فى ظل استمرار واشتداد المعارك بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية، فى الحرب الطاحنة التى تدور رحاها بين الطرفين منذ أواخر فبراير من العام قبل الماضي، وسعى كل من الطرفين إلى إظهار تفوقه على الطرف الآخر.

وانتشرت شائعات فى العاصمة كييف فى ٢٩ يناير تفيد بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكى كان على وشك إقالة قائد القوات المسلحة، الجنرال فاليرى زالوزني، بعد فترة من التوترات بينهما.

حسبما أفادت مجلة "ذى إيكونوميست" البريطانية.

ذكرت المجلة، يوم الأربعاء، أن إطاحة واحدة من أكثر الشخصيات شعبية فى أوكرانيا ستكون مثيرة للجدل إلى حد كبير، وستمثل لحظة محورية فى صراع أوكرانيا مع روسيا.

وحتى الآن، لم يعلن زيلينسكى عن استبدال الجنرال، لكن هذا لا يعنى أن وظيفة الجنرال زالوزنى آمنة، بحسب المجلة. وأضافت أن "ربما يكون السبب ببساطة هو أن بديله لم يتم تعيينه بعد". وأكدت مصادر فى هيئة الأركان العامة ومقربة من الجنرال زالوزني، بحسب المجلة، أن "هناك تغييرًا يجرى العمل عليه".

وتمكّنت "الإيكونوميست"، من تأكيد عقد اجتماع فى وقت مبكر من المساء أبلغ فيه الرئيس جنراله بأنه قرر إقالته. كما عُرض على زالوزني، دور آخر وهو "أمين مجلس الأمن القومى ولكنه رفض".

وجاء فى حديث المجلة البريطانية أنه "سرعانًا ما تسربت أخبار الخطة إلى وسائل الإعلام المحلية، ونفت وزارة الدفاع والقصر الرئاسى إقالة الجنرال، وهذا صحيح من الناحية الفنية".

وأضافت المجلة البريطانية، أن المشكلة تكمن فى العلاقة المختلة بين الرئيس وجنراله، والشكوك فى مكتب الرئيس بأن الجنرال لديه طموحات سياسية لم تختف. ويبدو أن الرجلين قد تضررا بسبب الخلاف. وأشارت أن الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية فى أوكرانيا تثير قلق حلفاء كييف الرئيسيين.

ووصفت المجلة البريطانية، الواقع الأوكرانى فى ظل هذه الخلافات، قائلةً إن الشائعات تأتى فى وقت حرج.

وأضافت أن الهجوم المضاد الذى شنته أوكرانيا فى الصيف قد فشل، وتواجه أوكرانيا حالة من عدم اليقين بشأن درجة الدعم الأجنبى الذى يمكن أن تتوقعه.

ومن غير المرجح أن تؤدى المعركة حول مستقبل الجنرال زالوزنى إلى زيادة احتمالات تجديد التمويل، إذ إن القائد يحظى بتقدير كبير فى الغرب.

وفى تصريحات لـ زالوزني  لـ"ذى إيكونوميست" فى نوفمبر الماضي، أعبر فيها عن اعتقاده بأن الوضع الحالى فى النزاع قد وصل إلى مرحلة "الجمود". ودعا زالوجنى فى هذه التصريحات الغرب إلى تقديم دعم إضافى لبلاده.

ومع ذلك، نفى الرئيس زيلينسكى لاحقًا صحة هذه التصريحات، مؤكدًا أن الوضع لم يصل إلى حالة الجمود وأنه يتعين على المجتمع الدولى البقاء ملتزمًا بتقديم الدعم اللازم.

وقالت إن القوات الأوكرانية الموجودة على خط المواجهة تشكو بالفعل من نقص الذخيرة، مضيفةً أن زيلينسكى ليس الشخص الوحيد الذى لاحظ شعبية جنراله.

وبدأت شخصيات المعارضة البارزة، التى تم تهميشها حتى الآن بسبب الحاجة إلى الوحدة الوطنية، فى الانضمام إلى الجنرال زالوزني.

وأكدت فى تقريرها أن هذه العملية تسارعت فى الأسابيع الأخيرة مع تزايد الشائعات حول إطاحة لجنرال.

وأشارت المجلة البريطانية، إلى أن يحق للرئيس تغيير القائد الذى لم يعد يثق به، قائلةً إن إخضاع القيادة العسكرية للمدنية هو حجر الزاوية فى الديمقراطية.

وأضافت أنه إذا تم تعيين بديل الجنرال زالوزنى فسوف يخدم بلا شك بفعالية، مضيفةً أن "إزاحة رجل يتمتع بشعبية كبيرة بين جنوده وعامة الناس مثل زالوزنى يحمل فى طياته مخاطر سياسية وعسكرية".

وتم ذكر جنرالين كمتنافسين على منصب زالوزني، وهما "أولكسندر سيرسكي"، ٥٨ عامًا؛ "وكيريلو بودانوف" (٣٨ عامًا). ويعتبر كلاهما من المقربين من الفريق الرئاسي.

كان الجنرال سيرسكي، أحد أكثر ضباط الجيش خبرة، هو العقل العملياتى وراء اثنين من أبرز انتصارات أوكرانيا ضد روسيا فى عام ٢٠٢٢: حول كييف وفى منطقة خاركيف. لكن أسلوبه القاسى فى القتال جعله لا يحظى بشعبية فى أجزاء من الجيش.

وفى العام الماضي، ضحى بقادة متمرسين فى القتال فى دفاع لا طائل منه عن بلدة باخموت الصغيرة".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القوات الروسية زيلينسكي القوات الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

كيف تؤثر سيطرة الجيش على مقره الرئيس في خارطة الحرب السودانية؟

الخرطوم- في خطوة بالغة الأهمية في مسار العمليات العسكرية، حقق الجيش السوداني، الجمعة، تقدما مهما بكسر الحصار المفروض منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، على سلاح الإشارة بالخرطوم بحري والقيادة العامة للجيش وسط الخرطوم.

ويرى خبراء عسكريون أن التقدم المحرز من قبل الجيش، من شأنه فتح الطريق أمام مزيد من السيطرة على نقاط حاكمة وإحداث تحول كبير، في ظل تراجع مضطرد للدعم السريع بكافة محاور العمليات في الخرطوم وولاية الجزيرة.

وطبقا لشهود عيان، تحدثوا للجزيرة نت من الخرطوم بحري حيث احتدمت المعارك، فإن عناصر الدعم السريع شرعت، خلال الأيام التي سبقت انتشار الجيش، في عمليات انسحاب ملحوظة من عدة ارتكازات على شوارع رئيسة، واعتمدت على نشر قناصة محترفين في المباني العالية، علاوة على القصف الصاروخي للحد من تقدم الجيش.

جنود من الجيش السوداني يحتفون بالنصر من داخل القيادة العامة (الجزيرة) فك الحصار

ويقول خبير عسكري، للجزيرة نت، إن ما لا يقل عن 30 وحدة للجيش كانت تعمل وتتقدم في المحاور الساخنة على مسارح العمليات المختلفة. وأشار إلى وصول وحدة من قاعدة وادي سيدنا في أم درمان الى الخرطوم بحري، وتقدم وحدة ثانية من مدينة شندي في ولاية نهر النيل باتجاه مصفاة الجيلي، بالتوازي مع تحرك ثالث لكتيبة قادمة من منطقة الحلفايا باتجاه المصفاة.

بينما توجه الجيش القادم من أم درمان إلى سلاح الإشارة بعد تجاوز مواقع إستراتيجية للدعم السريع وفتح الطريق مباشرة إلى القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، حسب المصدر ذاته.

وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، نبيل عبد الله، في بيان الجمعة أن "الجيش أكمل المرحلة الثانية من عملياته، بالتقاء قوات محور الخرطوم بحري مع تلك المرابطة في القيادة العامة".

إعلان

وفتح فكّ الحصار عن القيادة الباب أمام إمكانية إدخال المؤن العسكرية والغذائية لمئات الجنود والضباط المحاصرين داخلها لقرابة العامين. وكانوا قد اعتمدوا طوال الفترة الماضية على عمليات الإسقاط الجوي التي كانت تتم بالطيران الحربي للسلاح والمعينات الغذائية وغيرها، وفقا لجندي تحدث للجزيرة نت من داخل القيادة.

يمثل فك الحصار عن القيادة العامة تحولا إستراتيجيا في ميدان المعركة، حسب خبراء (وكالة الأنباء السودانية) تحول إستراتيجي

ويمثل فك الحصار عن القيادة العامة من وجهة نظر الخبير في الشؤون العسكرية أسامة عيدروس "تحولا إستراتيجيا كبيرا في ميدان المعركة".

ويقول، للجزيرة نت، إنه يمكن الآن بسهولة "تطهير الخرطوم من جيوب التمرد المعزولة عن بعضها"، ووصل خطوط الإمداد للجيش ونقل العمليات بالكامل غربا.

وبعدها، يضيف الخبير ذاته، يمكن للمتحركات الأخرى أن تفك الحصار عن الأبيض في ولاية شمال كردفان، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية جديدة يتم من خلالها شن معركة تحرير مدن الضعين في ولاية شرق دارفور، وزالنجي والجنينة ونيالا في ولايات وسط وغرب وجنوب دارفور، على التوالي، بالإضافة إلى فك الحصار عن الفاشر شمال دارفور.

وهذه التطورات تعني فعليا أن نهاية التمرد بدأت في العد التنازلي، حتى إنه بات مهيأ للهزيمة وانكشفت كل تحركاته، من وجهة نظر عيدروس. 

ويشير، المتحدث ذاته، في هذا الخصوص، إلى ما قال إنها "عمليات جريئة" قامت بها القوات المشتركة في صحراء شمال دارفور، وتدمير قاعدة الزرق، وإغلاق خط الإمداد في المثلث الحدودي بين السودان وتشاد وليبيا. بما يؤكد، حسب المصدر ذاته، أن الدعم السريع ليس لديها جديد تفاجئ به الجيش الذي استعاد كل قواته وأصبح جاهزا للتقدم وتحرير بقية السودان.

ضربة قاصمة

ويقول فتح العليم الشوبلي قائد العمل الخاص بولاية سنار، للجزيرة نت، إن التحام جيوش أم درمان وبحري، وفك الحصار عن القيادة العامة يمثل أهمية فائقة بالنظر لرمزية القيادة. وإنه بفك الحصار عنها تكون "أوهام المليشيا بإسقاطها والسيطرة عليها قد تبخرت" وفق تعبيره.

إعلان

ويفتح هذا التطور، كما يقول الشوبلي، الطريق أمام قوات بحري وسلاح الإشارة والقيادة نفسها للتقدم نحو جنوب غرب الخرطوم للالتحام مع قوات سلاح المدرعات، وجنوب شرق الخرطوم "لتطهير ما تبقى من جيوب تسيطر عليها المليشيا بمناطق بري والرياض والمنشية وغيرها".

ويمثل فك الحصار وفقا للقائد العسكري، عن القيادة أيضا "ضربة قاصمة للمرتزقة" لأنها ستكون مركز السيطرة وحلقة الوصل بين كل القوات بمنطقة الخرطوم. ويتابع الشوبلي: يفتح فك الحصار كذلك نافذة للقوات المسلحة لتحرير المناطق الواقعة غرب القيادة والالتقاء بالقوات في منطقة المقرن والتوغل أكثر جنوب شرق الخرطوم للسيطرة على كبري المنشية من الناحية الغربية، لقطع الطريق أمام أي إمداد قادم للدعم السريع من جهة شرق النيل وتأمين جنوب شرق الخرطوم بالاشتراك مع قوات سلاح المدرعات.

ويؤكد الشوبلي أن معركة فك الحصار عن القيادة العامة ستكون حاسمة للصراع العسكري بالخرطوم باعتبار أن تقدم القوات في المعركة وتحرير ما تبقى من مناطق داخل الخرطوم سيعملان على حسم كافة الموازين بالمناطق الأخرى خاصة الفتيحاب في أم درمان والكلاكلة وجبل أولياء جنوب الخرطوم. كما سيعيد رسم الخارطة العسكرية التي من شأنها تقليص نفوذ الدعم السريع في كامل ولاية الخرطوم.

رئيس مجلس السيادة يتفقد الخطوط الأمامية (وكالة الانباء السودانية) تحركات مدروسة

أما الخبير العسكري معتصم عبد القادر، فيرى أن فك الحصار عن القيادة العامة وسلاح الإشارة يأتي ضمن سلسلة تحركات القوات المسلحة منذ نهاية سبتمبر/أيلول 2024، وعبورها الجسور من أم درمان إلى الخرطوم وبحري، وهزيمة الدعم السريع في ولايات سنار والجزيرة وجنوب ولاية نهر النيل، بما يعني، وفقه، أن الخطة الهجومية تسير وفقا لما كان مخططا، وأنه تبقى القليل في ولاية الخرطوم وشمال الجزيرة.

إعلان

ويوضح في حديثه للجزيرة نت، أن قوات الدعم السريع كانت قبل الحرب منتشرة في كافة المواقع الإستراتيجية وحول ولاية الخرطوم وغالب الولايات، وهذا أتاح لها الاستيلاء على مواقع عسكرية ومحاصرة أخرى.

ويشير إلى أن الجيش تعامل، في بداية الحرب، بخطة دفاعية تركزت في المحافظة على المواقع الرمزية والحاكمة من أجل القيادة والسيطرة، مثل القيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح المهندسين والإشارة وسلاح الأسلحة وغيرها، واتخذ منها نقاطا للانطلاق في المراحل اللاحقة من الحرب.

ويضيف معتصم عبد القادر، أن الجيش استخدم الطيران في أعمال منتقاة، مثل الهجوم على مقر قيادة وسيطرة الدعم السريع، وسط الخرطوم، وتدميره، وهذا أفقد التمرد القدرة على الاتصال في الأشهر الأولى للحرب.

وعكفت القوات المسلحة بعدها، يتابع الخبير العسكري، على وضع الخطط الإستراتيجية والتفريعات التكتيكية للقضاء على التمرد، ومن بعد ذلك إعداد وتدريب وتجهيز القوة البشرية والمادية، وفقا لتسلسل زمني مرن يتماشى مع مخرجات الواقع الميداني.

ويتضح من سير المعارك والتهاوي السريع للتمرد كما يقول الخبير العسكري فقدانه للقيادة والسيطرة وغياب الخطط الحربية الملائمة، مما يعجل بانحساره وعودة الدولة والمواطن لممارسة حياته الطبيعية.

وردا على حالة القلق التي يمكن أن تفرزها حرب المسيرات التي تشنها الدعم السريع على المرافق الحيوية في الولايات الآمنة، قال الخبير إنه بعد فك حصار القيادة وسلاح الإشارة والدخول للمصفاة، تراجعت وتيرة إطلاق المسيرات على المرافق المدنية لتقهقر المليشيا وهروبها من مناطق الإطلاق لمناطق أكثر أمنا.

ويضيف: "كلما توسعت دائرة انتشار القوات المسلحة تم القضاء على المسيرات… كذلك فإن تكثيف المضادات والتشويش يساهم في الحد منها".

موقف الدعم السريع

التزمت قيادة الدعم السريع الصمت حيال هذه التطورات خاصة بعد دخول الجيش مقر القيادة العامة والإعلان عن فك حصارها، وذلك بعد أن شكك متحدثها الرسمي، في الأنباء التي تواترت صباح الجمعة، عن التحام قوات سلاح الإشارة بتلك القادمة من أم درمان. وقال، في بيان، إن الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في هذا الخصوص "مفبركة".

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة الى الاشاوس في جميع الجبهات
تحية طيبة مباركة

اليوم هو الخامس والعشرون من يناير ٢٠٢٥م والحرب وصلت لما يقارب العامين، خلال هذه الفترة حقق أشاوس قواتنا الابطال انتصارات عظيمة مقدمين أرواحهم رخيصة فداءً للقضية التي أمنوا بها ولا زالوا يقاتلون من أجلها… pic.twitter.com/P58Klk5BAt

— عمر جبريل - Omer Gibril (@OmerGibril) January 25, 2025

إعلان

وعلى منصة إكس كتب عمر جبريل، وهو أحد قادة الدعم السريع الناشطين إعلاميا، ما يشبه الاعتراف بالهزيمة قائلا "إن الحرب نصر وهزيمة يوم ليك ويوم عليك ومن يفرح بالنصر عليه أن يتقبل الهزيمة ويراجع أسبابها ويشحذ الهمة لتحقيق نصر جديد".

واعتبر "ما يحدث الآن في الميدان هو من عند الله ومن عند أنفسنا كما هو أيضا جزء من الحرب ومن سيناريوهاتها المعهودة منذ قديم الزمان".

وتحدث عن ضرورة الانتباه لمن قال إنهم أعداء موجودون داخل صفوف الدعم السريع الذين قال إنهم يبثون الإحباط ويخذلون الجنود في الميدان ويشككون في القيادة، مردفا: "هؤلاء يجب أن نحاربهم أولا قبل مقاتلة العدو".

 

مقالات مشابهة

  • التايمز البريطانية: ضباط في الجيش اللبناني يسربون معلومات استخباراتية إلى حزب الله
  • أوكرانيا تنتظر تعهدات ترامب.. والرئيس الأمريكي يسخر من زيلينسكي
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجمات على أوكرانيا بـ 1250 قنبلة انزلاقية
  • الجيش الأوكراني يسقط 50 طائرة مسيرة ويهاجم مصفاة نفطية
  • تحديات تنتظر رئيس أوكرانيا زيلينسكي خلال الفترة المقبلة
  • كيف تؤثر سيطرة الجيش على مقره الرئيس في خارطة الحرب السودانية؟
  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 830 ألفا و190 جنديًا منذ بدء العملية العسكرية
  • تفاصيل رفض زيلينسكي تهميش أوكرانيا في مفاوضات السلام مع روسيا
  • الرئيس الأوكراني: مستعدون لنقل الغاز من أذربيجان
  • برلماني إيطالي يطالب بتشكيل لجنة تحقيق في اتفاقية التعاون مع ليبيا