مدير الهلال الأحمر الفلسطيني لـ«الوطن»: مصير الطفلة «هند» وطاقم الإسعاف مازال مجهولا
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
أكد الدكتور بشار مراد، مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن مصير الطفلة «هند»، وطاقم الإسعاف الذي هرع لنجدتها، مازال مجهولاً، ولا توجد أي معلومات جديدة، حيث يبقى الأمر غامضاً حتى الآن، مشيرًا إلى أنه تم التواصل مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر للتحري عن الطفلة، وطاقم الإسعاف المفقودين.
وكشف مدير الهلال الأحمر الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، تفاصيل استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لسيارة مدنية كانت تقل أسرة فلسطينية، أثناء سيرها في أحد الشوارع بمدينة غزة، وأطلقت قوات الاحتلال النار عليها أثناء مرورها من أمام إحدى الدبابات، قائلًا: «السيارة كانت تمر من أمام دبابة ولم يكن يعلم السائق أن دبابات الاحتلال موجودة في المكان».
وأضاف «بشار» أنه بعد الاستهداف الأول من قوات الاحتلال الإسرائيلي للسيارة، تم استشهاد 5 من الركاب، بينما بقيت الطفلتان «ليان» و«هند» على قيد الحياة، ثم قامت «ليان»، وهي الطفلة الأكبر، بالاتصال برقم الإسعاف، وحينها تم تسجيل المكالمة، ونُشرت على نطاق واسع.
الاحتلال يطلق النار أثناء استغاثة الطفلةوأوضح مدير الهلال الأحمر الفلسطيني أنه أثناء تحدث الطفلة «ليان» مع طاقم الإسعاف، أطلق الاحتلال الإسرائيلي النار مرة أخرى، مما أسفر عن استشهاد «ليان»، بينما بقيت الطفلة الأخرى «هند» على قيد الحياة، وتم التنسيق للوصول إلى الطفلة لإنقاذها، لكن عند وصول الإسعاف إلى المكان، انقطعت الاتصالات مع طاقم الإسعاف، وأكد أن «الأمر مازال مجهولاً، ولا نعرف أين الطفلة وطاقم الإسعاف».
إطلاق النار في منطقة معزولة بالكاملوأشار الدكتور بشار مراد إلى أن المنطقة التي حدث بها إطلاق النار في مدينة غزة منطقة معزولة بالكامل الآن، حيث يوجد حاجز عسكري يفصل بين شمال وجنوب القطاع، وأن المنطقة تنتشر فيها دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومن المستحيل أن يصل أي شخص لهذا المكان.
يذكر أنه مرت 4 أيام على واقعة استهداف سيارة كانت تسير بمدينة غزة، من قِبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا يُعرف مصير الطفلة «هند» وطاقم الإسعاف حتى الآن.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطفلة هند قوات الاحتلال الإسرائيلي الهلال الأحمر الفلسطيني غزة مدينة غزة الهلال الأحمر الفلسطینی الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر والأرواح الطاهرة
قصتان ربما تتكرران في كل يوم ولا نعلم عنهما شيئاً، لأن النفوس العفيفة يجرحها السؤال.
القصة الاولى حدثت في أحد الأحياء البسيطة، حيث كانت تعيش أمينة، أرملة وأم لأربعة أطفال. بعد وفاة زوجها، تحولت حياتها إلى كفاح يومي لتأمين احتياجات أطفالها، وأكبرهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.
كانت أمينة تعمل بجد، ولكن عملها البسيط لم يكن يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية. لجأت إلى التسوق بالدين من البقالات القريبة حتى تراكمت عليها الديون ولم تعد تستطيع السداد.
في يومٍ من الأيام، وضمن برنامج الهلال الأحمر لمساعدة الأسر المتعففة، تم اختيار المنطقة الشعبية المتواضعة التي تعيش فيها أمينة وعمل لائحة بأسماء الأسر التي تعيش هناك. حاول الموظفون التواصل مع أمينة هاتفياً مرات عديدة، ولكن دون جدوى. قلق الموظفون من عدم استجابتها، فقرروا إرسال أحد المتطوعين إلى منزلها للاطمئنان عليها.
عندما طرق الموظف الباب، فتحت أمينة بحذر، وعندما سألها عن سبب عدم الرد على المكالمات، انهمرت دموعها وقالت بصوت متهدج: "ظننت أن من يتصل هو أحد أصحاب الديون. لا أملك المال، وكل يوم أخاف من مواجهة أحدهم".
بعد ثوان من الصمت وبصوت متهجد، أخبرها المتطوع الذي مسح دموعه التي لم تستأذنه، وأخبرها أنهم هنا للمساعدة وليس للمطالبة بالديون.
خلال أيام قليلة، قدم "الهلال الأحمر" لأمينة وأطفالها دعماً غذائياً ومالياً، وساعدها في سداد دينها مع البقالات المحلية. كما تم توجيهها إلى برامج تدريبية لتأهيلها لسوق العمل، مما فتح أمامها باباً نحو مستقبل أكثر استقراراً.
القصة الثانية هي للجد سالم، رجل في السبعينيات من عمره، يعيش في بلدة صغيرة مع حفيدته مريم التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وبعد وفاة والدي مريم في حادث أليم، أصبح الجد هو المسؤول الوحيد عنها.
كانت الحياة صعبة، فالجد سالم يعاني من أمراض مزمنة ويعتمد على معاش تقاعدي ضئيل بالكاد يكفي لتغطية الأدوية والطعام، وبسبب ظروفهما الصعبة، توقفت مريم عن الذهاب إلى المدرسة، وعندما لاحظت معلمتها غيابها قررت الذهاب إلى بيتها لتطمئن على صحتها.
هناك كانت المفاجأة، فمريم لم تكن مريضة، ولكن سبب غيابها هو أن قميص المدرسة أصبح باليا إلى الدرجة التي أصبح من الصعب ارتداؤه، ولم يكن لديها قميص آخر.
قامت المعلمة بالاتصال بالهلال الأحمر وتمت زيارة منزلهم المتواضع. وجدوا الجد سالم يعاني من المرض، ومريم تحاول جاهدة العناية به، حينها قدم الصليب الأحمر لهم مساعدة غذائية، وأدوية مجانية للجد، الأمر الذي أحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم وأعاد مريم إلى المدرسة. وتكفل الهلال الأحمر باللوازم الدراسية والمواصلات، وقدموا دعماً نفسياً للطفلة التي عانت من فقدان والديها وصعوبات الحياة المبكرة، وعادت مريم إلى المدرسة بابتسامة لم تُرسم على وجهها منذ وقت طويل.
تعكس هاتان القصتان الأثر الكبير الذي يمكن أن تُحدثه المنظمات الإنسانية مثل الهلال الأحمر في حياة الأشخاص الذين يواجهون أصعب الظروف، ويمكن لهذه المساعدات أن تعيد الأمل وتفتح أبواباً جديدة للحياة الكريمة للأسر المحتاجة.
لا ننتظر السؤال من النفوس العفيفة، فهي أرواح طاهرة تأبى السؤال رغم الحاجة، وتختار الصبر على الشكوى، وتُظهر الغنى رغم ضيق الحال. هي قلوب تختبئ وراء ابتسامة هادئة، وتُخفي الألم بسترٍ جميل، لا تمد يدها إلا إلى السماء، وتجد في الرضا والاحتساب عزاءً وسندًا. النفوس العفيفة تُعلّمنا معنى الكرامة في أبهى صورها، وتجسد لنا القوة الحقيقية التي تنبع من عمق الإيمان والعزة بالنفس، فهؤلاء الناس يعيشون بيننا كالأزهار البرية؛ جمالهم في تواضعهم، وعبيرهم في صمتهم.