بوابة الفجر:
2025-01-23@21:31:18 GMT

د. رشا سمير تكتب: سُعار الأسعار!

تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT

ما يحدث في مصر الآن داخل السوق المصري ليس إلا حالة لا تختلف كثيرا عن حالة "السُعار"..

والسُعار في المُعجم العربي له أكثر من معنى، فهو قد يعني " شدة الجوع" أو "داء الكلب" أو "الجنون"..

القصة حزينة وتتكرر كل يوم..

مما لا شك فيه أن مصر مثل كل دول العالم تمر بأزمة إقتصادية عنيفة نتيجة ما يجابهه العالم اليوم من تحديات وحروب وأوبئة، الإختلاف الوحيد أننا في أزمة أكبر لكثير من الأسباب أهمها عدم وجود مجموعة إقتصادية لديها رؤية قادرة على إنتشالنا من الأزمة!.


المأساة الأكبر تكمن في الأزمة الإنسانية وليست الأزمة المالية!

الأزمة الحقيقية هي أزمة أخلاق..أزمة ضمائر..أزمة رقابة..وإفتقار بكل المقاييس إلى الحد من جشع التجار!.

منذ شهور ليست ببعيدة كلما قررت أنا أو غيري شراء أي سلعة يصدمك رد واحد متكرر من كافة التجار الصغير منهم قبل الكبير..

" إلحق إشتري قبل التعويم علشان بكرة هنغلي".. أو.." للأسف وقفنا البيع لأن الدولار طالع وهنرجع نسعر السلع بعد التعويم"!..

هذه الجمل الإعتباطية الشهيرة تبدأ من بائع الفجل والجرجير وتنتهي بشركات بيع مكيفات الهواء والسيارات والهواتف المحمولة!

وكأن الجنيه يتعلم العوم، وكأن الجنيه قد أخبر التجار بميعاد نزوله المياه، وكأن الجنيه يستغيث ولا يجد من ينقذه سوى التجار بفذلكتهم وفهلوتهم!.

هناك حالة تنتاب الجميع، من الصغار وحتى الكبار، من حديثي الزواج وحتى الكهول..حالة من اليأس والقلق والإضطراب أدت إلى أن الشعب كله قد تحول إلى تجار عُملة..

الكل يجري ليدبر أموره، وتدبير الأمور يُحدث أزمة فوق الأزمة..الكل يفكر في الغد ويحاول جاهدا إيجاد حل للتعايش السلمي، الشباب يحاولون الهروب وإيجاد عمل بالخارج، ومع الأسف الخارج لا يختلف كثيرا عن الداخل فالأزمة طالت الجميع..والكبار يلهثون من أجل البقاء في نفس المستوى الاجتماعي الذين تعودوا العيش فيه وعودوا أبنائهم عليه..
أما التجار فلا يأبهون بغير المكسب..هذا يتجار في الدولار وهذا في العقار وذاك في السيارات، لينتهي المشهد كل يوم بحالة من اليأس والإحباط وكأن العجز وباء ينتشر مثل الطاعون.

هنا أتسائل، ما دور الحكومة؟ إذا كانت الأزمة أكبر من أن نجد لها حل، فعلى الأقل مراقبة الأسعار ووضع حد لتلاعب التجار وأصحاب الأعمال بالمواطن، إلزام يجب أن تأخذه الحكومة على عاتقها..
شركات السيارات تبيع للأفراد بالدولار، شركات السياحة تبيع الرحلات بالدولار، العقار تجاوز سعره المسموع والمعقول بأرقام لا يمكن أن يستوعبها عقل، فمن يصدق أن جهاز التكييف على سبيل المثال قد زاد سعره في شهر واحد ما يزيد عن العشرين ألف جنيه! والشركات متوقفة عن البيع مُدعين أنهم ليس لديهم بضاعة، والمؤسف أن البضاعة في المخازن في محاولة رخيصة لإستغلال حاجة الناس في أبشع صورها!.

من المسئول وإلى متى؟

إلى متى؟..العلم عند الله
من المسئول؟..بالقطع الحكومة
فمن المسئول عن مراقبة الأسعار وعن تسهيل إجراءات الإستيراد للأفراد والشركات وموازنة السوق؟ 
إن وضع آليات ملزمة للقطاعين العام والخاص مهمة الرقابة على الأسواق ومسئوليها، الشركات التي تستغل حاجة الناس للسلع الأساسية يجب أن يطبق عليها القانون، يجب أن يتم وضع تسعير واحد ملزم للجميع.

كان الله في عون المقبلين على الزواج وعلى المتزوجين حديثا..إننا ندفع شبابنا للفرار، ندفعهم للبحث عن فرص عمل في الخارج، وأختلف مع من سيقول لي أن العالم كله يعاني من نفس الأزمة، لأن المبرر والرد الطبيعي الذي أسمعه من كل شاب قرر الفرار هو:
"علي الأقل أعيش عيشة نضيفة وأحس إني بني أدم"!

ما أقسى هذه الجملة..وما أقسى هذا الشعور!.

المجتمع تحول إلى غابة البقاء فيها للأقوى، لمن لديه أنياب ولا يمتلك ضمير يحاسبه ولا حتى يؤنبه..أما من لازالوا متمسكين بأخلاقهم ومبادئهم فقد أصبحوا على شفا الإنقراض أو الجنون،
فمن الصعب أن يحيا البشر تحت ضغط عصبي مستمر وقلق لا ينتهي وخوف مستمر من غد لا يأتي إلا بالأسوأ..

أملنا في غد أفضل هو رجاء لا ينقطع من الله سبحانه وتعالى.. وحتى يأتي الغد فلا مفر من محاربة هذا " السُعار" المحوم الذي أصاب التجار وإيجاد طريقة سريعة لتثبيت الأسعار التي تزيد كل ساعة بلا رحمة..

فهل من مُجيب؟.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

«الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار

تعد مصر من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للفراولة في المنطقة، حيث تصدر هذا المحصول إلى العديد من الأسواق الدولية، خاصة في أوروبا، والدول العربية، وأمريكا الشمالية،  ويتميز الإنتاج المصري للفراولة بجودة عالية، ويرجع الفضل فيها إلى المناخ المثالي في البلاد واتباع أساليب الزراعة الحديثة.

صادرات الفراولة

يصل إجمالي إنتاج الفراولة في مصر إلى نحو 688 ألف طن سنويًا، منها أكثر من 325 ألف طن من الفراولة المجمدة التي يتم تصديرها بعائد يصل إلى 335.5 مليون دولار،  ويتم تصدير حوالي 42 ألف طن من الفراولة الطازجة بعائد يصل إلى 43.7 مليون دولار، ليصل إجمالي العائد من صادرات الفراولة إلى 379.2 مليون دولار.

 تُعد الفراولة المصرية مصدرًا مهمًا للعائدات الاقتصادية، حيث تُصدر إلى نحو 120 دولة حول العالم، أبرزها الاتحاد الأوروبي، واليابان، وأمريكا، والدول العربية.

محافظ الغربية يستقبل وزير الزراعة النيجيري لبحث سبل التعاون المشترك

دور الحجر الزراعي في تعزيز الصادرات

أكد المهندس السيد عباس، المدير الفني للحجر الزراعي المصري، أن الفراولة المصرية تعتبر من المحاصيل الأكثر طلبًا في الأسواق العالمية، حيث تحتل مصر المركز الرابع عالميًا في تصدير الفراولة، وتتربع على قمة تصدير الفراولة المجمدة. 

وأوضح عباس أن هناك زيادة مستمرة في تصدير الفراولة، لا سيما المجمدة، بفضل دور الحجر الزراعي في فتح أسواق جديدة وتطبيق الرقابة على المزارع، مما يعزز القيمة المضافة للمنتج، مضيفا أن مصر تصدر أكثر من 325 ألف طن من الفراولة المجمدة سنويًا، إلى جانب أكثر من 35 ألف طن من الفراولة الطازجة.

وأشار عباس إلى أن الفراولة المجمدة لا تخضع لرقابة الحجر الزراعي، بل يتم مراقبتها من قبل الصناعات الغذائية، كما شدد على تفوق مصر في تصدير الفراولة المجمدة، حيث تتفوق كميات الفراولة المجمدة المصرية التي يتم تصديرها على تلك التي تصدرها الدول الخمس التالية في هذا المجال.

محافظ الغربية يستقبل وزير الزراعة النيجيري لبحث سبل التعاون المشترك

فتح الأسواق العالمية

أوضح عباس أن فتح السوق الياباني أمام الفراولة المصرية، رغم اشتراطاته العالية، كان له تأثير إيجابي كبير في فتح العديد من الأسواق الأخرى، و كما يتم تصدير الفراولة المصرية إلى أمريكا، التي تعد أكبر منتج للفراولة في العالم، ما يعد دليلاً إضافيًا على جودة المنتج المصري. يمتد موسم تصدير الفراولة في مصر من ديسمبر إلى أبريل، مما يتيح توافر الفراولة في الأسواق العالمية خلال أشهر الشتاء والربيع.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يكشف عن الحل الأمثل لمواجهة الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار (فيديو)
  • رابطة التجار تعلق على قرار إحالة سيارات ذوي الهمم للمهمل
  • أول أزمة عاجلة أمام ترامب.. "نقص البيض" في الأسواق
  • وزير المالية التركي يرد على جشع التجار: لن تقبل بهذه الحجج.. “يجب أن ينتهي الامر الآن”
  • بيان من زيزو بشأن أزمة تجديد عقده مع الزمالك: ما يحدث أمر مؤسف: عاجل
  • هند عصام تكتب: الملكة نيت حتب
  • ضبط دقيق بلدي وزيوت طعام مجهولة المصدر بالفيوم
  • استقرار أسعار النفط مع إعلان ترامب حالة الطوارئ الوطنية في قطاع الطاقة
  • «الفراولة المصرية».. قصة نجاح تكتب بـ 335 مليون دولار
  • لمواجهة أزمة اللحوم.. المغرب يستورد مليون رأس من الماشية