معرض الكتاب يناقش العلاقات المصرية السريلانكية في "الأدب المترجم كدبلوماسية ثقافية"
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
استقبلت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، السكرتير المساعد لرئيس جمهورية سريلانكا "كيارا مندولي منديس"، في محاضرة بعنوان "الأدب المترجم كدبلوماسية ثقافية"، والتي تتناول العلاقات السريلانكية المصرية.
سكرتير مساعد رئيس سريلانكا: أتمنى زيادة الترجمات الأدبية بين مصر وسريلانكا
وفي البداية وجهت السكرتير المساعد لرئيس جمهورية سريلانكا كيارا مندولي منديس، الشكر إلى إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب على الدعم الذي قدموه لإنجاح هذه الندوة، كما عبرت عن سعادتها بوجودها في مصر، وهذه هي الزيارة الأولى لها، وأنها كانت منذ صغرها تحلم بأن تأتي إلى مصر، وكانت لديها تصورات أنها ستأتي إليها حينما تخرج على المعاش، وتقترب من الموت حتى يتم تحنيط جسدها مثل المصريين القدماء.
وتابعت "كيارا" أن العلاقات المصرية السريلانكية تمتد عبر التاريخ، وأنه على الرغم من إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين سريلانكا ومصر في عام 1957 إلا أن العلاقات التاريخية تعود إلى قرون مضت، فمنذ العصور الأولى تم إرسال مبعوثين إلى السلطات المصرية، حيث بدأت العلاقات المصرية السريلانكية مع حركة التجارة بين البلدين، وأبحرت السفن إلى مصر عبر الخليج العريي إلى بغداد وتم استقبالها في القاهرة عام 1283، كما تم توقيع اتفاقية تجارية مع السلطات المصرية في عام 1283 لتصدير المنتجات السريلانكية، ومنها أنياب الفيلة والأحجار الكريمة، مؤكدًا أن حركة التجارة بين البلدين عملت على تعزيز العلاقات بين مصر وسيرلانكا.
ولفتت "كيارا" إلى أن سريلانكا قد استقبلت الضباط الذين تم نفيهم من مصر إلى إحد الجزر في سريلانكا، وكان من بينهم الزعيم أحمد عرابي باشا، في عام 1883، كما أن منزله الذي كان يعيش فيه خلال فترة نفية مازال موجودا حتى الآن ويعد من الأثار في سريلانكا، وهناك أحد الشوارع التي أطلق عليه اسم شارع أحمد عرابي.
أما عن الأدب والترجمة باعتبارها سفيرا في البلاد قالت "كيارا": "لقد انتقل التقليد الأدبي السريلانكي من جيل إلى جيل عبر الشفاهية، وبدأ التقليد الأدبي المكتوب بعد وصول البوذية وتعود أقدم النصوص المكتوبة في الغالب إلى الرهبان البوذيين، والتي كتبت باللغة البالية "بالي" على أوراق الـ "علا" والذي يتشابه مع ورق البردي.
كما لفتت "إلى النقوش الحجرية والتي تحمل أدلة على الممارسة الأدبية القديمة، حيث يوجد أكثر من 2500 نقش في البلاد، والتي تتشابه مع الأثار الفرعونية، ونقوشها، كما تتشابه مع الكتابات الموجود في المعابد بالأقصر وأسوان".
كما تطرقت كيارا إلى العلاقات بين مصر وسريلانكا في مجالات عدة، ومنها كتاب هبة النيل للدكتور فيونون منديس خلال فترة تولية منصب رئيس اليونسكو في مصر في أوائل الثمانينيات.
وأكدت كيارا ضرورة دعم التعاون المصري السريلانكي، لاسيما فيما يتعلق بالترجمات في شتى المجالات، وذلك لأن أغلب الكتب التي تتحدث عن مصر، وتصل إلى سيرلانكا تأتي إليهم باللغة الإنجليزية، ومن خلال كتاب أجانب، وهذا الوسيط الأجنبي لا يستطيع أن يعبر عن الحضارتين المصرية والسريلانكية ويجب دعم الإنتاج الأدبي من خلال الترجمات من العربية إلى السريلانكية.
وفي ختام حديثها وجهت الشكر لهيئة الكتاب على استضافتهم لهذه الندوة كما دعت الحضور إلى زيارة سريلانكا للتعرف على حضارتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الهيئة العامة لقصور الثقافة مصر للمعارض الدولية برنامج وزارة الثقافة قصور الثقافة وزارة الثقافة هيئة الكتاب الهيئة العامة للكتاب أحدث إصدارات الثقافة الثقافة المحافظات الحدودية
إقرأ أيضاً:
سولي برودوم: أول من حصل على نوبل في الأدب تكريم مستحق أم اختيار مفاجئ؟
في عام 1901، أعلنت الأكاديمية السويدية منح أول جائزة نوبل في الأدب إلى الشاعر الفرنسي رينه سولي برودوم، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات آنذاك، ولا تزال موضع نقاش حتى اليوم.
ففي الوقت الذي كان العالم الأدبي يعج بأسماء أدبية كبرى مثل ليو تولستوي، جاء اختيار برودوم ليكون أول من يحمل هذا الشرف، فهل كان ذلك تكريمًا مستحقًا أم اختيارًا مفاجئًا؟
لماذا اختير سولي برودوم؟عند الإعلان عن فوزه، بررت الأكاديمية السويدية قرارها بأن برودوم قدم “إنتاجًا شعريًا يحمل مثالية نادرة، وكمالًا فنيًا، واهتمامًا بالفكر الفلسفي”.
تميزت أشعاره بالتأمل العميق والبحث عن الحقيقة، إذ كان يمزج بين العاطفة والمنطق بأسلوب شعري يعكس خلفيته العلمية كمهندس، كما أنه لم يكن مجرد شاعر، بل ناقدًا وفيلسوفًا، مما جعل أعماله تحظى بتقدير خاص بين النخبة الفكرية في أوروبا.
الجدل حول الجائزة: هل كان يستحقها؟رغم إشادة الأكاديمية به، إلا أن منح الجائزة له بدلاً من أسماء عملاقة مثل ليو تولستوي، وإميل زولا، وهنريك إبسن أثار انتقادات واسعة.
اعتبر كثيرون أن تأثير برودوم في الأدب العالمي لم يكن بنفس قوة هؤلاء الأدباء، الذين أثروا بعمق في الفكر الإنساني وألهموا أجيالًا كاملة من الكتاب.
كما أن منح الجائزة لشاعر فرنسي في عامها الأول اخذ على أنه انحياز للأدب الفرنسي، خاصة أن السويد كانت متأثرة ثقافيًا بفرنسا في ذلك الوقت.
تأثير الجائزة على مسيرته الأدبيةبعد فوزه، لم يشهد إنتاج برودوم الأدبي تطورًا كبيرًا، بل تراجع تدريجيًا بسبب حالته الصحية، حيث أصيب بجلطة دماغية أثرت على نشاطه الإبداعي.
ومع مرور السنوات، خفت بريق اسمه مقارنة بأدباء آخرين، وأصبح ينظر إليه كشاعر رمزي في تاريخ الجائزة أكثر من كونه كاتبًا شكل علامة فارقة في الأدب العالمي.