شارك أعضاء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين فى الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب بعدد من المؤلفات الأدبية والثقافية التى تنوعت بين المجالات السياسية

«المسيحية فى بلاد النوبة» و«منسا موسى.. أعظم رحلة حج فى التاريخ» للنائب عمرو عزت

والاجتماعية والأدبية والنفسية، ويشارك النائب عمرو عزت -عن التنسيقية- بإصدارين أحدهما بعنوان «المسيحية فى بلاد النوبة.

. من منتصف القرن الأول الميلادى إلى منتصف القرن السادس».. وهو إصدار يستهدف البحث والتنقيب عن طرق دخول المسيحية إلى بلاد النوبة، بهدف معرفة كيف أثرت المسيحية فى التكوين الإنسانى لسكان تلك المنطقة، وانعكاس ذلك على حياتهم.

كما يشارك «عزت» أيضاً بكتاب «منسا موسى.. أعظم رحلة حج فى التاريخ»، ويتناول الرحلة التى سيظل لها رونق وبريق خاص لدى المؤرخين نظراً لتميزها بضخامة عدد أفرادها الذى تجاوز الآلاف وجذبت اهتمام المؤرخين والكُتاب، وتميزت الرحلة بالثراء الفاحش والإنفاق الضخم الذى مارسه السلطان «منسا موسى»، فى القاهرة وبلاد الحرمين، مما لفت أنظار البلاد الأوروبية وأثار أطماعها، بالإضافة إلى الطبعة الثانية من كتاب «الشيخ على عبدالرازق»، وعدد من إصداراته السابقة.

«كيف تحسب سعراتك الحرارية؟».. يجيب عن الأسئلة والاستفسارات الخاصة بالنظام الغذائى السليم

فيما يشارك أحمد تامر غانم بكتاب «كيف تحسب سعراتك الحرارية»، ويجيب من خلاله عن معظم الأسئلة والاستفسارات حول النظام الغذائى السليم، خاصة وأن كل شخص يختلف عن الآخر فى نظامه الغذائى، لافتاً إلى أن الكتاب لخَّص النظم الغذائية بشكل بسيط يساعد على حساب السعرات الحرارية التى يحتاج إليها الجسم حتى الوصول إلى الهدف المطلوب، والكتاب متوفر بعدة لغات، منها الإنجليزية والإسبانية، وهدفه الحفاظ على الصحة والجسم بشكل عام.

«الجيوش الموازية والاستقرار السياسى فى النظم السياسية العربية» كتاب للمؤلف عبدالله الشريف

ويسهم الدكتور عبدالله الشريف فى المعرض بكتاب «الجيوش الموازية والاستقرار السياسى فى النظم السياسية العربية 2008-2019»، موضحاً أن الكتاب يتناول دراسة الجيوش الموازية وما ترتب عليها من آثار سلبية على تلك النظم وعلى كيان الدولة الوطنية العربية، موضحاً أن ظاهرة وجود جيوش موازية تعادل فى قوتها الجيوش الوطنية الشرعية تتناقض تماماً مع سمات الدولة الوطنية الحديثة التى يحتكر الدفاع عن أراضيها جيش وطنى وحيد له الحق الحصرى فى استخدام القوة.

وأسهمت تلك الظاهرة السلبية فى ارتفاع حدة عدم الاستقرار السياسى فى النظم العربية التى ما زالت تعانى من الظاهرة، وظل حزب الله فى لبنان المثال الوحيد فى النظم السياسية العربية حتى وقت قريب، حتى تم استثناء ميليشيا الحزب من حل الميليشيات الأهلية عام 1989 بذريعة مقاومة الاعتداء الإسرائيلى، إلا أن حزب الله استغل هذا الاستثناء فى تحدى مؤسسات الدولة اللبنانية.

ويشارك أحمد خالد ممدوح بمجموعة قصصية بعنوان «طفل من تل أبيب»، وتضم 5 قصص قصيرة تحكى صراع قوى الشر فى العالم ومحاولتهم الدائمة للسيطرة على الكوكب وثرواته ونظرتهم للدول، وكيف يتصدى دائماً رجال مصر المخلصون لمقاومة مخططاتهم الهدامة، من خلال كشف جريمة قتل لاعب كرة معتزل فى ظروف غامضة، ومن خلال رحلة البحث عن القاتل تتفتح لرجال التحقيق ملفات وقضايا كان لها تأثير على المجتمع خلال السنوات الأخيرة.

وشاركت دينا توفيق بكتاب «ما وراء الكارير»، الذى يجيب عن الحيرة التى تصيب الكثيرين فى سوق العمل أثناء اختيار مجال العمل المناسب وتجعلنا نمر بتجارب محبطة تؤثر على السلامة النفسية، وأوضحت مؤلفة الكتاب أنه يتضمن نصائح وخطوات عملية لاختيار مجال العمل ويعرّفنا كيفية ترتيب تحركاتنا المناسبة فى العمل وتحويل مجال العمل إلى رحلة مميزة.

وتقدم الدكتورة إيناس دويدار كتابها بعنوان «الاستبصار»، الذى يتناول الحكمة فى التفكير والتصرف، وأشارت مؤلفة الكتاب إلى أنه يتحدث عن مهارة عقلية مهمة تساعد العقل على رؤية الأمور من زوايا مختلفة، ويتضمن الكتاب أكثر من 50 تمريناً عملياً على التفكير والرؤية من مناظير مختلفة، بجانب اختبارات تحدد مستوى القارئ وتتابع تطوراته.

ويشارك مارك مجدى بترجمة كتاب «ماركس والحرية»، وأوضح أن الكتاب يناقش التوجه الاشتراكى الذى قدّمه كارل ماركس من خلال تغيير الواقع من منظور اجتماعى.

ويشارك الدكتور قياتى عاشور بكتاب «المجال العام فى مصر»، حيث يعد المجال العام واحداً من أهم المفاهيم المفتاحية التى يعتمد عليها فى قراءة العلاقة بين السلطة والمجتمع فى المجال السياسى الحديث، ومضمونه محاولة للتفكير فى مكونات المجال العام وثقافته وخصائصه الاتصالية على المستويين الواقعى والرقمى، وجاء الكتاب فى 7 فصول تتضمن تعريفات المجال العام المصرى وثقافته المدنية وخصائص الاتصال وتعريفات الفضاء السيبرانى والتواصل الاجتماعى، بجانب الكتابات التى لامست موضوع المجال العام. كما يشارك الدكتور رامى عبدالباقى، بكتاب «نِدٌّ بِندّ» (الجزء الرابع)، والذى يتناول الندية عبر أزمنة التاريخ، من خلال الشعر والأدب والأدباء فى سير العرب، ويشير للقصص والروايات التى دارت بين الشعراء على مدار التاريخ.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التنسيقية إصدارات متنوعة المجال العام من خلال

إقرأ أيضاً:

الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق الصراعات بين أفراد الإرهابية كشفت الكثير من المعارك الداخلية المسكوت عنها داخل الجماعةزوج شقيقة حسن البنا وسكرتير عام الجماعة يقوم بأفعال غير سوية بأهل بيوت بعض قيادات الإخوان
الجماعة غرقت فى مستنقع الانتهازية السياسية منذ بداياتها على يد مؤسسها حسن البنا  الطريق إلى الاتحادية كان قائمًا على دماء المصريين قديمًا وحديثًا
الوثائق تكشف تشكيل الجماعة لخلايا مسلحة تقوم بإرهاب المواطنين وتنفيذ عمليات اغتيالات سياسية وتفجيرات فى شوارع مصر

 

ليس نبيا ولا متنبئا ولا يعلم الغيب ولا أوتي خبر السماء لكنه باحث من طراز فريد، يعلم جيدا كيف يطرح الأسئلة ويبحث لها عن إجابات، لا يدَّعي يوما امتلاك الحقيقة المطلقة أو أنه الراوي العليم، حينما يتعرض لقضية ما يتناولها من جميع الزوايا ويجمع لها أدلة الإثبات والنفي للحكم فيها بموضوعية وحيادية قلما نجدهما اليوم، لكل هذا تأتي آراؤه ثاقبة وواضحة وجلية ودائما ما تتحقق توقعاته وقراءاته المستقبلية.. إنه عبد الرحيم علي الكاتب الصحفي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير “البوابة نيوز” أول من تنبأ برحيل جماعة الإخوان الإرهابية عن حكم مصر.

في يوم ٢٧ يونيو ٢٠١٣، كتب "عبدالرحيم علي" تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية اختارت الدم وأن المصريين اختاروا المواجهة إلى أن تتحرر مصر، وأنها مجرد ساعات على رحيلهم.
وقال «علي»: "مرسي وضع آخر مسمار في نعش جماعة الإخوان بخطابه الأخير، هو اختار الدم واحنا اخترنا المواجهة إلى أن نحرر مصر وما بيننا ساعات قليلة".
وتابع “ولا أقول أيام.. تذكروا ما قلته في شهر أبريل الماضي.. لم يبق من زمن الإخوان سوى ثلاثة أشهر.. ومرسي خدمنا وخلاهم شهرين، والله المستعان على ما تصفون”.
فما المقدمات التي جعلت عبد الرحيم علي يكتب مثل هذه التدوينة، ليس هذا فقط بل من أين أتاه هذا اليقين برحيل الجماعة قبل سقوطها المدوي بشهرين؟ للإجابة قصة طويلة من الجهد والمثابرة وقراءة الملفات العلنية والسرية للجماعة وتحليل خطابها، حتى بات يعرف كيف تفكر قيادات الجماعة ويعلم جيدا آليات عملهم، ومدى انتهازيتهم السياسية، هذا الذي ظل يتدارسه طول حياته وانتج لنا عدد ليس قليل من الدراسات والأبحاث والكتب التي تفضح وتعري جماعة الإخوان وباقي جماعات الإسلام السياسي من بينها «بن لادن الشبح الذى صنعته أمريكا» و«سيناريوهات ما قبل السقوط» «وموسوعة الحركات الإسلامية» من ثمانية أجزاء و«الإسلام وحرية الرأى والتعبير» وغيرها.
وربما يجعلنا عنوان كتابه "الطريق إلى الاتحادية" نفكر في عامي تولي الإخوان السلطة في مصر، لكن عبدالرحيم علي يأخذنا لأبعد من ذلك حتى يحكي لنا الحكاية من أولها أو كما يقول المثل الشعبي "من طق طق لسلاموا عليكم"، إلا أنه أراد أن ينبهنا في البداية بمقدمة مهمة تكشف الاتصال القديم للجماعة - جماعة الإخوان - مع أمريكا الذى انتهى بتحالف وثيق بينهما يقوم على محورين. الأول حماية الأمن القومى الإسرائيلى وإيجاد تحالف إسلامى سنى فى الشرق الأوسط تحت قيادة مصر والمملكة العربية السعودية للحد من المد الشيعى والنفوذ الإيرانى بالمنطقة دون دفع أمريكا للتورط فى تدخلات عسكرية. وعما يحدث من فوضى بالبلاد التى حدثت فيها الثورات رغم حكم الإخوان فهذا يفتح الباب للتقسيم ورسم خريطة جيوسياسية جديدة للمنطقة. يحدث هذا فى الوقت الذى يسعى فيه الإخوان إلى التمكين من مفاصل الدولة المصرية. كان ذلك واضحا فى الوثيقة التى عثرت عليها أجهزة الأمن فى مكتب خيرت الشاطر نفسه أيام قضية سلسبيل الشهيرة، وكان من أبرز ما فيها تشويه الإعلام بشتى الطرق - هو ما حدث - تحييد الجيش واحتواء الشرطة والعمل على إيجاد بيئة دستورية وقانونية لتكوين ميليشيات مدربة على فنون القتال، وأظن أن ما حدث من كسر لهيبة القضاء يدل على ذلك.
يتناول عبدالرحيم علي في "الطريق إلى الاتحادية" بالرصد والتحليل، وعلى مدار أكثر من ثمانين عامًا، هي عمر جماعة الإخوان المسلمين، كيف انزلق الإخوان في مستنقع الانتهازية السياسية، منذ البدايات على يد الإمام المؤسس حسن البنا، مرورًا بالتعامل مع كافة الحكومات التي تولت حكم مصر، وحتى ثورة ٢٥ يناير المجيدة، تاريخ من الدم والعار تلطخت به أثواب كل من تولوا المسئولية في تلك الجماعة الموغلة في القدم، كان آخرها دماء الثوار الأبرار التي أسيلت أمام قصر الاتحادية.. هؤلاء الذين رجحوا كفة مرسى في الانتخابات الرئاسية ٢٠١٢، فإذا به ينحاز لأهله وعشيرته، ويستخدمهم في مواجهة الثوار.
ويناقش الكتاب فى بابه الأول الانتهازية السياسية للإخوان منذ نشأتها. كانوا يتقربون للقصر الملكى فى اللحظات التى تبتعد عنه فيها الحركة الوطنية المصرية، منذ الملك أحمد فؤاد حتى نهاية عصر فاروق. ويقدم الكتاب كثيرا من رسائل حسن البنا لهما وكثيرا من المقالات فى مجلتهم «الإخوان المسلمون» فالملك فؤاد هو حامى الإسلام ورافع رايته وهو حامى المصحف. والأمر نفسه فعلوه مع فاروق، بل كانوا عيونا له على أعدائه. والكاتب لا يقدم كلاما مرسلا بل يقدم صورا من المقالات والرسائل وغيرهما من الوثائق دليلا على كل ما يقول. الكتاب فى الحقيقة قائم على الوثائق والتوثيق. وكان الإخوان يفعلون ذلك فى الوقت الذى يقفون فيه بعداء للقوى الوطنية الأخرى مثل اليسار ومصر الفتاة والوفد، وإن كان عداؤهم للوفد يرى أحيانا بعض التأييد حين تكون لهم مصلحة فى ذلك. وبالفعل كانت حركتهم تزدهر فى حكومات الوفد. يستمر المؤلف فى استعراض علاقتهم بباقى القوى مثل «الأحرار الدستوريين» ليتضح لك أن الأمر كله لم يبرح منطقة الانتهازية السياسية بما تقرأه لهم من رسائل أو مقالات. والأمر نفسه يتكرر مع عبدالناصر الذى كان الإخوان مؤيدين له فى البداية فى التنكيل بالمعارضين خاصة فى محاكمة عمال كفر الدوار. ثم انقلبوا عليه وحاولوا اغتياله عام ١٩٥٤ حين وجدوا أنه لن يستجيب لهم وحل جماعتهم باعتبارها تعمل بالسياسة مثل غيرها من الأحزاب. ويستمر الكتاب فى سرد موثق دائم دارس لكيفية عودة الجماعة للانتشار والاتساع الذى أتاحت له هزيمة ١٩٦٧ الأرض المناسبة إلى حد ما ثم صارت مناسبة أكتر فى عهد السادات الذى تحالف معهم. وازداد توسعهم فى عهد مبارك فى الوقت الذى ازداد فيه التنظيم الدولى لهم قوة وإمكانات. لقد كان اليسار بالنسبة للسادات هو الخطر الرئيس ولم يجد سبيلا لوأده إلا بالاتفاق مع الإخوان. ويقدم الباحث لهذه الحقب التاريخية كلها شهادات من أقوال أعضاء الجماعة والتنظيم الدولى، ويرصد كيف نجحوا فى السيطرة على الشارع الفقير وعلى النقابات المهنية وغير ذلك. لكنها -الجماعة- رغم ذلك لم تتخل عن انتهازيتها التى وضحت كاملة فى انتخابات مجلس الشعب عام ٢٠٠٥ التى حصل فيها الإخوان على مقاعد مجلس الشعب باتفاق مع أمن الدولة، ثم كيف خذلوا كل أطراف المعارضة فى انتخابات عام ٢٠١٠ حين قرروا دخول الانتخابات فى الوقت الذى قررت فيه المعارضة المقاطعة، لكن الحزب الوطنى ارتكب خطأه الأكبر حين أسقطهم جميعا وأسقط غيرهم من المعارضة المستقلة والحزبية التى اضطرت لدخول الانتخابات بعد أن وافق الإخوان على دخولها.
إلى هنا، ونحن مع انتهازية الإخوان مع الحكم عبر تاريخهم ومنذ تأسيس جماعتهم. لكن الباب الثانى هو الأخطر إذ يعرض للانتهازية داخل الجماعة نفسها، ويعرض الصراعات بين أفرادها من القيادات ويعرض كثيرا من المعارك الداخلية المسكوت عنها مثل معركة بعض القيادات مع عبدالحكيم عابدين زوج شقيقة حسن البنا وسكرتير عام الجماعة. ويقدم الرسائل والمناقشات التى دارت حول أفعاله غير السوية بأهل بيوت بعض قيادات الإخوان، ويسميه الكاتب براسبوتين الجماعة، وكيف كان يعتدى على حرمة بيوت الناس باسم الدعوة، وموقف حسن البنا المناصر له وكيف حكم ببراءة عبدالحكيم عابدين مما نسب إليه. ويأتى برسائل للدكتور إبراهيم حسن وكيل الجماعة الذى استقال فى ٢٧ إبريل عام ١٩٤٧ احتجاجا على طريقة التعامل فى أزمة عبدالحكيم عابدين. رسائل توضح ما جرى من تسويف فى المسألة تحت شعار «فى ضياع الحق مصلحة الدعوة». وكان حسن البنا قد أمر بوقف ثلاثة من القيادات الكبرى هم الدكتور إبراهيم حسن نفسه وأحمد السكرى وكمال عبدالنبى وتمت تبرئة عبدالحكيم عابدين ثم أصدر البنا قرارا بفصل السكرى برغم العلاقة التاريخية الممتدة بينهما، فيرسل له خطابا بالفصل وخطابا يعلن له فيه أن صداقتهما لسبعة وعشرين سنة باقية بقوتها وسلطانها وبريقها إلى الأبد. وبالطبع ليست هناك انتهازية أكثر من هذه.
تأخذ هذه الأزمة مساحة كبيرة من الكتاب ليعرفها الجيل الذى لن يجدها على الفيس بوك ولا غيره من المواقع الافتراضية، ويعرضها عبدالرحيم علي بكل تفاصيلها السرية. وبكل ما قدم فيها من رسائل ولا نترك الباب الأول إلا وقد عرفنا مواقفهم الانتهازية مع كل القوى ومع الإنجليز أيضا. ثم ننتقل إلى ملف العنف فى الباب الثانى، فيبدأ بحادثة مقتل النقراشى باشا رئيس وزراء مصر التى جرت فى الثامن والعشرين من ديسمبر عام ١٩٤٨. وهنا لا يعتمد "علي" على تحقيقات الشرطة ولكن على اعترافات الجناة والمنفذين والمخططين من خلال أوراق القضية الأصلية، مستبعدا تحقيقات البولسى السياسى حتى لا يشوب بحثه أية شبهة وكذلك يفعل فى قضية اغتيال القاضى الخازندار وتقرأ فيها شهادات الإخوان أنفسهم وغير ذلك من القضايا التى عرفها تاريخ الإخوان مثل محاولة نسف محكمة الاستئناف التى كان بها أوراق قضية السيارة الجيب التى كان على رأس المتهمين فيها مصطفى مشهور، وهى السيارة التى ضبطت محملة بأسلحة وقنابل وأوراق تحوى خطط واستراتيجيات الجماعة. الأمر نفسه يفعله المؤلف فى اغتيال أحمد ماهر باشا فى ٢٤ فبراير عام ١٩٤٥، ونستمر مع غيرها من أحداث العنف حتى نصل إليها بعد ثورة يوليو ومحاولة اغتيال عبدالناصر، ويظل الباحث عبدالرحيم على، على منهجه تاركا الاعترافات تتحدث. ثم قضية الإعداد لنسف وتدمير المنشآت الحيوية عام ١٩٦٥ التى اتهم فيها سيد قطب ثم قضية الفنية العسكرية التى كان من أخطر ما جاء عنها أقوال طلال الأنصارى أحد المتهمين فيها فى مذكراته بعد الخروج من السجن وعنوانها «مذكرات مجهولة من تاريخ الحركة الإسلامية المعاصرة - من النكسة إلى المشنقة»، وكيف كان المرشد العام المستشار حسن الهضيبى على علم وكيف أخذته إليه زينب الغزالى وكيف رحب الهضيبى بالعملية كلها، إذ يقول طلال الأنصارى فى مذكراته «لقد تحاشى جميع الإخوان التعرض لهذه المسألة رغم مرور ثلث قرن عليها، لكن الحقيقة أن العجلة دارت وتولى الدكتور صالح سرية قيادة أول جهاز سرى بايعه الهضيبى شخصيا بعد محنة ١٩٦٥ - ١٩٦٦. وهكذا فالعلاقة قديمة. «وهكذا أيضا يكشف لنا عبد الرحيم علي الكثير والكثير من الأسرار التى جعلت الطريق إلى الاتحادية قائما على دماء المصريين قديما وحديثا، فضلا عما جرى فى المجتمع من تحولات.


وثائق تاريخية 

ويقدم عبدالرحيم علي في القسم الثاني من كتابه مجموعة من أهم الوثائق التاريخية المرتبطة بأحداث فصول الكتاب، مثل وثيقة وكيل الجماعة في فضيحة عبد الحكيم عابدين، والخطابات المتبادلة بين الشيخ البنا وشريكه في تأسيس التنظيم أحمد السكري، ونص التحقيقات في قضية اغتيال النقراشي ١٩٤٩، وقضية المنشية ١٩٥٤، ومذكرة مهدي عاكف حول تقييمه لفرع الإخوان بأمريكا.
بعد ثورة ٣٠ يونيو الإطاحة بحكم الجماعة تبنت جماعة الإخوان مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، بما في ذلك تنظيم المظاهرات، العودة إلى العمل المسلح وتشكيل خلايا مسلحة تقوم بارهاب المواطنين وتنفيذ عمليات اغتيالات سياسية وتفجيرات في شوارع مصر، وبعد هروب قيادات الجماعة للخارج قاموا بتعزيز العمل الدولي وشن هجومهم على مصر بنشر الشائعات والمعلومات المغلوطة لاستعداء الجهات الخارجية على الدولة المصرية مستغلين علاقاتهم بدوائر صنع القرار في أوروبا وأمريكا. 
فكان من المهم وجود شخصية وطنية مصرية تقوم بالرد عليهم وكشف أكاذيبهم وزيفهم، وتصدى عبدالرحيم علي لهذا الدور بكل شجاعة وفضل الحياة بعيدا عن وطنه وأهله وأصدقائه وضحى بالكثير في سبيل اتمام مهمته في كشف زيف الجماعة الإرهابية وتحذير الغرب من مخططاتها، فدشن لتلك المهمة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس والذي أكد من خلاله أن تفكيك المنظمات الأصولية يمثل نقطة البداية لترميم الديمقراطيات الهشة في أوروبا، وأوضح أن التمرد وأعمال الشغب التي تشهدها المدن الفرنسية، بما لا يدع مجالًا للشك، ما كان يحذر منه ويخشاه العديد من المحللين السياسيين فيما يتعلق بتحولات النظم الديموقراطية في فرنسا وفي غيرها من المجتمعات الأوربية.
وشارك عبدالرحيم على في عدد ليس قليل من المؤتمرات في أوروبا كان من بينها مؤتمر "إيكس أون بروفنس" والذي عقد في يوليو الماضي وخلال مشاركته في جلسة حول "الطرق الجديدة للديمقراطية"، أكد عبدالرحيم علي أن تنظيم الإخوان يغزو أوروبا واخترق الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية للمجتمعات الأوروبية، وأضاف: على مدى السنوات العشرين الماضية، فإن المنظمة الدولية للإخوان، إحدى أكبر التنظيمات الأصولية الإسلاموية في العالم، توسعت في أوروبا، لا سيما في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا. لقد غزا تطور القوة الناعمة الإسلاموية على الأنظمة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية والتعليمية للمجتمعات الأوروبية. بحيث لا نرى ببساطة وراء تعددية هذه القوى وانقسام تلك الجماعات حقيقة الدور المهيمن للمنظمة العالمية للإخوان على هذه القوى والتنظيمات والجماعات، بل وعلى المجتمع الأوروبي بأسره، حتى استيقظت أوروبا بعد عدد من الهجمات الإرهابية لتجد أنها وقعت في براثن هذه المنظمة.


وقال عبدالرحيم على إن العاملين الديموجرافي والأيديولوجي، خاصةً الأصولي والمتطرف القادم من خارج هذه المجتمعات والمتحالف مع قطاعات منها لعب دورًا أساسيًا في تكثيف هذه التحولات التي تتمرد على الدولة والقانون وترفض قيم الديموقراطية بوجه عام! وحرية الرأي والتعبير وحقوق المرأة وحرية العقيدة والأديان على وجه الخصوص، مشيرًا إلى أن الظاهرة كانت معبأة من الداخل بعوامل هشاشتها وقد ظهر هذا جليا في السابق من خلال احتجاجات السترات الصفراء وبعدها في احتجاجات قانون التقاعد وسيظهر في أى احتجاجات أخرى تنشأ من أى اعتراضات مجتمعية على سلوكيات أو نهج حكومي ما.
وأكد أن مناهج وأهداف الأصوليين (في تغيير القيم حتى الوصول إلى مرحلة التمكين)، تتضمن ضمن ما تتضمن فكرة "إدارة التوحش"، التي فضلًا عن مناهج التأقلم المختلفة للتغيير الهادئ للمجتمعات الأوروبية، وإضافة الى أعمال الإرهاب والعنف، تستخدم وتستغل ظاهرة اجتماعية برزت من داخل تلك المجتمعات وهي ظاهرة الفوضى الديموقراطية والتوحش الاجتماعي والاقتصادي وبخاصة في الضواحي. فضلًا عن الروح الانفصالية التي تسود أغلبية تلك الأماكن المأهولة بالسكان والتي يحكمها اقتصاد التهريب والمخدرات ولا تتحكم فيها لا قوى الأمن ولا القانون!.
 

مقالات مشابهة

  • مِحَن.. ترمى علينا بشرر!
  • الوزير والمثقفون
  • من جناح بمعرض الكتاب لـ نبتة.. كيف ساهمت الدولة في تعزيز مهارات أطفال مصر؟
  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • اقتصاديون للحكومة المرتقبة: إفساح المجال للمشروعات الصغيرة وتحفيز القطاع الخاص للمشاركة في التنمية
  • الطريق إلى الاتحادية.. الملفات السرية للإخوان.. عبدالرحيم علي يرصد إرهاب الإخوان طوال أكثر من ثمانين عامًا ضد مصر والمصريين
  • «دُفعة المراوح وتخفيف الأحمال»
  • المساندة الشعبية
  • رسميا.. عودة العمل بتخفيف أحمال الكهرباء ساعتين فقط من اليوم
  • عودة العمل بتخفيف الأحمال ساعتين في هذه الأوقات