مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والحملة الرئاسية بين الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن والسابق دونالد ترامب، تراقب الصين التطورات بقلق، ومحللون يكشفون من هو الأهون لمستقبل بكين، خاصة وأن أى من المرشحين لم يحظ بقبول فى نظرها.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هناك مخاوف صينية بشأن الحملة الانتخابية نفسها؛ إذ من المرجح أن يتحدث المرشحون بلهجة صارمة عن الصين، مما قد يهدد التحسن الهش فى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين الذى شهدته الأشهر الأخيرة.

مخاوف الصين من بايدن
وأضافت الوكالة الأمريكية أنه لا يحظى أى من المرشحين بقبول خاص فى نظر بكين؛ فبينما كان بايدن يبحث عن مجالات للتعاون مع الصين، بكين تشعر بالقلق إزاء جهوده لتوحيد الحلفاء فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ فى تحالف ضد الصين. كما أنها تشعر بالقلق بشأن نهجه تجاه تايوان بعد أن قال مرارا وتكرارا إنه سيطلب من القوات الأمريكية الدفاع عنها فى صراع مع الصين.

خطاب ترامب الصارم بشأن الصين
ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أنه ربما يكون ترامب، بنهجه الانعزالى فى التعامل مع السياسة الخارجية، أكثر ترددًا فى الدفاع عن تايوان. ولكن لا يمكن استبعاد أى شيء نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بخطابه وخطابه الصارم بشأن الصين، التى يحملها المسئولية عن تفشى مرض فيروس كورونا ٢٠١٩ (COVID-١٩) الذى قرب نهاية فترة ولايته. كما يمكنه أيضًا تعميق الحرب التجارية التى لم تهدأ منذ رئاسته.

وعاءان من السم بالنسبة للصين
وقال تشاو مينغهاو، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة فودان فى شنغهاى وفقًا للوكالة الأمريكية: «بالنسبة للصين، بغض النظر عمن سيفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنهما سيكونان بمثابة وعاءين من السم».

وأضاف أنه حتى مع التحسن الطفيف فى العلاقات بين الصين وأمريكا؛ فإن التوترات لا تزال مرتفعة، وخاصة بشأن تايوان، إن مسألة من سيتولى منصب الرئاسة فى البيت الأبيض قد تخلف عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بل وأيضًا على السلام فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ويردد عدد من المحللين فى كلا البلدين آراء تشاو، الذين يشيرون إلى أن بكين قد تجد بايدن أهون الشرين بسبب ثباته بشأن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، لكنهم يشيرون أيضًا إلى أن الحكومة الصينية تتألم من نجاح بايدن فى بناء شراكات لمواجهة الصين.

تحذير من المشاعر القومية فى الصين.. وتفضيل حذر لـ"بايدن"
وحذر سون يون، مدير برنامج الصين فى مركز ستيمسون ومقره واشنطن، من المشاعر القومية فى الصين التى قد تتعارض مع المسئولين الحكوميين والنخب.

وقال سون: "مع ترامب، ليس هناك أرضية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ويشكل ترامب مخاطر وشكوكا كبيرة، بما فى ذلك احتمال نشوب صراع عسكري"، مضيفا أن الصين كانت مقتنعة فى عام ٢٠٢٠ بأن ترامب يمكن أن يهاجم تايوان للفوز بإعادة انتخابه.

وأضاف: "قد تكون هناك بعض الفوائد المرتبطة بإمكانية قيام ترامب بإلحاق الضرر بالتحالفات والشراكات، مما يهز ثقة العالم فى القيادة الأمريكية، لكن الفائدة التى تعود على الصين لن تكون قادرة على تعويض الضرر الأكبر الذى قد يلحقه بالعلاقة مع الصين".

لكن العديد من الخبراء أعربوا عن تفضيل حذر لبايدن بسبب ثباته، وهو ما يقولون إن بكين قد تقدره فى إدارة العلاقات المشحونة بالفعل.

وقال شى ينهونغ، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة رنمين الصينية: “ترامب بطبيعته متقلب وقاس ومن الصعب التآلف معه".

وأضاف شي: "إنه بينما يمكن لبكين أن تتوقع أن تظل علاقتها مع واشنطن على حالها إذا أعيد انتخاب بايدن، فإنها قد لا ترغب فى التعامل مع هستيريا ترامب تجاه الصين وربما تغييرات جذرية إذا عاد إلى البيت الأبيض".

ترامب الأفضل.. قوة تخريبية تقوض الديمقراطية الأمريكية
وفى وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين، يبدو أن العديد من المعلقين يفضلون ترامب، الذى يرونه ليس فقط كرجل أعمال مستعد للتوصل إلى صفقة، بل أيضًا كقوة تخريبية تقوض الديمقراطية الأمريكية والقيادة العالمية الأمريكية لصالح بكين.

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن سياسات ترامب وتصريحاته كرئيس أكسبته لقب تشوان جيانجو، أو "ترامب، بانى الأمة (الصينية)"، فى إشارة ضمنية إلى أنه كان يساعد بكين.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية ترامب بادن أسوشیتد برس إلى أن

إقرأ أيضاً:

أنباء عن مشادة بين روبيو وماسك بسبب طرد الموظفين.. وترامب ينفي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يتمتع رجل الأعمال إيلون ماسك بصلاحيات واسعة في ما يسمى إدارة كفاءة الحكومة، التي استحدثها الرئيس دونالد ترامب لتوفير النفقات ومعالجة الأزمة الاقتصادية.

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "أنباء عن مشادة بين روبيو وماسك بسبب طرد الموظفين.. وترامب ينفي"، إذ  تسببت قرارات إيلون ماسك المتصاعدة بتسريح آلاف الموظفين من الوزارات والمؤسسات الكبرى في إشعال العديد من الأزمات.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن ماسك ووزير الخارجية ماركو روبيو اشتبكا بعنف الخميس الماضي خلال اجتماع لمجلس الوزراء.

ووفقا للتقرير، اتهم ماسك وزير الخارجية روبيو بعدم فصل أي موظفين حتى الآن، فيما أكد روبيو أن الموظفين تركوا وظائفهم طواعية، معربا عن دهشته من أسلوب ماسك ورغبته في فصل الموظفين تعسفيا.

أما ترامب، فنفى تقرير الصحيفة وأكد أن ماسك وروبيو يتفقان بشكل رائع، حسب وصفه، وكشفت الصحيفة في تقريرها أيضا أن وزير النقل شون دافي اتهم إيلون ماسك برغبته في إقالة مراقبي الحركة الجوية، وسط نفي ماسك.

لكن التقرير ذكر أن ترامب هو من طلب تعيين مراقبي الحركة الجوية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، باعتباره أحد أكثر مؤسسات البحث تقدما في العالم.

ويبدو أن هذه التوترات ستستمر حيث أعلن ترامب بعد اجتماع الخميس الماضي أنه سيجتمع مع حكومته مع ماسك كل أسبوعين.

وأعلن ماسك عن العديد من الخطط لإقالة آلاف الموظفين من مصلحة الضرائب ووزارة شؤون المحاربين القدامى ومؤسسات أخرى، وأكدت وسائل إعلام أمريكية وجود خلافات مستمرة بين ماسك والمسؤولين الأمريكيين بسبب أسلوبه القاسي في إقالة الموظفين وتعديه على صلاحياتهم.

وأدت تصرفات ماسك إلى اندلاع مظاهرات حاشدة أمام متاجر سيارات تيسلا التي يملكها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وطالب المتظاهرون بمقاطعة منتجات الشركة وفرض خسائر اقتصادية مباشرة عليها انتصارا للديمقراطية والقضاء على الطغاة، على حد وصفهم.

ويبدو أن حملة ماسك لخفض الإنفاق، التي رحب بها الرئيس ترامب، لا تزال تشكل أزمة تطارده وتضعه في خلافات مستمرة قد لا يكون في مأمن من عواقبها.
 

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات الأمريكية تمنع وصول مسؤولي بايدن السابقين إلى المعلومات السرية
  • ترامب يواجه الصين: منشآت لمعالجة المعادن داخل القواعد العسكرية الأمريكية
  • ترامب: سنعتقل كل من يناصر حماس في الجامعات الأمريكية
  • بريطانيا: قلقون بشأن أنشطة بكين المزعزعة للاستقرار فى بحر جنوب الصين
  • إغلاق الحكومة الأمريكية على الطاولة.. وترامب يبحث عن بدائل
  • مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
  • كيف تناور إندونيسيا بين الصين وأميركا؟
  • الهند تبدي استعدادها لتخفيض التعريفات الجمركية وترامب يرحب
  • بكين تؤكد مسارات الدبلوماسية الصينية وترفع شعار "مجتمع المستقبل المشترك للبشرية"
  • أنباء عن مشادة بين روبيو وماسك بسبب طرد الموظفين.. وترامب ينفي