«أسوشيتد برس»: بكين ترى «وعاءين من السم» فى بايدن وترامب
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والحملة الرئاسية بين الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن والسابق دونالد ترامب، تراقب الصين التطورات بقلق، ومحللون يكشفون من هو الأهون لمستقبل بكين، خاصة وأن أى من المرشحين لم يحظ بقبول فى نظرها.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية أن هناك مخاوف صينية بشأن الحملة الانتخابية نفسها؛ إذ من المرجح أن يتحدث المرشحون بلهجة صارمة عن الصين، مما قد يهدد التحسن الهش فى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين الذى شهدته الأشهر الأخيرة.
مخاوف الصين من بايدن
وأضافت الوكالة الأمريكية أنه لا يحظى أى من المرشحين بقبول خاص فى نظر بكين؛ فبينما كان بايدن يبحث عن مجالات للتعاون مع الصين، بكين تشعر بالقلق إزاء جهوده لتوحيد الحلفاء فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ فى تحالف ضد الصين. كما أنها تشعر بالقلق بشأن نهجه تجاه تايوان بعد أن قال مرارا وتكرارا إنه سيطلب من القوات الأمريكية الدفاع عنها فى صراع مع الصين.
خطاب ترامب الصارم بشأن الصين
ولفتت "أسوشيتد برس" إلى أنه ربما يكون ترامب، بنهجه الانعزالى فى التعامل مع السياسة الخارجية، أكثر ترددًا فى الدفاع عن تايوان. ولكن لا يمكن استبعاد أى شيء نظرًا لعدم القدرة على التنبؤ بخطابه وخطابه الصارم بشأن الصين، التى يحملها المسئولية عن تفشى مرض فيروس كورونا ٢٠١٩ (COVID-١٩) الذى قرب نهاية فترة ولايته. كما يمكنه أيضًا تعميق الحرب التجارية التى لم تهدأ منذ رئاسته.
وعاءان من السم بالنسبة للصين
وقال تشاو مينغهاو، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة فودان فى شنغهاى وفقًا للوكالة الأمريكية: «بالنسبة للصين، بغض النظر عمن سيفوز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنهما سيكونان بمثابة وعاءين من السم».
وأضاف أنه حتى مع التحسن الطفيف فى العلاقات بين الصين وأمريكا؛ فإن التوترات لا تزال مرتفعة، وخاصة بشأن تايوان، إن مسألة من سيتولى منصب الرئاسة فى البيت الأبيض قد تخلف عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بل وأيضًا على السلام فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويردد عدد من المحللين فى كلا البلدين آراء تشاو، الذين يشيرون إلى أن بكين قد تجد بايدن أهون الشرين بسبب ثباته بشأن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، لكنهم يشيرون أيضًا إلى أن الحكومة الصينية تتألم من نجاح بايدن فى بناء شراكات لمواجهة الصين.
تحذير من المشاعر القومية فى الصين.. وتفضيل حذر لـ"بايدن"
وحذر سون يون، مدير برنامج الصين فى مركز ستيمسون ومقره واشنطن، من المشاعر القومية فى الصين التى قد تتعارض مع المسئولين الحكوميين والنخب.
وقال سون: "مع ترامب، ليس هناك أرضية للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، ويشكل ترامب مخاطر وشكوكا كبيرة، بما فى ذلك احتمال نشوب صراع عسكري"، مضيفا أن الصين كانت مقتنعة فى عام ٢٠٢٠ بأن ترامب يمكن أن يهاجم تايوان للفوز بإعادة انتخابه.
وأضاف: "قد تكون هناك بعض الفوائد المرتبطة بإمكانية قيام ترامب بإلحاق الضرر بالتحالفات والشراكات، مما يهز ثقة العالم فى القيادة الأمريكية، لكن الفائدة التى تعود على الصين لن تكون قادرة على تعويض الضرر الأكبر الذى قد يلحقه بالعلاقة مع الصين".
لكن العديد من الخبراء أعربوا عن تفضيل حذر لبايدن بسبب ثباته، وهو ما يقولون إن بكين قد تقدره فى إدارة العلاقات المشحونة بالفعل.
وقال شى ينهونغ، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة رنمين الصينية: “ترامب بطبيعته متقلب وقاس ومن الصعب التآلف معه".
وأضاف شي: "إنه بينما يمكن لبكين أن تتوقع أن تظل علاقتها مع واشنطن على حالها إذا أعيد انتخاب بايدن، فإنها قد لا ترغب فى التعامل مع هستيريا ترامب تجاه الصين وربما تغييرات جذرية إذا عاد إلى البيت الأبيض".
ترامب الأفضل.. قوة تخريبية تقوض الديمقراطية الأمريكية
وفى وسائل التواصل الاجتماعى فى الصين، يبدو أن العديد من المعلقين يفضلون ترامب، الذى يرونه ليس فقط كرجل أعمال مستعد للتوصل إلى صفقة، بل أيضًا كقوة تخريبية تقوض الديمقراطية الأمريكية والقيادة العالمية الأمريكية لصالح بكين.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن سياسات ترامب وتصريحاته كرئيس أكسبته لقب تشوان جيانجو، أو "ترامب، بانى الأمة (الصينية)"، فى إشارة ضمنية إلى أنه كان يساعد بكين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية ترامب بادن أسوشیتد برس إلى أن
إقرأ أيضاً:
خريطة توضح مدى قدرة الصواريخ الأمريكية على دعم أوكرانيا في استهداف روسيا
(CNN)-- أنهت الخطوة الأحادية الجانب التي اتخذها المستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة للاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يقرب من عامين من عزلة قادة الناتو الرئيسيين لرئيس الكرملين.
لقد كانت هذه أخبارًا سيئة تمامًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال فترة 72 ساعة تميزت بموافقة البيت الأبيض أخيرًا على طلبه بالتمكن من إطلاق أسلحة أمريكية بعيدة المدى من طراز ATACM على روسيا. وغضب زيلينسكي من أن المكالمة فتحت "صندوق باندورا". وقال: "من المهم للغاية بالنسبة لبوتين أن يضعف عزلته".
وبعد ساعات، بدا أن زيلينسكي يعترف بوجود زخم نحو المحادثات، قائلا إنه عندما يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة فإن "الحرب ستنتهي عاجلا"، لأن هذا هو الوعد الذي قطعه ترامب لناخبيه.
وقال شولتز إن مكالمته مع بوتين كشفت أن المواقف المتشددة للرئيس الروسي بشأن أوكرانيا لم تتغير، لكنه أضاف أنه من المهم لأوروبا أن تتحدث مع بوتين، إذا كان ترامب على وشك أن يفعل الشيء نفسه.
كانت المحادثة التي استمرت ساعة بمثابة إشارة إلى عودة الدبلوماسية إلى الصراع المستمر منذ عقد من الزمن.
قد يكون قرار إدارة بايدن بالسماح بإطلاق صواريخ ATACM على الأراضي الروسية انعكاسًا للشعور المتزايد بالتصعيد في الحرب، حتى مع ظهور محادثات سلام محتملة في الأفق، حيث تسعى جميع الأطراف إلى تحسين موقفها قبل رئاسة ترامب.
ووصف دبلوماسي مطلع على المزاج السائد داخل مقر حلف شمال الأطلسي حالة عدم اليقين في الحلف بشأن موقف ترامب من استمرار الدعم ومفاوضات السلام، ووصف الأشهر القليلة المقبلة بأنها حاسمة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وقد ردد مسؤول كبير في المخابرات الأوكرانية حالة عدم اليقين، حيث قال لشبكة CNN: "من الخطير جدًا إصدار تنبؤات الآن. نأمل بحدوث الأفضل!".
ويتكهن معظم المحللين بأن أي اتفاق سيتضمن تجميدًا تقريبيًا للخطوط الأمامية، مع قيام موسكو وكييف بتقديم أو تلقي ضمانات أمنية لمنع تجدد الصراع. وتستمر روسيا في تحقيق مكاسب صغيرة ولكن متسقة على خط الجبهة الشرقي، وسوف تبتلع حوالي خمس أوكرانيا إذا تم التفاوض على الخطوط الأمامية لإنشاء حدود دائمة جديدة. ويحذر منتقدو الكرملين أيضًا من تاريخه في استخدام الدبلوماسية كتوقف أو إحباط لتحقيق أهدافه العسكرية.