#سواليف

تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أمس الخميس، في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة خمسة آخرين، حسب عمليات رصد أولية أجرتها لجان المقاومة.
وهاجمت قوات الدعم السريع ارتكازات الجيش في الجهة الشمالية الشرقية في الساعات الأولى من الصباح، قبل أن تتمدد الاشتباكات إلى أحياء “ديم سلك، الثورة شمال، شمال الأهلية، الغابة”.


واستنكرت لجان المقاومة سقوط عدد من القذائف التي أطلقتها قوات الدعم السريع في منازل المواطنين وسوق الفاشر الكبير، مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين بينهم امرأة وطفلها.
وفي ظل تصاعد الاشتباكات وسقوط قتلى، أغلق التجار السوق الكبير والعديد من الأسواق والمحال التجارية، وسط حالة من الذعر بين السكان والنازحين الذين فروا إلى الفاشر بسبب المعارك الطاحنة التي شهدتها ولايات دارفور الأخرى.
وحذرت لجان المقاومة المواطنين من الاقتراب من القذائف التي لم تتفجر بعد، والتبليغ عن مناطقها، منوهة إلى أن تلك العبوات الناسفة تتشظى في مساحة تقدر بنحو 50 متراً مربعاً.
وبينت أن الأطراف المتقاتلة تستخدم أسلحة “الآر بي جي 7″ و”الهاون 62 و82″ و”الاس بي جي 9” بالإضافة إلى “الهاوزر 106″ و”الكاتيوشا”.
وحسب شهود عيان تحدثوا لـ”القدس العربي”، بدأت الاشتباكات بمناوشات قام بها عدد من قوات الدعم السريع على ارتكازات الجيش في حي “ديم سلك” شمال الفاشر”، بينما تواصلت عمليات القصف المدفعي بين الأطراف المتقاتلة بالأسلحة الثقيلة والمدافع حتى لحظة كتابة التقرير.
واستولت قوات الدعم السريع على حاميات الجيش في أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضي. بينما تواصل هجماتها على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور. حيث تحاول قوات حميدتي السيطرة بشكل كامل على الإقليم الواقع غرب البلاد.
وتتصاعد المخاوف من توسع رقعة النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مدينة الفاشر التي فر إليها آلاف النازحين بعد استيلاء الدعم على ولايات دارفور الأخرى.
وتتمركز في المدينة معظم قوات حركات دارفور المسلحة، مما قد يفاقم الأوضاع حال اشتباكها مع الدعم السريع.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد حذر الدعم السريع من الهجوم على الفاشر داعياً إياها إلى التركيز على التفاوض من أجل إيجاد حل يوقف الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.
ونوه إلى أن الفاشر أصبحت بمثابة الشريان الذي يغذي إقليم دارفور، حيث تصل عبرها كل المؤن والمساعدات التي يتم نقلها إلى بقية الولايات، فضلاً عن ازدحام المدينة بآلاف النازحين الفارين من المعارك في الجنينة ونيالا وكبكابية وكتم وطويلة وغيرها من مدن الإقليم الذي شهد معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أطلق والي شمال دارفور السابق نمر عبد الرحمن نداء عاجلاً للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دعا خلاله الجانبين إلى تمكين المدنيين من مغادرة مناطق العمليات العسكرية، محذراً من هجوم وشيك على مدينة الفاشر. بعدها أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قراراً بإقالته من منصبه.
وأبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها البالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن هجوم وشيك واسع النطاق من قبل قوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
ودعت الأطراف السودانية لوقف فوري لإطلاق النار وعدم تنفيذ أي هجمات إضافية على الفاشر والرجوع لمنبر التفاوض لحل النزاع مشددة على عدم وجود أي حل عسكري للأزمة الراهنة في البلاد.
في الأثناء، شهدت مدينة بابنوسة الواقعة في ولاية غرب كردفان، أمس الخميس، حالة من الهدوء النسبي بعد نجاح قادة العشائر في الوصول إلى اتفاق هدنة مؤقتة بين قوات الجيش والدعم السريع، لفتح ممرات آمنة للمدنيين العالقين في مناطق العمليات.
والأسبوع قبل الماضي هاجمت قوات الدعم السريع مدينة بابنوسة وحاصرت حامية الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش. وفي رده قام طيران الجيش بتنفيذ هجمات كثيفة ومتتالية على مناطق تمركز الدعم السريع.
واستولت قوات الدعم السريع في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي على حامية الجيش في مدينة المجلد القريبة من بابنوسة، لاحقاً تقدمت نحو حدود بابنوسة، حيث تواصلت عمليات القصف المدفعي بين قيادة الجيش في المنطقة وقوات الدعم السريع.
وما تزال تتصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي دخلت شهرها العاشر، دون تحقيق أي من الجانبين نصراً حاسماً.
ويواجه المدنيون منذ اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، أوضاعاً إنسانية شديدة التعقيد، بينما تتصاعد العمليات العسكرية داخل المدن والأحياء، والتي أسفرت عن مقتل 10 آلاف سوداني على الأقل وفق تقارير نشرتها الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي.
وكشفت تقارير حديثة عن أن حصيلة القتلى في ولاية غرب دارفور وحدها تصل إلى قرابة 15 ألف قتيل، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد إثنية المساليت.
وتهدد نذر المجاعة أكثر من 25 مليون سوداني، بينهم 14 مليون طفل بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، ويعيش العديد منهم في حالة من الخوف الدائم – الخوف من التعرض للقتل أو الإصابة أو التجنيد أو الاستخدام من قبل الجهات المسلحة.
بينما لا يبدو أفق قريب للتسوية، على الرغم من التحركات المحلية والدولية الواسعة، حيث تتمسك الأطراف العسكرية بمواقفها المتصلبة على الرغم من تأكيدها المتواصل على الدفع نحو التسوية وإيقاف الحرب.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بین الجیش السودانی وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع مدینة الفاشر شمال دارفور الجیش فی

إقرأ أيضاً:

السودان ...40 بين قتيل وجريح بغارة للجيش على ولاية شمال دارفور

أفاد شهود عيان ولجان محلية سودانية بمقتل وإصابة نحو 40 شخصا جراء غارة جوية نفذها طيران الجيش على وسط منطقة بولاية شمال دارفور.

اقرأ ايضاًبعد حصار الدعم السريع ... 79 قتيلا بولاية الجزيرة السودانية

وقالت لجان المقاومة المحلية في منطقة سرف عمرة بولاية شمال دارفور إن الجيش السوداني نفذ غارة جوية استهدفت وسط المنطقة، أسفرت عن مقتل 18 شخصًا وإصابة 27 آخرين.

في حين قال شاهد عيان إن غارات جوية عنيفة استهدفت حي البيطري وسوق المواشي ورئاسة المحلية، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

من جهة أخرى شهدت العاصمة السودانية الخرطوم صباح الإثنين قصفًا مدفعيًا وجويًا مكثفًا، حيث استهدفت قوات الجيش مواقع تتموضع فيها قوات الدعم السريع في الخرطوم وبحري.

وفي تطور آخر، أفادت منصة «نداء الوسط» أمس الأحد، بارتفاع عدد القتلى في مدينة الهلالية بولاية الجزيرة شرقي السودان إلى 350 مدنيًا، نتيجة للحصار الذي تفرضه مجموعات تتبع قوات الدعم السريع.

كما أعلن ما يعرف ب "مؤتمر الجزيرة" أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 1,237 شخصًا شمال وشرق الخرطوم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فيما جرى تهجير كامل لنحو 400 قرية في تلك المناطق.

غارة جوية على منطقة بشمال #دارفور وسط تضارب في أرقام الضحايا

تابع المزيد على موقع دارفور ٢٤ الإخباري https://t.co/Jvx68TY0ni#دارفور٢٤ pic.twitter.com/9OADtfZynl

— دارفور24 (@Newsdarfur1) November 10, 2024

المصدر: وكالات 
 


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند السودان ...40 بين قتيل وجريح بغارة للجيش على ولاية شمال دارفور جدري القردة... اجتماع للصحة العالمية من أجل تقييم الأزمة بصاروخ بالستي...الحوثيون يستهدفون قاعدة إسرائيلية جنوب فلسطين إعلام سوري: غارة إسرائيلية تقطع الطريق الدولي بين حمص ودمشق هل عاد عمرو دياب لزينة عاشور؟ هذا ما نشرته ابنته كنزي Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الخزانة الأميركية تفرض عقوبات على قيادي بـ”قوات الدعم السريع” في السودان
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر
  • واشنطن تفرض عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع في السودان
  • رويترز: واشنطن فرضت عقوبات على أحد قادة قوات الدعم السريع بالسودان
  • واشنطن تفرض عقوبات على قيادي رفيع في قوات الدعم السريع بالسودان
  • واشنطن تعاقب قياديا بالدعم السريع ومجلس الأمن يبحث الأزمة في السودان
  • عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمن جمعة؟
  • عقوبات أميركية على قائد بالدعم السريع في السودان.. من هو عبد الرحمان جمعة؟
  • «المشتركة»: أنباء سقوط الفاشر شائعات تروج لها «الدعم السريع»
  • السودان ...40 بين قتيل وجريح بغارة للجيش على ولاية شمال دارفور