إيران قلقلة من تصرفات وكلائها في المنطقة.. هل تغير استراتيجيتها؟
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
تبدي إيران قلقا إزاء تصرفات بعض وكلائها في العراق وسوريا واليمن، ما يمكن أن يجعلها تغير استراتيجيتها الأوسع المتمثلة في دعم الهجمات بالوكالة، على أهداف أمريكية وغربية.
هكذا كشف مسؤولون أمريكيون، لشبكة "سي إن إن"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، حين قالوا نقلا عن معلومات استخباراتية أمريكية، أن الهجوم بطائرة مسيرة الذي أسفر عن مقتل 3 جنود أمريكيين في موقع "البرج 22" في الأردن، والذي نسبته الولايات المتحدة إلى جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق" المدعومة من إيران، فاجأ طهران وأثار قلق القيادة السياسية هناك.
وشنت الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران أكثر من 160 هجوما على القوات الأمريكية منذ أكتوبر/تشرين الأول، إلا أن الضربة التي نفذت في نهاية الأسبوع الماضي، كانت الأولى التي تسفر عن مقتل أمريكيين منذ بدء الهجمات شبه اليومية، قبل نحو 4 أشهر.
وتشير الشبكة نقلا عن تقارير الاستخبارات الأمريكية، إلى أن إيران تشعر بالقلق من أن الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن التجارية في البحر الأحمر "يمكن أن تزعزع المصالح الاقتصادية لكل من الصين والهند، الحليفين الرئيسيين لإيران".
وحذر المسؤولون من أنه ليس هناك شعور بأن قلق طهران المتزايد من هذه الهجمات يمكن أن يجعلها تغير استراتيجيتها الأوسع المتمثلة في دعم الهجمات بالوكالة على أهداف أميركية وغربية.
لكن المسؤولين يعتقدون أن إيران تتبع نهجا محسوبا في الصراع، يهدف إلى تجنب إشعال حرب شاملة.
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة تقر خطة لضرب أهداف إيرانية في سوريا والعراق
ورفض المسؤولون تقديم مزيد من التفاصيل حول المعلومات الاستخبارية نظرا لحساسيتها.
وتقول الشبكة، إن الولايات المتحدة عادة ما تكون قادرة على الحصول على معلومات استخباراتية عن إيران من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب بما في ذلك تجنيد جواسيس أو التنصت على الاتصالات الإيرانية.
ويؤكد مسؤولون، ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس الخيارات المتعلقة بكيفية الرد على الهجوم الأخير في الأردن، والذي قد يشمل شن ضربات على قواعد إيرانية في المنطقة، لكن من غير المرجح أن تكون هناك ضربات داخل إيران.
إلا أن شبكة (سي بي إس) الأمريكية، نقلت عن مسؤولين أمريكيين، القول إن إدارة بايدن، أقرت خططا لشن سلسلة من الهجمات على مدار عدة أيام، ضد أهداف تشمل أفراداً ومنشآت إيرانية داخل سوريا والعراق، رداً على الهجمات على القوات الأمريكية بالمنطقة.
وقال المسؤولون للشبكة الأميركية، إن الطقس سيكون عاملاً حاسماً في تحديد توقيت الضربات.
وكان البيت الأبيض ذكر في وقت سابق أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مباشرة مع إيران.
اقرأ أيضاً
وكالات أنباء: الحرس الثوري الإيراني يسحب كبار ضباطه من سوريا
وأعلنت ميليشيا "كتائب حزب الله"، المتمركزة في العراق، الثلاثاء، تعليق جميع الهجمات على القوات الأمريكية، في محاولة محتملة لتهدئة التصعيد.
ولم تقع أي هجمات على القوات الأمريكية، منذاك الحين.
لكن بعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين يشككون في أن إيران سوف تغير تكتيكاتها بشكل جوهري.
وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أميركيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال مسؤول عسكري أمريكي مقيم في الشرق الأوسط للشبكة "سي إن إن"، إن إيران "سعيدة للغاية بالطريقة التي تسير بها الأمور".
والثلاثاء، أشار مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" بيل بيرنز، في مقال نشر في مجلة "فورين أفيرز"، إلى أن "النظام الإيراني اكتسب جرأة بسبب الأزمة في غزة ويبدو أنه مستعد للقتال حتى آخر وكيل له في المنطقة".
اقرأ أيضاً
المثلث الحدودي للعراق وسوريا والأردن.. برميل بارود لمواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران
بدوره، يقول نورم رول وهو محلل كبير سابق للشؤون الإيرانية لدى وكالة الاستخبارات المركزية، إن الهدف الأساسي لإيران هو "بث حالة من عدم اليقين والتردد لدى صناع القرار الأميركيين بشأن مدى القوة التي ينبغي لنا أن نضرب بها إيران".
ويضيف رول، أن إيران تعلم كذلك أن هناك "أصواتا في الولايات المتحدة وأوروبا تغتنم أي فرصة للدبلوماسية، حتى لو لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة على نجاحها".
ويعتقد أنه لا يوجد أي شيء على الإطلاق "يمكن أن يجبر طهران على تغيير ما تقوم به".
ومع ذلك، يلفت جوناثان لورد مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي، إلى أن بيان ميليشيا "كتائب حزب الله" يعكس كيف أن مجرد توقع الرد الأمريكي على الهجوم دفع طهران إلى التراجع، على الأقل للحظات.
ويشير لورد إلى أن "مجرد توقع حجم قوة الرد الأمريكي كان له بالفعل تأثير رادع على وكلاء إيران، دون أن تطلق الولايات المتحدة رصاصة واحدة".
ويرى أن الهجوم الذي وقع في الأردن يبدو أنه قوض نهج إيران الذي اتبعته منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمتمثل في عدم وصول التصعيد إلى نقطة تضع الولايات المتحدة أو إسرائيل "في الزاوية" وتجبرهما على الرد بقوة.
اقرأ أيضاً
مسؤول أمريكي: العراق سيساعدنا في عرقلة تمويل ميليشيات موالية لإيران
وفي الوقت نفسه، هناك أيضا دلائل تشير إلى أن القادة الإيرانيين يشعرون بالقلق من أن الهجمات العشوائية على الشحن البحري في البحر الأحمر من قبل الحوثيين قد تؤدي إلى رد فعل سلبي على طهران.
وتأثرت الهند بشكل خاص، حيث هاجم الحوثيون عدة سفن إما بطواقم هندية أو متجهة نحو الهند، وردا على ذلك، نشرت الحكومة الهندية عدة سفن حربية في بحر العرب.
كما اضطرت شركتان صينيتان عملاقتان للشحن مملوكتان للدولة إلى تحويل مسار عشرات السفن من البحر الأحمر إلى طريق أطول بكثير حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، مما زاد من تكاليف الشحن.
وتنقل "سي إن إن"، عن مسؤول أمريكي القول، إن هناك "علامات متزايدة على القلق الإيراني"، مضيفا أن "تأثر التجارة البحرية عبر البحر الأحمر يتسبب في رد فعل سلبي محتمل على إيران من دول حليفة لطهران".
تقول الشبكة، إن مقتل الجنود الأمريكيين الثلاثة والهجمات المستمرة على السفن، جعلت الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى حافة الهاوية.
كذلك تشير زيادة التصعيد بين الجانبين أيضا إلى الدرجات المتفاوتة من السيطرة التي تتمتع بها إيران فعليا على وكلائهاغ في المنطقة.
اقرأ أيضاً
إيران في حالة تأهب قصوى وتحذر الولايات المتحدة.. الجارديان تكشف التفاصيل
ويقول أحد الأشخاص المطلعين على المعلومات الاستخبارية، إلى أن "جميع المؤشرات تشير إلى أن إيران ليس لديها مصلحة في الدخول في دائرة تصعيدية مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
ويضيف الشخص المطلع، أنه "بينما تدرك إيران أن دعم وكلائها في المنطقة يستحق العناء، إلا أن الوكلاء لديهم أيضا مصالحهم الضيقة الخاصة بهم وكذلك درجات متفاوتة من الولاء لإيران".
ومن بين هذه الجماعات، تتمتع إيران بأقل قدر من السيطرة العملياتية على الحوثيين في اليمن، حسبما قال العديد من المسؤولين للشبكة.
ويضيف هؤلاء المسؤولين أن إيران تتمتع بنفوذ أكبر بكثير على الشبكة المتشابكة من الميليشيات الوكيلة العاملة داخل العراق وسوريا، وغالبا ما ينظر المسؤولون الاستخباراتيون والعسكريون إلى نشاط تلك الجماعات على أنه مقياس أكثر دقة للسياسة الإيرانية.
وفي المقابل، قالت مصادر إيرانية في وقت سابق، إن أمريكا أرسلت أكثر من رسالة لإيران، عبر أطراف ثالثة، وإن رسائل واشنطن أكدت أنها لا تريد حربا مفتوحة، وحذرت بأن توسيع الحرب سيقابل بتحرك أمريكي.
وقالت المصادر الإيرانية، إن طهران رفضت تهديدات واشنطن، واعتبرت استهداف أراضيها خطا أحمر سيقابل برد مناسب.
وأوضحت المصادر أن طهران أكدت في ردها أنها لا تريد حربا مع واشنطن، لكنها ستواجه بقوة أي مغامرة أمريكية.
اقرأ أيضاً
بينها "فرس النبي".. صحيفة أمريكية: 3 خيارات للرد على إيران
المصدر | سي إن إن - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إيران وكلاء إيران أمريكا البرج 22 البحر الاحمر الحوثيون العراق سوريا حزب الله على القوات الأمریکیة الولایات المتحدة البحر الأحمر فی المنطقة اقرأ أیضا أن إیران سی إن إن یمکن أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن: لن نشارك في مفاوضات الترويكا الأوروبية مع إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تشارك في المفاوضات المخطط لها بين "الترويكا" الأوروبية وإيران حول برنامج طهران النووي.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر خلال مؤتمر صحفي، الاثنين: "لا، نحن لن ننضم إلى هذه المفاوضات".
وأضاف المتحدث: "ننسق جهودنا بشكل وثيق مع الشركاء من "الترويكا" الأوروبية في ما يخص تنفيذ إيران لالتزاماتها بشكل كامل في مجال الطاقة الذرية ومحاسبتها على عدم تنفيذها".
وشدد ميلر على أن على إيران أن تضمن التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
يذكر أن الخارجية الإيرانية كانت قد أعلنت أن نواب وزراء خارجية إيران ودول "الترويكا" الأوروبية المتكونة من بريطانيا وألمانيا وفرنسا سيجتمعون يوم 29 نوفمبر لمناقشة العلاقات الثنائية بين إيران والدول الأوروبية وبرنامج طهران النووي.
ويشار إلى أن اللقاء من المقرر أن يعقد في مدينة جنيف السويسرية.