تحس بالتأكيد بالحرية في الحياة وفق دينك وثقافتك وهويتك .. عملت فترة في الخدمة الوطنية طبيبا في غرب دارفور مدينة الجنينة في العقد الأول من الالفينات، وكان السلم الاجتماعي بين قبائل غرب السودان وقبائل الشمال (الجلابة) في اسوأ حالاته، والسبب نفس العدو الذي كان في الطرف النقيض ونفس الافعال ونفس الهمجية تجاههم، لكن هذا الحرب رغم مآسيه إعاد التوازن بين قبائل الغرب وقبائل الشمال إجتماعيا، تحسنت اللحمة الوطنية والترابط كثيرا فيما بين الغالبية منهم، وأصبحت قبائل الشمال لا هم لهم غير سلامة الفاشر وعودة الجنينة ونيالا وغيرها من المدن لحضن الوطن، واصبح كثير من اللايفاتية من أبناء الغرب والشمال وبقية ارجاء السودان يدافعون عن بعضم البعض، واصبح بالامكان أن نتعايش جميعا في وطن واحد يجمعنا أفضل مما كان من قبل كثيرا، ومعلوم أن ازدهار الوطن وتنميتها تبدأ بتوحد الجميع في محبة ووئام، لذلك نتوقع كثيرا ونتفائل أن الاحلى قادم للسودان بأذن الله.
د. عنتر حسن
إنضم لقناة النيلين على واتساب