المقاومة تستهدف آليات الاحتلال وجنوده المتحصنين في المباني في أكثر من محور قتال في غزة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
نفّذت المقاومة الفلسطينية عدّة عمليات، اليوم الخميس، ركزت خلالها على استهداف آليات قوات الاحتلال الإسرائيلي وحشودها في أكثر من محور في قطاع غزّة.
ونشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مشاهد توثّق التحام مجاهديها بآليات الاحتلال غربي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.
وأعلنت القسام استهدافها جرافة عسكرية من نوع “D9″، بقذيفة “تاندوم”، واستهداف مجموعة من جنود الاحتلال تحصنت داخل منزل، بقذيفة “TBG” مضادة للتحصينات، وأوقعتهم بين قتيل وجريح، في المنطقة نفسها.
وأشارت الكتائب إلى دكّ حشود الاحتلال بقذائف “الهاون” من العيار الثقيل، غربي مدينة غزة، بالإضافة إلى استهداف 3 آليات إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” محلية الصنع، على تخوم حي الشيخ رضوان في المدينة، وهو ما أكده مجاهدوها بعد عودتهم.
وكشفت القسّام استيلاءها على 3 طائرات “درون” جنوبي حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة.
#بالفيديو | إلتحام مجاهدي القسام مع آليات العدو غرب مدينة #خان_يونس جنوب قطاع #غزة.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/xampSDVvaE
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 1, 2024
ونشرت القسام أيضاً مشاهد عن عمليات استهداف نفذتها ضد قوات الاحتلال في عدد من المناطق، في محور شمالي غزة، وثّقت فيها عملية قنص نوعية استهدفت ضابطاً إسرائيلياً بواسطة بندقية الغول، وأصابته بصورة دقيقة.
بدورها، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصفها حشود الاحتلال في محيط موقع “كيسوفيم” العسكري بوابل من قذائف “الهاون”.
وخاض مجاهدو السرايا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والصاروخية، ضد جنود الاحتلال وآلياته، في محاور القتال، غربي خان يونس وجنوبيّها.
ومن مسافة صفر، أكد المجاهدون، بعد عودتهم من خطوط القتال، اشتباكهم مع الجنود الإسرائيليين، وإيقاعهم بين قتيل وجريح، مشدّدين على استهدافهم آلية عسكرية وناقلة جند إسرائيليتين بقذائف الـ “تاندوم”، وسط خان يونس.
واستهدفت سرايا القدس، بقذيفة “TPG”، مجموعة من جنود الاحتلال، كانت تتمركز داخل شقة في مربع الصناعة، غربي مدينة غزة، وقصفت بقذائف “الهاون” تموضعاً لجنود الاحتلال وآلياته، شرقي حيّ الزيتون في المدينة.
#بالفيديو | استهداف مجاهدي القسام لآليات الاحتلال وقنص ظابط إسرائيلي في حيي تل الهوى والشيخ رضوان غرب مدينة #غزة.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/hBeTDNiKNK
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) February 1, 2024
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى خوضها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال وآلياته، في محاور القتال، غربي خان يونس.
وأكدت كتائب المجاهدين قصفها، بالصواريخ قصيرة المدى، تجمعات آليات الاحتلال وجنوده، جنوبي غزة، إضافة إلى خوضها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في المناطق الغربية لمدينة غزة، بالأسلحة المناسبة والمتنوعة.
كتائب المقاومة الوطنية قوات الشهيد عمر القاسم أعلنت إطلاقها قديفة “ار بي جي” على إحدى الآليات الإسرائيلية المتوغلة بالقرب من الحي الياباني غربي خان يونس.
وفي إثر عمليات المقاومة، التي تكبّد الاحتلال الخسائر المادية والبشرية، انسحبت قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع من عدّة مناطق اليوم.
وأفاد مراسل الميادين، في وقت سابق اليوم، أن القوات انسحبت من مناطق الزوايدة والنصيرات والكرامة ومنطقتي التوام وأبراج المخابرات، ومن بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون شمالي القطاع.
ولأول مرّة منذ توغلها، انسحب قوات “جيش” الاحتلال من مناطق مخيم المغازي والبريج وسط قطاع غزّة، ومن شارع الرشيد غربي القطاع.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: آلیات الاحتلال جنود الاحتلال قوات الاحتلال مدینة غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
المقاومة تلعب بذكاء والعدو يكرس فشله أكثر.. الهُدنة إلى أين؟
يمانيون/ تقارير
في تطورٍ مفاجئ، أعادت المقاومةُ الفلسطينيةُ فرضَ نفسِها طرفاً فاعلاً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، عبر طرح مبادرةٍ تُلقي بظلالها على حسابات الكيان الصهيوني، وتُعقِّد موقفه التفاوضي. جاءت هذه الخطوة بعد تصاعد الضغوط الدولية الفاشلة لإجبار حركة حماس على التنازل عن شرطها الأساسي بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة، فيما رأت أوساط في العدو الإسرائيلي أن الحركة الفلسطينية نجحت في الاستحواذ على زمام المبادرة عبر طرحها إطلاق سراح خمسة أسرى يحملون الجنسيتين “الإسرائيلية” والأمريكية، ما دفع الكرة إلى ملعب الصهاينة وأربك استراتيجيتها التفاوضية.
منذ اللحظة الأولى، حاول العدو الإسرائيلي تحميل الفلسطينيين وزر فشله العسكري والأخلاقي، فشنَّ حربًا استمرت عامًا وخمسة أشهر استشهد خلالها أكثر من 40 ألف فلسطيني، ثلثاهم أطفال ونساء، وفق تقارير أممية. لكن حماس، برغم الدمار، لم تنكسر، بل حوَّلت الملف الإنساني إلى سلاح تفاوضي. فبينما كان قادة الكيان يتباهون بـ”سحق الإرهاب”، يعترف المحللون والنخبة الصهاينة بشيء آخر مغاير من بينهم إيلان بيتون، القائد العسكري الصهيوني السابق، بالهزيمة والذي يقول في حديثه لإحدى القنوات العبرية:
“ارتكبنا خطأً قاتلًا عندما أوقفنا المرحلة الأولى من الاتفاق دون ضمانات. الآن، الأميركيون يتفاوضون مع حماس فوق رؤوسنا، وحكومتنا تتخبط كعجلة مكسورة!”
ويضيف: لم ندخل في المرحلة الثانية من موقع قوة، بل دخلنا في حالة من التأرجح. وعدم طرحنا لموقف خاص بنا أدخل الأميركيين إلى هذا الفراغ، وقد جاء مبعوث ترامب آدام بولر وطرح مواقفه واتصل بحماس، وقد ضرب بذلك قوة موقف ترامب إلى درجة اضطر ترامب للقول إننا لن نهجر أحدا من غزة!
لم تكن هذه الاعترافات صادرة عن ضميرٍ يقظ، بل عن إدراكٍ مرير بأن المبادرة الفلسطينية مزَّقت ورقة التوت عن عورة الكيان العسكري. فحتى الجنرالات الصهاينة بدأوا يتحدثون بلغة الهزيمة، مثلما سُرب عن قائد المنطقة الوسطى في جيش العدو الاسرائيلي قوله:
“غزة صارت مقبرة لشبابنا. كل بيت ندكّه يتحول إلى فخٍّ يفجر أبطالنا!”
أما على طاولة المفاوضات، فقد نجحت حماس في تحويل شروط واشنطن إلى سلاحٍ ضدها. فبعدما طالبت الإدارة الأمريكية بالإفراج عن أسرى يحملون جنسيتها، وافقت الحركة ببرودٍ على العرض، لكن بشمّاعة جديدة: الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين ووقف الحرب إلى الأبد. هنا اشتعلت الأزمة في “تل أبيب”، حيث صرخ اليئور ليفي، المحلل الصهيوني، منفعِلاً في مقابلته مع قناة عبرية:
“هذه مناورة ماكرة! حماس تُظهر مرونة وهمية لتوريطنا أمام حلفائنا. العالم كله يسأل: لماذا ترفض إسرائيل السلام إن كانت حماس موافقة؟!”
لكن الأسئلة الأكثر إحراجًا تأتي من الداخل الصهيوني نفسِه، حيث خرج أهالي الأسرى الصهاينة يهتفون في شوارع “تل أبيب” آخرها مساء السبت الاحد : “كل يوم تأخير هو جريمة، حكومة نتنياهو تقتل أبناءنا بأيديهم!”. هذه الضغوطات تأتي بعد 15 شهرًا من العدوان على غزة، لم يتحرر سوى عدد من الأسرى الصهاينة، بينما قُتل 43 آخرون بقصف جيش العدو نفسه على غزة، وفق اعترافات مخابرات العدو.
على الصعيد الدولي، ما زال “الضمير العالمي” يتغذى على شعاراتٍ جوفاء. ففي الوقت الذي تدين فيه الأمم المتحدة “الانتهاكات الإسرائيلية”، يمنع الفيتو الأمريكي أي قرارٍ بوقف إطلاق النار. حتى الاتهامات الجديدة بجرائم حرب ضد قادة العدو لم تتحول إلى خطوات عملية، ما دفع تاليا ساسون، المسؤولة الصهيونية السابقة، إلى السخرية:
“أمامكم خياران: إما أن تعترفوا أن “القوة” فشلت في غزة، أو تواصلوا الكذب على أنفسكم حتى تسقط الأرقام عليكم!”
تعم حالة الإحباط الأوساط الصهيونية بمن فيهم المسؤولون السابقون؛ أحدهم ايلان سيغف – مسؤول سابق في الشاباك الصهيوني يقول: “نحن نلعب بالكرة مع أنفسنا ونركض من جهة إلى جهة أخرى لنركل الكرة، ونحن يجب أن نفرض عقوبات على حماس، لكن بعد عودة المختطفين أعتقد أنه قد جاء الوقت بعد عام وخمسة أشهر لنقول الكل مقابل الكل بما في ذلك وقف إطلاق النار لعشر سنوات.”
في الوقت ذاته، تصاعدت احتجاجات المستوطنين داخل كيان العدو الإسرائيلي للمطالبة بإبرام الاتفاق بشكلٍ عاجل، وقد حذّر أهالي الأسرى من أن “استمرار المماطلة يُهدد حياة أبنائهم”، وفق تصريحاتٍ متلفزة. هذه الضغوط الداخلية، إلى جانب الانقسامات المهيأة للتفاقم داخل الائتلاف الحكومي، تُفاقم أزمة مجرم الحرب نتنياهو، الذي يوازن بين مطالب الأسرى ورفضه تقديم تنازلاتٍ خشية إضعاف صورته كـ”زعيم أمني” وهو الذي يقف اليوم في قفص الاتهام القضائي بتهمة الفساد والخيانة والفشل.
يبدو كيان العدو الإسرائيلي اليوم رهن عجزه عن كسر الحلقة المفرغة بين خيارين: قبول صفقةٍ تُوقف الحرب مع الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، أو الاستمرار في حربٍ استنزافية تهدد بانهياره داخليًّا وخارجيًّا. وفي الوقت الذي تُعيد فيه حماس ترتيب أوراقها بذكاء، يبدو أن الكرة اليوم في ملعب “تل أبيب”، لكن الساعة تدقُّ لصالح من يملك إرادة التضحية.
نقلا عن موقع أنصار الله