موقع النيلين:
2025-02-11@23:08:03 GMT

جينا يا بابنوسة لتمسحي من حناجرنا العويل

تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT


لا أعرف كلمة في حب الوطن والمدينة قاربت كلمة يوسف عبد المنان في حب بابنوسة وهي في مرمى الأوغاد. وبابنوسة، التي مررت عليها مروراً، عندي مثل كسلا. قلت مرة إني لم أزر كسلا حتى تاريخه ذاك ولكنها المدينة التي لم اغادرها لأنني ابن ختمية صميمة. وبابنوسة كذلك. لم أرها ولم أغادرها أبداً أيضاً لأنني ابن سكة حديد صميم.

ليس من بين زملاء شلتي في نادي الوادي في عطبرة من لم ينفق بعض عمره خادماً للسكة الحديد فيها. وتدخل في أنسنا كما تدخل أم درق والشعديناب واوربي والباوقة. ولا أعرف من رأى خطر هذه المدينة مثل الناظر بابو نمر. قال إنه من مر القطر من جهتنا إلى بابنوسة عرفت أن الإدارة الأهلية إلى زوال طال الزمن أو قصر.

كتب عبد المنان يقول عن البابنوسة:
بابنوسة المدينة المثقفة تكتب الشعر وتقرأ الروايات، وتشجع ريال مدريدوبرشلونه، وتعرف ليفربول وتغني مع حمد الريح إلى مسافرة، وتقرا لبدر شاكر السياب تولستوي ومكسيم جوركي، وتضرب حسناواتها الدلوكه، متين ياربي تاني تلمنا.. وهي رئاسة السكة حديد القطاع الغربي، مدينة عمالية تمردت على الطائفية وعرفت الحزب الشيوعي وعرفت البعث العربي من صلاح الدين البيطار إلى مشيل عفلق، وانتظمت في مدرسة التيار الإسلامي، واحبت سيد قطب، وحفظ اسلاميوها أشعار محمد إقبال، وهاشم الرفاعي..

????نعم .. بابنوسة مدينة مثقلة بالعلم وممتلئة بالثقافة، والتمرد والعصيان، والفراسة والرجولة والكبرياء، ترفض ان تبيع نفسها للملشيا التي تقاتل من أجل مملكة مصنوعة من بقايا الأشياء الساقطة
29 يناير 2024م
وكتبت هذه الكلمة في 2012 أعزي نفسي أن بلدنا وَلود ذا صحوات ربما لم يحسن تقديرها من أثقلوا علينا بيأس منه.

وددت لنعاة السودان أن يتنسموا عبير النبأ الطيب الفاح من رياه. فقد الجمتني الدهشة لكتاب كثيرين في المهاجر سقموا الوطن و”قنعوا” من خير فيه طالما حكمته الإنقاذ. وترخصوا. وقَبلوا أن تنتقص أطرافه بقوة أجنبية في كتابات نافدة الصبر يائسة يتبارى الكاتبون بحثاً لها عن عنوان طريف ونبأ خاسر. وبطل عندهم الوطن من فرط ما ذهبت الإنقاذ برجاحتهم وحلت عقدة رباطة جأشهم.
ومن ضفة الوطن الأخرى المُنتظر يأتينا النسام.
بثت الأسافير قبل أيام أغنية جديدة في حب الوطن لطارق الأمين. وقد وصف طارق أغنيته بنفسه. فهي مثل الأم التي “تمسح من حناجرنا العويل” أو بعض تلك الأنامل التي “ترسم صورة الوطن الجميل”. لقد رثى لنا للمرارات تحتوينا وتسهدنا “الغنيوات الحزينة”. وجعل من هذه المرثية لازمة في الأغنية بغير تهافت. فالأغنية مشرقة بالسودان كشمسه في كبد السماء. فالبلد محروسة:
نحن ما الشعب السوداني
المهذب، المثقف، العزيز
جينا يا مدينة
ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فإن جار الزمان تجرعنا غصصه بالأغنية والتهاليل:
نحن من تلك المعاني الراكزة من شعر الخليل
جينا يا مدينة
ونحن: عشاق الأغاني يلا يا رشا ياكحيل
جينا يا مدينة
نحن مداح الخلاوي البضوو الدنيا ليل
جينا يا مدينة
والتعزي ب”الحقيبة” والأمل مما أبدع في تصويره المرحوم زين العابدين الهندي في أوبريته العظيم عن الوطن. فقد خص، من غير سابقة، أغنية الحقيبة و”صعاليكها”، بمقطع مؤثر لولههم بالسودان يتفصد له الفؤاد وتندى العين. وهذا سلاح المستضعف ينهض به من رماد هزائمه.

عبد الله علي إبراهيم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الدويري عن ترامب .. إنسان عجيب غريب يصعب وصفه هل هو تاجر أم مقامر ام جاهل ؟

#سواليف

كتب الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري

دونالد تراب مُصِر على شراء غزة ، وفتح المجال للآخرين المساهمة بإعادة الإعمار والسكن ويعد بتأمين حياة كريمة للفلسطينيين في أماكن سكناهم الجديدة ، إنسان عجيب غريب يصعب وصفه هل هو تاجر أم مقامر ام جاهل عديم الثقافة، هل سمع بمفردة الوطن والمواطن ،أم لأنه ابن والدين مهاجرين لم يعد لمفهوم الوطن أي قيمة عنده. هل لعملة كمتعهد حفلات مصارعة أثرت على نفسيته، أم المنزل الذي كان يمتلكه جده واستخدمه كبيت للدعارة كما ذكرت بعض المصادر اصبح المنطلق الأساس لتكوين شخصية؟ مهما كان السبب يبقى شخصية مزاجية متقلبة وستبقى أفكاره وطروحاته مزعجة وإن استحال تطبيقها.

مقالات ذات صلة الأرصاد الجوية تحذر: درجات حرارة متدنية خلال تأثير الكتلة الهوائية الباردة جدا 2025/02/10

مقالات مشابهة

  • الجبالي: مدينة الإنتاج الإعلامي ملكية عامة ونسعي لخدمة الوطن
  • هدى حسين ترد على جدل سحب الجنسية الكويتية منها
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: حب الوطن والأرض يسري في دمائنا
  • الدويري عن ترامب .. إنسان عجيب غريب يصعب وصفه هل هو تاجر أم مقامر ام جاهل ؟
  • حسن عزالدين: هذا الوطن جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وانتمائنا
  • مسلسل «جودر 2» يحقق آخر أمنية للراحل صالح العويل بالعودة للتمثيل
  • جينا الفقى: إنتاج أول سيارة كهربائية.. وتصنيع «السيليمارين» لعلاج أمراض الكبد
  • زعيتر: معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي تحمي الوطن
  • جلالة السلطان يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة
  • بناة المستقبل