إطلاق أول بوابة رقمية لقطاع التعدين.. وعقود مع شركات عالمية للتنقيب
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
شهد قطاع التعدين، خلال السنوات القليلة الماضية، برنامج تطوير وتحديث على جميع المحاور، سواء بتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار التعدينى، ودعم التحول الرقمى فى أنشطة القطاع (أول بوابة رقمية من نوعها للاستثمار فى قطاع التعدين)، والاستثمار فى تطوير كوادره، وهو ما يأتى لإطلاق إمكاناته والاستغلال الأمثل لثروات مصر التعدينية، وكان من أبرز ملامح التطوير طرح أول مزايدة عالمية للبحث والتنقيب عن الذهب، وكذلك توقيع الكثير من العقود مع كبرى الشركات العالمية فى القطاع، لبدء تنفيذ أعمال البحث والاستكشاف، منها شركتا «باريك جولد الكندية - سنتامين الإنجليزية»، من أكبر الشركات، للبحث عن الذهب والمعادن المصاحبة له.
وشهدت الفترة الماضية توقيع عقد استغلال خام الذهب والمعادن المصاحبة له فى منطقة أبومروات بالصحراء الشرقية بين هيئة الثروة المعدنية وشركة أتون مايننج الكندية، بعد تحقيقها كشفاً تجارياً للذهب بمنطقتى حمامة غرب ورودرين الواقعتين بامتياز أبومروات فى مساحة نحو 58 كيلومتراً مربعاً.
تشغيل الإنتاج التجارى لموقع «إيقات» بجنوب مصر باحتياطيات بنحو 1.2 مليون أوقيةوبدأت تجارب وزارة البترول والثروة المعدنية فى تشغيل الإنتاج التجارى للذهب من موقع «إيقات» بجنوب مصر فى مارس 2023، والذى يأتى تتويجاً للخطة الطموحة التى تم وضعها لبدء الإنتاج مبكراً منه، فى ظل ما يتميز به الموقع، الذى تقدّر احتياطياته بنحو 1.2 مليون أوقية من الذهب، وتبلغ نسبة الاستخلاص فيه 95%، وتعتبر من أعلى نسب الاستخلاص.
وكان لمنتدى مصر للتعدين، فى نسخته الثانية فى يوليو 2023، تحت شعار «البناء على 120 عاماً من الاكتشافات الجيولوجية لمستقبل مستدام منخفض الكربون»، قد حقّق الكثير من النجاحات الكبرى خلال الفترة الماضية، كما حقّق عدداً من النتائج المهمة، على رأسها زيادة المهتمين بالاستثمار بمصر فى التعدين وإطلاق مكامن ثرواتها التعدينية، والذى يتضح من حجم المشاركة فى النسخة الثانية ومشاركة شركات عالمية فى المنتدى والمعرض المصاحب له، حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبى للعمل المشترك على تبادل الخبرات اللازمة فى ما يخص مجال التعدين داخل منطقة المثلث الذهبى.
وخلال العام الماضى فقط، ووفقاً لبيانات وزارة البترول، فقد تم توقيع عقد البحث بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة لوتس جولد كوربوريشن فى 3 قطاعات للبحث عن خام الذهب والعناصر المصاحبة بالصحراء الشرقية المصرية باستثمارات تقدّر بنحو 2.5 مليون دولار، كما تم إطلاق منصة رقمية لمجال التعدين والثروة المعدنية على غرار بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، حيث ستحتوى بوابة التعدين على جميع البيانات الجيولوجية والخرائط المطلوبة من قِبل المستثمرين، لتسهيل عرض الفرص الاستثمارية فى الثروة المعدنية، والترويج للمزايدات وجذب الاستثمارات، وقد تم بالفعل الانتهاء من عمليات التقييم الفنى للبوابة.
وتم إنشاء قاعدة بيانات للثروات التعدينية بمصر، تم فيها تجميع البيانات الأساسية لـ27 خامة معدنية، وجارٍ الانتهاء من تدقيق البيانات الخاصة بها، تمهيداً لتضمينها داخل المنصة الرقمية للخامات التعدينية، والانتهاء من تطوير معمل هيئة الثروة المعدنية فى مدينة مرسى علم لخدمة الأنشطة التعدينية بالصحراء الشرقية، وكذلك خدمة البعثات الجيولوجية بالمنطقة ضمن برنامج يشمل تطوير ورفع كفاءة العاملين والمبانى وتأثيثها بالتقنيات والمعدات الحديثة لمواكبة وتحقيق أهداف استراتيجية تعظيم واستغلال الثروات التعدينية وزيادة مساهمتها فى الاقتصاد القومى، والتى يتم تنفيذها بإرادة قوية فى التطوير والتحديث وتعظيم النتائج. كما كان لافتتاح معملى MSA ALS، فى مدينة مرسى علم، للاختبار الشامل لفحص الذهب والمعادن الأساسية لعينات التربة والصخور، وهو ما يأتى فى إطار توطين الدولة جميع أنشطة صناعة التعدين فى مصر وصقل خبرات العاملين بها.
بدوره، قال د. طارق الملا، وزير البترول، إنه تم إنتاج نحو 13 مليون طن من المنتجات والخامات التعدينية، كما بلغت كمية الصادرات للخامات المنجمية نحو 2.3 مليون طن، فيما بلغ إجمالى الإيرادات المحقّقة لعقود المشاركة نحو 336 مليون جنيه، مقارنة بـ114 مليون جنيه عام 2022.
وأكد «الملا» أن الإصلاحات التى تم تنفيذها فى منظومة عمل قطاع التعدين أسهمت فى جذب استثمارات الشركات العالمية للبحث عن الذهب والمعادن الثمينة، مشدّداً على أهمية الإسراع بعمليات البحث والتنقيب بهدف تحقيق نتائج إيجابية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أرض الذهب غرفة التعدين الذهب والمعادن
إقرأ أيضاً:
هندسة سكانية تحت عباءة التعدين
ما يحدث في الشمال ونهر النيل ليس عفوياً، بل عملية إغراق بشري واختراق ممنهج بغطاء اقتصادي، هدفه على المدى القريب خلق حالة من الفوضى يصعب السيطرة عليها أو معالجتها، بهدف التعايش معها والتطبيع مع وجودها وفرض أجندات جديدة تجبر الحكومة لاحقاً على الاعتراف بهذا التغيير السكاني وتقنينه رغم عدم شرعيته..
فبدلاً من أن ترفض الحكومة هذه الكتل البشرية الوافدة، ستجد نفسها في موضع المتعامل معها، عبر رسم سياسات للتقنين لا للتجفيف، الاستيعاب لا الاستبعاد. أما على المدى البعيد، فيهدف هذا الغزو إلى صناعة هوية سكانية بديلة تزعزع البنية الديمغرافية والثقافية لمجتمعات نهر النيل والشمالية، واستبدالها بثقافات دخيلة ومجموعات وافدة ستفرض شروطها ووجودها، وستخلق صراعاً اجتماعياً داخل تلك الولايات ..
فالشمال الذي كان كتلة واحدة لا يعاني من أي مهددات سوى لدغ العقارب، سيجد نفسه اليوم في مواجهة مهددات حقيقية، عنف محلي وانقسام جهوي يغذيه واقع جديد وخطابات دخيلة على نسيجه الثقافي، ومحاصرة ناعمة لتقاليده. الأخطر من ذلك أن كل اعتراض على سلوك الوافدين والمعدنيين يصور مباشرة كعنصرية ورفض لقوى إجتماعية بعينها، فيتم ابتزاز مجتمعات الشمال أخلاقياً وسحب حقها في التعبير والرفض..
ما يحدث الآن هو هندسة سكانية واحتلال ناعم لأرض ينظر إليها وكأنها خالية من السكان وبلا هوية. يدخل إليها مئات الآلاف من الوافدين تحت عباءة التعدين الأهلي، ولا يسمح لأحد بالاعتراض، ما دام هناك من يروج لفكرة أن الشمال أرض بلا حدود وهوية، ولا يعترف لجماعة بحق فيها، ولا يسمح لسكانها حتى بطرح سؤال بسيط، من أين جاء هؤلاء الوافدين .
#السودان
حسبو البيلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب