استقبلت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، السكرتير المساعد لرئيس جمهورية سريلانكا "كيارا مندولي منديس"، في محاضرة بعنوان "الأدب المترجم كدبلوماسية ثقافية"، والتي تتناول العلاقات السريلانكية المصرية.

سكرتير مساعد رئيس سريلانكا: أتمنى زيادة الترجمات الأدبية بين مصر وسريلانكا

 

وفي البداية وجهت السكرتير المساعد لرئيس جمهورية سريلانكا كيارا مندولي منديس، الشكر إلى إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب على الدعم الذي قدموه لإنجاح هذه الندوة، كما عبرت عن سعادتها بوجودها في مصر، وهذه هي الزيارة الأولى لها، وأنها كانت منذ صغرها تحلم بأن تأتي إلى مصر، وكانت لديها تصورات أنها ستأتي إليها حينما تخرج على المعاش، وتقترب من الموت حتى يتم تحنيط جسدها مثل المصريين القدماء.

وتابعت "كيارا" أن العلاقات المصرية السريلانكية تمتد عبر التاريخ، وأنه على الرغم من إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين سريلانكا ومصر في عام 1957 إلا أن العلاقات التاريخية تعود إلى قرون مضت، فمنذ العصور الأولى تم إرسال مبعوثين إلى السلطات المصرية، حيث بدأت العلاقات المصرية السريلانكية مع حركة التجارة بين البلدين، وأبحرت السفن إلى مصر عبر الخليج العريي إلى بغداد وتم استقبالها في القاهرة عام 1283، كما تم توقيع اتفاقية تجارية مع السلطات المصرية في عام 1283 لتصدير المنتجات السريلانكية، ومنها أنياب الفيلة والأحجار الكريمة، مؤكدًا أن حركة التجارة بين البلدين عملت على تعزيز العلاقات بين مصر وسيرلانكا.

ولفتت "كيارا" إلى أن سريلانكا قد استقبلت الضباط الذين تم نفيهم من مصر إلى إحد الجزر في سريلانكا، وكان من بينهم الزعيم أحمد عرابي باشا، في عام 1883، كما أن منزله الذي كان يعيش فيه خلال فترة نفية مازال موجودا حتى الآن ويعد من الأثار في سريلانكا، وهناك أحد الشوارع التي أطلق عليه اسم شارع أحمد عرابي.

أما عن الأدب والترجمة باعتبارها سفيرا في البلاد قالت "كيارا": "لقد انتقل التقليد الأدبي السريلانكي من جيل إلى جيل عبر الشفاهية، وبدأ التقليد الأدبي المكتوب بعد وصول البوذية وتعود أقدم النصوص المكتوبة في الغالب إلى الرهبان البوذيين، والتي كتبت باللغة البالية "بالي" على أوراق الـ "علا" والذي يتشابه مع ورق البردي.

كما لفتت "إلى النقوش الحجرية والتي تحمل أدلة على الممارسة الأدبية القديمة، حيث يوجد أكثر من 2500 نقش في البلاد، والتي تتشابه مع الأثار الفرعونية، ونقوشها، كما تتشابه مع الكتابات الموجود في المعابد بالأقصر وأسوان".

كما تطرقت كيارا إلى العلاقات بين مصر وسريلانكا في مجالات عدة، ومنها كتاب هبة النيل للدكتور فيونون منديس خلال فترة تولية منصب رئيس اليونسكو في مصر في أوائل الثمانينيات.

وأكدت كيارا ضرورة دعم التعاون المصري السريلانكي، لاسيما فيما يتعلق بالترجمات في شتى المجالات، وذلك لأن أغلب الكتب التي تتحدث عن مصر، وتصل إلى سيرلانكا تأتي إليهم باللغة الإنجليزية، ومن خلال كتاب أجانب، وهذا الوسيط الأجنبي لا يستطيع أن يعبر عن الحضارتين المصرية والسريلانكية ويجب دعم الإنتاج الأدبي من خلال الترجمات من العربية إلى السريلانكية.

وفي ختام حديثها وجهت الشكر لهيئة الكتاب على استضافتهم لهذه الندوة كما دعت الحضور إلى زيارة سريلانكا للتعرف على حضارتها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الهيئة العامة لقصور الثقافة مصر للمعارض الدولية برنامج وزارة الثقافة قصور الثقافة وزارة الثقافة هيئة الكتاب الهيئة العامة للكتاب أحدث إصدارات الثقافة الثقافة المحافظات الحدودية

إقرأ أيضاً:

الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء

الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، ونحن على مشارف احتفالات الوطن العربي بيوم الأم الذي يصادف في 21 مارس (آذار) من كل عام، بهذه المناسبة الجميلة يناقش موقع 24 حضور الأم في الأدب الحديث.

عيون الأمهات حصن الأدباء

ويرى الأدباء أنهم يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض فيه الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء.
وعن حضور الأم في الأدب الحديث يقول الناقد والأكاديمي بجامعة الإمارات الدكتور شعبان بدير: "الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، حيث تجسد الحنان والتضحية والقيم النبيلة، استوحى منها الشعراء والكتاب رمزية عميقة تعبر عن الحب المطلق، والانتماء، والعطاء غير المشروط، ظهرت الأم في الشعر العربي القديم كمصدر للحكمة، بينما في الأدب الحديث أصبحت رمزاً للوطن والانتماء والهوية، ويعد شاعر النيل "حافظ إبراهيم" من أوائل الشعراء الذين ركّزوا على دور الأم في بناء المجتمع، وأبرز من سلطوا الضوء على مكانتها في العصر الحديث، كما في أبياته الخالدة:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
واحتلت الأم في ديوان أمير الشعراء "أحمد شوقي" مكانة رفيعة، حيث صورها رمزاً للحب والحنان والتضحية، ففي العديد من قصائده، أشار إلى دورها في التربية وبناء الأجيال، متأثراً برؤيته الإصلاحية للمجتمع، ومن أبرز ما قاله عن الأم:
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّبها كحِضن الأمهات
فيعكس تقديراً كبيراً للأم، مؤكداً أنها الأساس في غرس القيم والأخلاق، وأن تأثيرها يمتد ليشمل صلاح المجتمع كله، وها هو الشاعر التُّونسي "أبو القاسم الشّابي" يرسم صورة مشرقة للأم من خلال توظيف الخيال البديع، إذ يجعل من حضنها "حرماً سماويّ الجمال مقدساً"، فيرتقي بعاطفتها إلى مرتبة القداسة والطهر، يقول:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه
 حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
 وبلغت الأم كذلك في شعر "نزار قبّاني" درجة "القدّيسين"، يقول:
صباح الخير يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر
فيصوغ صورة للأم بقدسية مترفعة، حيث يناديها "قدِّيستي الحلوة"، فيضفي عليها طهر الملائكة وصفاء الروح، جاعلاً من حبها ملاذاً سماويّاً لا تبلغه يد النسيان".

ويضيف الدكتور بدير: "تحتل الأم مكانة محورية في العديد من الأعمال الروائية العالمية والعربية، حيث تجسد رمز الحنان، والتضحية، والقوة، وأحياناً المعاناة، ففي الروايات العالمية، نشير إلى أهم عمل روائي احتفى بالأم في صورتها الاستعارية الراقية، وهي رواية "الأم" لمكسيم غوركي التي تصور الأم كرمز للنضال والوعي الثوري، أما في الأدب العربي، تتنوع صورة الأم بين الحنان والتضحية والصراع، ما يعكس عمق دورها الإنساني والاجتماعي في الأدب، كما تجلى في العديد من روايات نجيب محفوظ، مثل "بداية ونهاية"، الذي جسّد دور الأم كركيزة للأسرة رغم المعاناة، وكذلك دور "أمينة" في ثلاثيته التي خلّد فيها الأم المصرية المثالية المعروفة بالصبر والمحافظة على تماسك أسرتها رغم النزعة الاستبدادية لزوجها.
وصور خيري شلبي الأم في رواية "الوتد" في شخصية الحاجة (فاطمة تعلبة)، التي تمثل دعامة صلبة للعائلة، تماماً كما يرمز إليه عنوان الرواية، يصورها الكاتب كأم قوية، متماسكة، وصاحبة سلطة معنوية، حيث تتحكم -بحكمة ودهاء- في شؤون أسرتها، محافظةً على تماسكها في وجه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ثلاثية الكاتب الجزائري "محمد ديب"، تتجلى صورة الأم كرمز للمعاناة والصبر والقوة والنضال في مواجهة قسوة الاستعمار والفقر، كذلك هي مصدر الحنان والأمان في عالم مليء بالحرمان.
وهكذا تبقى صورة الأم في الأدب العربي الحديث رمزاً خالداً للحنان والتضحية والصمود، تتجسد في شخصيات تجمع بين العاطفة والقوة، ومع تطور السرد الروائي، أصبحت الأم أكثر حضوراً كفاعل أساسي يعكس تحولات المجتمع، مما يؤكد مكانتها الملهمة في الإبداع الأدبي".

 وفي ذات السياق، يقول الأديب أنور الخطيب: "الأم هي نبض الحياة ولازمة الإبداع، وتكاد لا تخلو رواية أو قصيدة في الأدب الحديث من الأم، لأسباب كثيرة أولها أن أي عمل أدبي – روائي على وجه الدقة- لا يستقيم إلا بوجود شخصية الأم، مباشرة أو رمزاً أو تأويلاً، وثانيها، وهذا جانب سيكولوجي، أن الأدباء يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض في الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء، وغالبا ما ينتقل الشعر من الخال وليس العم، وهذا ينطبق عليّ، إضافة إلى ذلك، وفي السياق ذاته، فإن الشاعر يبحث عن أمه في حبيبته، فأي مناجاة أو وصف أو مخاطبة تكون الأم هي المنطلق، وأنا هنا لا أتحدث عن عقدة أوديب".
وعن حضور الأم في أعماله الأدبية، يضيف الخطيب: "لا أختلف كثيراً عن توصيفي السابق وقد أزيد، أجمل قصائدي كانت عن الأم، ولا أحتاج إلى مناسبة لأكتب لها، وكما قلت، المبدعون يتامى وإن كانت الأمهات على قيد الحياة، وأنا كنت يتيما وتضاعف يتمي كأديب وإنسان بعد رحيل أمي، ولا أحد يملأ مكانها:
أمي.. كانت تعدّنا كل يوم مرتين/ مرةً في الصباح وأخرى في المساء/ بعد سبعين عاماً من الهباء/ لم يعد في البيت إلاّ حفنة من هواء/ وصوتها يمشي على عكازتين. أمي أنقذتني أكثر من مرة حين كنت (أعلَقُ) في أثناء كتابتي لرواياتي، أنقذتني في رواية "فتنة كارنيليان" حين كنا نتواصل يومياً لأطمئن عليها خلال حرب 2006 في لبنان، فأصبحتْ عصب الرواية، واستشرتها في النهاية واعتمدت رأيها التي تركتها مفتوحة لحساسية القرار، وأنقذتني مرة ثانية في روايتي الأخيرة "ناي على جسد"، حين استحضرت الأم ووجدت حضورها أكثر من ضروري في الرواية، بمعناها البيولوجي والأسطوري، فهي التي كان الروائي يلجأ إليها كلّما تأزّمت الأحداث وتمرّدت الشخوص، وهي التي كانت تنصت للجميع، بحضورها وغيابها وهذه هي الأم، في الرواية أو الحياة".

مقالات مشابهة

  • «أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • صنع الله إبراهيم.. صوت الأدب المتمرد والمقاوم
  • الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء
  • أحمد مستجير.. رائد التكنولوجيا الحيوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يناقش فضل الدعاء في رمضان.. صور
  • بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج
  • معرض فيصل الـ13 للكتاب يشهد فعاليات ثقافية وفنية متميزة وإقبالًا جماهيريًا كبيرًا
  • معرض فيصل للكتاب يناقش فضل الدعاء في رمضان
  • بين القاهرة وطهران .. كيف أثر زواج الأميرة فوزية على العلاقات المصرية الإيرانية؟
  • بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟