هالة الخياط (أبوظبي)
توفر إمارة أبوظبي العديد من المواقع السياحية البيئية التي تتيح لزائريها، خلال فصل الشتاء، فرصة التعرف على مكنونات التنوع البيولوجي المتجذر في العديد من المناطق والمحميات المرحب بالجمهور لزيارتها. ومنها متنزه قرم الجبيل بإطلالاته الطبيعية الخلابة على المياه المفتوحة، ما يجعله ملاذاً هادئاً للباحثين عن تجارب الاسترخاء والتأمل.


ويعد المتنزه كنزاً طبيعياً فريداً في جزيرة الجبيل في أبوظبي، يوفر ملاذاً بعيداً عن صخب الحياة في المدينة، ويتيح لزواره الانغماس في الأجواء الهادئة والعجائب الطبيعية الوفيرة، الأمر الذي يجعله الخيار الأمثل للسياح والمقيمين على حد سواء. إذ يتيح المتنزه مجموعة متنوعة من الأنشطة، بدءاً من جولات المشي الإرشادية، وانتهاءً بممارسة اليوجا والتأمل.

ويوفر متنزه القرم في جزيرة الجبيل العديد من الأنشطة والتجارب التعليمية لزراعة أشجار القرم، والتي تعزز تفاعل الزوار مع الطبيعة. ومن خلال هذه الأنشطة، يطّلع الزائرون على الدور الرئيس الذي تساهم به أشجار القرم في التخفيف من آثار التغير المناخي، وتعزيز التنوع البيولوجي.
ويشتهر المتنزه بممراته الخشبية، حيث تطفو فوق سطح الماء مباشرة، وتوفر منظراً مثالياً لأشجار القرم المغمورة جزئياً، والحياة البرية التي تعيش بينها. ويساهم المتنزه في التوعية بأهمية أشجار القرم، والوظيفة الإيكولوجية التي يقوم بها هذا النوع من الأشجار، حيث تعتبر شجرة القرم واحدة من أكثر الأنواع المدهشة والمفيدة للبشرية، حيث تعمل كمصدات طبيعية للرياح للحماية من المد البحري، ولتنقية المياه المحيطة بها، كما تتحمل مستويات الملوحة ضعف تلك الموجودة في مياه البحر النموذجية، وهي فعالة جداً في تنظيف الجو من ثاني أكسيد الكربون، لقدرتها العالية على امتصاص الكربون، وبذلك هي تساهم في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: تسهيل حياة الناس هدفنا الأسمى خالد بن محمد بن زايد: بناء مستقبل الأجيال المقبلة بالمعارف والخبرات أجمل شتاء في العالم تابع التغطية كاملة

ومن اللافت أنه كلما كانت شجرة القرم أكبر عمراً كانت أكثر فعالية في عزل ثاني أكسيد الكربون، كما أن الشجرة مهمة باعتبارها حاضنة ليرقات الأسماك، وتعتبر بيئة جيدة لبناء أعشاش للطيور.
كما يعتبر متنزه القرم ملاذاً للحيوانات البحرية المختلفة، ولا سيما لـ 13 نوعاً مختلفاً من سرطان البحر، بالإضافة إلى الأسماك الصغيرة الشائعة في جميع أنحاء غابات القرم، كما يمكن ملاحظة الأسماك بمراحل عمرية مختلفة، بما في ذلك الزريعة والإصبعيات والأسماك البالغة، كما تدعم موائل القرم العديد من أنواع الطيور، حيث يوجد قرابة الـ 88 نوعاً من الطيور المهاجرة والمقيمة، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من أنواع الحشرات واللافقاريات الأخرى. ولا توجد طريقة أفضل للاستمتاع بهدوء المتنزه من التجديف برفق عبر المياه والأشجار، من الفجر إلى الغروب، وحتى في الليل في جولة مميزة لن تنساها.

ويضم متنزه قرم الجبيل ممشى خشبياً، وشرفة لمشاهدة الحياة البرية، ومركزاً لقوارب الكاياك، ومنطقة مخصصة للألعاب التعليمية، وجولات في البرية. 
كما توفر دروس ركوب الدراجات الثابتة على شرفة المتنزه فرصة رائعة للحفاظ على اللياقة في أثناء الاستمتاع بالمشهد الساحر للطبيعة الخلابة.
وباعتباره واحداً من وجهات السياحة البيئية الرائدة في المنطقة، فإن متنزه قرم الجبيل يؤكد أن تعزيز ممارسات السياحة المستدامة في إمارة أبوظبي أمر بالغ الأهمية لحماية البيئة، مع تقديم تجربة فريدة لا تُنسى للزوار.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أجمل شتاء في العالم السياحة السياحة في الإمارات السياحة الشتوية العدید من

إقرأ أيضاً:

تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة

نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تحليلا يفيد بأنه بينما لا تزال إسرائيل في غزة ليس لديها خيارات جيدة في لبنان، لكنها قد تغزوه على أي حال.

وأوضح كاتب التحليل لازار بيرمان أن الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية مرهقان، والهجوم العسكري ضد حزب الله لن يهزم هذا الحزب، لكن نجاح عملية أجهزة الاستدعاء (البيجر) يمكن أن يوفر وسيلة لخروج إسرائيل.

وأضاف أنه حتى قبل انفجار مئات أجهزة الاستدعاء على مقاتلي حزب الله أمس الثلاثاء كان من المرجح بشكل متزايد حدوث تصعيد كبير بين إسرائيل وحزب الله.

لكن إذا قرر نتنياهو بالفعل أخذ زمام المبادرة ضد حزب الله فليس هناك ما يضمن أنه سيحقق النتيجة المرجوة، وعلاوة على ذلك فإنه سيجعل من غير المرجح أن تحقق إسرائيل أهدافها الحربية الثلاثة الأخرى: الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان عدم تهديد إسرائيل من غزة في المستقبل في الجنوب.

خيارات إسرائيل بالشمال

وعن خيارات إسرائيل لشن حملة عسكرية في لبنان، قال بيرمان إنه بإمكانها تنفيذ هجوم جوي، إما ضد الدولة اللبنانية أو استهداف حزب الله فقط.

وأشار إلى أن مهاجمة البنية التحتية للدولة اللبنانية ستمثل استمرارا للنهج الإسرائيلي التقليدي تجاه الأعداء من غير الدول، والضغط على الجهات الفاعلة الحكومية لكبح جماح المليشيات داخل حدودها، فقد تم استخدام هذا النهج بشكل فعال ضد مصر والأردن لوقف هجمات الفدائيين الفلسطينيين من أراضيهما في الخمسينيات والستينيات، وحتى سحب النظام السوري قواته في عام 2005 سعت إسرائيل أيضا إلى استخدام سوريا (أقوى لاعب في لبنان) لوقف هجمات منظمة التحرير الفلسطينية، ثم حزب الله على شمال إسرائيل والجيش الإسرائيلي.

لكن هذا النهج -حسب بيرمان- يفترض إما أن الدولة اللبنانية الضعيفة ستعمل على كبح جماح حزب الله، أو أن الانتقادات العلنية ستجبر حزب الله على الموافقة على وقف إطلاق النار، لكن هذا النهج قد فشل في الماضي، وبالنظر إلى الخلل الوظيفي والانهيار الاقتصادي في لبنان فمن غير المرجح أن ينجح اليوم.

الطائرات والمدفعية

وفي الوقت نفسه، فإن الحملة ضد حزب الله نفسه التي تستخدم الطائرات والمدفعية ستكون استمرارا لـ3 عقود من العمليات العسكرية الإسرائيلية غير الحاسمة، فقد اعتمدت إسرائيل على القوة الجوية، في محاولة لردع حزب الله وحماس عن مهاجمتها بدلا من البحث عن نصر حاسم على الأرض، وأكد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول مدى فشل هذا النهج.

وبدلا من ذلك -يقول الكاتب- يمكن لإسرائيل أن تتبنى في الشمال النهج الحالي الذي تبنته في غزة عن طريق إغراق لبنان بالقوات البرية، ثم اقتلاع حزب الله ببطء من القرى والأنفاق أثناء البحث عن مخزونات الأسلحة.

لكن الجيش الإسرائيلي لم ينته من المهمة ضد حماس الأصغر بكثير، وتمكن من الاحتفاظ بأعداد كبيرة من جنود الاحتياط لبضعة أشهر فقط، قبل أن يتضعضع صبرهم.

وتابع بيرمان أن حربا أطول وأكثر فتكا في لبنان مع قوة احتياطية وجبهة داخلية متعبتين لن تؤدي إلا إلى زيادة الإحباط المتزايد بشأن إدارة الصراع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، كما ستجلب شهورا من الهجمات الصاروخية على مجتمع مرهق مع عشرات الآلاف من النازحين الداخليين والاقتصاد الراكد وأفراد الأسر في حالة حرب لمدة عام تقريبا.

وعلاوة على ذلك، فإن إعادة الجيش الإسرائيلي إلى جنوب لبنان لأشهر -إن لم يكن لسنوات- توفر فرصة لحزب الله لاستنزاف جيش الاحتلال التقليدي حتى يهرب.

التوغل البري المحدود

والخيار الأخير هو توغل بري محدود لإنشاء نوع من المنطقة العازلة في جنوب لبنان، وقد طرح قائد القيادة الشمالية أوري غوردين هذه الفكرة وفقا لـ"إسرائيل اليوم"، مشيرا إلى هروب المدنيين اللبنانيين ومقاتلي حزب الله من الحدود، كما يمكن أن يكون التوغل بمثابة ورقة مساومة لإجبار الحزب على الموافقة على حل دبلوماسي.

ومع ذلك -وفقا لبيرمان- لم تكن المناطق العازلة فعالة بشكل خاص بالنسبة لإسرائيل، إذ من المرجح أن تنتهي أي عملية لا تلحق أضرارا بالغة بحزب الله وتجبره على إعادة الانتشار بعيدا عن الحدود باتفاق آخر لوقف إطلاق النار كما فعلت في الماضي.

وتابع بيرمان أن إسرائيل تجد نفسها الآن في مأزق من صنعها، فقد أهملت لسنوات قواتها البرية واشترت نظرية النصر من الجو إلى جانب التقنيات الدفاعية مثل القبة الحديدية والأسوار بمليارات الدولارات، وسمح هذا النهج لحماس وحزب الله بالنمو من مجموعة من الخلايا الصغيرة إلى جيش قادر على غزو إسرائيل وإغلاق جبهتها الداخلية.

حربان معقدتان بوقت واحد

كما أن هذا النهج يحد من خيارات إسرائيل اليوم، فقد أدى التوافر المحدود للتشكيلات الأرضية إلى إبطاء العملية في غزة، مما يجعل إسرائيل مضطرة لخوض حربين معقدتين في وقت واحد.

ونقل بيرمان عن المنظّر العسكري عيران أورتال القول إنه اعتبارا من سبتمبر/أيلول الجاري لا يوجد خيار واقعي لتحقيق نصر حاسم على حزب الله، وإن التفوق العسكري الكامل الذي تمتع به الجيش الإسرائيلي لمدة 3 عقود كان يتآكل، وإن حماس وحزب الله يمتلكان الآن قدرات مرتبطة بجيوش الدولة.

كما نقل عن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي قوله إن التحدي الذي سيواجهه الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله وحماس هو أن مسلحيهما يوجدون في قلب المناطق الحضرية بطريقة لامركزية، مما يجعل من الصعب جدا تحديد موقعهم وتدميرهم، في حين يسمح لهم بمهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل فعال مع مرور الوقت.

ودعا كوخافي إلى زيادة فتك القوات البرية وتحسين الترابط بين الطيارين والمشاة والدبابات والطائرات المسيرة، وأجهزة استشعار أفضل في ساحة المعركة لتحديد موقع العدو أولا.

وحث أورتال على أن تستغل إسرائيل وقتها وتطور قدراتها حتى تتمكن من خوض حرب حاسمة، قائلا "إذا ذهبنا إلى لبنان الآن فسيتعين علينا القيام بذلك مرة أخرى في غضون عامين آخرين، من الأفضل عدم القيام بذلك مرتين".

إنقاذ حماس

وأشار الكاتب إلى أن معضلة إسرائيل في الشمال أصبحت أكثر إزعاجا مع وتيرة حملتها في غزة، فبعد 11 شهرا من 7 أكتوبر/تشرين الأول تظل الحقيقة أن حماس لا تزال قادرة على استعادة قطاع غزة وإعادة بناء جيشها كلما انسحبت إسرائيل.

وإذا قررت إسرائيل القيام بعملية برية ضد حزب الله فإن التوصل إلى اتفاق أو خطوة حاسمة ضد حماس يصبح أقل احتمالا مع نقل المزيد من القوات إلى الشمال.

مقالات مشابهة

  • “بيئة أبوظبي” تطلق دليلاً إرشادياً لإعادة تأهيل أشجار القرم في الإمارات
  • تايمز أوف إسرائيل: ليس لدى إسرائيل خيارات جيدة بلبنان ما دامت في غزة
  • «بيئة أبوظبي» تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجارالقرم
  • أمانة حائل تنهي استعداداتها لفعاليات اليوم الوطني الـ 94
  • "بيئة أبوظبي" تطلق دليل إعادة تأهيل أشجار القرم
  • هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة تطلق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • «بيئة أبوظبي» تطلق مسابقة «فن القرم» لإلهام الطلاب وإذكاء إبداعهم
  • إطلاق مسابقة فن القرم البيئية لطلاب إمارة أبوظبي
  • إطلاق المسابقة البيئية “فن القرم” لطلاب إمارة أبوظبي
  • زوهو تدمج قدرات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في منصة تحليلات البيانات