فشل عمليات السمنة لا يتجاوز 2%.. المملكة تحتل المركز الثالث عربيا في البدانة وحائل الأولى في السمنة
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
كشف الدكتور وليد البكر، استشاري سكري وغدد صماء، عن دراسات تشير إلى زيادة السمنة و الوزن بالمملكة بنسبة 59,4% ( نسبة زيادة الوزن بلغت 30.7% ونسبة زيادة السمنة 28,7% ) من عمر 15 سنة فما فوق لكل من الرجال والنساء، حيث تحتل المملكة المرتبة الثالثة من بين الدول العربية عام 2019 في البدانة بنسبة 35.4% لتأتي بعد كل من الكويت والأردن، موضحا، أن منطقة حائل تحتل المرتبة الأولى في السمنة بنسبة بلغت 33,9% ثم المنطقة الشرقية بنسبة 27,7% ثم القصيم 26,5% ثم تبوك 25,2% وتليها الطائف بنسبة 23,9%.
وقال في ديوانية الأطباء بالخبر في لقائها ٨٥ تحت عنوان (طريقك إلى الرشاقة بين الجراحة والدواء) مساء أمس، إن أبرز الأمراض الشائعة التي يسببها الوزن الزائد والسمنة في صحة الإنسان هو مرض السكري، وأمراض القلب، والضغط، والتهاب المفاصل، والسرطان، مشيرا إلى دراسة حديثة أُجريت على 700 ألف شخص من دول مختلفة حول العالم، اعتمدت على تتبع النشاط اليومي من حيث متوسط عدد الخطوات في اليوم، للوقوف على الشعوب الأكثر كسلا والأنشط في العالم، مبينا، ان الدراسة كشفت ان اندونيسيا حيث احتلت المرتبة الأولى من حيث الدول الأكسل في النشاط الحركي ثم المملكة ثم ماليزيا تليها الفلبين وأفريقيا وقطر والبرازيل، وأما الدول الأكثر نشاطا في الحركة فقد احتلت هونغ كونغ المرتبة الأولى ثم الصين ثانيا، ثم أوكرانيا واليابان وروسيا وأسبانيا والسويد.
وذكر أن الدراسة خلصت على أن الكسل مرتبط بعدة أسباب، منها إلى الطقس، وعدم وجود ممشى بسبب تخطيط المدن الذي يلعب دورا هاما في المساعدة على ممارسة النشاط البدني والرياضي، ملمحا إلى أن الاهتمام بات كبيرا في توفير ممشى في أغلب الأماكن و الاحياء، حيث يلاحظ ذلك في أغلب المدن و منها الخبر.
وأشار إلى أن الإكثار من الأطعمة الدهنية مثل الحلوى والوجبات السريعة والمثلجات والمشروبات الغنية بالسكريات من أبرز الأسباب الرئيسية للسمنة، لافتا إلى أن قضاء الكثير من الوقت دون القيام بأي نشاط مثل الجلوس أمام الشاشات لمدة طويلة يشكل أحد الأسباب وراء زيادة السمنة، موضحا أن زيادة الوزن يزيد من مقاومة الأنسولين بحيث يصبح غير قادر على العمل بشكل جيد فيرتفع السكر.
وأكد الدكتور البكر، أن تأثيرات السمنة السلبية، تتمثل في قلة الحركة وآلام وخشونة المفاصل، والشخير وإغلاق النفس الليلي، وآلام الظهر والديسك، وقد تؤثر السمنة في الإنجاب، مطالبا بأهمية الاطلاع على الملصقات الغذائية لما لها من فائدة في معرفة السعرات الحرارية للإنسان، داعيا الى اتباع نشاط حركي يوميا باستخدام تطبيقات المشي بحيث لا يقل عدد الخطوات اليومية عن عشرة آلاف خطوة.
وفيما يتعلق باستخدام ابر الوزن وعلاجات الجراحين، أوضح أن بداية استعمال الإبر بدأ في عام 2014 من خلال إبر (فيكتوزا) ، ثم ظهرت سكسيندا التي كانت تساهم في نزول وزن الجسم لـ 100 كيلو من 5 – 10 كيلو وبعضهم ينزل إلى 20 كيلو، بعد ذلك ظهرت إبرة دواء " أومبيك " ، حيث يعتبر علاج لداء السكري ويساهم في تقليل الشهية، والآن قريبا ستتوفر إبرة "ويغوفي" نهاية العام الحالي وهي تساهم في تخفيف السكر ونزول الوزن، وهناك كذلك دواء جديد وهو " إبرة مينجارو" تساعد في نزول الوزن من 20 – 25 كيلو.
وعاد وأكد أن 18% من طلاب مدارس المنطقة الشرقية من المرحلة المتوسطة والثانوية مصابون بالسمنة، مضيفا، أن الأطفال يقلدون بالآباء والأمهات، فإذا كانوا يتناولون الوجبات السريعة وأكل غير صحي، ولا يمارسون نشاط حركي وكثيري الجلوس على الأجهزة الإلكترونية، فالغالب الأطفال يأتون مقلدون.
وانتقد الدكتور البكر، الأطعمة المقدمة في مقاصف المدارس، مشيرا الى وجود مشاكل كثيرة في الأكل غير الصحي في المقاصف المدرسية، مطالبا بإيجاد بدائل ذات سعرات حرارية قليلة، مشددا على أهمية دراسة إدارة المدارس لنوعية الأطعمة المقدمة في المقاصف، داعيا في الوقت نفسه الأمهات إلى الحرص إلى تزويد أبناءهم بالوجبة الصحية والابتعاد قدر الإمكان.
وأشار إلى وجود قصور في إدارة التعليم من ناحية ممارسة الرياضة وتعويد الطلاب على الحياة الصحية، مشددا على أهمية الاهتمام بحصص الرياضة بشكل يومي أو على الأقل 3 مرات بالاسبوع ، مطالبا بوضع برنامج لتعليم الطلاب والطالبات بكيفية قراءة السعرات الحرارية وكيفية حساب حساب الكربوهيدارات للأكل عند عمليات الشراء ، بحيث توضع في المناهج الدراسة مادة تعلم للطلاب والطالبات ويتم تطبيقها في الحياة.
بدوره أكد الدكتور أحمد القرزعي، استشاري جراحة المناظير والسمنة، أن عمليات علاج السمنة تُجرى عندما تفشل الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية، او عند وجود مشكلات صحية خطيرة ناتجة عن زيادة الوزن، لافتا إلى أن جراحات إنقاص الوزن تقلل من مقدار الطعام المتناول، فيما تعمل الإجراءات الأخرى عن طريق تقليل قدرة الجسم على امتصاص الدهون والسعرات الحرارية.
وأضاف أن جراحة علاج السمنة خياراً مناسباً في حالتين: الأولى في حالة "سمنة مفرطة" وهي عندما يكون مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر، والحالة الثانية إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح ما بين 35-39.9 (وهو معدل السمنة) ولديه أمراض صحية مرتبطة بالوزن، مضيفا قد يكون المريض مؤهلا لأنواع معينة من جراحات إنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم يتراوح بين 30-34 وكانت لدى الشخص مشكلات صحية مرتبطة بالوزن مثل مرض السكري من النوع الثاني أوارتفاع ضغط الدم أو انقطاع النفس الحاد عند النوم.
وحذر من خطورة مضاعفات جراحة علاج السمنة على المدى القصير والطويل ومنها النزيف المفرط، التفاعلات الناتجة عن التخدير، الجلطات الدموية، مشكلات الرئة والتنفس، تسربات في الجهاز المعدي المعوي، الوفاة في حالات نادرة، مبينا أن مخاطر مضاعفات جراحة إنقاص الوزن على المدى الطويل تشمل انسداد الأمعاء، متلازمة الإغراق "حالة تؤدي الى انخفاض السكر أو الدُوار أو الغثيان أو القيء"، حصوات المرارة، حالات الفتاق، انخفاض سكر الدم "نقص سكر الدم"، سوء التغذية، القُرح، الارتجاع الحمضي.
وطالب الدكتور القرزعي، بأن تجرى عمليات السمنة عند الاستشارين ذو التخصص الدقيق في جراحة السمنة و مرخص لذلك من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، لافتا في الوقت نفسه بأن مضاعفات عمليات السمنة في المراكز المتخصصة لا تتجاوز ١-٢٪.
وطالب أيضا في ذات التوجه بإتباع نظام غذائي محدد لبضعة أسابيع، يبدأ النظام بالسوائل فقط، ثم ينتقل الى الأطعمة المهروسة واللينة للغاية، ثم المرحلة الأخيرة الأطعمة العادية، داعيا لاستمرار المتابعة في عيادة جراحة السمنة والتغذية بانتظام وإجراء فحوصات مخبرية وتحليل وظائف الدم وإجراء فحوصات متنوعة، ناصحا في الوقت نفسه، تغيير نمط الحياة بالنوم السليم والتغذية السليمة وممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: السكري السمنة أمراض القلب جراحات السمنة مشاكل السمنة إلى أن
إقرأ أيضاً:
كيف يستجيب الجسم لفترات الصيام الطويلة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت دراسة حديثة أجرها فريق من الباحثين بمعهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة بجامعة كوين ماري في لندن، أن الصيام لفترات طويلة يؤدي إلى تغيرات جزيئية كبيرة ومنظمة في أعضاء متعددة بالجسم ما يسلط الضوء على فوائد صحية تتجاوز مجرد فقدان الوزن، وفقا لما نشرته مجلة scitechdaily.
وأظهرت الدراسة أن خلال فترة الصيام يغير الجسم مصدر الطاقة الذي يعتمد عليه، حيث يتحول من استخدام السعرات الحرارية المستهلكة إلى استخدام الدهون المخزنة في الجسم، ومع ذلك لا يعرف سوى القليل عن كيفية استجابة الجسم لفترات الصيام الطويلة وتأثيراتها الصحية سواء كانت إيجابية أو سلبية، وقد وفرت التقنيات الحديثة التي تسمح للباحثين بقياس آلاف البروتينات في الدم فرصة لدراسة التكيفات الجزيئية للصيام بتفصيل دقيق.
وتابع الباحثون 12 متطوعا أصحاء شاركوا في صيام لمدة سبعة أيام يعتمد على الماء فقط، وتم مراقبة المتطوعين يوميا لتسجيل التغيرات في مستويات نحو 3000 بروتين في دمائهم قبل الصيام وأثنائه وبعده ومن خلال تحديد البروتينات المشاركة في استجابة الجسم، تمكن الباحثون من التنبؤ بالنتائج الصحية المحتملة للصيام الطويل باستخدام المعلومات الجينية من دراسات واسعة النطاق.
وكما هو متوقع لاحظ الباحثون تحول الجسم من استخدام الجلوكوز إلى استخدام الدهون المخزنة خلال اليومين أو الثلاثة أيام الأولى من الصيام، وفقد المتطوعون في المتوسط 5.7 كغ من كتلة الدهون والعضلات، وبعد ثلاثة أيام من تناول الطعام بعد الصيام استعاد المتطوعون كتلة العضلات المفقودة تقريبا بالكامل، بينما استمر فقدان الدهون.
لاحظ الباحثون حدوث تغيرات مميزة في مستويات البروتينات بعد نحو ثلاثة أيام من الصيام، ما يشير إلى استجابة كاملة للجسم للحرمان من السعرات الحرارية بشكل عام تغير ثلث البروتينات التي تم قياسها بشكل كبير خلال الصيام في جميع الأعضاء الرئيسية، وكانت هذه التغيرات متسقة بين المتطوعين ولكنها أظهرت علامات مميزة للصيام تتجاوز فقدان الوزن مثل التغيرات في البروتينات التي تشكل الهيكل الداعم للخلايا العصبية في الدماغ.
وقالت الدكتورة كلوديا لانغنبرغ مديرة معهد أبحاث الرعاية الصحية الدقيقة بجامعة كوين ماري: لأول مرة نستطيع أن نرى ما يحدث على المستوى الجزيئي في جميع أنحاء الجسم أثناء الصيام، والصيام عند ممارسته بأمان هو تدخل فعال لفقدان الوزن وتدعي الحميات الشائعة التي تتضمن الصيام مثل الصيام المتقطع أن لها فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن وتقدم نتائجنا دليلا على هذه الفوائد، ولكنها كانت مرئية فقط بعد ثلاثة أيام من الحرمان الكامل من السعرات الحرارية أي في وقت لاحق مما كنا نعتقد سابقا.
وأضاف الدكتور مايك بيتزنر رئيس قسم البيانات الصحية في معهد برلين للصحة: توفر نتائجنا أساسا لفهم سبب استخدام الصيام لعلاج بعض الحالات بينما قد يكون الصيام مفيدا لعلاج بعض الأمراض فإنه غالبا ما لا يكون خيارا متاحا للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية ونأمل أن تساعد هذه النتائج في تطويرعلاجات بديلة يمكن للمرضى اتباعها.