قال الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة‏، إن فلسفة الدين هي المجال المعرفي العلمي الذي يقوم بالفحص العقلي لكل المعتقدات الدينية ويجعل العقل والواقع هما البرهان والمقياس في التميز بين هذه المعتقدات، حيث تقوم على فكرة (تعقل ثم آمن)، مؤكدًا أن فلسفة الدين هي دراسة علمية منهجية لجميع المعتقدات الدينية في الأديان كلها.

وأوضح الخشت، خلال تصريحات صحفية له، أن تجربته الفكرية الخاصة بدأت بالتعقل ثم وصل للإيمان بالله، عندما دخل لعالم المفكر برتراند راسل غير المؤمن بالأديان في سن مبكر، وخرج منه أكثر إيمانًا، مؤكدا أن كثيرا من التفكير يؤدي إلى الإيمان وليس الكفر.

وأضاف، يجب علينا أن نميز بين الدين والتراث والخطاب الديني، مؤكدا أن الدين هو القرآن الكريم والسنة الثابتة المتواترة والمبينة للقرآن، وما ليس ذلك فهو ليس دينا ولكن هو تراث وخطاب ديني بشري قابل للمراجعة والنقد.

‏وأوضح الخشت، أن الخطاب الديني ببساطة هو كل ما أنتجه العلماء وكل ماكتبه المثقفون وكل ما يقوله الأئمة، فهو حديثنا نحن البشر كتابة او شفاهة عن الدين، وبالتالي الدين إلهي وهو غير الخطاب الديني البشري الذي يختلف فهمه و استنباطه من شخص لآخر.

وقال إنه يجب علينا أن نؤمن بنظرية تعددية الصواب، ومعناها أن العبارة الواحدة يمكن أن يكون لها أكثر من تفسير وهذه التفسيرات المختلفة صحيحة، مشيرًا إلى حديث رسول الله " لا تصلوا العصر الا في بني قريظة"، مبينا أن الرسول أقر ماحدث من الفريقين، وهو دليل على تعددية الصواب سواء للتفسير الحرفي أو للتفسير بالمقاصد.

وشدد الخشت على ضرورة التفريق بين الثوابت والمتغيرات أي بين المقدس وهو الدين الثابت مثل أركان الإسلام والإيمان ، وبين المتغير البشري وهو الخطاب الديني المتمثل في كل ما يتم فهمه بشريا من الدين، مستشهدا بالآية الكريمة "اليوم أكملت لكم دينكم" موضحا اكتمال دائرة الكلمات الإلهية وأن ما جاء بعد ذلك ليس إلهيا وإنما بشري وبالتالي فإن الجهود البشرية تقبل الصواب والخطأ، وأن ما هو إلهي يكون محل إيمان يقيني وما هو بشري يكون قابلا للرأي والرأي الآخر.

ودلل الخشت على تعددية الصواب، أن تفسير القدماء لقول الله تعالى: "و السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون" موسع بمعنى أن الله قادر، والعلماء في عصرنا الحالي يقولون إن الكون يتمدد ويتوسع، والمعنيان صواب، ويحتملهما النص القرآني؛ فيجب علينا الإيمان بتعددية الصواب، مؤكدًا أن الدين لكي يكون صالحا لكل زمان ومكان لابد أن يحتمل معاني تختلف باختلاف الأزمنة.

وأكد أن الخطاب الديني التقليدي الذي يعتقد أن شخصا واحدا فقط معه الحقيقة والباقي على باطل، هو الخطأ بعينه، وأن الخطاب الديني الجديد يؤمن بأن كل رأي يحتمل الصواب دون الحجر في الرأي على أحد، لافتًا الى أن الاختلاف بين العلماء أمر طبيعي وأن الامام الشافعي اختلف مع نفسه وغير من رأيه في بعض الأمور عندما كان في العراق وعندما جاء لمصر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الخطاب الدينى الدكتور محمد الخشت الدكتور الخشت تصريحات صحفية جامعة القاهرة رئيس جامعة القاهرة الأديان

إقرأ أيضاً:

عقب الانتصارات التي شهدتها العاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يزور ولاية الخرطوم

قام وزير الشؤون الدينية والأوقاف، د. عمر بخيت محمد آدم، بزيارة ولاية الخرطوم عقب الانتصارات الأخيرة التي حققتها القوات المسلحة. حيث ألقى خطبة الجمعة من داخل كلية كرري الحربية؛ في إشادةٍ بالجهود الكبيرة التي بذلتها القوات المسلحة في سبيل التحرير والذود عن الأرض والعرض.كما توجه الوزير إلى منطقة الكدرو العسكرية بقيادة سعادة اللواء ركن النعمان علي عوض السيد. وتأتي هذه الزيارة في إطار دعم الوزارة لقوات الشعب المسلحة والقوات المساندة، وتقديرًا للجهود المبذولة في تحقيق الأمن والإستقرار في البلاد.كما تمثل الزيارة تأكيدًا على أهمية الوحدة الوطنية ودور القوات المسلحة في حماية الوطن، وتضحيات الجنود البواسل ومساهمتهم في الحفاظ على السيادة الوطنية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحكومة السودانية تعلق على خطاب قائد الدعم السريع 
  • لفتة إنسانية مؤثرة.. الرئيس السيسي يقوم بمساعدة أحد مصابي الشرطة أثناء تكريمه
  • نبات الآس… الواجب الديني والتقليد الاجتماعي وذكرى الراحلين
  • السعودية تخلع معطفها القديم
  • عقلية القرش فلسفة توريس لاعب برشلونة لتحقيق النجاح
  • الراعي: الوطن لا يقوم إلّا بتضافر جهود جميع أبنائه
  • عقب الانتصارات التي شهدتها العاصمة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف يزور ولاية الخرطوم
  • أزهري: القيم الدينية جاءت لتوحيد الصف.. مصر خير دليل
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • مكالمة "تغيير وتيرة الخطاب".. ترامب يهاتف رئيس وزراء كندا